تمكن القمر الصناعي "متتبع الشمس" (Solar Orbiter) من "التنقيب" في أجزاء غير مستكشفة من الغلاف الجوي للشمس بفضل العلماء الذين قاموا بتطبيق اختراق بسيط على كاميرته الرئيسية.

وقدم "متتبع الشمس" الأوروبي الذي تم إطلاقه في عام 2020، سلسلة رائعة من الاكتشافات الجديدة خلال سنواته الثلاث في دراسة الشمس حتى الآن.

وقد أثبتت المركبة الفضائية المجهزة بمجموعة من عشر أدوات، أنها قادرة بشكل خاص على كشف الألغاز المحيطة بالغلاف الجوي للشمس.

A last-minute camera ‘hack’ before launch is letting @esasolarorbiter peer deeper into the Sun’s atmosphere in extreme ultraviolet wavelengths.

Find out how????https://t.co/8qOnqpZRtv#ExploreFarther#SolarOrbiter#WeAreAllSolarOrbiterspic.twitter.com/rxz7gtn36u

— ESA Science (@esascience) September 6, 2023

وكشف العلماء الذين يقفون وراء واحدة من أقوى أدوات "متتبع الشمس"، وهي كاميرا Extreme Ultraviolet Imager (EUI) التي تدرس الأجزاء الأكثر نشاطا من الضوء فوق البنفسجي المنبعث من الشمس، لأول مرة، عن طريقة جديدة تماما لاستخدام هذه الأداة القوية.

وتعمل هذه الطريقة الجديدة للتشغيل بشكل مشابه لأداة تسمى مرسام الإكليل أو جهاز مراقبة طفاوة الشمس، وهو جهاز يحجب قرص الشمس للسماح للعلماء برؤية الغلاف الجوي المحيط الذي هو أضعف بمليون مرة من المنطقة المحجوبة.

وعلى الرغم من أن "متتبع الشمس" يحمل في الواقع مرسام إكليل يسمى METIS، إلا أن هذا الجهاز يراقب الغلاف الجوي الشمسي في الضوء المرئي وفي الجزء فوق البنفسجي ذي الطاقة المنخفضة من الطيف الكهرومغناطيسي.

ولكن في ذلك الجزء من طيف الضوء الذي لا يكون مرئيا إلا لكاميرا EUI، يستطيع العلماء دراسة الظواهر الأكثر إثارة للاهتمام التي تحدث عند الحدود بين الغلاف الجوي للشمس وسطحها.

وقال ديفيد بيرغمانز، الباحث الرئيسي في مشروع EUI، وعالم الفيزياء الشمسية في المرصد الملكي البلجيكي، في البيان: "الفيزياء تتغير هناك، والهياكل المغناطيسية تتغير، ولم نلق نظرة فاحصة عليها من قبل. يجب أن تكون هناك بعض الأسرار التي يمكننا العثور عليها الآن".

إقرأ المزيد الشمس تطلق فقاعة مفاجئة من البلازما باتجاه المريخ ما قد يؤدي إلى حدوث شفق "غريب"

ووصف فريديريك أوشير، عضو الفريق العلمي في مشروع EUI، وعالم الفيزياء الفلكية في معهد الفيزياء الفلكية بجامعة باريس سود في فرنسا، طريقة التصوير الجديدة بأنها نتيجة "اختراق الكاميرا"، وهو تعديل في اللحظة الأخيرة تم تصميمه قبل إطلاق "متتبع الشمس" في أوائل عام 2020.

وقال أوشير في بيان لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA): "خطرت لي فكرة القيام بذلك ومعرفة ما إذا كان سينجح. إنه في الواقع تعديل بسيط للغاية على الأداة".

وفي هذا الاختراق، أضاف العلماء "إبهاما" صغيرا بارزا إلى الغطاء المتحرك للأجهزة. عندما يفتح الغطاء للنصف فقط، يحجب هذا الإبهام قرص الشمس، ما يسمح لكاميرا EUI برؤية الغلاف الجوي الشمسي الخافت بوضوح كبير.

وفي تسلسل الفيديو الذي تم الحصول عليه من خلال وضع التصوير الجديد، قام العلماء بدمج عرض EUI الخاص بـ"متتبع الشمس" للغلاف الجوي للشمس مع صورة للنجم التقطتها مهمة STEREO التابعة لناسا، والتي تدور حول الشمس على مسافة أقرب قليلا من الأرض.

وعلى سبيل المقارنة، تتبع "متتبع الشمس" مدارا بيضاويا يأخذ المركبة الفضائية بشكل دوري داخل مدار كوكب عطارد.

وعن طريق الصدفة، صادف أن STEREO كان ينظر إلى الشمس من نفس الزاوية التي كان عليها "متتبع الشمس" أثناء تجارب وضع التصوير الجديد لكاميرا EUI. وقد سمح ذلك للعلماء بدمج الصور ودراسة الروابط بين الظواهر المرصودة على السطح وفي الغلاف الجوي.

ويمكن للمراقبين على الأرض رؤية الأجزاء الخارجية من الغلاف الجوي للشمس بشكل طبيعي أثناء الكسوف الكلي للشمس. ومع ذلك، يسمح وضع تصوير EUI الجديد للعلماء بالنظر إلى مناطق الغلاف الجوي الأقرب إلى سطح الشمس بكثير مما تسمح به مثل هذه الأحداث النادرة ورسومات الإكليل التقليدية.

وتصور كاميرا EUI الشمس بدقة عالية جدا. وعلى الرغم من أن التلسكوبات الأرضية ذات المرايا الكبيرة يمكنها دراسة سطح الشمس بدقة أكبر، إلا أنها لا تستطيع مراقبة الضوء فوق البنفسجي عالي الطاقة الرائع الذي تراه EUI. وذلك لأن هذا الضوء يمتصه الغلاف الجوي للأرض قبل أن يصل إلى عدسات التلسكوبات.

المصدر: سبيس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا الشمس الفضاء النظام الشمسي مركبات فضائية معلومات علمية نجوم

إقرأ أيضاً:

بعد عام من الدراسة.. حل لغز اهتزاز الأرض لـ 9 أيام !

بغداد اليوم- متابعة

أصيب الخبراء بالحيرة عندما أظهرت أجهزة قياس الزلازل في جميع أنحاء العالم أن الأرض كانت تهتز لمدة تسعة أيام في سبتمبر أيلول 2023.

وقد كان أمرا غير مسبوق أن تنتقل موجة زلزالية بتردد واحد لهذه المسافة الطويلة وهذه المدة. ولكن الآن، بعد مرور عام واحد وبعد إجراء أبحاث مكثفة، تم الكشف عن أن الاهتزازات كانت ناجمة عن تسونامي ضخم ناجم عن انهيار أرضي في غرينلاند، والذي كان بدوره نتيجة لتغير المناخ. وأجرى باحثون، بما في ذلك من جامعة لندن، دراسة وجدت أن قمة جبل يبلغ ارتفاعها 1.2 كيلومتر انهارت في مضيق ديكسون النائي (مضيق يبلغ طوله وعرضه نحو 80 كم (50 ميل) يقع في المحيط الهادئ على الحدود بين كندا والولايات المتحدة).

ولم ير الانهيار الأرضي العين البشرية، وتسبب في ظهور رذاذ من الماء على ارتفاع 200 متر في الهواء، مع موجة يصل ارتفاعها إلى 110 أمتار.

وحسب الباحثون أن هذه الموجة، التي امتدت عبر 10 كيلومترات من المضيق، انخفضت إلى 7 أمتار في غضون بضع دقائق، وبضعة سنتيمترات في الأيام التي تلت ذلك.

ولإثبات كيف يمكن أن يستمر تناثر الماء لمدة 9 أيام، أعاد الباحثون إنشاء زاوية الانهيار الأرضي والمضيق الضيق والمتعرج بشكل فريد، باستخدام نموذج رياضي.

ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة Science، توقع النموذج أن كتلة الماء كانت ستتحرك ذهابا وإيابا كل 90 ثانية، وهو ما يطابق تسجيلات الاهتزازات التي تنتقل في قشرة الأرض في جميع أنحاء الكوكب.

ويقترح الباحثون أن الانهيار الأرضي كان نتيجة لضعف الجليد عند سفح الجبل، ما جعله غير قادر على حمل وجه الصخرة فوقه.

ويعتقدون أن هذا كان في النهاية بسبب تغير المناخ.

وقال الدكتور ستيفن هيكس، المؤلف المشارك، من قسم علوم الأرض بجامعة كوليدج لندن: "عندما رأيت الإشارة الزلزالية لأول مرة، شعرت بالحيرة التامة. على الرغم من أننا نعلم أن أجهزة قياس الزلازل يمكنها تسجيل مجموعة متنوعة من المصادر التي تحدث على سطح الأرض، إلا أنه لم يتم تسجيل مثل هذه الموجة الزلزالية الطويلة الأمد والمتنقلة عالميا، والتي تحتوي فقط على تردد واحد من التذبذب".

مضيفا: "إن دراستنا لهذا الحدث تسلط الضوء بشكل مذهل على الارتباطات المعقدة بين تغير المناخ في الغلاف الجوي، وزعزعة استقرار جليد الأنهار الجليدية في الغلاف الجليدي، وحركات المسطحات المائية في الغلاف المائي، والقشرة الصلبة للأرض في الغلاف الصخري. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل تناثر المياه على شكل اهتزازات عبر قشرة الأرض، وتنتقل حول العالم وتستمر لعدة أيام".

وقد قدر الفريق الدولي أن نحو 25 مليون متر مكعب من الصخور والجليد اصطدمت بالمضيق أثناء الانهيار الأرضي (ما يكفي لملء 10 آلاف حمام سباحة بحجم أوليمبي).

وقد أكدوا حجم تسونامي، وهو أحد أكبر التسونامي التي شهدناها في التاريخ الحديث، باستخدام المحاكاة الرقمية بالإضافة إلى البيانات والصور المحلية.

مقالات مشابهة

  • بوروسيا دورتموند يسقط كلوب بروج بثلاثية رائعة في دوري الأبطال
  • إطلاق HONOR Magic V3 وسلسلة iPhone 16: معركة شرسة في فئة الهواتف الرائدة
  • لمَ يبدو لنا الكون مظلمًا على الرغم من وجود النجوم؟
  • عندما تلمع الفيزياء في روح الشعر.. «هكذا تجيب العلوم الحديثة على تساؤلات الشعراء العرب حول الشمس وعوالق الغلاف الغازي»
  • سامسونغ تستعد لإطلاق هاتف Galaxy F05 بمواصفات رائعة وسعر منافس
  • طبقة الأوزون في طريقها للتعافي
  • محمد عبدالجليل: إيهاب جلال كان شخصية رائعة.. وأتمنى أن يتعلم فتوح الدرس جيدًا
  • بعد عام من الدراسة.. حل لغز اهتزاز الأرض لـ 9 أيام !
  • دراسة: ضوء النهار يساهم في الإصابة بالسمنة لدى الأطفال
  • ظاهرة فلكية تزين سماء العالم خلال ساعات.. ماذا يحدث لـ قمر الحصاد؟