بدء اجتماعات اللجنة المشتركة بين التيار وحزب الله اليوم ولقاء عون والحزب يتقدم
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
حظيَ التطور الرئاسي الذي تمثل بلقاء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد وقائد الجيش العماد جوزاف عون، باهتمام إعلامي.
وفي معلومات جديدة اوردتها" نداء الوطن"، أنّ اللقاء عقد قبل أسبوع في منزل العميد المتقاعد ديديه رحال في الحازمية، وهو قريب العماد عون. وجاء اللقاء مباشرة بعد زيارة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين للبنان الأسبوع الماضي، والذي التقى عون أيضاً الى مأدبة عشاء.
التيار والحزب
في موازاة ذلك، ستعقد اللجنة التقنية المشتركة بين «التيار الوطني الحر» و»الحزب» أول اجتماعاتها، في العاشرة صباح اليوم، وهي المكلفة متابعة النقاش في اللامركزية المالية الموسّعة، وهو أحد مطلبي باسيل للتفاهم مع «الحزب» رئاسياً. وتضمّ اللجنة عن «التيار» النائب ألان عون وانطوان قسطنطين، وعن «الحزب» النائب علي فياض وعبد الحليم فضل الله. فيما ينتظر تأليف لجنة موازية في عملها لمناقشة بند الصندوق الإئتماني، ويُرجّح أن تضمّ من جانب «التيار» النائب سيزار أبي خليل.وفي المعلومات بحسب" نداءالوطن" أن المؤشرات تدلّ الى أنّ هذا الحوار لا يزال في مراحله الأولى، بدليل أنّ باسيل وخلال اجتماع الهيئة السياسية لـ»التيار» الذي عقد مساء الثلثاء الفائت، أبلغ المشاركين أنّه ردّ بوضوح على سؤال «حزب الله» عن هوية المرشح الذي سيصوت له إذا دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة انتخابية في الأسابيع المقبلة، فقال إنّه سينتخب جهاد أزعور.وهذا يعني أنّ مشوار الحوار المشترك الذي لم يقطع طريق الحوار بين باسيل والقوى المعارضة، لا يزال طويلاً. وتفيد المعلومات أنّ الحوار المباشر الذي يتولاه رئيس «التيار» يتناول العناوين العريضة للمطالب المعلنة من جانبه، أي اللامركزية والصندوق الإئتماني، فيما ستتولى اللجنتان صياغة المواد المتفق عليها، وتلك المختلف عليها. وتشير المعلومات إلى أنّ النقاش انطلق من اقتراح زياد بارود، خصوصاً أنّ «الحزب» يعارض توسيع مفهوم اللامركزية، مالياً وتشريعياً وأمنياً. إذ على سبيل المثال، يطالب الفريق العوني بأن تصل نسبة جباية الإدارات المحلية إلى 25% من النسبة العامة لجباية الدولة، فيما يفضّل «الحزب» أن لا تتخطى الـ7% بشكل كبير. أضف إلى أنّ «الحزب» يمانع أن تكون الشرطة البلدية مسلحة. وبهذا يتبيّن أنّ «الحزب» يسعى إلى الاتفاق على مشروع مجوّف في مضمونه، ليكون أشبه بلامركزية إدارية مع بعض الصلاحيات المحدودة، وهذا ما يناقض مفهوم اللامركزية المالية الموسعة التي ينادي بها باسيل ويسوّق لها على أنّها إنجاز للمسيحيين اذا ما تحقق.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
علاقة حزب الله والمسيحيين.. الضرورة والحاجة!
لم يكن الإشتباك السياسي والاعلامي بين البطريركية المارونية "حزب الله" والذي جاء بعد تصريحات البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التي ازعجت الحزب، الخلاف الاول بين الطرفين، اذ ان المواقف لطالما كانت متباعدة بينهما منذ سنوات، حتى خلال عهد البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، وعليه فإن الخلاف الحالي يأتي ضمن المسار العام لاختلاف التوجهات والتموضعات، لكن ما يحصل في هذه المرحلة لديه خصوصية أنه يترافق مع شرخ كبير بين حارة حريك والمسيحيين عموماً.
تعاظم الخلاف السياسي بين "حزب الله" والشارع المسيحي عموماً بعد الطلاق الذي طرأ على العلاقة بين حارة حريك وميرنا الشالوحي، الحليف التقليدي للحزب، اذ ان القوى السياسية المسيحية باتت بغالبيتها العظمى معارضة لأداء الحزب الداخلي وحتى في القضايا الخارجية والاستراتيجية، وبات تالياً الخصم الفعلي للجمهور المسيحي الذي يستند على تراكمات سياسية هائلة، انطلاقاً من ثورة 17 تشرين ووصولاً الى المشاركة في حرب غزة وما بينهما من مواقف واحداث مثل إنفجار المرفأ.
ينظر "حزب الله" للعلاقة مع المسيحيين بأنها ضرورة وحاجة، لكن هذه الحاجة تتبدل من كونها استراتيجية احياناً مثلما كانت عليها بعد العام 2005 عندما وجد الحزب نفسه معزولاً بين كل الطوائف، وتكتيكية كما هي خلال المرحلة الحالية، اذ يجد الحزب أن العلاقة مع القوى المسيحية مهمة لكن يمكن تجاوزها او اقله يمكن عدم التعامل معها بأولوية مطلقة، نظراً للانفتاح السريع الذي يحظى به الحزب بإتجاه الطائفتين السنية والدرزية منذ بدء المعارك العسكرية في جنوب لبنان.
ما يريده الحزب من المسيحيين هو الحماية الوطنية اولا، ومنحه غطاءا سياسيا وطائفيا تحسبا من عودة الخلاف مع السنّة، وعندها يكون تحالف الاقليات احدى خطوط الدفاع الاولى عن المشروع السياسي لـ "حزب الله" وبالتالي لن يكون عندها هناك اي امكانية لاصابة الحزب بشكل فعلي ومؤذ من دون اصابة باقي الاقليات، هكذا يتوحد مصير الجميع ويصبح الدفاع عنهم متمتعاً بشرعية سياسية اكبر، ولا مكن تخظيه او تجاوزه.
في المقابل يعمل المسيحيون بشكل مستمر على الحد من نفوذ "حزب الله" لان تقدم الحزب سياسيا لا يمكن ان يحصل، نظرا للحساسيات مع الشوارع الاخرى وتحديد الشارع السنّي، الا على حساب المسيحيين بسبب خلافاتهم السياسية.
العلاقة بين "حزب الله" والشارع المسيحي بالغة التعقيد، ولا يبدو ان هناك اي طرف في لبنان قادر على فهمها بشكل كامل، خصوصا ان جزء لا بأس به من المسيحيين يشعر ان سلاح "حزب الله" الذي يضرب اسس الدولة التي يحلم بها المجتمع المسيحي منذ عقود، هو نفسه يفرض توازنا مع سلاح الفلسطينيين في المخيمات ويضع حدا لطموحات النازحين السوريين. علاقة الحزب بالمسيحيين مبينة على تناقضات شاملة وعلى حاجة مستمرة وان كانت غير متوازنة. المصدر: خاص "لبنان 24"