NYT: صادرات الصين تتراجع باستثناء سياراتها التي غمرت العالم
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الصين، تغرق العالم بالسيارات، في الوقت الذي تتعثر فيه العديد من صادراتها، وينفق المستهلكون عليها أقل في الداخل.
وأشارت في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن الطلب الخارجي على السيارات الرخيصة المصنوعة في الصين، وأغلبها نماذج تعمل بالبنزين والتي يتجنبها المستهلكون الصينيون الآن لصالح السيارات الكهربائية، كبير للغاية لدرجة أن العقبة الأكبر أمام بيع المزيد في الخارج تتلخص في الافتقار إلى السفن المتخصصة لنقلها.
وقفزت شركات صناعة السيارات الصينية إلى الهيمنة في روسيا منذ بدء الحرب في أوكرانيا، حيث قامت بنقل السيارات بالقطار. كما استحوذت الشركات على حصص كبيرة من الأسواق في جنوب شرق آسيا وأستراليا وأمريكا الجنوبية والمكسيك. ومع استمرار الرسوم الجمركية في عهد ترامب والتي تعيق المبيعات إلى الولايات المتحدة، تستعد شركات صناعة السيارات الصينية لتوجه كبير إلى أوروبا - بمجرد أن يكون لديها ما يكفي من السفن.
وتقوم أحواض بناء السفن على طول نهر اليانغتسي ببناء أسطول من السفن الحاملة للسيارات التي تعمل بمثابة مواقف سيارات عائمة عملاقة، قادرة على حمل 5000 سيارة أو أكثر في المرة الواحدة.
وقال فنغ وانيو، عامل لحام السفن، خلال استراحة الغداء، إن حوض جينلينغ لبناء السفن في ييتشنغ، وهي بلدة قريبة من نانجينغ، "مزدحم على مدار الساعة، وهناك نوبات ليلية كل يوم".
وانخفض إجمالي صادرات السلع الصينية، من كل شيء من الأثاث إلى الإلكترونيات الاستهلاكية، بنسبة 5.5% في الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، وفقا للبيانات الصادرة يوم الخميس. ولكن صناعة السيارات في الصين تضاعفت صادراتها أربع أضعاف في غضون ثلاث سنوات فقط، متجاوزة اليابان هذا العام باعتبارها الرائدة على مستوى العالم. وفي هذا العام ارتفعت صادرات السيارات بنسبة 86% حتى تموز/ يوليو.
وتضاءلت شهية الأسر الصينية للإنفاق على السيارات الجديدة وكل شيء آخر تقريبا مع انخفاض أسعار العقارات، أظهرت ثقة المستهلك علامات قليلة على التعافي حتى بعد رفع ما يقرب من ثلاث سنوات من سياسات "القضاء على كوفيد" الصارمة.
وقالت الصحيفة، إنه حين "تشتري الأسر الصينية السيارات، فإنها تختار بشكل متزايد السيارات الكهربائية من الشركات المصنعة المحلية، التي تقود الإنتاج العالمي للسيارات الكهربائية. والنتيجة هي إمداد هائل من النماذج التي تعمل بالبنزين والتي لم يعد المستهلكون الصينيون يريدونها ولكنهم ما زالوا يبيعونها في الخارج".
وتعاني شركات صناعة السيارات الصينية من طاقة مصنعية غير مستغلة لبناء نحو 15 مليون سيارة تعمل بالبنزين سنويا. وقد استجابوا بإرسال أكثر من أربعة ملايين سيارة هذا العام إلى الأسواق الخارجية بأسعار منافسة.
قال بيل روسو، الرئيس التنفيذي السابق لشركة كرايسلر الصين والذي يشغل الآن منصب الرئيس التنفيذي لشركة أوتوموبيليتي، وهي شركة استشارية في شنغهاي: "لماذا توجهوا نحو التصدير؟ لأنه يتعين عليهم ذلك – ماذا عليهم أن يفعلوا، هل سيغلقون المصانع؟".
وفي جميع أنحاء العالم، تستحوذ شركات صناعة السيارات الصينية على حصة في السوق. ومما يمنح شركات صناعة السيارات في الصين ميزة هو أن المواد الخام المستخدمة في صناعتها من فولاذ وإلكترونيات رخيصة الثمن. كما تمنح الحكومات المحلية في الصين الشركات أراضٍ مجانية تقريبا، وقروضا بفائدة قريبة من الصفر، وإعانات أخرى.
وبعد سنوات من مكاسب الجودة والتحسينات التكنولوجية، أصبحت السيارات الصينية، حتى تلك التي تحتوي على محركات احتراق قديمة، تلفت الأنظار في المعارض الصناعية مثل معرض ميونيخ للسيارات هذا الأسبوع.
وفي أستراليا، تفوقت شركات صناعة السيارات الصينية على منافسيها الكوريين الجنوبيين في المبيعات، وهي تلحق بالمنافسين اليابانيين. كما قامت الصين بتوسيع صادراتها بسرعة إلى المكسيك وبريطانيا، وبدأت في زيادة الشحنات إلى بلجيكا وأسبانيا، اللتين تتمتعان بموانئ مهمة لتفريغ السيارات والتي تخدم كبوابة إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وأدى نقص السفن إلى منع الصين من تصدير المزيد، وقال مايكل دون، الرئيس السابق لشركة جنرال موتورز إندونيسيا: "إنهم يصنعون السيارات بشكل أسرع بكثير من بناء السفن"، ولكن بدأ هذا بالتغير
وقد قدمت شركات صناعة السيارات الصينية مثل BYD وChery، وخطوط الشحن الأوروبية والسنغافورية التي تنقل السيارات لصالحها، تقريبا جميع الطلبات المعلقة حاليا في جميع أنحاء العالم لشراء 170 سفينة تحمل سيارات. قال دانييل ناش، رئيس ناقلات المركبات في شركة VesselsValue، وهي شركة بيانات الشحن في لندن، إنه قبل طفرة تصدير السيارات الصينية، لم يكن يتم طلب سوى أربع سفن شحن سيارات سنويا.
وقال لي تشا، وهو عامل لحام، إنه كان يؤدي نوبات عمل مدتها 12 ساعة مع استراحة لمدة ساعتين في منتصف النهار ليعود بالدراجة إلى المنزل لتناول طعام الغداء، تضيء الأضواء الكاشفة حوض بناء السفن ليلا حتى تتمكن الفرق من القيام بالمهام الملحة بشكل خاص، مثل تركيب الأنظمة الكهربائية.
إن الحافز لبناء المزيد من السفن واضح. وقال ناش إن التكلفة اليومية التي تتحملها شركة صناعة السيارات لاستئجار سفينة تحمل سيارات ارتفعت إلى 105 آلاف دولار، بعد أن كانت 16 ألف دولار قبل عامين. تنفق شركة BYD ما يقرب من 100 مليون دولار أمريكي لبناء ما سيكون أكبر ست حاملات سيارات على الإطلاق. ومن المقرر الانتهاء من معظم السفن في السنوات الثلاث المقبلة.
وأصبحت أوروبا الهدف الرئيسي لمعظم شركات صناعة السيارات الصينية. إنهم يستخدمون علامات تجارية مثل Volvo وMG، التي تم الحصول عليها منذ سنوات عديدة، لكسب قبول أكبر في أوروبا.
وتقوم شركة شنغهاي لصناعة السيارات المملوكة للدولة، والتي استحوذت على العلامة التجارية البريطانية الشهيرة MG في عام 2007، بتصدير سيارات رخيصة الثمن من الصين ليس فقط إلى بريطانيا بل وأيضا إلى أستراليا. عادت MG للظهور من جديد في أستراليا هذا العام كواحدة من أفضل ماركات السيارات مبيعا في البلاد.
وبدأ المشروع المشترك بين جنرال موتورز و SAIC في شحن سيارات Chevrolet Aveo الصغيرة الحجم إلى المكسيك، للبيع في حزيران/ يونيو بسعر يبدأ من 16.300 دولار.
وهناك سوق كبيرة مفقودة بشكل واضح بين الوجهات الرئيسية لصادرات السيارات الصينية، وهي الولايات المتحدة. ولا يتم تصدير أي سيارات صينية تقريبا إلى هناك الآن، ولا يتوقع أن يحصل ذلك في وقت قريب.
وعندما فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية على الواردات من الصين في عامي 2018 و2019، تضمنت الدفعة الأولى رسوما بنسبة 25% على السيارات التي تعمل بالبنزين والسيارات الكهربائية وعلى محركات البنزين وبطاريات السيارات الكهربائية. ولا يقتصر الأمر على أن التعريفات ما زالت قائمة، بل إنها صدرت بموجب تشريع يمنح سلطة تقديرية واسعة للممثلة التجارية للولايات المتحدة، كاثرين تاي حاليا، لزيادتها إذا لزم الأمر.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الصين السيارات السفن اقتصاد سيارات الصين سفن صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السیارات الکهربائیة هذا العام فی الصین
إقرأ أيضاً:
الكشف عن تفاصيل صادمة في انهيار صناعة السفن الأمريكية وصعود العملاق البحري الصيني..
سلطت مجلة "نيوزويك" الضوء على التراجع الكبير في صناعة السفن الأمريكية في مقابل النمو الهائل للصين كقوة بحرية؛ حيث تتزايد الفجوة بين الدولتين في مجال بناء السفن مع تزايد الهيمنة الصينية العالمية في هذا القطاع.
وقالت المجلة، في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لإعادة تنشيط صناعة السفن الأمريكية المتراجعة؛ حيث أعلن في خطابه أمام الكونغرس الأسبوع الماضي عن إنشاء مكتب بحري جديد في مجلس الأمن القومي لتنشيط بناء السفن العسكرية والتجارية على حد سواء.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تقرير نشره هذا الأسبوع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، يسلط الضوء على مكانة الصين كلاعب مهيمن عالميًا في مجال بناء السفن، مما يشكل تحديات اقتصادية وأمنية للولايات المتحدة.
وأشارت المجلة إلى أن البحرية الأمريكية تمتلك أربعة أحواض بناء سفن عامة نشطة فقط، بينما تمتلك الصين ما لا يقل عن 35 موقعًا معروفًا بصلته بالمشاريع العسكرية أو مشاريع الأمن القومي في هذا المجال، وفقًا لباحثي مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذين حللوا 307 من أحواض بناء السفن الصينية، وجميعها "تعمل بتوجيهات من الدولة".
وقد وصف تقرير وزارة الدفاع الأمريكية السنوي حول القوة العسكرية الصينية، الصادر نهاية السنة، البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني بأنها الأكبر في العالم "بقوة قتالية تزيد عن 370 سفينة وغواصة، بما في ذلك أكثر من 140 سفينة حربية سطحية رئيسية".
وأفاد مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية السنة الماضية بأن البحرية التابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني تشغل 234 سفينة حربية، مقارنةً بـ 219 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، وتتمتع الولايات المتحدة بميزة في الطرادات والمدمرات المزودة بصواريخ موجهة، بالإضافة إلى الحمولة الإجمالية، بفضل أسطولها المكون من 11 حاملة طائرات، مقابل ثلاث حاملات للصين.
ومع ذلك؛ قال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية هذا الأسبوع إن الصين في طريقها للوصول إلى أسطول من 425 سفينة بحلول عام 2030، مقارنة بـ300 سفينة تمتلكها البحرية الأمريكية.
وأكدت المجلة أن تضاؤل النفوذ البحري الأمريكي إلى جانب تنامي حجم البحرية الصينية وقوتها يشكل تحديات كبيرة للاستعداد العسكري للولايات المتحدة وحلفائها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن أكبر شركة بناء سفن مملوكة للدولة في الصين، وهي شركة بناء السفن الحكومية الصينية، قامت ببناء سفن تجارية في عام 2024 أكثر مما بنته صناعة السفن الأمريكية بأكملها منذ الحرب العالمية الثانية.
وأوضحت المجلة أن بكين قامت بدمج الإنتاج التجاري والعسكري في العديد من أحواض بناء السفن التابعة لها، مما أتاح لبحرية جيش التحرير الشعبي الصيني الوصول إلى البنية التحتية والاستثمار والملكية الفكرية الخاصة بالعقود التجارية.
وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركات من دول حليفة للولايات المتحدة، اشترت 75 بالمئة من السفن التي بنيت في أحواض بناء السفن الصينية ذات الاستخدام المزدوج، مما منح البلاد إيرادات وخبرات تكنولوجية.
وعلى النقيض من ذلك، أغلقت البحرية الأمريكية خلال العقود السابقة عددًا من أحواض بناء السفن العامة التي كانت تديرها، والتي كانت حيوية للمجهود الحربي الأمريكي في الحرب العالمية الثانية.
وأفادت المجلة بأن تقريرا للكونغرس الأمريكي لعام 2023 سلط الضوء على تضاؤل قدرات الولايات المتحدة في بناء السفن؛ حيث ذكر أن أحواض بناء السفن الأمريكية كانت تبني في سبعينيات القرن الماضي حوالي 5 بالمئة من حمولة السفن في العالم - أي ما يصل إلى 25 سفينة جديدة في السنة -
ولكن بحلول الثمانينيات، انخفضت هذه النسبة إلى المعدل الحالي البالغ حوالي خمس سفن في السنة.
وفي الوقت نفسه، كشفت إحاطة مسربة للبحرية الأمريكية أن قدرة الصين على بناء السفن كانت أكبر بـ 232 مرة من قدرة الولايات المتحدة.
وختمت المجلة بأن التقرير الصادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بعنوان "حروب السفن"، أوصى بضرورة اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات حاسمة للتصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية متعددة الأوجه التي تفرضها صناعة بناء السفن الصينية، مؤكدًا أن التجارب السابقة في صناعات مثل الألواح الشمسية وبطاريات السيارات الكهربائية، حيث تم إقصاء الشركات الأمريكية والحليفة بالكامل تقريبًا من السوق بسبب التصنيع الصيني منخفض التكلفة، تقدم تحذيرات واقعية لما يمكن أن يحدث في صناعة بناء السفن