كيف يحمي المرء نفسَه من نزغات الشيطان؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
الاستقامة على منهج الله من اسباب النجاة ومن اسباب رفع البلاء ومن اسباب النجاة من نزغات الشيطان والوقاية من نزغات الشيطان تكون أولًا بالحذر منه، ودوام استحضار عداوته الراسخة لبني آدم، فمن استشعر أن الشيطان عدوه أخذ حذره منه، وتهيأ لتلك الحرب التي لا تضع أوزارها إلا بمفارقة الروح الجسد، قال تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ.
وأعظم سبيل للحماية من الشيطان هو الالتزام بالكتاب والسنة علمًا وعملًا، فالكتاب والسنة جاءا بالصراط المستقيم، والشيطان يجاهد كي يخرجنا عن هذا الصراط، قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ {الأنعام:153}.
إن الالتزام بالكتاب والسنة قولًا وعملًا يطرد الشيطان، ويغيظه أعظم إغاظة، روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأ ابنُ آدم السجدة فسجد، اعتزل الشيطان يبكي، يقول: يا ويله، وفي رواية أبي كريب: يا ويلي، أمر ابن آدم بالسجود فسجد، فله الجنّة، وأُمرتُ بالسجود فأبيت، فلي النار. رواه مسلم.
وخير سبيل للاحتماء من الشيطان وجنده هو الالتجاء إلى الله، والاحتماء بجنابه، والاستعاذة به من الشيطان، فإنه عليه قادر، فإذا أجار عبده فأنى يخلص الشيطان إليه!؟ قال تعالى: خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [الأعراف: 199-200] .
وقد أمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة بالله من همزات الشياطين، وحضورهم: وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ [المؤمنون: 97-98].
وهمزات الشياطين: نزغاتهم ووساوسهم، فالله يأمرنا بالاستعاذة به من العدو الشيطاني لا محالة؛ إذ لا يقبل مصانعة ولا إحسانًا، ولا يبتغي غير هلاك ابن آدم، لشدة العداوة بينه وبين آدم، يقول ابن كثير في تفسيره: والاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى، والالتصاق بجنابه من شرّ كل ذي شرّ ...
ومعنى (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني، ودنياي، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه، فإن الشيطان لا يكفّه عن الإنسان إلا الله؛ ولهذا أمر تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته، بإسداء الجميل إليه؛ ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجنّ؛ لأنه لا يقبل رشوة، ولا يؤثر فيه جميل؛ لأنه شرير بالطبع، ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: من الشیطان الله من
إقرأ أيضاً:
ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟.. آيات تطفئ النار الملتهبة
نصحت دار الإفتاء المصرية، مَن يتعرّض لما يُغضبه عليه أن يتوضأ؛ فإن الوضوء يطفئ لهيب الغضب، ويقضي على شرارته.
ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟واستشهدت دار الإفتاء في إجابتها عن سؤال: ماذا يفعل المسلم عند الغضب؟ بما ورد عن عبد الله بن بجير الصنعاني قال: دخلنا على عروة بن محمد السعدي، فكلَّمه رجل، فأَغضبه، فقام فتوضأ، فقال: حدَّثني أبي عن جدي عطية، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الْغَضَبَ مِنَ الشَّيْطَانِ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ خُلِقَ مِنَ النَّارِ، وَإِنَّمَا تُطْفَأُ النَّارُ بِالْمَاءِ، فَإِذَا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ» رواه أبو داود في "سننه"، والإمام أحمد في "مسنده".
كما أن ذكر الله يبعث في القلب خشية تُعِينُ الإنسان على التأدب والتحكم في الغضب؛ قال الإمام الماوردي [واعلم أن لِتَسْكِينِ الغضب إذا هجم أسبابًا يُستعان بها على الْحِلْمِ؛ منها: أن يذكر الله عز وجل؛ فَيَدْعُوهُ ذلك إلى الخوف منه، وَيَبْعَثُهُ الخوف منه على الطاعة له، فَيَرْجِعُ إلى أدبه ويأخذ بِنَدْبِهِ؛ فعند ذلك يزول الغضب؛ قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ﴾ [الكهف: 24]] اهـ.
دعاء الغضب من شخص“أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. لا إله إلا الله العظيم الحليم،لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب العرش الكريم.
اللهم اجعل لي من كل ما أهمني و كربني من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي وثبت رجاك في قلبي، و اقطعه ممن سواك حتى لا أرجو أحدًا غيرك.”
“يا من يكتفي من خلقه جميعًا ولا يكتفي منه أحد من خلقه يا أحد من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك أغثني..أغثني يا عزيز يا حميد يا ذا العرش المجيد أصرف عني شر كل جبار عنيد..اللهم إنك تعلم أني على إساءتي وظلمي وإسرافي أني لم أجعل لك ولدًا ولا ندًا ولا صاحبة ولا كفوًا فإن تعذب فأنا عبدك وإن تغفر فإنك العزيز الحكيم.”
“اللهم إني أسألك يا من لا تغلطه المسائل ويا من لا يشغله سمع عن سمعيا من لا يبرمه إلحاح الملحين.. اللهم أني أعوذ بك من جهد البلاء ودرك الشقاءوسوء القضاء وشماتة الأعداء دعاء الحزن والضيق يا لطيف.. يا لطيف.. يا لطيف الطف بي بلطفك الخفي و أعني بقدرتك.”
“اللهم إني أنتظر فرجك وأرقب لطفك فالطف بي ولا تكلني إلى نفسي ولا إله غيرك لا إله إلا الله الرحمن الرحيم
اللهم إني أنزلت بك حاجتي كلها الظاهرة والباطنة والدنيوية والأخروية، اللهم اكفني ما همني وما لا أهتم له.. اللهم زودني بالتقوى واغفر لي ذنبي ووجهني للخير أينما توجهت اللهم يسرني لليسرى وجنبني للعسرى.”
آيات تطفئ الغضبقال الله تعالى: “وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ” الآية 134 من سورة آل عمران.
قال تعالى: “وإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ” الآية 36 من سورة فصّلت
قال تعالى: « َنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ»
روي في صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنهأنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “ليس الشّديد بالصّرعة، إنّما الشّديد الّذي يملك نفسه عند الغضب”
روي في سنن أبي داود والتّرمذي وابن ماجة عن معاذ بن أنس الجهني الصحابيّ رضي الله تعالى عنهأنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم قال:“من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفّذه دعاه الله سبحانه وتعالى على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتّى يخيّره من الحور ما شاء “
روي في صحيحي البخاري ومسلم عن سليمان بن صرد الصحابي رضي الله تعالى عنهقال: “كنت جالسًا مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ورجلان يستبّان،وأحدهما قد احمرّ وجهه وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم”:” إنّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجهد، لو قال: أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم،ذهب منه ما يجد، فقالوا له: إنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: تعوّذ بالله من الشّيطان الرجيم، فقال: وهل بي من جنون؟ “