مسؤول سابق بالموساد يضع 4 خيارات للتعامل مع القضية الفلسطينية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
في الوقت الذي يتأزم فيه الاحتلال أمام تصاعد المقاومة، تجتهد دوائره السياسية والأمنية في إيجاد حلول لأزماته المتلاحقة، حتى وصل الأمر بها لوضع جملة من الخيارات المحدودة للتعامل مع القضية الفلسطينية.
لكن لكل واحد من هذه الخيارات عواقب مختلفة، لاسيما مع الزيادة الملحوظة في الهجمات، والاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين.
ميشكا بن ديفيد المسئول السابق في جهاز الموساد، وضع الخيار الأول المتمثل "باستمرار سيطرة الاحتلال على ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة والقدس المحتلتين، في ظل إراقة الدماء اليومية لهجمات الطعن والدهس، وإطلاق النار ورشق الحجارة، وعمليات الاعتقال المعقدة التي يقوم بها الجيش، كما هو الحال السائد منذ جيلين.
أما الخيار الثاني فهو "اتخاذ إجراءات جذرية يقترحها اليمين المتطرف، مثل طرد الفلسطينيين من منازلهم، وفرض حظر التجول عليهم، ومنع حركة مرورهم على الطرق المختلطة مع المستوطنين".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الخيار الثالث يرتبط بإعلان
إسرائيلي لضم الضفة الغربية التي تشهد تكثيفا واضحا للخطط الاستيطانية التي يقودها الوزيران بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، أما الخيار الرابع والأخير فهو الانفصال عن الفلسطينيين، هم هناك، ونحن هنا، هم يعيشون حياتهم، ونحن لا نتدخل، طالما لا توجد حوادث أمنية، تأسيساً للانفصال السياسي في المستقبل".
وأكد أن "هذه الخيارات الأربعة تستدعي البحث في تحليل لاحتمالاتها، أولاها استمرار الوضع القائم الذي يتزايد فيه ثمن الاحتفاظ بأراضي الفلسطينيين تحت سيطرة الاحتلال، فيما تتزايد شجاعتهم وتسليحهم، مع فقدان الأفق السياسي، وإضافة مزيد من المستوطنات ليرفع مستوى الإحباط، والاستعداد لمزيد من شن الهجمات، ولعل ما عاشه الإسرائيليون في الانتفاضات، وما يعيشونه الآن من العمليات هو ثمن باهظ في كل الأحوال.
وقال إن هذا الثمن سيستمر في الارتفاع، لأن سكان المستوطنات يعيشون في كابوس متواصل، والفلسطينيون وصلت لديهم حالة القمع الإسرائيلي، وانعدام الأمل السياسي إلى حد الاستعداد العفوي لاستهداف الإسرائيليين بأعداد متزايدة".
وأشار إلى أن "الاحتمال الثاني يتمثل بتفاقم السياسة اليمينية الحالية التي تؤثر على تصاعد المقاومة، وفي هذه الحالة على الإسرائيليين أن يتذكروا كيف حكم الفرنسيون الجزائر وفيتنام والأسبان في أمريكا الجنوبية، بحيث ستكون هناك سياسة قاسية بشكل غير معقول في مواجهة الفلسطينيين المدنيين، وطرق منفصلة لليهود والفلسطينيين، والحرمان من العمل في إسرائيل، وزيادة في مستوى الفقر والإحباط، وهذا من شأنه أن يثير إدانات قاسية في العالم، وسيؤدي لخلق المزيد من الهجمات المسلحة".
وأوضح أن "الاحتمال الثالث المتمثل بالضمّ، له نتيجتان محتملتان: أولاهما إعطاء وضع مدني متساو لفلسطينيي الضفة والقدس، ثم تصبح إسرائيل بذلك دولة ثنائية القومية، لا يهودية ولا صهيونية؛ أو خلق طبقتين مختلفتين، وترك الفلسطينيين في حالة مدنية جزئية فقط، أي دولة فصل عنصري رسمية، ولن تقبل القوى الليبرالية فيها بذلك، وسينهار السلام مع الدول العربية، ويفرض علينا العالم عقوبات، ويكسرنا كما كسر جنوب أفريقيا زمن الفصل العنصري".
وختم بالقول أن "الاحتمال الرابع المتمثل بالانفصال عن الفلسطينيين هو الوحيد الذي يبعث الأمل فينا، وهو الحل المتفق عليه في المستقبل، رغم أن تعقيد مثل هذا الحل كبير، لكنه ممكن، فخطة ترامب المسماة صفقة القرن تركت 90 بالمئة من المستوطنات على 30 بالمئة، من الضفة الغربية، مع الأسوار والجدران والطرق الالتفافية والأنفاق، مما يخلق فصلا كاملا بين السكان، رغم وجود معارضين شرسين من الجانبين لتقسيم الضفة الغربية، لكنه الوقت المناسب للحل العقلاني والواقعي الذي ينتصر على المشاعر الدينية اليهودية والمسيحانية".
وتساءل بن ديفيد: "ما الذي يجعل الجنود يخاطرون بحياتهم حتى تقوم الحافلات المليئة بالمستوطنين بزيارة المواقع الدينية في بعض مناطق الضفة الغربية مثل نابلس وبيت لحم".
وتكشف هذه الخيارات الأربعة، واحتمالاتها المترافقة معها، عن توجه اسرائيلي يزداد يوما بعد يوم، ويقضي بأن يتم الانفصال عن الفلسطينيين، كمرحلة من الانفصال السياسي المشروطة بخطوات تمنع قيام دولة فلسطينية، وتحولها إلى كيان معاد للاحتلال، من خلال دمجها في جملة من المشاريع المشتركة، والعمل في إسرائيل، واحتمال العودة إلى خيار الاتحاد مع الأردن، والاستثمار الضخم في غزة، بديلا عن دعوات المتطرفين اليهود المتطلعين لحرب "يأجوج ومأجوج" التي لا أحد يعرف كيف ستنتهي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الاحتلال الفلسطينية العمليات فصل عنصري فلسطين الاحتلال عمليات فصل عنصري صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
مسؤول سابق في الشاباك: لا نستطيع منع استعراض حماس خلال تسليم الأسرى
أكد مسؤول سابق في جهاز "الشاباك" الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أنّ تل أبيب لا تستطيع منع الاستعراض العسكري لحركة حماس في قطاع غزة خلال عملية تسليم الأسرى.
وعلّق المسؤول الكبير السابق في "الشاباك" موشيه فوزيلوف، على العرض العسكري الذي نظمته كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، قائلا: "إسرائيل ليس لها علاقة باستعراض القوة الذي تقوم به حماس".
وتابع خلال حديثه مع صحيفة "معاريف": "أعتقد أننا في تل أبيب ليس لنا أي علاقة بهذا الأمر، وينبغي لنا أن نركز على إطلاق سراح الأسرى".
ولفت إلى أن "استعراض القوة من قبل حماس، وصعود المجندات الإسرائيليات على المنصة وخروجهن قويات، أفاد حركتا حماس والجهاد، وخروجهن بالزي العسكري كان يخدم مصالح الحركتين الفلسطينيتين"، مؤكدا أنهما سيفعلان أي شيء يخدم هذه المصلحة.
وتابع قائلا: "استعراض القوة وما حدث في مدينة غزة كإهانة للأسيرات أو استخفاف بهن ليس بالأمر السهل، وأعتقد أنهم سيفعلون ذلك مرة أخرى"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام باتت تساوي بين إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين الأمنيين وإطلاق سراح جنديات، لذلك فإن هذا يخدم "حماس" وروايتها.
وحول الردود الإسرائيلية على العروض العسكرية لحركة حماس"، قال فوزيلوف: "لا أعتقد أننا نستطيع فعل أي شيء حيال هذا الأمر، ولا نحتاج إلى ذلك، بل علينا التركيز على إطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين وبأسرع وقت ممكن".
وذكر أن "كل مختطف يعود بعد عام ونصف لم نتمكن من إعادته من خلال الاستخبارات ووسائل جهاز الأمن والجيش الإسرائيلي، هو نوع من المعجزة التي يجب أن نتمتع بها ونأخذها بكلتا يدينا".
وشدد على أن "إسرائيل خسرت هذه الحرب بالفعل، وما تحتاجه للفوز هو معركتها التالية بعد إطلاق سراح جميع الأسرى"، موضحا أننا "نحتاج إلى العودة إلى العمل في غزة بطريقة منظمة، والقضاء على حماس، والعمل على حل مشكلة غزة".