موقع النيلين:
2025-02-03@09:12:48 GMT

علي عسكوري: عزاء واجب..!

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

علي عسكوري: عزاء واجب..!


من العادات الراسخة في المجتمع السودانى – وهى من العادات القليلة التى تجمع عليها المكونات المجتمعية للسودانيين رغم تنوعها – أداء واجب العزاء لأهل المتوفي.

فعند الاعلان عن خبر وفاة يترك الناس اى شىء في يدهم ويسرعون اما لحضور مراسم الدفن او التوجه مباشرة لبيت العزاء ان فاتهم الدفن. (بل) أكثر من ذلك يسافرون مئات الكيلومترات بل ربما الالاف لمواساة الاقرباء او الاصدقاء او الجيران.

وواجب العزاء فى عرف السودانيين واجب اجتماعي لا يدانيه اى واجب آخر، والتقصير فيه يجلب الملامة (بل) ربما انتهاء الروابط الاجتماعية. وعلى كل يكاد واجب العزاء عندهم واجبا مقدسا تسقط دونه اغلب الاعذار.

اكثر من ذلك يتجاوز السودانيون الخصومات والقطيعة الاجتماعية ويهبون لتقديم واجب العزاء لخصومهم او الذين لهم خصومة معهم. واذكر قصة كانت تروى عن اسرتين متخاصمتين في نزاع حول ارض زراعية و صار بينهما ما صنع الحداد، من اعتداءات جسمانية وتهديد وسجون ومحاكم الخ.. لدرجة انقسام سكان القرى من حولهم كل يناصر اسرة وعلى ذلك وقع اصطفاف اجتماعي اعاد ترتيب المصالح و (المعايش) لسكان القري. وبعد فترة من النزاع توفي ابن احد الاسرتين المتخاصمتين، عند ذلك هب خصمهم لتأدية واجب العزاء… وصل الرجل والناس مجتمعين في العزاء الامر الذى اثار استغرابهم… وبعد قراءة الفاتحة على الميت، وبعد ما لاحظ دهشة المعزين من حضوره ولتفسير الموقف خاطب خصمه: “يا خوى انا جيت اعزيك… حرابتنا في محلها”. و هكذا، استن ذلك الرجل سنة جيدة وهى ان تادية واجب العزاء لا يسقط الخصومة او الحرابة.. وها نحن نستفيد من تلك السنة الحميدة اليوم.

نحن اليوم بصدد تقديم واجب العزاء للقحاتة.. جماعة المركزى.. فقد تراكمت الصدمات والنكبات والخيبات والضربات عليها بما يحتم مواساتهم وتقديم واجب العزاء لهم.
لقد تماهت المجموعة مع مليشيا الدعم السريع حتى اصبحت الجناح السياسي لها، تستميت في الدفاع عنها وعن جرائمها ضاربة عرض الحائط بمعاناة المواطنين تحت نير المليشيا وجرائمها وانتهاكها لابسط حقوق الانسان.

كانت نكبة المجلس المركزى الاولى في قائد مليشياتهم، فما كادت المليشيا تشن هجومها على المواطنين وعلى القوات المسلحة حتى اصيب قائدها في مقتل اقعده عن الظهور ولم يعد احد يعلم على وجه الدقة مصيره وان رجح موته عند الغالبية وان زعم البعض انه تحول ل(بعاتي). وعلى كل، فالثابت ان الرجل اصبح خارج دائرة الفعل تماما، وهكذا فقد المركزى قائده الذى غامر بتنصيبه ملكا على بلاد السودان كى يحكموا تحت حمايته راهنين سيادته ومقدراته للاجانب.

ثم مالبث ان دارت عليهم دائرة المعارك، فصار جنود مليشياتهم صرعي كأعجاز نخل خاوية، تحت حمم وراجمات الجيش، قتلاها بالالاف كل يوم ولا بواكى عليهم، بينما تنظر جماعة المركزى الى تساقط القتلى والحسرة تدمى قلبها، فكلما دحرت القوات المسلحة موجة من المليشيا ابتعد المركزى فراسخ عدة عن التفاوض وتآكلت منسأته العسكرية التى يستند عليها، ينادون يا (خليج) ولا مجيب!

اما الضربة الثالثة فقد جاءتهم من حيث لا يحتسبون! جاءتهم من امريكا التى ما انفكوا يعتقدون انها حليفتهم ورافعتهم وانها حصان طروادة الذى سيحملهم الى كراسي الوزارة. فأجأتهم امريكا واتهمت قائد مليشياتهم بتهم تجعله من عتاة المجرمين في التاريخ. وهكذا اسقط في يد جماعة المركزى واصبح عليها البحث عن قائد جديد لما تبقي من مليشياتها، كما يتوجب عليها ايجاد مصادر تمويل لشراء السلاح و لرحلاتها الخارجية بعد أن جمدت امريكا اموال قائد مليشياتها واعادته كما ولدته امه، مفلسا ومطاردا لا يكاد يجد مكانا في الارض ليختبيء فيه! (انتو زمان مش البشير قاليكم المتغتي بأمريكا عريان…! ما فهمتوا كلامه ولا شنو)!
اما الضربة الرابعة فجاءتهم من رئيس مجلس السيادة القائد العام بحل مليشيا الجنجويد والغاء قانونها من اساسه! اى لم يعد اليوم ما يسمى بالدعم السريع موجودا، و عليه لا تفاوض مع مليشيا متمردة؛ إما وضع السلاح والاستلام اما السحق الكامل لآخر جندى كما اعلن الرئيس للشعب السوداني من قاعدة البحرية في بورتسودان.

كان هذا القرار بمثابة دابة الارض التى اكلت منسأة المركزى فخر الى الارض لا شيء يستند عليه لينهض.

الان تهاوت المليشيا، وامريكا تتربص بقائد المليشيا المختفي وتتربص بكل من يتواصل معه، وحجزت على امواله وحذرت الدول من التعامل معه، اما الشعب السودانى فقد لفظكم ولا مكان لكم بينه بعد ان صمتم على جرائم مليشياتكم في حقه، فأين تذهبون..!

و الأن، وقد اصابت قادتكم مصيبة الموت السياسي و السريري او البعاتى ، ومن واقع عاداتنا السودانية يقع علينا واجب تعزيتكم فى هذه الفواجع و سوء المنقلب، وخسران الدنيا والاخرة.
فنحن اصحاب واجب؛ اما حرابتا معكم تظل كما هي كما قال الرجل.
(بس ورونا فارشين وين)..!
ايها الشعب السودانى هبوا لتعزية القحاتة.
هذه الارض لنا

علي عسكوري

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: واجب العزاء

إقرأ أيضاً:

الجهاز المركزى يعتمد مركزي الدراسات الدولية للتعليم عن بعد بطنطا

أعلن الدكتور محمد حسين القائم بعمل رئيس جامعة طنطا عن اعتماد مركزي الدراسات الدولية للتعليم عن بعدبالجامعة، والبحوث والاستشارات الهندسية بكلية الهندسة، من الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ضمن مراكز التدريب على المستوى القومي، في مجال التدريب الإداري والحاسب الآلي، وإدراجهما ضمن دليل مراكز التدريب المعتمدة على المستوى القومي.

أكد الدكتور محمد حسين أن ذلك يأتي في إطار خطة الجامعة التي تستهدف تطوير العمل في المراكز والوحدات وتأهيلها للحصول على الاعتماد، مثمنا جهود فرق العمل بالمركزين، ودورهم في استيفاء كافة المعايير والمتطلبات اللازمة التي تعكس التزامهما بأعلى مستويات الجودة والتميز في تقديم الخدمات، مشيراً إلى أن اعتماد المركزين يعزز مكانتهما ويعكس مدى التزامهما بتحقيق أعلى درجات الجودة.

 

على صعيد اخر انعقد أمس الاجتماع الدوري لمجلس جامعة طنطا عن شهر يناير برئاسة الدكتور محمد حسين القائم بأعمال رئيس جامعة طنطا، بحضور الدكتور فؤاد هراس رئيس جامعة طنطا الأسبق، والدكتور عبد الحكيم عبد الخالق رئيس الجامعة الأسبق، والدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور حاتم أمين نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وعمداء الكليات، والمستشار القانوني للجامعة، وأمين عام الجامعة.

استهل الدكتور محمد حسين القائم بعمل رئيس الجامعة كلمته بالترحيب بالدكتور فؤاد هراس والدكتور عبد الحكيم عبد الخالق رؤساء الجامعة السابقين لاختيارهم أعضاء بمجلس الجامعة لمدة عامين، مشيداً بإسهاماتهم في أعمال التطوير طوال فترة توليهم رئاسة الجامعة.

 كما رحب بالدكتور عيسوي قاسم عميد كلية الزراعة بعد صدور القرار الجمهوري بتعينه عميدا للكلية، متمنيا له التوفيق في أداء مهام عمله، وأن تحقق الكلية مزيدا من التقدم خلال الفترة القادمة خاصة بعد تحديد محور " الزراعة" بجانب محوري الطاقة والمياه ضمن تكليفات جامعة طنطا في تحالف إقليم الدلتا.

وثمن القائم بعمل رئيس الجامعة التحرك السريع من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمجلس الأعلى للجامعات بشأن الحفاظ على المستقبل الدراسي للمبتعثين بالخارج ضمن برامج منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، مشيراً إلى أن الجامعة لديها عدد من المشروعات بالتعاون مع الوكالة تتضمن 3 مراكز جامعية للتطوير المهني بكليات الهندسة والتجارة والعلوم ومشروع المعلم المتميز بكلية التربية، ومركز خدمات الطلاب ذوى الإعاقة بجامعة طنطا، مؤكداً على أن المراكز مستمرة في عملها بنفس الكفاءة وخطط العمل، مع التزام الجامعة بتوفير كافة أشكال الدعم الفني والمادي لاستمرار تقديم خدماتهم لجميع طلاب الجامعة.

وقدم الدكتور محمد حسين الشكر لعمداء الكليات أعضاء هيئة التدريس وفرق العمل لجهودهم المتميزة خلال فترة انعقاد امتحانات الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2024 /2025، مما أسهم في تحقيق انتظام العملية الامتحانية وانهائها في سهولة ويسر، موجها بسرعة الانتهاء من أعمال التصحيح والكنترولات وإعلان النتائج في أسرع وقت.

قدم الدكتور محمد حسين عرضا تقديميا تناول خلاله جهود الجامعة في المشاركة في المبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الانسان"، من خلال خطة تنفيذية للمشاركة في المحاور الرئيسية التي شملت التعليم والصحة والتوظيف استهدفت منسوبي الجامعة والمواطنين بالنطاق الجغرافي لمحافظة الغربية، من خلال مدخل استراتيجي ارتكز على مستهدفات رؤية مصر 2030، والمبادئ ال7 للاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، و أظهر التقرير تنظيم ما يقرب من 450 فاعلية، شارك فيها ما يتجاوز 117 ألف مستفيد من طلاب الجامعة ومنسوبيها والمجتمع الخارجي.

 شارك في تنفيذها كافة القطاعات الرئيسية والكليات والمراكز والوحدات بالجامعة، وقدمت الخدمات لجميع فئات المواطنين التي استهدفتها المبادرة، موجها الشكر للدكتور محمود سليم نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة لجهود القطاع المتواصلة خلال المبادرة في أنشطة القوافل التنموية المطورة بقرى ومراكز محافظة الغربية.

 كما قدم الشكر للدكتور أحمد غنيم عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والمدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، ومديري المستشفيات لجهودهم المتميزة في تقديم كافة الخدمات الطبية لجميع المصابين في حادث "طنطا – قطور ".
كما تناول العرض التقديمي أبرز التصنيفات التي ظهرت فيها الجامعة خلال عام 2024 / 2025 وظهورها لأول مرة بالعديد من التصنيفات الدولية المرموقة، بجانب التقدم الواضح في باقي التصنيفات، مشيرا إلى أن التصنيفات الدولية تعكس جهودا تمت بشكل تراكمي خلال الأعوام السابقة، موجها الشكر للمركز الرئيسي للأداء المؤسسي ووحدة التصنيف الدولي على جهودهم في الارتقاء بمكانة الجامعة في التصنيفات الدولية.

وأشاد  أن تكون الأبحاث العلمية والمشروعات الطلابية موجهة لخدمة الأغراض التنموية على المستوى القومي، لتحقيق مفاهيم وأهداف الاقتصاد المبني على المعرفة والتحول نحو جامعات الجيل الرابع، وأن تمثل الجامعات قوة اقتصادية تمتلك الأطر المنهجية والأدوات القادرة على تنفيذ استراتيجية الدولة المصرية ومستهدفات رؤية مصر 2030.
واستعرض القائم بأعمال رئيس الجامعة الإطار العام وأهداف ومعايير التقييم لمسابقة أفضل جامعة للأنشطة الطلابية للعام الجامعي 2024 / 2025، موجها بتكثيف جهود الكليات في تنفيذ خطط الأنشطة الطلابية ومتابعتها مع توسيع دوائر المشاركات الطلابية، والتوجه نحو ابرام بروتوكولات تعاون مع الجامعات الأجنبية في مجال التبادل الطلابي.


وقدم الدكتور محمد النمر المدير التنفيذي للمركز الرئيسي للخدمات الالكترونية والمعرفية، عرضا تقديميا إشتمل على المنصات الجديدة الخاصة بالنظم لإدارية والأعمال المكتبية فضلا عن ربط الخدمات الادارية بالموقع الجغرافي لمتلقى الخدمة والتطور فى منصات إدارة التعلم ، وما تم إنجازه من إجراءات تنفيذية للانتهاء من التحول الرقمي الكامل للجامعة وقطاعاتها الرئيسية وكلياتها.

مقالات مشابهة

  • الجهاز المركزى يعتمد مركزي الدراسات الدولية للتعليم عن بعد بطنطا
  • محافظ الدقهلية يقدم واجب العزاء إلى نيافة الأنبا ماركوس في وفاة والده
  • محافظ القاهرة يشهد افتتاح وحدة الماموجرام بمستشفى الشروق المركزى
  • والي ولاية الخرطوم يقدم واجب العزاء في شهداء قوات الإحتياطي المركزي ويثمن تضحياتهم
  • ممثل رئيس دولة الإمارات يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد
  • ممثل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز
  • سيف بن زايد يقدم واجب العزاء في وفاة الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز آل سعود
  • سيف بن زايد يقدم واجب العزاء بوفاة الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز آل سعود
  • أمين العاصمة يقدم واجب العزاء في وفاة المهندس القراتلي
  • حمدان بن زايد يقدم واجب العزاء في وفاة محمد أحمد المرر بمدينة زايد