الاستعاذة من العذاب عند المرور بآياتها في الصلاة.. مستحبة أم مكروهة؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
بينت دار الإفتاء حكم الاستعاذة من العذاب عند المرور بآية عذاب في الصلاة، حيث أوضحت أن الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في الصلاة، وكأن المؤمِّن يستجير بالله تعالى من العذاب إذا مرَّ بآية وعيد؛ فقد اختلف فيها الفقهاء.
الاستعاذة من العذابفقد ذهب الحنفية والمالكية، وهي إحدى الروايات عن الحنابلة في حكم الاستعاذة من العذاب: إلى كراهة الاستعاذة عند المرور بآية عذاب في صلاة الفريضة، وإلى جوازه في غير الفريضة، وزاد الحنفية الاستحباب للمنفرد.
ذهب الشافعية، والحنابلة في رواية: إلى أنَّ ذلك مستحب لكل قارئ مطلقًا، سواء في الصلاة وخارجها وسواء الإمام والمأموم والمنفرد.
قال الإمام السرخسي في "المبسوط" (1/ 198-199، ط. دار المعرفة): [قال: (وإذا مرَّ المصلي بآية فيها ذكر الجنة فوقف عندها وسأل، أو بآية فيها ذكر النار فوقف عندها وتعوذ بالله منها فهو حسن في التطوع إذا كان وحده)... فأمَّا إذا كان إمامًا كرهت له ذلك؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يفعله في المكتوبات، والأئمة بعده إلى يومنا هذا، فكان من جملة المحدثات، وربما يملّ القوم بما يصنع وذلك مكروه، ولكن لا تفسد صلاته؛ لأنه لا يزيد في خشوعه، والخشوع زينة الصلاة، وكذلك إن كان خلف الإمام، فإنه يستمع وينصت] اهـ.
سبب لقبول عملك ونجاتك من العذاب.. خطيب المسجد النبوي يوصي بهذا العمل حفظ القرآن واجب على الجميع ويأثم من يتكاسل عنه.. هل صحيحوقال الإمام الحطاب في "مواهب الجليل" (1/ 544، ط. دار الفكر): [(فرع) قال في المسائل الملقوطة: إذا مرَّ ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في قراءة الإمام فلا بأس للمأموم أن يصلِّي عليه، وكذلك إذا مرَّ ذكر الجنة والنار فلا بأس أن يسأل الله الجنة ويستعيذ به من النار، ويكون ذلك المرة بعد المرة] اهـ.
وقال الإمام النووي في "المجموع" (2/ 165، ط. دار الفكر): [ويستحبُّ إذا مرَّ بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله، وإذا مرَّ بآية عذاب أن يستعيذ من العذاب أو من الشَّرِّ ونحو ذلك، وإذا مرَّ بآية تنزيه لله تعالى نزَّه، فقال: "تبارك الله" أو "جلَّتْ عظمة ربنا" ونحو ذلك، وهذا مستحبٌ لكلِّ قارئ سواء في الصلاة وخارجها، وسواء الإمام والمأموم والمنفرد] اهـ.
وقال الإمام المرداوي في "الإنصاف" (2/ 109-110، ط. دار إحياء التراث): [قوله: (وإذا مرَّت به آية رحمة أن يسألها، أو آية عذاب أن يستعيذ منها) هذا المذهب، يعني يجوز له ذلك وعليه الأصحاب. ونص عليه، وعنه: يستحب.. وعنه: يكره في الفرض، وذكر ابن عقيل في جوازه في الفرض روايتين، وعنه: يفعله وحده، وقيل: يكره فيما يجهر فيه من الفرض، دون غيره] اهـ.
وأوضحت الإفتاء في بيان حكم الاستعاذة من العذاب أن المختار للفتوى: استحبابه مطلقًا على ما قرَّره فقهاء الشافعية والحنابلة في رواية؛ لفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقد روى مسلم في "صحيحه" عن حذيفة رضي الله عنه قال: صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَافْتَتَحَ الْبَقَرَةَ، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ عِنْدَ الْمِائَةِ، ثُمَّ مَضَى، فَقُلْتُ: يُصَلِّي بِهَا فِي رَكْعَةٍ، فَمَضَى، فَقُلْتُ: يَرْكَعُ بِهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ النِّسَاءَ، فَقَرَأَهَا، ثُمَّ افْتَتَحَ آلَ عِمْرَانَ، فَقَرَأَهَا، يَقْرَأُ مُتَرَسِّلًا، إِذَا مَرَّ بِآيَةٍ فِيهَا تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وَإِذَا مَرَّ بِسُؤَالٍ سَأَلَ، وَإِذَا مَرَّ بِتَعَوُّذٍ تَعَوَّذَ، ثُمَّ رَكَعَ، فَجَعَلَ يَقُولُ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ»، فَكَانَ رُكُوعُهُ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِ، ثُمَّ قَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ»، ثُمَّ قَامَ طَوِيلًا قَرِيبًا مِمَّا رَكَعَ، ثُمَّ سَجَدَ، فَقَالَ: «سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى»، فَكَانَ سُجُودُهُ قَرِيبًا مِنْ قِيَامِهِ. قَالَ: وَفِي حَدِيثِ جَرِيرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ، فَقَالَ: «سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ».
قال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (6/ 62، ط. دار إحياء التراث): [قوله: "يقرأ مترسِّلًا إذا مرَّ بآية فيها تسبيح سبَّح، وإذا مرَّ بسؤال سأل، وإذا مرَّ بتعوذ تعوَّذ" فيه استحباب هذه الأمور لكلِّ قارئ في الصلاة وغيرها] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء الصلاة الفقهاء قال الإمام عند المرور فی الصلاة الله ع ى الله
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر يتفقد بيت الزكاة والصدقات ويوجه بتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين.. صور
تفقَّد الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف المقر الرئيس لبيت الزكاة والصدقات، داخل مشيخة الأزهر؛ حيث رافق فضيلته أ.د أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، أ.د نظير عياد، مفتي الجمهورية، وفضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، والشيخ أيمن عبد الغني، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية.
وكان في استقبالهم أ.د سحر نصر، المدير التنفيذي لبيت الزكاة والصدقات، واللواء عمرو لطفي، الأمين العام للبيت، وعدد من أعضاء مجلس الأمناء، والعاملين بالبيت.
وحرص شيخ الأزهر على الالتقاء بالعاملين بمختلف الأقسام ببيت الزَّكاة والصدقات، والاستماع لشرح تفصيلي للخدمات التي يقدِّمها البيت للمستفيدين، وعمل كل قسم، مؤكدًا ضرورة المداومة والاستمرار في تقديم أفضل خدمة للمستفيدين من خدمات البيت، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة في تيسير صرف أموال الزكاة والصدقات ووصولها لروَّاد البيت، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصَّعبة.
كما أكَّد شيخ الأزهر ضرورة بذل الجهود لاستمرار مدِّ يد العون لكل إخواننا المستضعفين حول العالم، وتسيير المزيد من القوافل الإغاثية لإخواننا في غزة ولبنان وكل الشعوب الأكثر احتياجًا والأقل حظًّا؛ عملًا بقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، وقوله صلى الله عليه وسلم: «المسلم أخُو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمُه، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجتِه، ومن فرَّج عن مسلم كربةً فرَّج الله عنه كربةً من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة».
من جانبها، أكَّدت الدكتورة سحر نصر أن بيت الزكاة والصدقات بإشراف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، يسعى لتقديم خدماته والتعريف بها لتصل إلى كلِّ المحتاجين والمستحقين، مشيرةً أن المبنى الجديد للبيت سيتيح فرصةَ التوسع في تقديم مختلف الخدمات من دعم نقدي وإعانة المحتاجين وزواج اليتيمات والخدمات التعليميَّة وغير ذلك من الخدمات التي يُقدِّمها بيت الزكاة والصدقات، وأن تصميم المبنى الجديد للبيت رُوعِي فيه الحفاظ على خصوصيَّة المستفيدين من خدمات البيت وحُسن استقبالهم واستضافتهم، كما لم يتمَّ توجيه أي تبرع مخصص للزكاة والصدقات لإنشاءاتِ البيت؛ حفاظًا على أموال المحتاجين والمتبرعين وثقتهم، وفقًا لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف.