معضلة ساعات الدراسة المبكرة وكفاية الأطفال من النوم
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يعاني أولياء الأمور من هاجس سنوي يظهر بمجرد بدء العام الدراسي وهو ساعات نوم الأطفال ومواعيد ذهابهم إلى السرير، خاصة بالنسبة للأطفال في الصفوف الأولى أو الحضانة. وقد أثبتت الدراسات العلمية احتياج الطلاب والطالبات لنحو 9 ساعات من النوم ليلًا لتجنب النوم في الفصل نهارًا، كما تفيد الدراسات الحديثة بأنّ السهر يضعف ذكاء الأطفال واستيعابهم، فيما يساعد النوم المبكر على زيادة مستوى ذكائهم وقدراتهم الذهنية والإدراكية.
لكن كثيرا ما يعتاد الأطفال السهر خلال الإجازات المدرسية، ويتأخرون بشكل كبير عن مواعيد نومهم المنتظمة التي تستمر طيلة العام الدراسي، مما قد يؤثر على ساعاتهم البيولوجية ويؤثر على نوعية نومهم، ومن ثم يؤدي إلى صعوبات في العودة إلى نمط النوم المعتاد في أثناء العام الدراسي، «العرب» استطلعت بعض الآراء حول كيفية التوفيق بين ساعات الدراسة المبكرة وساعات النوم الكافية.
جابر العرق المري: المواعيد الدراسية مناسبة
اعتبر جـابر العرق المري مستشار ومدرب تربوي أن استحداث صفوف للحضانة والأطوار التمهيدية في المدارس أمر إيجابي جدا لاسيما أن الطفل سيتعود على النظام ويتعلم العديد من الخصال التي توفرها البيئة المدرسية منذ نعومة أظافره وعن مدى مواءمة المواعيد المدرسية لصفوف الحضانة، قال جابر العرق: نعم بالفعل ان المواعيد الدراسية مناسبة ومهمة للأطفال لاسيما في الأطوار التحضيرية، ويمكن للأسرة تنظيم الوقت للتواؤم مع المواعيد المدرسية، وذلك عبر خطوات يتم تطبيقها مسبقا قبل بدء العام الدراسي حتى يعتاد الطفل على ذلك، كالنوم المبكر والاستعداد الصباحي وذلك بالاستيقاظ مبكرا وتناول الإفطار وجاهزيته، وبناء على ذلك يتم تهيئة الطفل كذلك بالتقليل من سهره والانشغال بالألعاب ويقنن ذلك تدريجيا بالترغيب والتشجيع.
وعن فوائد التعليم المبكر للأطفال، أوضح المستشار والمدرب التربوي أنَّ التعليم المبكر عند الأطفال له فوائد كبيرة على الصعيد الاجتماعي والعاطفي لديهم، ومن أهمها تعزيز وتحسين مهارات التواصل الاجتماعي بين الطفل والمجتمع المحيط به.
وأضاف: كما أنه يساعد في تحفيز حب الاستطلاع العلمي والمعرفي واستكشاف الأشياء لدى الطفل، فضلا عن تعلُّم الطفل كيفية الانضباط والالتزام بالقوانين المفروضة في دُور الحضانة، كما أنه يساهم في مساعدة الطفل على التأقلم والتكيف مستقبلاً مع المتطلبات التعليمية في النظام المدرسي.
وتابع جابر العرق موضحا: هناك العديد من الإيجابيات للتعليم المبكر للأطفال، وعلى رأسها التنشئة الاجتماعية وبناء مفهوم التعاون وتعلم أمور جديدة.
وإلى ما سبق أضاف جابر العرق موضحا أنه قد يكون للتعليم المبكر بعض السلبيات، ونوه بأن سلبيات التعليم المبكر تكمن في أن الأطفال قادرون على أداء مهام معينة في وقت مبكر لا يعني أنهم يفعلون ذلك على المدى الطويل بشكل أفضل من الأطفال الآخرين في سنهم الذين لم يكن لديهم تحفيز مبكر، إذا لم يتم ذلك بشكل صحيح، في المستقبل عندما لا يحقق الطفل أهدافه، فسوف يشعر بمستويات عالية من الإحباط. لهذا السبب يظهرون في بعض الحالات نفورًا من القراءة أو الكتابة.
أمهات: الحضانة أنسب للطفل والأم العاملة
السيدة مريم يوسف أم لأربعة أطفال صغار، أصغرهم في الحضانة، وهي تعتبر أن التعليم المبكر أو الحضانة نعمة بالنسبة للأطفال وبالنسبة للأمهات العاملات خاصة، واللواتي يضطررن بحكم عملهن إلى ترك أبنائهن مع الخادمات في البيت، فإن المدرسة هي البديل الأحسن والأنسب لغياب الأم خلال ساعات الدوام، خاصة أن الطفل يستفيد من وقته أكثر من بقائه في المنزل أو في وقت فراغ بدون أي تحصيل يذكر.
وقالت أم يوسف: كوني امرأة عاملة فإنه بالنسبة لي الأنسب أن نضع الأطفال في الحضانة بدلا من بقائهم في المنزل مع العاملات وعدم استفادتهم من وقتهم، فتواجدهم في الحضانة يكسبهم العديد من المهارات، بالإضافة إلى أنهم يقضون وقتا ممتعا مع أقرانهم، بدل بقائهم في المنزل لساعات أمام الشاشات أو بدون أي فائدة.
أما بالنسبة لمسألة ساعات النوم فقالت أم يوسف: قد يصعب النهوض مبكرا في البداية أو في أيام الشتاء الباردة لكن مع التدريب والتعود تصبح تلك أمور تنظيمية يمكن ضبطها بتنظيم الوقت وترتيب الأولويات، والحد من استعمال الشاشات أو الألعاب الإلكترونية، وهو ما يجعل الطفل يذهب للنوم مبكرا.
أم عمر: السلبية تكمن في قلة النوم
من جانبها اعتبرت أم عمر التي تصحب ابنها إلى المدرسة يوميا أنه لا يوجد ما هو سلبي في استحداث صفوف للحضانة في المدارس، لكن السلبية تكمن في أن الطفل لا يأخذ كفايته من النوم وتلك مسؤولية الأسرة، وأشارت إلى أن أعراض قلة النوم واضحة وبينة سواء للأم أو للمعلمة في الفصل، فالطفل يكون غير قادر على التركيز ولا الاستيعاب.
وأوضحت قائلة: هناك العديد من العلامات والمؤشرات الخطرة التي يجب على الآباء والمعلمين الانتباه إليها فيما يتعلق بالطلاب والنوم، ومنها التعب المستمر، وصعوبة التركيز، والتغيّرات في الحالة المزاجية، والنّوم في الفصل، وانخفاض الأداء الأكاديمي، بالإضافة إلى الانسحاب الاجتماعي والانعزال، والتغيرات في الشهية، وجدول النوم غير المنتظم، والمشاكل الصحة البدنية، حيث إنّه من المهم التعرف المبكر على تلك المؤشرات والدلائل ومعالجتها على الفور والنظر في تطبيق عادات نوم صحية لدعم رفاهية الطلاب وصحتهم، والأمر سيان سواء بالنسبة للأطفال الصغار أو حتى المراهقين، لا سيما أيام الامتحانات، حيث يحاول التلميذ تدارك بعض ما فاته، لكنه يضع نفسه في مشكلة قلة النوم، وبالتالي عدم القدرة على التركيز.
وذكرت أم عمر بعض الخطوات التي تتبعها مع أبنائها حتى يناموا في وقت مبكر أو مناسب لأعمارهم، وقالت: من المهم جداً تبني مواعيد منتظمة في النوم من أجل الحصولِ على نظامٍ جيدٍ أثناء أيامِ الدراسة، فالاعتياد على الاستيقاظِ باكراً كل يوم، بما في ذلك عطلة نهاية الأسبوع، حتى يواصل الجسم عاداته، ولا ننكر أن هناك أطفالٌا لديهم صعوبة في النوم باكراً، ولكن يمكنهم ممارسة بعض التمارين الرياضية خلال اليوم، ما يسمح لهم بالنوم بسهولةٍ كبيرة، وفي حالة التعب الشديد، يُنصح بأخذ قيلولة بعد العودةِ من المدرسة، فهي وسيلة جيدة لاستعادةِ الطفل لنشاطهِ وحيويته، وأنا أحرص على أن ينام أطفالي لنصف ساعة بعد العودة من المدرسة يوميا، كما يجب تناول ما يكفي لوجبة العشاء، حيث إن صعوبةَ الهضم تؤثر سلباً على جودة النوم، وليس قليلاً جداً أيضاً، لأن الجوع يحدث الخلل في عمق النوم، بالإضافة إلى أنني أحرص على
تجنُب الأجهزة الإلكترونية، وألعاب الفيديو، التلفاز، أجهزة الكمبيوتر، والهواتف الذكية، اللوحات الإلكترونية، والتي تُساهم في رفعِ مستوى الإثارة قبل النوم، وبالنسبة لأطفالي فإن تناول جميع المشروبات أو المأكولات التي تحتوي على موادٍ منبهةٍ، مثل القهوة أو الشاي أو المشروبات المنشطة أو السكرية، وخاصة في فترةِ بعد الظهيرة ممنوع، كما أنه من الأفضل أخذ حمام دافئ قبل موعد النوم، فهو يُساعد الطفل على الاسترخاءِ ويزيد من عمقِ النوم.
د. عبدالله اليوسف: هرمون النمو يُفرز فقط خلال النوم العميق
من الناحية الطبية، يقول الدكتور عبدالله أحمد اليوسف مساعد مدير التعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية: إن هرمون النمو الأساسي لنمو الأطفال يفرز خلال النوم العميق، في إشارة منه إلى أهمية النوم لدى الأطفال، ويوضح قائلا: عندما يأتي الحديث عن صحة الأطفال والمراهقين، لا يمكن تجاهل دور النوم الكافي في بناء الصحة النفسية والجسدية. فالنوم ليس مجرد وسيلة للراحة فقط، بل هو وقت يستعيد فيه الجسم نشاطه ويقوم بأنشطة حيوية لضمان الصحة الجيدة والأداء الذهني الفعال.
وأضاف: كما أن هرمون النمو، الذي يعتبر حجر الزاوية في عملية نمو الأطفال، يفرز بشكل أساسي خلال النوم العميق. وبالتالي، يكون للنوم دور مباشر في نمو الأطفال بشكل صحيح. إضافةً إلى ذلك، النوم يساهم في تعزيز وظائف المناعة، وتقوية الذاكرة مما يؤدي إلى تسهيل عملية التعلم.
وإلى ما سبق يضيف الدكتور اليوسف مستدركا: ما هي العواقب عندما يحرم الأطفال والمراهقون من نوم كافٍ؟ الإجابة تتمثل في مجموعة من المشاكل التي قد تكون وخيمة. منها الإرهاق والضعف العام، وانخفاض التركيز مما يؤثر سلباً على الأداء الأكاديمي. وعلى الصعيد النفسي، قد يشعر المراهقون بالاكتئاب أو القلق، أو حتى يظهروا تغيرات في السلوك مثل العدوانية، وحتى نضمن نومًا صحيًا للأطفال والمراهقين، من الضروري أن نعرف عدد الساعات المطلوبة لكل فئة عمرية. فالأطفال بين 6 إلى 13 سنة يحتاجون من 9 إلى 11 ساعة يوميًا، بينما المراهقون بين 14 إلى 17 سنة يحتاجون من 8 إلى 10 ساعات.
وتابع د. اليوسف: مع بداية السنة الدراسية، يجب على الأهل العمل مع أبنائهم لتنظيم نومهم، خاصة بعد فترة الإجازة الصيفية التي قد يكون خلالها الأطفال قد اعتادوا على السهر. لتحقيق ذلك، يمكن الالتزام بروتين نوم ثابت، حيث يذهب الطفل للسرير ويستيقظ في نفس الوقت يوميًا. ويجب تقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل لضمان نوم عميق وهانئ. وفوق كل ذلك، يجب تقليل الكافيين والسكر قبل النوم للحفاظ على نوم مستمر وهادئ.
أولوية
واختتم د. عبدالله اليوسف كلامه بقوله: في الختام، النوم يشكل جزءًا أساسيًا من حياة الأطفال والمراهقين، وهو ضروري لصحتهم الجسدية ونجاحهم الأكاديمي. لذا، يجب على الأهل أن يضعوا النوم كأولوية في جدول أعمالهم.
المُعلمة رانيا الجندي: النوم والدراسة لا يتعارضان
اعتبرت المعلمة رانيا الجندي أنه لا يمكن إهمال تعليم الأطفال بحجة أنهم بحاجة إلى ساعات نوم أطول، كما أنه لا يمكن التغاضي عن أهمية النوم في عملية النمو الجسدي للطفل، وكذلك في تحصيلهم العلمي، فالنوم مهم للأطفال كما هو حال التعليم الذي يعتبر حقا وواجبا للطفل، وأوضحت قائلة: يحتاج الطفل إلى ساعات معينة من النوم، ويمكن للأم أو ولي الأمر مع تنظيم بسيط للوقت أن يجعل الطفل ينام في وقت مناسب مع عمره وعدد الساعات التي يحتاجها للنوم ليأخذ كفايته من النوم ويكون في قمة نشاطه في اليوم الموالي كي يستطيع استيعاب دروسه والاستمتاع بيومه الدراسي.
وأضافت رانيا قائلة: قبل أن أكون معلمة فأنا أم لثلاثة أطفال تعلمت من خلال تجربتي معهم أن عمل روتين مريح للنوم يناسب عمر الطفل من الأمور البسيطة والمهمة التي يستطيع الآباء القيام بها.
وتضيف الجندي قائلة: ذهاب الطفل إلى المدرسة في عمر مبكر قد يكون من الأمور الإيجابية للطفل وللأسرة أيضا، كل ما عليك هو تحديد روتينا متسقا ومريحا للنوم يستمر لمدة تتراوح بين عشرين وثلاثين دقيقة وينتهي في غرفة نوم طفلك». وتقول: «حذر طفلك من أن وقت النوم خلال خمس دقائق، أو أعطه خيارًا -هل ترغب في الذهاب إلى الفراش الآن أم خلال خمس دقائق؟- لكن قم بذلك مرة واحدة فقط».
وتابعت: إن القيام بأشياء محددة يوميا قبل النوم مثل أخذ الحمام اليومي، أو حكاية ما قبل النوم، تنبه طفلك لا شعوريا بما سيحدث بعد ذلك من راحة واسترخاء، مما يوفر أجواء نوم مثالية. وأكدت عدم استخدام أية أجهزة إلكترونية (ألعاب الفيديو وأجهزة التلفزيون وأجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة) قبل ساعة أو ساعتين من النوم من الضروريات، حيث إن استخدام الإلكترونيات مساءً يؤدي إلى اضطراب ساعات النوم. لأن الضوء المنبعث من الشاشات الإلكترونية يقلل إنتاج هرمون الميلاتونين الذي يقوم بدور محوري في دورة النوم والاستيقاظ. وعندما تكون مستويات الميلاتونين في أعلى مستوياتها، نكون نائمين أو مستعدين للنوم.
وختمت المعلمة رانيا الجندي قائلة: كل أم قادرة على تحديد المناسب لطفلها بالفطرة، وهي وحدها من تحدد ما إذا كانت بحاجة إلى إلحاقه بالمدرسة في عمر متقدم من عدمه، ولكن في الحالتين تقع على عاتقها مسؤولية تنظيم وقت وجدول الطفل ليكون مناسبا لنشاطه وساعات تعلمه ولعبه وغيرها من الضروريات في حياة أبنائنا.
دراسة تحدد مقدار وقت النوم الموصى به لكل فئة عمرية
كشف جدول جديد نُشر مؤخراً بناء على دراسة حديثة عن أنه على الأطفال النوم في وقت معين، ويتوقف كل ذلك على وقت استيقاظهم.
ويغطي الجدول الأعمار من 5 إلى 12 عاماً، حيث إن الأطفال الذين تبلغ أعمارهم خمس سنوات يجب أن يذهبوا للنوم بين الساعة 6:45 و8:15 مساءً، اعتماداً على وقت الاستيقاظ، وفي الوقت نفسه، يجب أن ينام الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عاماً في أي وقت بين الساعة 8:15 إلى 9:45 مساءً.
وإذا استيقظ طفلك البالغ من العمر خمس سنوات في الساعة 6:30 صباحاً، فسيكون جاهزاً للنوم في الساعة 7:15 مساءً. ولكن إذا استيقظ الأطفال متأخرين قليلاً عن الساعة السابعة صباحاً، فسيكونون مستعدين للنوم في الساعة 7:30 مساءً. في حين أن الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات، والذي يستيقظ في الساعة 6:45 صباحاً سيكون جاهزاً للنوم في الساعة 8:15 مساءً، فإن الطفل نفسه الذي يستيقظ لاحقاً، في الساعة 7:30 صباحاً، لن يكون جاهزاً للنوم حتى الساعة 9 مساءً.
وحدد موقع مخصص للنوم مقدار الوقت الموصى به لكل فئة عمرية، من الأطفال إلى المراهقين، على الشكل التالي:
* حديثو الولادة (حتى ثلاثة أشهر): من 14 إلى 17 ساعة نوم.
* الرضع (من 4 إلى 11 شهراً): من 12 إلى 15 ساعة.
* الأطفال الصغار (من سنة إلى سنتين): من 11 إلى 14 ساعة.
* مرحلة ما قبل المدرسة (من ثلاث إلى خمس سنوات): من 10 إلى 13 ساعة.
* سن المدرسة (من 6 إلى 13): من 9 إلى 11 ساعة.
* المراهقون (14 إلى 17): من 8 إلى 10 ساعات.
واقترحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا أيضاً ساعات تقريبية للنوم يحتاجها الأطفال، على النحو الموصى به من قبل عيادة النوم المخصصة للأطفال «ميلبوند».
ويقترح الخبراء الحصول على قيلولة نهارية من 0 - 45 دقيقة لطفل يبلغ من العمر ثلاث سنوات مع استبعاد ذلك لأي طفل يبلغ من العمر أربعة أعوام.
ويجب أن يحصل الطفل البالغ من العمر أربع سنوات على 11 ساعة و30 دقيقة من النوم، وينخفض ذلك تدريجياً إلى تسع ساعات للمراهق البالغ من العمر 16 عاماً.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر أولياء الأمور العام الدراسي ساعات نوم الأطفال ذكاء الأطفال البالغ من العمر العام الدراسی قبل النوم العدید من فی الساعة من النوم کما أنه النوم ا حیث إن کما أن فی وقت
إقرأ أيضاً:
قد تسبب الوفاة… دراسة جديدة تحذّر من تقبيل الأطفال «حديثي الولادة»
يعشق الكثير منّا تقبيل الأطفال حديثي الولادة، لكن ذلك الأمر ودون علمنا قد يكون خطرا يهدد حياتهم، وفق دراسات حديثة.
وحذر طبيب بريطاني من “سماح الآباء الجدد لأصدقائهم وأفراد عائلاتهم بتقبيل أطفالهم حديثي الولادة لما عليه من مخاطر تعرض الأطفال لعدوى خطيرة”.
ونشر الطبيب الجراح في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية، كارين راج، مقطعًا على حسابه في مواقع التواصل الاجتماعي يحذر فيه “من خطورة تقبيل الأطفال حديثي الولادة”.
وأوضح الأطباء “أن الجهاز المناعي للطفل الرضيع لا يكون مكتملا عند ولادته، لذا فإن خطر إصابته بعدوى خطيرة أعلى بكثير”.
وأضاف الأطباء أنه “خلال الأشهر الثلاثة الأولى أو نحو ذلك، يحتوي الجهاز المناعي للطفل الرضيع على عدد أقل من الخلايا المناعية الفطرية المقاومة للعدوى، مثل الخلايا المتعادلة والخلايا الأحادية، مقارنة بالبالغين، مما يعني أن العدوى التي تسبب أعراضًا خفيفة لدى البالغين أو الأطفال الأكبر سنًا يمكن أن تكون مهددة لحياة الأطفال الرضع”.
وبحسب الأطباء، “هناك درجات للإصابة بفيروس الهربس لدى الرضع، حيث يتعافى معظمهم باستخدام مضادات الفيروسات إذا كان تأثير الفيروس على عيني الطفل أو فمه أو جلده فقط، ولكن إذا أثر الفيروس على أعضاء الطفل الداخلية، فإن العدوى تكون أكثر خطورة ويمكن أن تسبب بالوفاة”.
ووفق الأطباء، “كلما كان الطفل أصغر سناً، كلما كان أكثر عرضة للإصابة بالهربس، خاصةً في الأسابيع الأربعة الأولى بعد الولادة، كما أن الأطفال حديثي الولادة أكثر عرضة للإصابة بالبكتيريا المعدية من الأطفال الأكبر سناً والبالغين وهم أكثر عرضة بشكل خاص للعدوى بمسببات الأمراض داخل الخلايا (البكتيريا التي يمكن أن تدخل وتعيش داخل خلايا الكائن الحي المضيف)، مثل المكورات العقدية من المجموعة بـ (GBS)، وتسبب عدوى العقديات من المجموعة ب عند الأطفال تعفن الدم والالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والتهابات الدم، لكن غالبًا ما تعيش هذه البكتيريا في الجهاز الهضمي والتناسلي للمضيف دون أن تسبب المرض”.
وبحسب الدراسة المنشورة في مجلة “ساينس أليرت” العلمية، “فالأطفال أيضا معرضون للإصابة بعدوى سلالات الإشريكية القولونية غير الضارة للبالغين، مما يسبب لهم الالتهاب الرئوي والتهاب السحايا والإنتان، وكلها يمكن أن تكون لها نتائج خطيرة”.
وقدّم موقع “ساينس ألرت”، بعض النصائح لتقليل خطر إصابة الأطفال حديثي الولادة بالعدوى عند التفاعل معهم: “غسل اليدين جيدا قبل لمس الطفل أو تقبيله، تجنب تقبيل الطفل على وجهه أو فمه، ويفضل تقبيله على قدمه أو مؤخرة رأسه، إذا كنت مريضا أو لديك عدوى نشطة، يجب التفكير مرتين قبل زيارة الطفل، خاصة إذا كان عمره أقل من شهر، تغطية أي تقرحات باردة إذا كنت مصابا بالهربس، ارتداء قناع إذا كنت مصابا بمرض تنفسي، مثل الزكام أو الإنفلونزا، وابتعد عن الاقتراب من الطفل”.