هل تنجح الجهود الدولية بالتصدي لاقتصاد الكبتاغون السوري؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يجزم خبراء ومختصون تحدثوا لبرنامج "سيناريوهات" بأن تجارة أقراص الكبتاغون مصدرها النظام السوري بالتواطؤ مع مليشيات وشبكة من تجار مخدرات، وأن النظام في دمشق يستخدمها كورقة سياسية في تعامله مع الدول العربية المتضررة من هذه السموم.
وتشهد المناطق الحدودية بين سوريا والأردن تصاعدا لعمليات تهريب المخدرات بكل أنواعها، وخاصة أقراص الكبتاغون التي باتت تهدد أمن الأردن ودول الخليج بشكل خاص.
ووفق وزير الإعلام الأردني الأسبق، سميح المعايطة، تحول الكبتاغون إلى اقتصاد في سوريا، له علاقة بمليشيات وبتواطؤ جزء من النظام السوري وشبكة كاملة تقوم بالإنتاج والتهريب إلى الأردن وبقية الدول العربية، مشيرا إلى وجود شبكة من المصالح بين المليشيات والنظام السوري، وكلاهما يستفيد من هذه التجارة التي تدر عليهم أرباحا بالعملة الصعبة.
ويعتقد أن تجارة وتهريب الكبتاغون التي تنشط خصوصا في جنوب وشرق سوريا، زادت العبء على الجيش الأردني الذي يقوم بمحاربة الظاهرة، متهما في السياق ذاته الإيرانيين بمحاولة استخدام المخدرات لاختراق الساحة الأردنية.
وبينما أكد أن الأردن لا يريد التدخل عسكريا في الأراضي السورية، شدد المعايطة -في حديثه لحلقة (2023/9/7) من برنامج "سيناريوهات" على أن الأردن سيواصل جهوده مع القيادة السورية وسيدافع عن حدوده بنفسه، بالإضافة إلى التنسيق مع الأميركيين ودول أخرى لمحاربة الظاهرة، لكنه لن يصبر على ما أسماها ابتزازات ومماطلات النظام السوري الذي قال إنه لا يمكن الوثوق به.
ومن الحلول التي يطرحها الضيف الأردني هو أن تعمل بلاده والدول الأخرى على تحجيم عمليات تهريب الكبتاغون وجعلها قضية سورية داخلية دون نقل الموضوع إلى الخارج.
ويشاطر المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية، سالم اليامي الوزير الأردني الأسبق في كون قضية أقراص الكبتاغون تثير قلق المملكة العربية السعودية ودول الخليج، بسبب الضرر الذي يطالها من هذه التجارة المعروف مصدرها.
ويرى اليامي أن النظام السوري تنصل من الوعود التي قدمها لدول عربية بعد تصالحها معه، حيث تعهد لهم بتقديم قوائم مفصلة بالمنتجين والمصدرين للمخدرات ولطرق التهريب، ثم صرح الرئيس بشار الأسد بعد ذلك قائلا: "إن من أتوا بالإرهاب إلى سوريا هم من أتوا بالمخدرات".
وفقد نظام الأسد -كما يضيف المتحدث- ورقة الكبتاغون التي قامر بها من أجل عودته إلى المنظومة العربية، مؤكدا فشله الذريع في إيقاف السموم التي تهدد أمن وسلامة الناس.
تحالف دولي لمحاربة الكبتاغونومن جهته، أشار كبير الباحثين في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أندرو تابلر، إلى خطورة تجارة الكبتاغون على العالم، متحدثا عن شبكات تمول من قبل نظام الأسد وتشكل خطورة على الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها.
وقال إن النظام السوري لن يوقف تجارة المخدرات لأن وقعها سيكون كبيرا عليه من الناحيتين المالية والاقتصادية، لكنه شدد أيضا على أن بلاده لن ترفع العقوبات المفروضة على هذا النظام.
وبشأن التحالف الدولي الذي أعلنت واشنطن مؤخرا تشكيله لمكافحة تصنيع وتهريب المخدرات حول العالم، شدد على ضرورة وجود عمل دبلوماسي دولي منسق من أجل الضغط على نظام الأسد لوقف تهريب وتصنيع المخدرات، مؤكدا أن هذا النظام يستفيد من الوضع الراهن ولا يريد تغيير سياساته، رغم التقارب الذي حصل بينه وبين دول عربية.
وبينما توقع الضيف الأميركي أن يستمر نظام الأسد في استخدام ورقة المخدرات ضد العرب، لكنه لن يفلح في ذلك، دعا الوزير الأردني الأسبق لأن تقوم بلاده والدول الأخرى بتحجيم عمليات تهريب الكبتاغون وجعلها قضية سورية داخلية دون نقل الموضوع إلى الخارج.
في حين يقر المستشار السابق في وزارة الخارجية السعودية بأن العملية صعبة ومعقدة، وأن وقف تدفق ما سماه اقتصاد السموم والكبتاغون يحتاج إلى خطة بديلة تكون فعّالة وتتخلص من الأطر الأميركية بعيدة المدى مثل فرض العقوبات.
يذكر أن تجارة حبوب الكبتاغون المخدّرة توسعت في الشرق الأوسط إلى حد كبير خلال عام 2021 لتتجاوز قيمتها 5 مليارات دولار، وأكد تقرير لمعهد "نيو لاينز" الأميركي، أن النظام السوري يستخدم هذه التجارة كوسيلة للبقاء سياسيا واقتصاديا إثر العقوبات المفروضة عليه، ليصنف كأبرز مُنتِج ومصدر لهذه الحبوب.
وفي مارس/آذار الماضي، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية شخصيات مقربة من عائلة الأسد ضمن قائمة العقوبات، على خلفية دورهم في إنتاج وتهريب "الكبتاغون".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد وقّع في أواخر عام 2022، عقب إقرار الكونغرس، مشروع قانون لمكافحة إنتاج الكبتاغون الذي يصنعه النظام السوري.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: النظام السوری نظام الأسد
إقرأ أيضاً:
فاينانشيال تايمز: بشار الأسد نقل 250 مليون دولار من المركزي السوري إلى موسكو
قالت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، إن مصرف سوريا المركزي نقل مبالغ نقدية تقدر بنحو 250 مليون دولار عبر رحلات جوية إلى روسيا خلال عامين، عندما كان الرئيس السابق بشار الأسد الذي فر إلى موسكو قبل أسبوع، مديناً للكرملين، مقابل الدعم العسكري، فيما كان أقاربه يشترون أصولاً "بشكل سري" في موسكو.
رويترز: الأسد لم يبلغ شقيقه بخطة هروبه وأوهم الجيش بأن المساعدات بالطريق سقوط الأسد يزيد شعبية نتنياهووسيطرت فصائل المعارضة السورية المسلحة على العاصمة دمشق، الأسبوع الماضي، إثر تقدم خاطف دفع الأسد للفرار إلى روسيا بعد حرب استمرت 13 عاماً، وإنهاء أكثر من 5 عقود من حكم عائلته.
وقالت الصحيفة، في تقرير، إنها اطلعت على سجلات تُظهر أن نظام الأسد، الذي كان يعاني من نقص حاد في العملة الأجنبية، نقل عملات نقدية تزن ما يقرب من طنين من فئة 100 دولار و500 يورو إلى مطار فنوكوفو في موسكو، ليتم إيداعها في بنوك روسية خاضعة للعقوبات الغربية خلال عامي 2018 و2019.
تركيا ترسل فريق بحث إلى سجن صيدنايا للتحقق من وجود معتقلين داخل الأقسام السرية
أعلنت رئاسة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد)، أنها سترسل اليوم الاثنين فريقاً مختصاً للبحث والإنقاذ إلى سجن صيدنايا العسكري، بعد ورود أنباء عن احتمال وجود معتقلين داخل الأقسام السرية للسجن، الذي كان يُستخدم كمقر لتعذيب المعارضين في عهد نظام بشار الأسد.
وأوضحت آفاد في بيان لها أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الإنسانية المبذولة للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين الذين يُعتقد أنهم كانوا محتجزين في السجن، الذي اشتهر بكونه أحد أبرز رموز القمع خلال سنوات حكم النظام السابق.
وأكد البيان أن الفريق المرسل إلى سجن صيدنايا سيتكون من 80 شخصاً مدربين على عمليات الإنقاذ في الظروف المعقدة، وسيعملون باستخدام أجهزة وتقنيات متطورة للكشف عن أي دلائل تشير إلى وجود ناجين أو جثامين داخل الأقسام السرية للسجن.
ومن المقرر أن يبدأ الفريق عمله فور وصوله إلى السجن، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق. وأشارت “آفاد” إلى أن العملية تهدف إلى تقديم المساعدة في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وضمان عدم ترك أي معتقلين محتملين داخل هذا السجن المعروف بسمعته السيئة.
تجدر الإشارة إلى أن سجن صيدنايا كان يُعد رمزاً للقمع والتعذيب في سوريا، حيث كانت تُمارس داخله أشد أنواع الانتهاكات بحق المعارضين السياسيين والمعتقلين. ومع سقوط النظام، برزت دعوات دولية للتحقيق في مصير الآلاف من المفقودين الذين كانوا محتجزين في هذا السجن.
وتأتي هذه الجهود التركية ضمن إطار التحركات الدولية والإقليمية لمعالجة تداعيات سقوط النظام السوري، والكشف عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها، في ظل محاولات لإعادة بناء المؤسسات ومواجهة إرث القمع الذي تركه النظام السابق.