استضاف بيت السناري بالسيدة زينب، التابع لمكتبة الإسكندرية، ندوة نوقشت خلالها رواية "بنت الحارة"، للأستاذ الدكتور طارق منصور، ناقشها كل من: الفنان التشكيلي أحمد الجنايني، الناقدة د.بسمة الصقار، الكاتب الصحفى عادل دياب، الكاتبة الصحفية والناقدة سمية عبدالمنعم، وأدار اللقاء د.ناهد عبدالحميد، الكاتب الصحفى أحمد السرساوي.

بداية تحدث الدكتور طارق منصور عن الإطار العام للرواية، وظروف كتابتها، مؤكدا أنها تعد تأريخا اجتماعيا لفترة مهمة من تاريخ مصر، وهي بداية الثمانينيات، وما شهدته من أحداث مهمة، وتصاعد تيار الإسلام السياسي، واستغلال الجماعات المتطرفة للمناخ العام وتوغلها في المجتمع المصري ومحاولة فرض أفكارها.

 


فيما أكدت الناقدة د.بسمة الصقار أن "بنت الحارة" ترصد التغيرات النفسية التي جعلت كل واحد في الحارة له توجهاته ورؤيته المختلفة، فشخصية "سمير" مثلا رغم أنه في نفس سن البطلة "عواطف"، إلا أنه تحول للنقيض وانضم للجماعة المتطرفة، فتلك الشخصية ترصد التحول الثقافي الذي غزا المجتمع المصري آنذاك، وذلك التغير الجذري قد بدأ بعد ثورة ٥٢ وليس بعد معاهدة السلام.
واختتمت د.بسمة صقر حديثها بأن الرواية ترصد طريقين للنجاة وهما العلم متمثلا في "عواطف"، وسيادة القانون.

فيما بدأ الفنان التشكيلي والناقد أحمد الجنايني، حديثه عن الغلاف الذي عد لوحته جزءا من متن الرواية، ودال فعلي على شخوصها.
مؤكدا أن الدكتور طارق منصور قد تعامل مع الرواية بخلفية تاريخية مرجعها تخصصه العلمي كأستاذ للتاريخ.
مضيفا أن مفتاح رواية "بنت الحارة" تنطبق عليه نظرية جولدمان والتي تؤكد تلك العلاقة الوثيقة بين الإبداع والظروف الاقتصادية، فلو لم تكن الحالة الاقتصادية للمجتمع آنذاك بهذا السوء، ولو لم يكن هناك ذلك الصراع الطبقي لما وجدت تلك الرواية.
مختتما أن "بنت الحارة" تعد تأريخا واقعيا لمرحلة بدأت بعد وفاة عبدالناصر، والتحول من الاشترتكية للرأسمالية وسيادة الانفتاح. 

بينما قالت الكاتبة الصحفية والناقدة سمية عبدالمنعم، إن رواية "بنت الحارة" للدكتور طارق منصور، تدور في إطار اجتماعي واقعي، بها خط رومانسي يبدأ بعد الربع الأول من الرواية حتى نهايتها، بين عواطف ود.منير، ليصبح هو أساس الأحداث وباقي الأحداث هي خلفية لذلك الخط الرومانسي.
كما تتبدى الأحداث السياسية التي مرت بها مصر في نهاية السبعينات حتى منتصف الثمانينيات، ( حرب أكتوبر كماض ليس ببعيد،  اغتيال السادات، تولي مبارك)،  وهي مرحلة خطيرة، برز خلالها ما سمي بتيار الإسلام السياسي، أو بمعنى أصح الجماعات المتطرفة ومحاولتها السيطرة على المجتمع المصري ( ممثلا في الحارة)، وفرض مبادئها.
وقد نجح الكاتب في إظهار خطورة ذلك التيار وتداعياته على مجتمع تلك الفترة، بشكل عملي وواضح من خلال أبي حذيفة وجماعته وسمير.
وأكدت سمية أن للكاتب قدرة هائلة على الوصف السينمائي، فالرواية تحفل بالمشهدية، فالكثير من المشاهد يتم وصفها بدقة وكأنه يتم تصويرها بكاميرا سينمائية، فتدخلك إلى الحدث بدقائقه، مثل وصف مشهد المواجهة بين الشرطة والارهابيين.
وكذلك وصف الشخصيات وهيئتها، والملامح، حتى يمكنك التعرف على الشخصية جيدا ..
كما استطاع الكاتب أن يصف الصفات والأخلاق والطباع عن طريق المواقف وليس وصفا مقدما على طبق من فضة.


بينما تحدث الكاتب الصحفي عادل دياب عن دلالات الأسماء في الرواية، مؤكدا أن كل شخصية تحمل اسما ذا بعد محدد، فعواطف لم تكن تحكم عواطفها، بل هي شخصية مقاتلة مكافحة، د.منير عوني، قد أنار لها طريقها وأعانها فيه، د.الكاشف، كشف عن قدراتها الأدبية وتميزها، رجاء: هي رجاء عواطف أن تصبح يوما ما حرة ورومانسية ومنطلقة مثلها.
فيما أكد دياب أن شخصية عبدالله البرنس كانت تحتاج لسبر أغوارها أكثر، فهي خضعت لمقاييس عواطف ورؤيتها الخاصة، لأنها اتخذت دور الراوي في الرواية، وربما احتاج الأمر للراوي العليم حتى يمكننا كشف جوانب عدة من شخصيته والشخصيات جميعا.

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رواية بنت الحارة الدكتور طارق منصور بيت السنارى مناقشة رواية بنت الحارة طارق منصور

إقرأ أيضاً:

إنجاز 70 % من مشروع تطوير سوق طوي الحارة بالرستاق

يتواصل العمل في مشروع تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير سوق طوي الحارة بولاية الرستاق للمرحلة الثانية، حيث بلغت نسبة الإنجاز في الأعمال الإنشائية حوالي 70% حتى الآن، مما يعكس التزام محافظة جنوب الباطنة بتطوير المرافق العامة وتعزيز البيئة الاقتصادية في ولاية الرستاق.

ويقع سوق طوي الحارة في موقع استراتيجي مميز، أمام سوق بو ثمانية وقلعة الرستاق، مما يسهم في جذب الزوار وتسهيل الوصول إليه. وفي المرحلة الأولى من المشروع، أنهت بلدية محافظة جنوب الباطنة إنشاء منطقة مخصصة كسوق للمناداة لبيع المواشي وغيرها على مساحة 1134 مترا مربعا، مع إضافة 10 أكشاك ذات مواصفات عالية للباعة، مما شكل قاعدة متينة لتطوير بيئة تجارية متكاملة.

وتتضمن المرحلة الثانية توسعة المداخل والمخارج لضمان انسيابية الحركة والحد من الازدحام، بالإضافة إلى إنشاء مواقف حديثة تسهل وصول الباعة والزوار.. كما تشمل الأعمال تبليط المسارات والمدرجات باستخدام الأحجار المتشابكة، وإنشاء أحواض زراعية تهدف إلى تعزيز الجمال الطبيعي للموقع، إلى جانب تجهيز السوق بمرافق خدمية متطورة تشمل دورات مياه وأنظمة إنارة حديثة للممرات والمواقف، وإنشاء مسطحات خضراء تضفي رونقاً وراحة على الزوار.

مقالات مشابهة

  • ذكريات الحارة
  • بعد مطالبته بكشف قتلة يحيى موسى.. مليشيا الحوثي تختطف الكاتب الحراسي بذمار
  • الإفطار الجماعي في رمضان.. عبادة وتكافل اجتماعي للفرد والمجتمع
  • طرق طبيعية لعلاج عسر الهضم في رمضان
  • رمضان زمان.. حكايات على ضوء الفانوس| "ليالي الحلمية".. حين تحوّلت الدراما إلى تأريخ لمصر
  • إنجاز 70 % من مشروع تطوير سوق طوي الحارة بالرستاق
  • إيناس الدغيدي لبسمة وهبة: غيرت كل اللي عملتيه في شيخ الحارة
  • إيناس الدغيدي عن سر تقديمها «شيخ الحارة»: طارق نور صديقي مقدرش أقوله «لأ»
  • إيناس الدغيدي عن سر تقديمها شيخ الحارة: طارق نور صديقي ومقدرش أقوله لأ
  • الخارجية الروسية: زيارة زيلينسكي إلى الولايات المتحدة فشل دبلوماسي وسياسي