نقاد: "بنت الحارة" تأريخ اجتماعي وسياسي للثمانينيات
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
استضاف بيت السناري بالسيدة زينب، التابع لمكتبة الإسكندرية، ندوة نوقشت خلالها رواية "بنت الحارة"، للأستاذ الدكتور طارق منصور، ناقشها كل من: الفنان التشكيلي أحمد الجنايني، الناقدة د.بسمة الصقار، الكاتب الصحفى عادل دياب، الكاتبة الصحفية والناقدة سمية عبدالمنعم، وأدار اللقاء د.ناهد عبدالحميد، الكاتب الصحفى أحمد السرساوي.
بداية تحدث الدكتور طارق منصور عن الإطار العام للرواية، وظروف كتابتها، مؤكدا أنها تعد تأريخا اجتماعيا لفترة مهمة من تاريخ مصر، وهي بداية الثمانينيات، وما شهدته من أحداث مهمة، وتصاعد تيار الإسلام السياسي، واستغلال الجماعات المتطرفة للمناخ العام وتوغلها في المجتمع المصري ومحاولة فرض أفكارها.
فيما أكدت الناقدة د.بسمة الصقار أن "بنت الحارة" ترصد التغيرات النفسية التي جعلت كل واحد في الحارة له توجهاته ورؤيته المختلفة، فشخصية "سمير" مثلا رغم أنه في نفس سن البطلة "عواطف"، إلا أنه تحول للنقيض وانضم للجماعة المتطرفة، فتلك الشخصية ترصد التحول الثقافي الذي غزا المجتمع المصري آنذاك، وذلك التغير الجذري قد بدأ بعد ثورة ٥٢ وليس بعد معاهدة السلام.
واختتمت د.بسمة صقر حديثها بأن الرواية ترصد طريقين للنجاة وهما العلم متمثلا في "عواطف"، وسيادة القانون.
فيما بدأ الفنان التشكيلي والناقد أحمد الجنايني، حديثه عن الغلاف الذي عد لوحته جزءا من متن الرواية، ودال فعلي على شخوصها.
مؤكدا أن الدكتور طارق منصور قد تعامل مع الرواية بخلفية تاريخية مرجعها تخصصه العلمي كأستاذ للتاريخ.
مضيفا أن مفتاح رواية "بنت الحارة" تنطبق عليه نظرية جولدمان والتي تؤكد تلك العلاقة الوثيقة بين الإبداع والظروف الاقتصادية، فلو لم تكن الحالة الاقتصادية للمجتمع آنذاك بهذا السوء، ولو لم يكن هناك ذلك الصراع الطبقي لما وجدت تلك الرواية.
مختتما أن "بنت الحارة" تعد تأريخا واقعيا لمرحلة بدأت بعد وفاة عبدالناصر، والتحول من الاشترتكية للرأسمالية وسيادة الانفتاح.
بينما قالت الكاتبة الصحفية والناقدة سمية عبدالمنعم، إن رواية "بنت الحارة" للدكتور طارق منصور، تدور في إطار اجتماعي واقعي، بها خط رومانسي يبدأ بعد الربع الأول من الرواية حتى نهايتها، بين عواطف ود.منير، ليصبح هو أساس الأحداث وباقي الأحداث هي خلفية لذلك الخط الرومانسي.
كما تتبدى الأحداث السياسية التي مرت بها مصر في نهاية السبعينات حتى منتصف الثمانينيات، ( حرب أكتوبر كماض ليس ببعيد، اغتيال السادات، تولي مبارك)، وهي مرحلة خطيرة، برز خلالها ما سمي بتيار الإسلام السياسي، أو بمعنى أصح الجماعات المتطرفة ومحاولتها السيطرة على المجتمع المصري ( ممثلا في الحارة)، وفرض مبادئها.
وقد نجح الكاتب في إظهار خطورة ذلك التيار وتداعياته على مجتمع تلك الفترة، بشكل عملي وواضح من خلال أبي حذيفة وجماعته وسمير.
وأكدت سمية أن للكاتب قدرة هائلة على الوصف السينمائي، فالرواية تحفل بالمشهدية، فالكثير من المشاهد يتم وصفها بدقة وكأنه يتم تصويرها بكاميرا سينمائية، فتدخلك إلى الحدث بدقائقه، مثل وصف مشهد المواجهة بين الشرطة والارهابيين.
وكذلك وصف الشخصيات وهيئتها، والملامح، حتى يمكنك التعرف على الشخصية جيدا ..
كما استطاع الكاتب أن يصف الصفات والأخلاق والطباع عن طريق المواقف وليس وصفا مقدما على طبق من فضة.
بينما تحدث الكاتب الصحفي عادل دياب عن دلالات الأسماء في الرواية، مؤكدا أن كل شخصية تحمل اسما ذا بعد محدد، فعواطف لم تكن تحكم عواطفها، بل هي شخصية مقاتلة مكافحة، د.منير عوني، قد أنار لها طريقها وأعانها فيه، د.الكاشف، كشف عن قدراتها الأدبية وتميزها، رجاء: هي رجاء عواطف أن تصبح يوما ما حرة ورومانسية ومنطلقة مثلها.
فيما أكد دياب أن شخصية عبدالله البرنس كانت تحتاج لسبر أغوارها أكثر، فهي خضعت لمقاييس عواطف ورؤيتها الخاصة، لأنها اتخذت دور الراوي في الرواية، وربما احتاج الأمر للراوي العليم حتى يمكننا كشف جوانب عدة من شخصيته والشخصيات جميعا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: رواية بنت الحارة الدكتور طارق منصور بيت السنارى مناقشة رواية بنت الحارة طارق منصور
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. للغربة رائحة!
للغربة رائحة!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 25 / 7 / 2019
المسافات لم تتغيّر.. وورق #الغربة ما زال نحاسياً كورق #الخريف.. ورمال الصحراء ملحُ العمر ما زالت تتحرّك كثبانه من رياض الشباب إلى أودية الكهولة.. ما الذي تغيّر إذن؟.. ولماذا برد فنجان الشوق بيد العائدِ إلى وطنه؟!.. لم خفت وهج الحنين؟؟ ولم نعد نرى الغربة كما كنّا نراها.. بأنها «جُبّ» #الغياب.. والناجون منها هم شركاء يوسف بالحظّ.
قلوب الأمهات.. مخبزُ اللهفة.. بيدر الشوق.. اذا أطفئ تنوّر الانتظار عند غيابهن.. يتغيّر كل شيء.. تصبح تذكرة السفر تشبه مخالفة السير؛ عبء وغرامة وإكراه.. وتحضير حقيبة الملابس.. كتحضير سلة الغسيل.. وصوت الطائرة على المدرج هديلٌ ممل، و تأخّر الوصول أو الإقلاع بضع دقائق أو ساعات.. لا يضير كثيراً.. ففنجان الشوق فاترٌ.. والمتواجدون في صالة الانتظار لا أحد.
قبل عشرين عاماً كانت عودة الغيّاب كرنفالاً حقيقياً.. كان للغربة رائحة.. الطرقات مفروشة بالشوق لهم.. كنا نكنس مداخل بيوتهم لأنهم قد يحضرون في أي لحظة.. نغسل أدراجهم.. نجهّز مناماتهم وأغطية الأولاد.. نخبّىء حصصهم من فاكهة الدار بالرف العلوي من الثلاجة.. وننتظر طويلاً حتى يحضروا.. لم تكن الهواتف المتحرّكة متاحة في ذلك الوقت.. لذا كان القلب هو الساعة والخارطة و الهاتف.. نجلس طويلاً وقت الغروب حتى منتصف الليل.. نراقب السيارات المارة شمالاً المحمّلة بالحقائب والعربات.. تمشّطها عيوننا، ثم تودّعها عندما تكمل مسيرها.. لا زمن محدداً للوصول.. «التياسير» هي سجادة الطريق التي يمشي عليها المغترب.. وهي أسفلت الانتظار الذي يرقب طرفه قلب الأم وعين الأب وشوق الشقيق.
كان للغربة رائحة.. أجملها رائحة فرش السيارة القادمة من بطن الصحراء في الصيف القائظ، تلك الرائحة تشبه عرق الآباء المتعبين.. تشبه رائحة حقائب الحجّاج.. فيها مزيج بين الزمان والمكان.. فيها خليط مسافات وأمنيات، فيها «مسكُ» الشوق الذي لا تشبهه رائحة على الإطلاق.. كان للغربة صوت شجي أيضاَ.. أغاني محمد عبده القديمة كلها نشيد الغربة.. وأشرطة «ميحد حمد» وطلال مدّاح على التابلو.. تلك الرمال التي اختبأت تحت جناح السيارة، علب «التانج» المدحولة تحت الكراسي.. بعض قطوف الرطب المنسية على المقعد الخلفي.. ومقتنيات صغيرة من مستلزمات السفر.. كل ما سبق كنت أسمّيه: علامات ترقيم الغربة.. حتى الغربة بقسوتها وبعدها ودموعها وطول أيامها.. كانت أجمل.. فالوصول عيد والوداع انفطار.
مقالات ذات صلة “الحرية الممنوعة: حين تتحول حقوق الإنسان إلى شعارات جوفاء” 2024/11/11المسافات لم تتغيّر.. والصحراء ما زالت موج الأيام الأصفر.. نحن الذين تغيّرنا.. نحن من نفخنا بالضجر على #شمعة_اللهفة.. فأطفأناها
ahmedalzoubi@hotmail.com
أحمد حسن الزعبي
#133يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي