صحيفة الاتحاد:
2024-11-18@12:21:05 GMT

الفن الياباني المعاصر.. صوت الحياة اليومية

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

نوف الموسى (دبي)
تبرز قيمة المعارض الفنية ذات الدلالات الثقافية؛ مثلما هو معرض «الوجود اللطيف» للفنان الياباني تسويوشي هيساكادو، الذي يُقام في مركز جميل للفنون بدبي، في أنها تستوحي من البيئة المحلية في دولة الإمارات، مساحات اجتماعية مشتركة، باعتبارها منصات حوارية عالمية مفتوحة على مختلف الأفكار والذهنيات التي من شأنها أن تنتج أشكالاً إبداعية تتناول القضايا الراهنة، بحس إنساني قادر على التفهم وإدراك التجارب الإنسانية، أمام نمطية الصور المباشرة والمعتقدات الثابتة والسائدة حول مجتمع معين.


ما قدمه الفنان الياباني تسويوشي هيساكادو، من خلال عمله «قطرة ماء»، أحد الأعمال المشاركة في معرض «الوجود اللّطيف» أحدث تمازجاً حسياً، عبر مجموعة من الأصوات اليومية التي سجلها في دولة الإمارات واليابان، مثل أصوات حركة المترو وتساقط المطر وأجهزة التكييف، ويجمعها بأضواء كاشفة ساطعة في غرفة بيضاء مظللة، لتتناغم في تجربة حسية غنية تذكرنا بالمشهد الصوتي للحياة اليومية الذي غالباً ما نتجاهله في خضم مشاغل حياتنا اليومية. ورغم وضوح فكرة العمل وأبعاده في التجسيد المرئي والمسموع، إلا أن مخرجاته الآنية والكيفية التي يستقبل بها المتلقي تلك التداخلات للبيئة المحلية في الإمارات واليابان، تبقى منطقة لافتة، وباعثة لسؤال فيما إذا كانت لكل ثقافة محلية طريقتها في تلقي صوت المدينة، وأين سيكمن التشابه العابر في طبيعة التفاعلات اليومية بين مختلف البيئات المحلية العالمية، وهل التمازج يُقرب المسافة البينية فيما بين التجارب الحسية؟!

أخبار ذات صلة بتوجيهات أحمد بن محمد.. «دولي الصقور» يعلن المشاركين في كأس الاتحاد شرطة دبي تنظم «درع الأكاديمية»

الضوء الخافت
وتكمن أهمية معرض «الوجود اللّطيف»؛ في أنه دعوة فنية للبحث في الفن الياباني المعاصر، وإعادة التفكير في المحاور التاريخية والاجتماعية، وتأثيرها على طبيعة الهويات التي شكلتها التبادلات الثقافية في المجتمع الياباني، وعدم التوقف فقط عند الصورة النمطية المعتادة للتجربة اليابانية عموماً، بل الغوص في رسالة هذا الفن الرئيسية، وإدراك أساليبه المبتكرة ومنهجياته الفنية للتعبير عن إشكالياته المجتمعية، فالتأكيد على التجربة الحسية طوال المعرض الفني إنما هو لغة متباينة بين رغبة الحوار وقوة المشاركة، ففي العمل الفني «قوة» حيث استخدم الفنان تسويوشي هيساكادو، المصابيح الكهربائية والأوراق، والأسلاك الكهربائية، والزجاج، وهي مواد نألفها في حياتنا اليومية، وخصوصاً في أماكن العمل والدراسة، لخلق شعور من عدم الاتساق، إذ تواجهنا أذرع معدنية ممتدة من الأرض حتى السقف وهي ترمي بين الفينة والأخرى قصاصات ورقية، تصحبها ضوضاء منخفضة التردد، وعلى الجانب الآخر من القاعة نجد أيضاً طاولة زجاجية مائلة تتقاطع معها مجموعة من المصابيح ذات الضوء الخافت والمتقطع  في محاولة من الفنان لتجسيد القلق المستمر من انهيار عالمنا المعاصر وهشاشته، وإن كان ظاهره مستقراً وثابتاً. 
لماذا الإصرار على خلق حالة من «الانتباه» لمحيطنا اليومي؛ في جّل أعمال الفنان تسويوشي هيساكادو؟! لعل هذا يعيدنا إلى بعض أهم الفنانين اليابانيين الذين قدموا أعمالاً تركيبية معاصرة في ذات السياق، ومنهم الفنانة اليابانية يوكو موهري «Yuko Mohri»، التي تركز في أعمالها على مفهوم «الظواهر» التي قد تتغير باستمرار في البيئة المحيطة وفقاً لظروف مختلفة، وبذلك فهم يصنعون آلية تأملية، في المساحات الإبداعية، تتبنى الحركة ومنهجية دوائر الطاقة، ضمن ظروف غير ملموسة، فنحن نتحدث هنا عن الضوء، والصوت، والرياح، والجاذبية، والزمن، وعلاقتها بالفضاء العام، وكيف ينتجون تراكيب غير متوقعة لتلك اللقاءات الظرفية، وفق الأعمال التركيبية المعدة للتجربة، لأنهم بذلك يضعون ملامح عامة يستوعبها المتلقي حول القوى غير القابلة للسيطرة عليها، وأيضاً تأثيرها على السلوك والمجرى الإنساني، ما يمدنا بإدراك واسع أن مخرجات الحياة اليومية لا يمكن التنبؤ بها فعلياً، و«الانتباه» هنا وسيلة ضمنية لقياس مستوى نضج اتصالنا مع ما يشكل حرفياً وعينا بالعالم من حولنا في كل لحظة. 

الوجود اللّطيف
وفي محاولة لاستكشاف القوى الطبيعية غير المرئية، التي قد تنتظم حياتنا وتعاملاتنا اليومية، تعامل الفنان تسويوشي هيساكادو، مع ثلاثة أعمال حضرت في معرض «الوجود اللّطيف»، هي: «نهر» و«ضباب» و«هزة أرضية»، مثلت أعمالاً تركيبية على الورق، واعتمدت فكرتها على مسألة التسلسل المنطقي والنسب الثابتة، فبمجرد أن يقترب الإنسان من العمل، يجد أرقاماً صغيرة متداخلة، يختلف إيقاعها بشكل ما -إن صح التعبير- وفقاً للحركة داخل العمل التركيبي، ففي «هزة أرضية»، نجد مقطعاً أفقياً يخترق العمل عرضياً، إشارة لحدوث زلزال. 
أما في «ضباب»، فنرى بقعاً من الحبر الأسود في طيف من الظلال. وفي «نهر» يلاحظ المشاهد ما يشبه الدموع وهي تتخذ شكلاً متصلاً على الورق، وهنا الاضطراب الذي يحدث للمنظومة الطبيعية، إنما هو آلية تعبير جمالية لإدراك متغيرات الأرقام والنسب الكونية في تجسيد أشكال الحياة على الأرض، والتي تبقى مهما بدت قابلة للقياس، صعبة التكهن والرصد والتوقع.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليابان دبي

إقرأ أيضاً:

أخبار الفن.. حادث مأساوى لأقارب حسن الرداد.. أحمد سعد يعلن موعد حفل زفافه للمرة الرابعة

نشر قسم الفن على مدار الساعات الماضية، عددا من الأخبار المحلية والعالمية نستعرض أبرزها في السطور التالية. 

محمود حميدة: 2000 فيلم مصري مش عارفين راحوا فين
أقام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45 جلسة حول ترميم أرشيفات الفنانين ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما  على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية.

وقال الفنان محمود حميدة: "حينما كنا نقوم بحصر الأفلام للاحتفال بمئوية السينما المصرية وجدنا أن هناك 2000 فيلم لا نعلم عنها شئيًا.

وأضاف حميدة خلال الجلسة: "وقت دخولي السينما كان نيجاتيف الفيلم السينمائي المصري يُباع في إحدى القنوات العربية مقابل 1500 جنيه، وبعض الورثة كانوا يقومون بتسييح الفيلم عن طريق بيعه إلى محلات الفضة.

سقطت العمارة.. حسن الرداد يروى قصة وفاة خاله وزوجته وابنتهما المأساوية
نشر الفنان حسن الرداد تعليقا عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك يتذكر فيه قصة وفاة خاله وأسرته بأكملها في حادث مأساوى ليخيم الحزن على الأسرة بأكملها.

وقال حسن الرداد : “دنيا الرداد بنت خالي أجمل طفلة شوفتها في حياتي، كانت جميلة الشكل وجميلة القلب والأخلاق، يوم 15 نوفمبر ذكرى ميلادها، لقد توفيت هي وخالي ووالدتها سويًا في حادث مأساوي إثر سقوط العمارة وهم في داخلها وماتت وهى فى ثانوية عامة وكانت من المتفوقات في الدراسة ومن الأوائل دائمًا، الله يرحمك يا حبيبتي، ويرحم خالي عبده ويرحم سارة ويجمعنا معكم في الجنه إن شاء الله”.

بسبب مشهد مأساوى.. شرارة قصة حب دياموند أبو عبود وهاني عادل
حكت الفنانة اللبنانية دياموند أبو عبود بداية قصة الحب التي جمعتها بالفنان المصري هاني عادل. موضحة أنهما التقيا لأول مرة خلال كواليس عمل مسلسل "السهام المارقة".

أوضحت "عبود" خلال حلولها ضيفة برفقة زوجها هاني عادل، على برنامج "معكم منى الشاذلي"، مع الإعلامية منى الشاذلي عبر شاشة "ON"، أن أول لقاء جمعهما كان في مشهد الإعدام وكان الممثل سيضع سكينا على رقبتها، لذلك خشيت من الأمر. ليتدخل هاني عادل ويساعد الممثل في مسك السكين حتى تطمئن. مشيرة إلى أنها خلال تصوير المشهد عندما نظرت خلفها وجدته منتظرا فاطمئنت.

هغنى فى فرحى.. أحمد سعد يعلن عن موعد زفافه للمرة الرابعة
كشف الفنان أحمد سعد عن موعد زفافه للمرة الرابعة، على عليا البسيونى بعد عودتهما بعد عدة سنوات من الانفصال.

وقال أحمد سعد عبر برنامج et  بالعربى : “الفرح قريب جدًا ممكن أول السنة، وهعمل فرح وهلبس بدلة وهغني في فرحي كمان”.

مقالات مشابهة

  • في ذكرى ميلاده.. تعرف على سبب انفصال أحمد زكي عن هالة فؤاد
  • في ذكرى ميلاده.. أحمد زكي إمبراطور السينما المصرية الذي لا ينسى
  • «صباح الخير يا مصر» يحتفي بذكرى ميلاد أحمد زكي.. إمبراطور السينما المصرية
  • راجل و3 ستات.. أشرف عبد الباقي أب لـ4 أبناء بين الفن والهندسة والطهي
  • ذكرى وفاة عبدالمنعم إبراهيم.. دخل الفن من باب علي الكسار و«بابا عبده»
  • ” عندما يكون الفن القوة التي تتحكم في التعايش السلمي ونبذ الاعراف البالية “فصلية “
  • مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يحتفي بمكرمي الدورة التاسعة.. صور
  • أخبار الفن.. حادث مأساوى لأقارب حسن الرداد.. أحمد سعد يعلن موعد حفل زفافه للمرة الرابعة
  • في ذكرى ميلاد إستيفان روستي.. حكاية حضور «الشرير الظريف» لجنازته على قيد الحياة
  • محمود حميدة عن إصدار مجلة الفن السابع: كانت حلم لدي