الثورة نت:
2025-01-20@14:04:51 GMT

الثورة والتحول التاريخي العميق

تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT

 

التاريخ العربي يختلف عن غيره لأنه يخضع لمنطق مختلف ومتغاير عما سواه، ولذلك نقول باستحالة نقل التجارب الغربية أو غيرها، فالتاريخ لا يستورد كما نستورد السلع، والوعي بضرورة الإصلاح لا يعني بالضرورة الرجوع إلى صدر الإسلام كما تذهب بعض الفرق فذلك مستحيل وفي المقابل لا يعني نقل تجارب الغرب المتحضر فذلك مستحيل أيضا باعتبار الحداثة ليست تحديثا ولكنها نسق فكري ثقافي حضاري تقدمي تقدم عليه أمة أو جماعة لإنجازه بخطاب وتقنيات ومعطيات قادرة على التفاعل وفرض طابعها الخاص التي تتسم به المرحلة أو يتسم به المستوى الحضاري الحديث.


فالحياة في تطور مستمر والجمود هلاك وتحلل وتأسن وهو حالة غير لائقة بالتمدن البشري في كل مراحل التاريخ وفي المقابل الوقوف عند نقاط مضيئة في الماضي لا يعني تطورا وثورة بل يعني الاستسلام والهزيمة لشروط الواقع وأيضا فهما قاصرا للحدث وتموجاته وإرهاصاته، فقدرة أي حدث تقاس من خلال الأثر الذي تركه في البناءات وليس من خلال الموقف الوجداني والانفعالي منه .
وكل حركة ثورية حقيقية تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل منها مركزا مهما في حركة التاريخ ويمكنها مع غيرها من صنع القرار والمبادرة والإسهام في الحضارة الكونية كند وليس كتابع وهذا ما كانت عليه حركات التحرر في القرن الماضي قبل أن تصاب بالثبات والجمود وقبل أن تتعرض للمؤامرات والاستهداف كالناصرية مثلا وهي تجربة يمكن الاستفادة من تفاعلها مع حركة التاريخ في زمنها ومثل ذلك من تمام الحكمة والعقل إذ لكل تجربة مراكز قوة ومراكز ضعف وقراءة التجارب تجعلنا أكثر تمكنا من التحكم في مقاليد الثورة والمستقبل.
ونحن في اليمن في متواليات احتفالية برموز ثوريين من آل البيت، بدأنا بثورة الإمام الحسين، ومررنا بثورة الإمام زيد، وها نحن نحتفي بالثورة اليمنية المعاصرة وهي محطات نأمل أن تصنع في إرادتنا طاقات تطمح إلى تحول تاريخي عميق يجعل من اليمن مركزا مهما في حركة التاريخ، فالثورة حركة ديناميكية ومتجددة ثقافيا واجتماعيا وليس نمطية ثابتة ولذلك فالتجدد سمة ثورة وصناعة حقيقية لواقع يتسم بالثورية ويتجدد ويحاول أن يفض إشكالات قضايا المجتمع المعقدة .
والثورة ضرورة اجتماعية لكن غايتها تظل محل خلاف ونقاش ولو حملت مشروعا سياسيا ناهضا، ذلك أن الطبيعة البشرية ذات نزوع إلى الأمجاد والمصالح، وفي طبائع العرب نزوع دوما إلى التمحور حول الذات، فالغاية عند العرب في مدى الأثر الذي تتركه الثورة على مناصريها وليس على جموع الناس، ومثل ذلك قناعة ثقافية عمل الإسلام على تشذيبها لكنها ظلت دائمة الحضور في تفاصيل التفاعل اليومي للثورات التي قامت في الديار الإسلامية عبر حقب التاريخ .
فالحسين عليه السلام لم يثر من أجل دنيا أو منافع أو مصالح بل ثار من أجل تعديل مسار كان يجب أن يعدل قبل أن يصبح ضرره كبيرا وأثره غير قابل للتعديل، وثورة الحسين عليه السلام تعلمنا روح التضحية من أجل الغايات الكبرى والأهداف العظيمة للأمة وهو المسار نفسه الذي رأينا عليه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي فقد بذل نفسه من أجل غايات كبرى ولم ينتظر غرضا من الدنيا زائل وكان بمقدوره أن يتفاوض عليه ويناله وقد عرض عليه يومذاك .
ومن هنا يمكن القول: إن أي انحراف يحدث في المسار العام لا يخدش نبل الهدف الذي قامت على أسسه الثورة اليمنية المعاصرة، فالقضية نسبية وهي خاضعة للاجتهاد، وحتى نستعيد وعينا بذاتنا وبالقيم الثورية الحسينية نحن مطالبون بالتقييم المستمر للتفاعل اليومي مع مفردات الواقع قبل أن يجرفنا تيار المصالح إلى مهاوٍ سحيقة.
ثمة ظاهرة تبرز في واقعنا نجد لها تعديلاً في القرآن ولا بد من الاحتكام إلى آياته ونصوصه القطعية التي لا تقبل التأويل، ونحن مطالبون كما يؤكد قائد الثورة في الكثير من خطاباته ومحاضراته التواصي بالحق، وقد وقف قائد الثورة كثيرا عند فكرة التواصي بالحق والصبر، وهو يدرك أثر التواصي بالحق والتواصي بالصبر في المسار السياسي والثقافي وأثرهما البالغ في المسار العسكري والاجتماعي، ولذلك لم أستغرب إسهابه وإطنابه في الحديث عنهما ومناقشة أبعادهما في التعديل وأثرهما في سلامة الطريقة والمنهج الذي نراه سبيلا للحياة الحرة والكريمة .
ما يحدث في واقعنا اليوم من تفاعلات تترك أثراً غير محمود في المسار، وهي في غالبها تفاعلات لا تمثل توجها عاما لكنها اجتهادات فردية غير محمودة العواقب وقد ضبطها القرآن الكريم في الآية رقم 94 من سورة النساء.
ومن باب التواصي بالحق الذي يؤكد عليه قائد المسيرة القرآنية قائد الثورة لا بد لنا من الوقوف أمام الظواهر ومعالجتها فور وقوعها حتى نحد من أثر الانحراف في المسار الثوري، ولنا في تاريخ الثورات عبرة إن أردنا لثورتنا نجاحا.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الإسكندرية تعمل على قدم وساق فى مشروع مترو الانفاق

تعمل الأجهزة التنفيذية بالإسكندرية على قدم وساق فى اضخم  مشروع مترو  الانفاق الذى يعد كواحد من أهم الأحداث التي شهدتها المحافظة خلال عام 2024، إذ بدأ العمل فيه مطلع العام ضمن خطة الدولة لتطوير منظومة النقل العام في المدن الكبرى، لتوفير وسيلة نقل جماعية حديثة تساهم في تخفيف الكثافة المرورية وتحسين جودة الحياة في المدينة الساحلية.

“ التشغيل التجريبى للمترو”

وتشهد عروس البحر المتوسط حاليا تنفيذ مشروع  " مترو أبو قير " و الذى يستغرق 3 سنوات فى التنفيذ ومن المقرر أن يكون التشغيل التجريبى فى يونيو 2026 .

وفى إطار مشروع مترو الإسكندرية الجارى تنفيذه حاليا ، أعلنت محافظة الإسكندرية، البدء فى تنفيذ أعمال تمهيد المسارات البديلة لكوبرى المندرة بدءا من جسم النفق حتى نقطة مرور المندرة، وذلك فى إطار التمهيد لأعمال هدم الكوبرى وتطوير ميدان المندرة،

“ مسارات المترو ”

ويتم العمل حاليا على تنفيذ المسار البديل على مرحلتين المرحلة الأولى داخل حرم المترو فى الجزء الواقع بين نقطة مرور الزعيم وهيكل الكوبرى القائم.

وتعتبر المرحلة الثانية من كوبرى المندرة (حرم المترو) وصولا إلى نقطة شرطة المندرة كما ستتضمن إزالة الجزيرة الوسطى بالطريق وإزالة الستارة النباتية والنخيل وأعمدة الإنارة واستاندات الاعلانات المتواجدة على الجزيرة.

“ سيولة مرورية "

وأكدت محافظة الإسكندرية إلى أن كافة الأعمال تتم بتواجد ممثلى المرافق المختلفة حتى لا يكون هناك أى تعارض مع المسار البديل، ولن يتم القيام بهدم الكوبرى إلا بعد الانتهاء من أعمال تنفيذ المسار البديل بالكامل، للتأكد من وجود سيولة مرورية وعدم وجود أى عرقلة سواء لسير المواطنين أو المركبات.

ومن المقرر أن يتم توسعة حرم الطريق الناقل من قلب المندرة إلى الكورنيش والعكس مع زيادة عدد الحارات المرورية مما يتبعه خلق سيولة مرورية كبيرة بالمنطقة ، يتم العمل حاليا على تنفيذ المسار البديل على مرحلتين.

المرحلة الأولى داخل حرم المترو فى الجزء الواقع بين نقطة مرور الزعيم وهيكل الكوبرى القائم.

المرحلة الثانية من كوبرى المندرة (حرم المترو) وصولا إلى نقطة شرطة المندرة.

“ الجزيرة الوسطى بالطريق”

يتضمن تجهيز المسار البديل إزالة الجزيرة الوسطى بالطريق وإزالة الستارة النباتية والنخيل وأعمدة الإنارة واستاندات الاعلانات المتواجدة على الجزيرة.كافة الأعمال تتم بتواجد ممثلى المرافق المختلفة حتى لا يكون هناك أى تعارض مع المسار البديل.

لن يتم القيام بهدم الكوبرى إلا بعد الانتهاء من أعمال تنفيذ المسار البديل بالكامل، للتأكد من وجود سيولة مرورية وعدم وجود أى عرقلة سواء لسير المواطنين أو المركبات.

من المقرر أن يتم توسعة حرم الطريق الناقل من قلب المندرة إلى الكورنيش والعكس مع زيادة عدد الحارات المرورية مما يتبعه خلق سيولة مرورية كبيرة بالمنطقة. 

“ اهداف المشروع ”

تخفيف الازدحام المروري: يساهم المشروع في تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية، مما يحد من الاختناقات المرورية.

ويهدف مشروع مترو الاسكندرية الى تحسين جودة الحياة: يقدم المترو وسيلة نقل آمنة وسريعة بأسعار مناسبة، تسهم في توفير الوقت والجهد.،تعزيز التنمية المستدامة: يشكل المشروع خطوة نحو تقليل الانبعاثات وتحقيق أهداف التنمية المستدامة في البنية التحتية للنقل.

 

من المنتظر أن يصبح مترو الإسكندرية نموذجًا رائدًا في تطوير وسائل النقل المصرية، مما يعزز حركة التجارة الداخلية والسياحة. وتعد الإسكندرية إحدى أبرز الوجهات السياحية في مصر، ما يجعل المشروع مساهمة مهمة في تحسين تجربة الزائرين والمقيمين على حد سواء.

 

مقالات مشابهة

  • الآن.. كلمة لقائد الثورة مباركة بالانتصار التاريخي للشعب والمقاومة الفلسطينية
  • كلمة لقائد الثورة مساء اليوم بالانتصار التاريخي للشعب والمقاومة الفلسطينية
  • جارديم: مباراة النصر فرصة لتصحيح المسار
  • قبل تنصيب ترامب.. ستارمر يشيد بالتحالف العميق مع واشنطن
  • الإسكندرية تعمل على قدم وساق فى مشروع مترو الانفاق
  • كابوس يناير الذي لا ينتهي
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة في المشهد المصري؟
  • ما الذي يمكن أن تغيره انتصارات سوريا وغزة بالمشهد المصري؟
  • مجلس الشورى يبارك الانتصار التاريخي للشعب الفلسطيني ضد الكيان الغاصب وتوقيع وقف إطلاق النار
  • ماذا بقي من الثورة التونسية؟