لماذا يجب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في هذا الزمان أكثر من الماضي؟
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
يحيى صلاح الدين
يحتفل العالم الإسلامي قاطبة بالمولد النبوي الشريف وتجد الذي لا يعنيه الاحتفال بهذا اليوم إما أنه من اليهود والنصارى، أو من الوهابية، أو المشركين .
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في هذا الزمان مهم جدا اكثر من أي وقت آخر واصبح هناك وعي بأهمية ذلك لدى معظم المسلمين، ويسعدهم الاحتفال بيوم مولد خاتم الأنبياء والمرسلين ويعتبرون ذلك :
في المقام الاول كتعبيرٌ عن الفرح بِرَسول الله صلى الله عليه واله وَسَلَّم.
إنَّ الفرح بمولد رسول الله مطلوب بأمر القرآن في قَولِه تَعَالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ، فَبِذَلكَ فَلْيَفْرَحُوا”.
فاللهُ تَعَالَى أَمَرَنَا أنْ نَفْرَح بالرحمة، والنبي صلّى الله عليه وآله وسلّم الفضلُ الأكبرُ والرَحْمَةُ الأعظمُ على الإطلاقِ، قال الله تعالى: “وَمَا أَرسَلْنَاكَ إلاَّ رَحمةً للعَالمينَ”.
وثانياً: الاحتفال بمولد النبي يعد تعظيماً لشعائر الله، يقول الله تعالى: “ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى القُلُوبِ”. والشَّعائر: جمع شعيرة ِبـمَعْنَى مَشعَرَة وهي المعلم الواضح، وتطلق هذه الكلمة على “مناسك الحج” أي معالمه بما عينه الله. فالشرع أمرنا بتَعظيم البيت الحرام، وبناء المساجد، وتعظيم النبي صلى الله عليه واله وسلم وتوقيره، ولم يأمرنا بعبادة الكعبة، ولا بعبادة الرسول صلى الله عليه واله وسلم، ولا بعبادة المساجد، ولا بعبادة أصحابه. كما يُعَدُّ تعظيمُ الُمصْحَفِ، والتذلُّلِ للأبوين والمؤمنين من شعائر الله وليس ذلك عبادةً لهم
وثالثا فإن الاحتفال بمولد النبي مناسبةٌ للصَّلاةِ على النبيّ صلَّى اللهُ عليهِ واله وسلَّمَ، فَفِي إقامةِ ذكْرَى مَولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وَسَلَّم مَا يَحثُّ عَلَى الثَّناءِ والصلاة عليه وهو واجبٌ أمَرَنَا الله تعالى بِه، قال تعالى: “إنَّ اللهَ وَمَلاَئكتَهُ يُصَلُونَ عَلَى النَّبي، يَا أَيّهَا الذينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيه وَسَلِّمُوا تَسْليمًا”. فَمُجرَّدُ الاجتماعِ وَذكرِ النَّبي صلّى الله عليه واله وسلّم يَجعلنَا نُثْنِي وَنُصلِّي عَلَيهِ.
رابعا الاحتفال بمولد النبي : تعبيرٌ عن محبَّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم وشكرٌ للمُنْعِمِ.
يُعتبرُ الاحتفال مظهراً من مظاهر الدين ووسيلة مشروعة لبلوغ محبة الله عز وجلّ، قال تعالى: “قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحبُّونَ اللهَ فَاتَّبعُونِي يُحْببْكُمْ اللهُ”، وقالَ صلَّى الله عليه واله وسلم: “لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكونَ أحبَّ إليه مِن نَفسهِ وَمَاله وَوَلدِه وَالنَّاسِ أَجمعين”. فالاجتماع في مناسبة المولد مندوبٌ وقربةٌ لشكر الله على أعظم نعمةٍ في الوجود وهي مَقْدَمُهُ صلى الله عليه واله وسلم، وقد حث القرآن على إظهار شكر المنعم في قوله تعالى: “وأمَّا بِنعْمَةِ ربِّكَ فَحَدِّثْ”.
خامسا وهو سبب مهم للاحتفال بمولد النبي تثبيتٌ لقلوبِ المُؤْمِنينَ، والتعرض لرضى الله تعالى والحصول على أجره وثواب هذا العمل .
“وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسل مَا نُثبّتُ بِهِ فُؤَادَكَ”.
ولأننا محتاجون لتَثبيتِ أَفئدِتِنا بِأَنبائهِ وَأَخْبَاره صَلَّى اللهُ عَلَيه واله فالمولد الشريف مناسبةٌ لذكر معجزاته وسيرتِهِ والتَّعريف به حَتىَّ تَثبُتَ القلوبُ بمعرفته والاقتداء به والتأسّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتصديق بآياته.
لذلك يعتبر الاحتفال بمولد النبي مناسبة لان تتثبت قلوبنا و للتعرّض لرحمة الله تعالى والحصول على رضاه وأجره .
وهناك أسباب كثيرة جداً تحثنا على الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في هذا الزمان أكثر من الماضي، نظرا للفتن والفساد الكبير الذي ينشره اليهود والدول المستكبرة أمريكا وأذنابها في هذا العصر لقد أصبحت نفوس المسلمين مشدودة لأمور دنيوية تافهة تبعدها عن الدين وعن رسولها والجميع يعرف ما يشنه الأعداء من حرب ناعمة على المسلمين تبعدهم عن قيم الإسلام الحنيف وعن القدوة والكمال الحقيقي محمد رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والتسليم .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
فتاة: دعيت على أمي في ساعة غضب؟ علي جمعة ينصحها بأمرين للتوبة
قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، إن الأسرة من أهم مكونات المجتمع فإذا لم يكن هناك أسرة فليس هناك مجتمع ولا أوطان ولا انتماء للوطن، فنرى الله سبحانه وتعالي أسس الأسرة منذ بدايتها عن طريق الزواج الذى يعد المكون الأساسي للأسرة، فالرجل والمرأة دائرة تعمر الكون.
أجاب الدكتور على جمعة خلال برنامج «نور الدين والدنيا» على سؤال فتاة دعت على والدتها «ساعة غضب من ورا قلبها»؟.
نصح جمعة الفتاة إلى الاستغفار والدعاء للأم، قائلاً: «الكلام اللى بيجرى على الألسنة ومش متمكن من القلب يبقى خلاص .. استغفري لها .. عرفتى إنك غلطانة وميصحش إنك تدعي على أمك .. كان يجب عليك عدم الاشتباك مع الأم، بل يجب أن أكون هادئ النفس، وقال تعالى: «فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا».
علي جمعة: التنظيمات المتطرفة لديها تدين مغشوش تستغله القوى العالمية
هل دفع رسوم في الألعاب حرام شرعا؟.. علي جمعة يجيب
قال الشيخ أحمد المالكي، الداعية الإسلامي: «لا نقبل من أحد أن يتكلم عن أمه بهذه الطريقة، مستشهدًا في ذلك بقول الله تعالى «وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا»، [الإسراء:24]، مشيرًا إلى أن هذا أمر من الله- سبحانه وتعالى-.
وأضاف المالكي، في فتوى سابقة له، أن الدعاء على الوالدين من الكبائر، ومن العقوق العظام التي تبقى الإنسان شقيا في الحياة الدنيا بسبب عقوق الوالدين حتى وإن كان لأم ولأب ظالمين وهذا ديننا.
وأوضح الداعية أن الأم هي سبب وجود الابن في الحياة، ناصحا الأبناء بأن يبقى برهم بعد وفاة الأم أو الأب بالدعاء لهما والتصدق عليهما وصلة الرحم التي لا تصل إلا بهما وإكرام صديقهما من بعدهما، منوها أن هذا الكلام هو كلام النبي- صلى الله عليه وسلم-.
ونصح المالكي الأبناء قائلاً: إلا الأم، مستشهدا بقول النبي- صلى الله عليه وسلم- "فليفعل العاق ما شاء فلن يدخل الجنة".
بر الوالدين في الإسلامأوجب اللهُ تعالى ورسولُهُ صلى الله عليه وآله وسلم بِرَّ الوالدين والإحسان إليهما في مواضعَ كثيرة؛ منها قوله تعالى: «وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا» [الإسراء: 23-24].
وأخرج الإمام مُسلم في "صحيحه" عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ»، قيلَ: مَنْ يا رَسولَ اللهِ؟ قالَ: «مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ أحَدَهُما أوْ كِلَيْهِمَا، فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ».
والأمر بالبر في آيات القرآن الكريم لا يحصر برهما في حال دون حال، ولا في زمان دون آخر، فيجب على الولد أن يبر والديه حال حياتهما، وإن فاته ذلك في حياتهما فلا أقل من أن يبرهما بعد وفاتهما؛ روى أبو داود في "سننه" عن أبي أسيد مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله، هل بقي عليَّ من بر أبويَّ شيءٌ أبرهما به بعد موتهما؟ قال: «نَعَمْ؛ الصَّلَاةُ عَلَيْهِمَا، وَالِاسْتِغْفَارُ لَهُمَا، وَإِنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِمَا، وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتِي لَا تُوصَلُ إِلَّا بِهِمَا، وَإِكْرَامُ صَدِيقِهِمَا».
فعلى من تُوفي والداه أن يكثر من الدعاء والاستغفار لهما؛ قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾ [الإسراء: ٢٤].
وفي الحديث الذي رواه الإمام مسلم في "صحيحه" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَة..» وذكر منها: «وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
وفي الحديث الذي رواه الإمام البخاري في "الأدب المفرد" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ترْفَع للميت بعد موته درجة، فيقول: أي رب، أي شيء هذه؟ فيقال: ولدك استغفر لك".