هل يحقُّ للزوج أخذ الشبكة التي قدَّمها لزوجته رغمًا عنها أو دون علمها.. سؤال نشرته دار الافتاء عبر الفيسبوك.

قالت دار الافتاء عبر الفيسبوك، إن الشبْكة المقدَّمة من الزوج لزوجته عرفًا ملكٌ خالص لها، وليس للزوج أن يأخذها دون رضاها أو دون علمها، فإذا أخذَها فهو ملزَمٌ بردِّها ما لم تتنازل له عنها، فإذا أخذها الزوج منها رغمًا عنها فهو داخل في البهتان والإثم المبين الذي توعَّد الله تعالى فاعله بقوله سبحانه: ﴿وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا﴾ [النساء: 20].

هل يجب على الإمام أن يسكت قليلًا بعد قراءة الفاتحة؟|دار الإفتاء تجيب كيفية التخلص من الوسواس.. دار الإفتاء توضح

أما إذا رضيَت بإعطائها له عن طيب خاطر فلا حرج عليه شرعًا في أخذها؛ لقوله تعالى: {فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا} [النساء: 4]، وصارت بذلك الفعل صاحبة جميل على الزوج يُذكر لها ويشكر.

قالت دار الإفتاء، إن الخطبة وقبض المهر وقبول الشبكة من مقدمات الزواج، ومن قبيل الوعد به ما دام عقد الزواج لم يتم مستوفيًا أركانه وشروطه الشرعية، فإذا عدل أحد الطرفين عن عزمه على إتمام الزواج كان للخاطب أن يسترد ما دفعه من المهر، ولم تستحق المخطوبة منه شيئًا، وكذلك الشبكة؛ لجريان العرف بكونها جزءًا من المهر.
 

وأوضحت الإفتاء في إجابتها عن سؤال: «هل الخاطب من حقه الحصول على الشبكة بعد فسخ الخطبة؟»، أنه حيث يتفق الناس عليها عند إرادة الزواج؛ مما يخرجها عن دائرة الهدايا ويلحقها بالمهر، والعرف معتبر في أحكام الشريعة الإسلامية؛ لقوله تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ» [الأعراف: ١٩٩]، فكل ما شهدت به العادةُ قُضِيَ به لظاهر هذه الآية كما يقول الإمام القرافي في "الفروق" (3/ 185، ط. عالم الكتب).

 

وأكدت أن الشبكة المقدمة من الخاطب لمخطوبته تكون له في حالة أن يعدل الخاطبان أو أحدهما عن الخطبة، وليس للمخطوبة منها شيء، ولا يؤثر في ذلك كون الفسخ من الرجل أو المرأة، إلا أن يتنازل الخاطب عنها أو عن بعضها، فلا بأس حينئذٍ أن تستبقي المخطوبة ما تنازل هو عنه في حيازتها وملكها؛ لأنه تَصرُّفٌ منه فيما يملك وقد تم برضاه وموافقته، فهو تَصَرُّفٌ صحيحٌ نافذٌ.

وتابعت: وقد روى الدارقطني عن حبان بن أبي جَبلة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «كُلُّ أَحَدٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»، فهذا الحديث يقرر أصل إطلاق تصرف الإنسان في ماله.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الزواج فسخ الخطبة

إقرأ أيضاً:

أحمد أمين.. وساعات السفر

فى عام 1945 كانت أسرة الكاتب والمفكر الراحل أحمد أمين فى طريقها للمصيف فى رأس البر–تبعد عن القاهرة–190 كم تقريباَ شمالاَ )–حيث يتحرك القطار فى التاسعة صباحًا من محطة القاهرة.

تجلس الأسرة مع الأمتعة فى عربة ويجلس هو–أى أحمد أمين–فى عربة أخرى حيث يكون فى يده–مثلا–رواية لتوفيق الحكيم أو ديوان شعر لحافظ إبراهيم أو أحمد شوقى أو غيرهم ويبدأ القراءة حتى يصل القطار إلى محطته الأخيرة.

فى العربة الأخرى يجلس الأبناء–كانوا ثمانية وأمهم–يضحكون، ويتسامرون، يتحدثون عن أيام وليالى المصيف.

الآن يجلس الابن حسين–صار دبلوماسياَ فيما بعد–بجوار والدته. أمامهما تجلس سيدة متوسطة العمر وابنتها فتاة فى الخامسة عشرة من عمرها. شقراء الشعر.. زرقاء العينين.. وجهها بيضاوى.. جسدها نحيل.. وتسعل على فترات.

قالت والدة الفتاة لزوجة أحمد أمين: «يبدو أن الحقيبتين اللتين وضعتموهما (فوق الرف) بهما أشياء ثمينة–كان بهما كتب جاء بها أحمد أمين للمصيف–لأنكم وضعتموهم بعد عناء، ومشقة، وحرص شديد حتى إنى تخيلت–من شدة اهتمام الابن بهما–تقصد حسين–انهما يحويان ذهبا»؟!

- ردت الزوجة ساخرة:

«ذهب..؟! قال ذهب قال؟ وحياتك دى كتب»!

- مش معقول (قالتها والدة الفتاة بدهشة)!

- ردت الزوجة:»وحياتك زى ما بقولك كده»! ثم قالت:

«الشنطتين دول عند صاحبهم–تقصد زوجها أحمد أمين–أغلى من الذهب، لكن عندى أنا لا تعادل الواحدة فيهم (الفطير المشلتت اللى جنبك دى)!

—قالت:» مش معقول الكلام ده»؟!

— ردت:»برضه هتقول لى مش معقول»!ثم أكملت الزوجة:» عارفة لو تخديهم وتدينى مكانهم (الفطير المشلتت)أكون شاكرة ليكى جداَ...والا أقولك خديهم من غير فطير..وريحيني»!.

فى هذه اللحظة انتبهت الفتاة بعدما فرغت من نوبة سعالها الحادة وسألتها:

—»هو زوجك كاتب»؟

— ردت بإستفهام:»هكذا يقول!( أحمد أمين فى ذلك الوقت لا يقل حضورًا وتألقاَ عن المازنى والمنفلوطى والعقاد وطه حسين )!

— ثم سألت الفتاة:»هل يكتب القصص»؟

— ردت باستغراب:»والله يا بنتى ما قرأت له حرفاَ، فلا تسألينى عن ماذا يكتب»!

قالت الفتاة:» اسمه أيه»؟

— ردت:» أحمد أمين»!

— قالت الفتاة بدهشة:

«غريبة..مسمعتش عنه قبل كده»!!

— صاحت الزوجة بسعادة قائلة:

«بذمتك سمعت عنه قبل كده»؟

—ردت بحرج:» الصراحة.. لا»!

— قالت الزوجة وهى تنظر للابن حسين الجالس بجوارها:

«مع أنه متخيل أن الناس تسبح باسمه ليل ونهار»

ثم قالت بشماتة:

«واخد بالك يا حسين»!! يبتسم ولا يعلق.

ثم قالت بتحدٍ:»والله لما نروح هقوله الكلام ده»!

— رد حسين:» هتقولى أيه يا ماما»؟

— «هقوله قابلت بنت فى القطار لم تسمع عنه أبداَ»!

— ابتسمت الفتاة وقالت:

«ألا يسرّك أن تكونى زوجة لأديب مشهور؟

—ردت:» سرور أيه؟ ده طول الوقت مشغول عن أولاده وبيته، بكتبه وقلمه. ثم قالت:

« أتظنينه يوماَ لاحظ لى فستانًا جديدًا اشتريته أو (حلق لبسته)؟ أبداَ ولا هذه الأشياء تشغل باله خالص!

وبعد فترة صمت اكملت الزوجة:

«كنت عندما آتيه بفستان جديد أجده إما قارئاَ أو كاتبا..

فأقول له:

أحمد.. شوف كده وقولى رأيك؟

— يرد:»رأى فى أيه»؟

— فى الفستان يا راجل!

— ماله؟ ما هو حلو أهو !

يقولها دون أن يدرى أنه فستان جديد»!

تضحك الفتاة حتى يعاودها السعال بصورة عنيفة مرة أخرى ويكون القطار قد وصل إلى محطة الوصول وقبل أن تودع أسرة أحمد أمين أسرة الفتاة التى مازالت تسعل تقف أمها على الرصيف فى وداعها قائلة للزوجة:

« تحبى نبدل (الكتب) بالفطير (المشلتت)؟

— ترد ضاحكة بطريقة ساخرة:

«ياريت ياختى...هو حد يطول المشلتت»؟!

....وهكذا دائماَ فى كل عصر–وفى كل حين–تجد زوجات الصحفيين، والكتاب، والأدباء، والمبدعين–أو معظمهن–إذا ما سألتها:

« هل تحبين تبديل كتب زوجك (بالفطير المشلتت)؟

ترد بكل ثقة، ورغبة، وفرح، وسرور..قائلة:

«ياريت...هو حد يطول»!!

 

مقالات مشابهة

  • زوجة تطالب زوجها بسداد 250 ألف جنيه بعد شهور من زواجهما.. اعرف التفاصيل
  • أيها المسلمون تذكروا واذكروا أنكم ستقفون بين يدي الله
  • القدس إرثنا الديني والتاريخي
  • أحمد أمين.. وساعات السفر
  • المطلق يوضح كيف يتوب من ينشر المقاطع المحرمة في وسائل التواصل ؟ .. فيديو
  • «الإفتاء» تكشف فضل سورة يس وحُكم السحر في الشرع (فيديو)
  • حقوق المرأة في الزواج وتعدد الزوجات: بين الشرع والفقه
  • الوالد/ عماش بن غازي الصالحي رحمه الله تعالى
  • قراءة حقوقية للمرسوم السلطاني في شأن زواج العمانيين من أجانب
  • محكمة التمييز الاتحادية تنقض قرار الحكم على “أم اللول” وتعيد محاكمتها