قالت وكالة بلومبرغ الأمريكية إن سلسلة التطورات الدبلوماسية الأخيرة تسهم في إعادة تشكيل الشرق الأوسط بهدوء.

وأضافت الوكالة، "بعد خلاف دام سبع سنوات وساهم في تأجيج أحد أبشع الصراعات في المنطقة، تبادلت إيران والمملكة العربية السعودية السفراء هذا الأسبوع".

من جهة أخرى أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن طهران أبطأت من وتيرة تخصيب اليورانيوم القريب من الدرجة المستخدمة في تصنيع الأسلحة.

 


وذكرت بلومبرغ أن المسؤولين الأمريكيين يتنقلون ذهابا وايابا لإجراء محادثات مع الإيرانيين، عبر القنوات الخلفية، حيث تبدو تحركاتهم المتزايدة وكأنها صفقة نووية سرية، وكل ذلك يجري بالتزامن مع العمل على التوسط في التطبيع السعودي مع "إسرائيل".

وترى الوكالة، "بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، فإن الصراع مع المتمردين المدعومين من إيران في اليمن المجاور يهدد المنشآت النفطية ويصرف الانتباه عن خططه الكبيرة لتحويل الاقتصاد".

وبالنسبة لإيران، فقد كانت الجائزة تخفيف العقوبات، حتى لو كان ذلك بشكل غير رسمي. 

أما بالنسبة للرئيس الأمريكي جو بايدن، بحسب "بلومبرغ" فإن إدخال المزيد من النفط إلى الأسواق العالمية أمر مرحب به، حتى لو كان من إيران، مع إبقاء أسعار البنزين تحت السيطرة.

ويبدو أن أنصار بايدن وصلوا إلى قناعة مفادها أن تهدئة التوترات في الخليج أفضل على أية حال، لاسيما أن صياغة اتفاق أمريكي إسرائيلي سعودي يمكن أن يكون أكثر صعوبة، وفقا للوكالة.


وأشارت "بلومبرغ" إلى أن بايدن عقب تحفظه على العلاقات الصينية السعودية فقد قرر أن الطريقة الوحيدة لإبقائها في الزاوية الأمريكية والحد من النفوذ الصيني هي توفير المزيد من الأمن لها. 

وأوضحت، "أن بايدن يريد تقديم هذا الالتزام الموسع كجزء من صفقة كبرى من شأنها أن تشهد في الوقت نفسه قيام القوة الإسلامية المحورية (السعودية) بصنع السلام مع إسرائيل، ويفضل أن يكون ذلك قبل الانتخابات الأمريكية العام المقبل".

في المقابل يرى تقرير الوكالة، أن العلاقات الجيدة مع الصين أتت بثمارها بالنسبة للسعودية، حيث ساعدت بكين في التوسط للتقارب مع إيران، في حين أن التوصل إلى اتفاق جديد بين إسرائيل والولايات المتحدة قد يؤدي إلى إحياء التوترات القديمة. 

وتابعت، "أنه من غير المرجح أن يقدم بايدن الضمانات التي تريدها الرياض على غرار الناتو".

وختمت بلومبرغ تقريرها، "بالنسبة للسعوديين والفلسطينيين، بل وحتى البعض من ائتلاف اليمين المتطرف في إسرائيل، فإن الصفقة الكبرى تبدو أقل جاذبية إلى حد ما".

وزار الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إلى العاصمة السعودية الرياض في في 17 آب/أغسطس الماضي، في أول زيارة له إلى السعودية منذ استئناف العلاقات.

وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، إن الرياض تتطلع لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي للمملكة بناء على دعوة من الملك سلمان بن عبد العزيز.



في المقابل، أكد وزير خارجية إيران، أن العلاقات مع السعودية تسير في الاتجاه الصحيح وتشهد تقدما ملحوظا مؤكدا أن إيران تثمن دور المملكة في المنطقة.

ومطلع تموز/يوليو الماضي باشرت السفارة السعودية أعمالها في العاصمة الإيرانية طهران بعد شهرين من افتتاح السفارة الإيرانية في الرياض.

وتأتي الخطوة ضمن خطوات عودة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بين البلدين عقب مباحثات استمرت عدة أيام برعاية صينية في آذار/مارس الماضي.

ورعت الصين اتفاق المصالحة بين الرياض وطهران عبر مبادرة للرئيس الصيني شي جين بينغ، حيث أدار المباحثات رئيس مكتب الشؤون الخارجية في الحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية السابق وانغ يي.

وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في كانون الثاني/يناير عام 2016 بعد اقتحام محتجين إيرانيين لسفارتها في طهران على خلفية إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر بتهمة "الإرهاب".

وفي ذات الشهر اتهمت طهران الرياض بقصف سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء خلال حملة عاصفة الحزم التي قادتها السعودية ضد مليشيا الحوثي التي سيطرت على أجزاء كبيرة من البلاد عام 2014.

وفي أيلول/سبتمبر 2019 حملت الرياض طهران المسؤولية عن هجمات استهدفت منشآت أرامكو النفطية وعطلت نصف إمدادات المملكة، فيما نفت إيران تلك التهمة، وأعلنت جماعة الحوثي المدعومة من طهران مسؤوليتها عن الهجمات.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الشرق الأوسط إيران السعودية الصينية إيران الشرق الأوسط امريكا السعودية الصين سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران وخيبة أمل في إسرائيل

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لأول مرة عن إجراء محادثات أميركية مباشرة مع إيران، وفيما أكدت طهران أن المحدثات ستكون "غير مباشرة"، عبرت مصادر إسرائيلية عن "خيبة أمل" من الإعلان المفاجئ لترامب.

وخلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين، أعلن ترامب أن اجتماعا هاما سيعقد يوم السبت المقبل على أعلى مستوى، مضيفا أن نجاح هذه المفاوضات سيكون إيجابيا لإيران وإلا فستكون في "خطر كبير".

وقال ترامب "إيران لا يمكن أن تملك سلاحا نوويا، وإذا لم تنجح المحادثات، أعتقد أنه سيكون يوما سيئا للغاية بالنسبة لإيران"، وأكد أنه لا واشنطن ولا إسرائيل ترغب في المشاركة في أي صدام ما دام تجنبه ممكنا.

ولم يحدد ترامب مكان إجراء المحادثات، لكنه أكد أنها لن تكون عبر وكلاء بل على "أعلى مستوى تقريبا".

وبعد ساعات أكدت طهران أن المحادثات ستجرى السبت في سلطنة عُمان، مشددة على أنها "غير مباشرة".

وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة اكس أن "إيران والولايات المتحدة ستجتمعان في عُمان السبت لإجراء محادثات غير مباشرة رفيعة المستوى"، مضيفا "إنها فرصة بقدر ما هي اختبار. الكرة في ملعب أميركا".

إعلان

وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن المحادثات سيقودها عراقجي والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

في غضون ذلك، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن إيران منفتحة على تفاوض مباشر مع واشنطن إذا سارت المفاوضات غير المباشرة بشكل جيد.

وأوضح المسؤولون الإيرانيون أن طهران "تفهم المحادثات بشكل مختلف إلى حد ما عما وصفه ترامب".

وأجرت الولايات المتحدة وإيران محادثات غير مباشرة خلال فترة الرئيس السابق جو بايدن، إلا أنها لم تحرز تقدما يذكر. وكانت آخر مفاوضات مباشرة معروفة بين الجانبين في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما، الذي قاد جهود التوصل للاتفاق النووي بين طهران وقوى عالمية في عام 2015، وهو الاتفاق الذي انسحب منه ترامب لاحقا.

صدمة الوفد الإسرائيلي

من جانب آخر، نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن مصادر سياسية قولها إن إسرائيل لم تكن تعلم مسبقا بالاتفاق بين ترامب والإيرانيين بشأن مفاوضات بين الطرفين، وذكرت أن مصدرا في الوفد الإسرائيلي أكد أن الصدمة كانت واضحة على وجوه الوفد الإسرائيلي في واشنطن عقب الإعلان عن المفاوضات.

واعتبرت الصحيفة أن زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض كانت مخيبة للآمال بعد إعلان ترامب عن المفاوضات.

وقال نتنياهو، الذي أبدى القليل من الدعم لعقد مفاوضات بين واشنطن وطهران، إنه إذا كانت الدبلوماسية قادرة على منع طهران من امتلاك أسلحة نووية "بشكل كامل، كما حدث في ليبيا، فإنني أعتقد أن هذا سيكون أمرا جيدا".

وكان ترامب قد بعث الشهر الماضي برسالة إلى طهران يدعوها إلى إجراء مباحثات بشأن برنامجها النووي، محذّرا في الوقت نفسه من تعرضها إلى "القصف" في حال فشل التفاوض بين البلدين.

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، اعتمد ترامب سياسة "الضغوط القصوى" على إيران، حيث أعلن بشكل أحادي انسحاب بلاده من الاتفاق الدولي بشأن برنامج إيران النووي، وإعادة فرض عقوبات على طهران التي ردت بالتراجع تدريجيا عن التزاماتها ضمن الاتفاق.

وعقب عودته إلى البيت الأبيض في يناير/كانون الثاني الماضي، عاود ترامب اعتماد سياسة "الضغوط القصوى" تجاه طهران، لكنه أكد في موازاة ذلك انفتاحه على الحوار معها لإبرام اتفاق نووي جديد.

إعلان

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره البريطاني تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط
  • التايمز .. إيران تزوّد ميليشيات العراق بصواريخ بعيدة المدى
  • إيران: العقبة الأخيرة في خطة إسرائيل للهيمنة على الشرق الأوسط
  • ترامب يعلن عن محادثات مباشرة مع إيران وخيبة أمل في إسرائيل
  • تتجاوز نصف إجمالي الشرق الأوسط.. السعودية الأسرع نموا في الطاقة المتجددة بين «العشرين»
  • أستاذ العلاقات الدولية يؤكد أن فرنسا ترى مصر شريكًا رئيسيًا للسلام في الشرق الأوسط
  • بعد التهديد الإيراني بقصفها.. أبرز 6 قواعد عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط
  • السيسي يؤكد لماكرون: مصر بوابة رجال الأعمال إلى الشرق الأوسط وأفريقيا
  • بعد جولة السيسي وماكرون.. 10 معلومات عن «خان الخليلي» أقدم أسواق الشرق الأوسط
  • أحمد بن سعيد يفتتح معرض الشرق الأوسط للطاقة 2025