حزب العدل: لابد من وجود تعريف دقيق وقانوني لقيم الاسرة المصرية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
قال محمد شاهين، ممثل حزب العدل بالحوار الوطني، إنه كثيرا ما يدور النقاش حول إشكالية الهوية الوطنية وسؤالها، وإني اعتقد أن سؤال الهوية هو سؤال طبيعي كما أنه سؤال الضرورة، وطبيعي لأن الهوية تتمخض عن عملية تاريخية طويلة ومعقدة، ومصر تمتلك أطول تاريخ ممتد لأكثر من 7000 عام، وهو سؤال الضرورة لأن كل محطة تاريخية مرت بها مصر خلال تاريخها تركت بصمتها في الشخصية المصرية فلا ننسي أن مصر قد غيرت دينها ولغتها أكثر من مرة رغم أن طابع شخصيتنا المصرية ظل أصيلاً دون تغيير.
جاء ذلك في جلسة نقاشية حول الصناعات الثقافية ضمن المحور المجتمعي، ضمن جلسات الحوار الوطني المستمرة ممثلا عن حزب العدل.
وتابع شاهين قائلا إن اتفقتم معي أو لم نتفق على أن سؤال الهوية هو سؤال طبيعي، وسؤال الضرورة فلابد أن نتفق على أنه سؤال الواجب في هذا الظرف الدولي الحالي الذي لم نكد نخلص من ارهاصات وتهديدات العولمة الثقافية التي سعت إلى صياغة ثقافة كونية شاملة هادفة وإلى فرض قيم غربية على الجميع وتفريغ المجتمعات من رصيدها وتراثها الفكري، حتى تبتعد عن أصالتها وبالتالي يسهل اقتلاعها والتحكم فيها.
وأكد ممثل حزب العدل إننا شهدنا علامات ولادة نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، تمارس فيه أقطابه المتعددة فرض سيطرتها بنشر ثقافتها عن طريق تدفق رسائلها الاعلامية والثقافية عبر ما تملكه من وسائل اعلام وإنتاج فني كإحدى صور القوة وإن كانت ناعمة، ونحن نتناقش في اطار الثقافة والهوية الوطنية توقفت كثيرا أمام عنوان الجلسة عن دور الفن بين الواقع والمأمول، لأن العنوان يناقش نظريتي تفسير الفن كون أن الفن اما أنه تجسيد للواقع أو أنه يبني ويثري شخصية المتلقي ليصل به الي مأمول.
وأضاف محمد شاهين، أنه من الأفضل أن نناقش الفن بين الواقع والمفروض، فواقع الأمر حاليا أن الفن سواء في الدراما أو السينما ناهيك عن غياب تام للمسرح لا يعبر تعبيرا دقيقا عن واقع وطموحات الشريحة الأكبر من المجتمع وتاه بعيدا عن المأمول، فالصناعات الثقافية في السينما والدراما في الفترة الأخيرة مقصورة علي الرواية الرسمية للدولة نتيجة تأميم وحصر منصات الإبداع الفني، ولم تكن الصورة المنتجة معبرة بالقدر الكافي الذي يمنع نفور المشاهد عنها واتجاهه للدراما المستوردة.
واستطرد أنه على رغم أن أهمية الدراما تكمن في تعبيرها عن الفئات المختلفة، إلا انها الآن تساعد في عزل الناس عن الواقع وتقدم مخدرات تساهم في تغييب الناس، ولا تعبر عن واقعهم أو أحلامهم فصورة الطبقة المتوسطة التي تم تصديرها على أنها سكان الكومباوندز لا تعبر عن الطبقة المتوسطة كما أن قصة الحي الشعبي بريئة من البلطجة والمخدرات والدعارة وزحام التكاتك، والريف المصري في الدلتا والصعيد الذي كان ولازال مصدر لعدد كبير من عظماء مصر وعلمائها ليس مصدراً للجهل والخرافة كما يتم تصويره بل ان الأمر تجاوز ذلك إلى تنميط اهل الصعيد في بعض الاعمال الفنية على انهم اما تجار سلاح او مخدرات أو تجار آثار وهو أمر غير مقبول ولا يمت للواقع بصلة كما أن طريق الثراء ليس سريعا وتحقيقه يحتاج إلى الجهد والعمل وليس اللعب.
واختتم محمد شاهين توصياته بأنه :-
- لابد من وجود تعريف دقيق و قانوني قاطع لقيم الاسرة المصرية لأنها جملة فضفاضة تحتاج لرسم حدود واضحة لتمييز التجاوز عن الالتزام ولترسيم مساحة وفضاء الابداع التي يمكن الحركة فيها.
- تعزيز دور النقابات الفنية وتأسيس مفوضية أو مجلس للفنون ويكون ضمن صلاحياته الرقابة الفنية.
- اتجاه الدولة لزيادة انتاج محتوي فني عبر مختلف المنصات للأطفال وذلك لتعزيز الثقافة والهوية الوطنية عند النشئ ومواجهة تطبيع القيم الغربية الذي يفرض علي اطفالنا مثل ثقافة مجتمع الميم علي سبيل المثال وليس الحصر.
واتاحة المجال لزيادة شركات الانتاج والتوزيع الفني دعم التنوع وزيادة الانتاج الفني.
- بناء علي نص الدستور المصري في المادة 67 يجب اطلاق حرية الابداع الفني وإلغاء كل القوانيين التى تؤدي للحبس في قضايا نشر المحتوى الفني بكل صوره و اشكاله.
تخصيص يوم احتفال وطني تحت رعاية مؤسسة الرئاسة يكرم فيه الأفضل في كل المجالات او القطاعات كالصحة والتعليم والهندسة والفنون وغيرها علي مستوي محافظات مصر وذلك لخلق قدوة حية ملموسة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حزب العدل
إقرأ أيضاً:
الهوية الثقافية في ظل المتغيرات
لكل شعب من الشعوب هويته الثقافية الخاصة به والتي يفتخر بها ويعمل على الحفاظ على أصالتها وتميزها، وربما في بعض الثقافات المنفتحة تعمل على غرسها في الشعوب الأخرى؛ لكي تؤكد قبول واتساع هذه الثقافة بالإضافة إلى السعي للسيطرة والتغيير، والثقافة كما عرفها إدوارد تايلور في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي (الكل المركب والمعقد الذي يشتمل على المعرفة والمعتقدات والفنون والأخلاق والقانون والعرف وغير ذلك التي يكتسبها الإنسان باعتباره عضواً في المجتمع).
حدد إدوارد تايلور المفردات اللامادية غير المحسوسة في حياة البشرية مثل الأخلاق والأعراف وغيرها، وهذه تنشأ كما يحللها علماء الاجتماع نتيجة التفاعل الاجتماعي أو الاحتكاك الاجتماعي بين الأفراد أو الجماعات وهذا التفاعل أو الاحتكاك يُنتج عادات وسلوك وثقافة معينة وتصبح نمطاً من أنماط حياة الشعوب تٌمارس بشكل دائم أو مؤقت، لذلك أن نظرة العالم اليوم تجاه الهوية الثقافة تغيرت عن الماضي نتيجة لأن العالم في حال متغير بشكل سريع وهائل وأصبحت الهوية الثقافية يتحكم فيها متغيرات خارجية بطمسها أو تكريسها أو الرقي بها كما يظن بعضهم.
وهنا تساؤل مهم : هل يظن بعضهم أن هذه المتغيرات عندما تأكل في جسد الهوية الثقافية تقدم لنا حياة راقية؟
أن هذه الحياة الراقية والوصول إلى قمتها على حساب الهوية الثقافية من خلال ذلك الوهم الذي يعيشه الكثير من الناس أصبحت صيغة أعجمية براقة تسعى لطمس الهوية الثقافية ويمكن الرد عليهم بأن الثقافة العربية والإسلامية من أجمل وأسمى الثقافات العالمية وتعيش في أي زمان ومكان، ولأنها ثقافة بقيت صامدة كالجبل أمام الكثير من التيارات سواءً التيارات العسكرية أو الفكرية أو الثقافية التي اجتاحت العالم العربي والإسلامي في العصور الماضية.
إن معرفة هذه المتغيرات وتحليلها أمر في غاية الأهمية ، ولكن إذا كُشف الستار عن من يقود هذه المتغيرات التي تسعى لطمس الهوية الثقافية ولذلك فأنه من ذات الأهمية بمكان الكشف عن المستفيدين من طمس الهوية الثقافية وخصوصاً عندما أصبح الغزو الثقافي ذراع مهم للسيطرة والتغيير .
لقد درج في الواقع الثقافي العالمي مصطلح (إصلاح الثقافات) لأن هذه الثقافات ثقافات بائدة لا تتفق مع اتجاهات دعاة التغيير ولا تتوافق مع نظام ثقافي متطور – كما يعتقدون – ولهذا السبب فأن الكثير من البشرية أصبحت نظرتها واعية لمحيطها الثقافي وأصبحت بعض المجتمعات تأخذ كل ما يتوافق معها وتنبذ كل ما يتعارض مع ثقافتها ، وعملت بعض الدول للحفاظ على هويتها الثقافية من متغيرات العصر حيث كلفت في هذا الجانب المؤسسات الثقافية لوضع برامج وقائية لحماية هويتها الثقافية من كل عارض يشكل خطر جسيم .
أن المحافظة على الهوية الثقافية يأتي من المهام الأساسية للمجتمعات ثم دور المؤسسات الثقافية والتعليمية للحفاظ على الأجيال القادمة من خطر الانسلاخ الثقافي حتى يتعامل الأجيال مع جميع الأخطار التي قد تمس هويتهم الثقافية بالشكل الوقائي الصحيح .