«عفيفي» تعلم بعد الخمسين: «حاسس إني اتولدت من جديد»
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
قضى عمره كله حارساً بأحد المصانع الخاصة فى محافظة المنيا، أمياً لا يدرى شيئاً عن القراءة والكتابة، هكذا فرضت عليه الظروف منذ طفولته وهكذا شب وشاب حتى اقترب من عمر الستين.
قبل أشهر قليلة فقط، وبعد أن بلغ عامه الثامن والخمسين، قرر الرجل الخمسينى عفيفى قاسم، ابن محافظة المنيا، التخلص من ظلام الجهل والالتحاق بأحد فصول محو الأمية القريبة من منزله، لم يكن قراره وليد اللحظة بل سبقه تفكير عميق دعمه فيه أسرته والمحيطون به، «قضيت سنين عمرى كله لا بعرف أقرا ولا أكتب وشغال حارس فى مصنع، لكن حاسس طول الوقت إنى ناقصنى حاجة مهمة» بلهجة صعيدية تحدث «عفيفى»، لـ«الوطن» عن انتصاره الصغير الذى يبدو فى عينيه كبيراً، حسب تعبيره.
قرابة ستة أشهر قضاها الرجل المنياوى بين مباشرة عمله وبين المذاكرة، يذهب فى الموعد المحدد للدروس فى فصل محو الأمية ويعود ليلاً يراجع ما تلاه عليه المعلم بتركيز شديد رغبة فى اجتياز الاختبارات بنجاح، و«ناس كتير كانت شايفة إن اللى بعمله مش هقدر أكمل فيه» يتساءلون بينهم، ما الذى يجبر رجلاً خمسينياً على الدراسة بعد أن شاب رأسه وزوّج أبناءه، هكذا يروى «عفيفى»، ما حدث حين خاض تجربة التعليم فى سن كبيرة.
فى أغسطس الماضى اجتاز ابن محافظة المنيا، دورة محو الأمية بنجاح وحصل على الشهادة، بات قادراً على قراءة الأوراق الرسمية وكلمات اللافتات فى الطريق، يصف ذلك اليوم بفرح شديد، و«حسيت إنى اتولدت من جديد لما مسكت الورق وعرفت أقراه بعد العمر ده كله»، حسب وصفه.
أحلام الرجل المنياوى لم تقف عند شهادة محو الأمية، يسعى بصحبة زملائه فى فصل محو الأمية إلى الالتحاق بالمرحلة الابتدائية ومن بعدها الإعدادية والثانوية رغبة فى تطوير الذات، «السن مش بيمنع من تحقيق الأهداف والتطوير»، معتبراً حصوله على شهادة محو الأمية إنجازاً كبيراً دفعه نفسياً إلى الأمام، «ياريت كل الناس تتعلم، ده العلم نور».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: تعليم الكبار العلم نور محافظة المنيا محو الأمیة
إقرأ أيضاً:
تعليم الكبار: ندوات تثقيفية وفتح فصول محو الأمية لذوي الإعاقة بالشرقية
استقبل لؤي عبدالله سليم، مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالشرقية، اليوم الأربعاء، وفدًا ممثلًا لمجلس إدارة الإتحاد النوعي للجمعيات العاملة فى مجال الإعاقة بالشرقية، برئاسة المحاسب توفيق حماد رئيس مجلس الإدارة؛ لبحث سبل التعاون مع الاتحاد النوعي للمعاقين بالشرقية، من أجل فتح فصول جديدة لمحو الأمية للأشخاص ذوي الإعاقة، وعقد ندوات تثقيفية وتوعوية لأهالينا من ذوي الإعاقة بمحافظة الشرقية.
وضم وفد مجلس إدارة الإتحاد النوعي للجمعيات العاملة فى مجال الإعاقة بالشرقية، كل من: المحاسب توفيق حماد رئيس مجلس الإدارة، والدكتور محمد حجاب رئيس لجنة البيئة بالإتحاد، والدكتور محمود سعد رئيس اللجنة العلمية بالإتحاد، والدكتور محمد رمضان رئيس اللجنة الرياضية بالإتحار، والدكتور الحسينى خليل رئيس شركة كايزن للتدريب، والكابتن محرم صقر آمين صندوق الإتحاد، ومن الفرع؛ الدكتور محمد السيد عامود مدير ملف ذوي الإعاقة بفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالشرقية.
وقال لؤي عبدالله سليم، مدير عام فرع الهيئة العامة لتعليم الكبار بالشرقية، إن القيادة السياسية تولي اهتمامًا كبيرًا لذوي الإعاقة، كون أن لدى الأشخاص ذوي الإعاقة قدرات وإمكانيات هائلة؛ يمكن الاستفادة منهم عند إتاحة الخدمات التعليمية المناسبة وتوافر الفرص المتكافئة لهم، وعندها سيتمكنون من المشاركة والاندماج في المجتمع، مشيرًا إلى أن قضية الإعاقة قضية مجتمعية، يلزم مواجهتها بتكاتف كافة الجهود الرسمية وغير الرسمية من حكومة ومجتمع المدني، وذلك بفضل توجيهات الدكتور عيد عبد الواحد رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار.
وأوضح توفيق حماد رئيس مجلس إدارة الإتحاد النوعي للجمعيات العاملة فى مجال الإعاقة بالشرقية، أن استراتيجية الجمهورية الجديدة التي نحياها الآن، تعتمد على تحويل الأُمية الأبجدية للأشخاص من ذوي الإعاقة إلى التمكين من خلال المهارات الوظيفية، وريادة الأعمال، والتعايش الرقمي وجودة الحياه، وهذا تم ترجمته بالفعل وظهر نتائجه مع فرقة القلب الصافي لذوي الهمم بمحافظة الشرقية، والتي تُبدع على مسارح قصور الثقافة بمختلف محافظات الجمهورية بعروض وتبلوهات فنية رائعة، نالت إعجاب واستحسان الجميع، وهو ما يؤكد نجاح هولاء بشرط تقديم الدعم الكامل لهم