كارثة في الصين.. إعصار هايكوي يخلف دمارا ووفيات ويعطل الحياة اليومية
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
جلب إعصار هايكوي، الدمار إلى مقاطعة فوجيان الصينية، ما أدى إلى سقوط ضحايا وأضرار واسعة النطاق، ولقي ما لا يقل عن اثنين من رجال الإطفاء وضابط شرطة حتفهم خلال هجمة الإعصار.
وبحسب صحيفة «تشاينا ديلي» الصينية، تسبب الإعصار في فيضانات شديدة وسقوط أشجار وإتلاف مركبات وتعطيل الحياة اليومية، ما دفع السلطات إلى إصدار تعليمات للسكان بالبقاء في منازلهم في فوتشو بمقاطعة فوجيان.
وتابعت الصحيفة، بأن اثنين من رجال الإطفاء، إلى جانب ضابط شرطة، كانوا ضحايا لفيضانات مفاجئة جرفت سيارة الإطفاء، التي كانت تقل تسعة أشخاص، وبينما تم إنقاذ الأفراد الستة المتبقين، وهم في حالة مستقرة، فقد الآخرون حياتهم بشكل مأساوي.
الأمطار الغزيرة تغلق المدارسوامتد تأثير إعصار هايكوي، إلى وسائل النقل، حيث تم تعليق خدمات قطارات الركاب من وإلى فوتشو لأسباب تتعلق بالسلامة، كما تم إغلاق المدارس وحضانات الأطفال في فوتشو مؤقتًا، بينما ضربت الأمطار الغزيرة والرياح القوية مدنا مثل فوتشو وشيامن وبوتيان، حيث وصل الإعصار إلى اليابسة في جنوب فوجيان وشرق جوانجدونج.
تعطيل الحياة اليومية بعدة طرقوشهدت فوتشو، على وجه الخصوص، فيضانات كبيرة أثرت على الملايين من السكان، مع نقل الآلاف، وغمرت الأراضي الزراعية، وتضررت أو انهارت العديد من المنازل، وتسبب الإعصار في تعطيل الحياة اليومية بعدة طرق، حيث تأثرت المصاعد ووسائل النقل العام.
وتستعد السلطات المحلية، في المناطق المتضررة للاستجابة للكوارث المحتملة، بما في ذلك الفيضانات والانهيارات الطينية وخروقات ضفاف الأنهار، كما أثرت الأمطار الغزيرة على المدن في مقاطعة جوانجدونج، وتأثرت الأعمال والخدمات بشدة، حيث أدت الفيضانات إلى إغلاق بعض المناطق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فيضانات أمطار غزيرة انهيارات طينية إغلاق الحیاة الیومیة
إقرأ أيضاً:
ظواهر من الحياة
سؤال يدور في ذهني ويعصف بفكري: هل الزمن تغير أم البشر تغيروا؟ سأكتب في مقالي عن بعض الظواهر المعينة والمهمة، وسأتحدث أولًا عن «صلة الأرحام»: صلة الأرحام واجبة، لقوله تعالى في كتابه العزيز: ﴿لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ...﴾ «سورة البقرة: الآية 83».
صلة الرحم هي أقرب إليك في إهداء الكلمة الطيبة، وفي الإنفاق، وفي التصدق، وفي زيارة المريض، وفي نواحٍ كثيرة تستطيع أن تقوم بها، ولكن -للأسف- في هذا الوقت أصبحت قلوب البعض مشحونة بالحقد والحسد والغضب لأقرب الناس، وانقطعت الزيارات بحجة «الظروف»، أيُّ ظرفٍ هذا الذي تستسلم إليه؟ أيُّ ظرفٍ هذا يجعلك قاسي القلب على أخيك أو أختك أو حتى والديك؟
خصص لهم وقتًا واترك الزعل بعيدًا، فإذا كنت قد زعلت منهم لموقفٍ ما، أو سمعت خبرًا لست متأكدًا من صحته، فلا تجعل ذلك حاجزًا بينك وبينهم، امشِ بين الناس محبوبًا، وقدم الخير دائمًا، وواجبك تجاه أهلك أن تصلهم، وتجالسهم، وتشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.
في السابق، كان الناس يهتمون بصلة الرحم، ويكثرون من الزيارات في كل وقت، ولم يكن هناك موعدٌ محددٌ لزيارة والديك، أو عمك، أو خالتك، أما الآن، فأصبحت الزيارات تتم بمواعيد مسبقة، وقلت اللقاءات بحجة «الظروف».
الظاهرة الثانية هي: العادات والتقاليد من ناحية «اللباس»، للأسف أشاهد تغيرًا كبيرًا بين عاداتنا وتقاليدنا سابقًا وبين وقتنا الحاضر، لباس الرجال هو الدشداشة العُمانية ذات اللون الأبيض الناصع، وغطاء الرأس هو الكمة أو المِصر، وهنا أتحدث عن أن البعض أصبح يواكب الموضة، ويا لها من موضة غريبة دخيلة سيطرت على عقول شبابنا، أنا شخصيًا أسميه «التقليد الأعمى»، حيث يرتدي كلا الجنسين، الولد والبنت، الملابس الضيقة، والألوان المخلوطة، والرسومات الغريبة، ناهيكم عن تسريحات الشعر.
ومن ناحية أخرى، نجد أن البعض يذهب لتأدية الصلاة بملابس النوم «البجامة»، كيف ذلك؟! لو أتينا وقارنا ذهابك إلى مناسبة مهمة، هل سترتدي هذا اللباس؟ لا، بالطبع ستلبس وتختار أجمل الثياب، وتضع أحلى العطور، للأسف الشديد، هذا هو حال البعض، كان اللباس أو الزي التقليدي مصدر فخر لنا، لا سيما في أيام المناسبات.
الظاهرة الثالثة: «جلوس الأبناء خلف الشاشات الإلكترونية لساعات طويلة»، لا رقيب ولا حسيب! وهذا واقع للأسف يجب الحد منه، والتنويه بخطورته، والانتباه والحذر الحذر، أكيد سمعت، عزيزي القارئ، عن أضرار هذه الظاهرة، وما يعاني منه أبناؤنا من مضار صحية واجتماعية -وخاصة الأطفال- تخيل طفلًا في عمر الأربع سنوات يمسك جوال أحد والديه بحجة أن يصمت ويلهو مع هذا الجهاز السام، بدلًا من صراخه وإزعاجه! أيهما أفضل: إزعاجه وصراخه أم انعزاله بعيدًا عنك، أيها المربي، حتى يصاب بعدة أمراض تفقده للأبد؟!
أطفالكم أمانة، كونوا معهم، وراقبوهم، كانت الأسرة في السابق تجتمع في مكان واحد في البيت، بحب وود وترابط أسري، يستمعون لبعضهم البعض، ويتشاركون أحزانهم وأفراحهم في قالب ممزوج بالتعاطف الأسري، كانوا يتشاركون الأكل في صحن واحد، أما وقت اللعب فكانوا يمارسون الألعاب الشعبية التي تتطلب الحركة والنشاط البدني، يا لها من أيام لن تعود، أما الآن، فقد حلَّت محلها الألعاب الإلكترونية، والجلوس لساعات طويلة أمام الشاشات، مما تسبب في أمراض العصر المزمنة، وقلة الحركة، واضطراب النوم، حتى ضعفت أجسادهم ومرضت.
وكثيرة هي الظواهر والسلوكيات التي يمارسها البشر في مختلف مجالات الحياة، ولكن يبقى الفكر والتطور هما ما يحددان للإنسان الصواب، ويجعلانه يبتعد عما يسمى بـ«التقليد الأعمى»، ويمارس متطلبات الحياة وفقًا للصواب، سعيًا نحو الأفضل والأحسن.