«عادل وسعدية» حققا حلمهما بعد الستين بتشجيع البنات

ملامح حملت بصمات زمن فات، خصلات شعر ملأها الشيب وخطوط وهن عريضة ارتسمت على وجهيهما، يقتسمان ساعات اليوم معاً، تثاقلت خطواتهما ولم تفتر عزيمتهما، قطعا طريقاً طويلاً نحو العلم بمساعدة أبنائهما الثلاثة.

فى مطلع العام الجارى، وبعد أن جاوزا الستين من العمر، التحق الزوجان «عادل محمد وسعدية محمد» بأحد فصول محو الأمية التابع للهيئة العامة لتعليم الكبار فى منطقة المعصرة بالقاهرة، رغبة منهما فى نفض غبار الجهل عنهما، سنوات من التسويف أجلت الخطوة حتى اضطر الزوج لاستخراج رخصة قيادة سيارة، «طول عمره شغال نقاش بس لما اشترى عربية كان لازم يبقى معاه شهادة عشان ياخد الرخصة، وهنا أخدنا قرار إننا نتعلم»، تقول الزوجة سعدية فى بداية حديثها لـ«الوطن».

عام كامل إلا شهرين تقريباً هى المدة التى استغرقها «عادل وسعدية» للحصول على شهادة محو الأمية، تقاسما خلالها ساعات الحضور فى الفصول، وتشاركا فيها مراجعة المنهج فى البيت، «بناتنا التلاتة كانوا بيذاكروا معانا ويشجعونا»، هكذا وصفت العجوز الستينية رحلتها وزوجها فى التعليم.

فى أبريل الماضى حصل الزوجان على شهادة محو الأمية فى يوم احتفلا فيه معاً بخطوة تأخرت لسنوات طوال، استطاع بها الزوج البالغ من العمر 64 عاماً استخراج رخصة لقيادة السيارة، ولمست الزوجة أهمية القراءة والكتابة حين أصبحت تجيد قراءة لافتات الشوارع وأسماء محطات مترو الأنفاق، على حد وصفها، «كفاية إنى بقيت أخرج الشارع لوحدى وأقرأ العناوين ومحتاجش لحد».

طموح السيدة الستينية لم يتوقف عند حصولها على شهادة محو الأمية، وتسعى لاستكمال مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية والثانوية، «التعليم لا غنى عنه والتجربة تساعد على التغيير، نفسى أكمل ومأقفش عند شهادة محو الأمية».

المصدر: الوطن