عندما بكى الرئيس محمد نجيب حزنا على إعدام عمال كفر الدوار
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
في مثل هذا اليوم 7 سبتمبر 1952م، تم تنفيذ حكم الإعدام على خميس والبقري عمال كفر الدوار، وتسببت هذه النهاية المأساوية في بكاء الرئيس الراحل محمد نجيب ندما و حزنا !
تأتي هذه الحادثة بعد عشرين يومًا من أحداث ثورة يوليو 1952م، حيث قام عمال كفر الدوار بتنظيم وقفة احتجاجية لإعلان مطالبهم لحركة الجيش منددين بنقل العديد من العمال لفرع "كوم حمادة" وتدني الأجور والحوافز وتدهور سكن العمال .
فقامت قوات أمن كفر الدوار بمحاصرة المصنع وأطلقت النيران على العمال فسقط عامل قتيلا، وهو ما دعا العمال في اليوم نفسه لعمل مسيرة لباب المصنع وعندما سمعوا بحضور الرئيس محمد نجيب رددوا هتافات "يحيا القائد العام .. تحيا حركة الجيش" وعندما تأخر نجيب - الذي لم يحضر- خرج العمال لانتظاره عند "مدخل المدينة".
وفي طريقهم مرت مسيرة العمال على أحد نقاط الجيش وألقى العمال التحية عليهم، إلى أن وصلت مسيرة العمال لأحد الكباري وعلى الجانب الآخر منه وقف الجنود شاهرين بنادقهم في وجه العمال ومن جانب ثالث لا يعلمه أحد حتى الآن ، انطلقت رصاصة في اتجاه الجيش فراح ضحيتها أحد العساكر.
وحدثت معركة بين الجنود المسلحين والعمال العزل حتى من الحجارة ولم تستمر المعركة لأكثر من ساعات فتم القبض على مئات العمال وتشكلت علي وجه السرعة المحكمة العسكرية لمحاكمة العصاة، مكونة من بكباشي عبد المنعم أمين، ويوزباشي جمال القاضي ، وصاغ محمد بدوي الخولي ، وصاغ أحمد وحيد الدين حلمي ، وصاغ خليل حسن خليل ، وبكباشي محمد عبد العظيم شحاتة، وقائد أسراب حسن ابرهيم السيد ، ويوزباشي فتح الله رفعت ، وممثل الإتهام صاغ عبده عبد المنعم مراد ، ونصبت المحاكمة العسكرية في فناء المصنع واتهم مئات العمال بالقيام بأعمال التخريب والشغب وكان من ضمن المتهمين طفل عمره 11 عامًا !!.
تم النطق بحكم الإعدام على العامل محمد مصطفى خميس البالغ 18 عامًا، وتم النطق بذات الحكم على العامل محمد عبد الرحمن البقري البالغ من العمر 19.5 سنة وكان يعول خمسة ابناء وأم معدمة كانت تبيع الفجل لتشارك ولدها في إعالة أبنائه بملاليمها التي تكسبها من بيعها، هذا فضلاً عن عشرات الأحكام بالأشغال الشاقة المؤبدة والمؤقتة.
وظل المتهمان البائسان يصرخان “يا عالم ياهوه .. مش معقول كده.. هاتوا لنا محامي علي حسابنا حتى .. داحنا هتفنا بحياة القائد العام .. داحنا فرحنا بالحركة المباركة .. مش معقول كده”.
وقام الرئيس محمد نجيب بمقابلة أحد العاملين المحكوم عليهما بالإعدام، وساومه بأن يخفف الحكم إلى السجن المؤبد في مقابل قيامه بالاعتراف على رفاقه العمال وإدانة حركتهم والاعتراف بالقاتل الحقيقي إلا أنه رفض.
وفي يوم 7 سبتمبر من العام نفسه تم تنفيذ حكم الإعدام على "محمد مصطفى خميس" و"محمد عبد الرحمن البقري" بسجن الحضرة بالإسكندرية وتحت حراسة مشددة وسط أصوات العاملين : "حنموت وإحنا مظلومين"، وتروي الكاتبة الكبيرة صافيناز كاظم في مقال لها في جريدة الاهرام ما حدث فجر يوم الإعدام فتقول : " مر مأمور السجن في الساعة الرابعة فجرا بالغرفتين رقم62 و63 من غرف الإعدام وسأل البقري: نمت كويس؟
فقال البقري : المظلوم لا ينام ، عاوز أخويا ياخد مراتي وأولادي وأمي و3 جنيه من أماناتي ويروحوا للقائد العام محمد نجيب ويقولوا له ، ويسأل المأمور خميس: عاوز حاجة؟ فيرد خميس : عاوز أقول إني مش غلطان ، المحامي ما جابش الشاهد محمد عبد السلام خليل ، أنا عاوز شهود نفي وإعادة القضية من جديد ، أنا حاموت مظلوم ورب العباد أنا مظلوم ، تقول له أمه : شد حيلك يا محمد ، يقول لها خميس : يا أمي أنا مش ممكن أعمل حاجة وحشة ، فاكرة المحفظة اللي لقيتها وبها عشرة جنيه مش قعدت أدور لما لقيت صاحبها ؟.. لحظة إدراك البقري أنه يساق لتنفيذ الإعدام يبكي بشدة : ولادي لسه صغيرين .. عاوز أقابل القائد العام محمد نجيب ، الله هو الحُكم بيتنفذ كده علي طول؟ .. يارب علي الظالم ، ثم طلب كوبا من الماء وقال: يارب أنا رايح أقابلك دلوقت وأشتكي لك ، يارب ده أنا عسكري وكنت رايح أخدم العهد الجديد .. يا ناس محدش يعمل في معروف يخليني أقابل القائد العام محمد نجيب؟ ..وظل خميس يسأل الواعظ : فقهني في ديني .. هل من مات مظلوما مات شهيدا؟ .. وكانت هذه آخر تساؤلاته قبل صعوده شهيدا مظلوما إلي دار الحق ".
وتمر السنون و في عام 1984 واثناء مقابلة للرئيس محمد نجيب مع المؤلف السينمائي شفيع شلبي، رئيس المركز العربي للإنتاج الوثائقي، بفيلمه "يتامى الزعيم" ، انهار محمد نجيب و بكى بحرقة وندم ،حينما استدعى واقعة إعدام العاملين "مصطفى خميس ومحمد البقري" !!
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: محمد نجيب القائد العام کفر الدوار محمد نجیب محمد عبد
إقرأ أيضاً:
محافظ القاهرة يتفقد أعمال إخلاء شارعي الجوهري ويوسف نجيب بالموسكى من الباعة الجائلين
تفقد الدكتور ابراهيم صابر محافظ القاهرة بدء أعمال إخلاء شارعى الجوهري وإمتداده، ويوسف نجيب بحى الموسكي، ونقل الباعة الجائلين بهما إلى جراج العتبة بصورة مؤقتة لحين الانتهاء من أعمال تطوير المنطقة، ورفع كفاءة المبانى بها.
رافق المحافظ اللواء إبراهيم عبد الهادي نائب المحافظ للمنطقة الغربية، وقيادات مديرية أمن القاهرة، وم.مصطفى الشيمي رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالقاهرة، وم. عادل حسن رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحى، واللواء وليد أبو النصر رئيس الهيئة العامة لنظافة وتجميل وإنارة القاهرة، وعدد من قيادات المحافظة.
وأكد محافظ القاهرة أنه سيتم إعادة الباعة بعد انتهاء أعمال التطوير التى تتم وفقًا للنموذج الذى اعتمدته د.منال عوض وزيرة التنمية المحلية، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات"، وبالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضارى فى إطار حرص الحكومة على توفير بيئة آمنة للمواطنين المترددين على تلك المنطقة، وكذا الباعة وأصحاب المحلات الموجودة في تلك الشوارع.
كما تتضمن أعمال التطوير عمل 473 طاولة للباعة الجائلين ستقوم بتنفيذها الورش الإنتاجية التابعة للهيئة العامة لنظافة وتجميل وإنارة القاهرة بدلا من الفرشة التى كان يستخدمها الباعة في عرض منتجاتهم مع مراعاة مصلحة أصحاب المحال والباعة، كما سيتم خلال أعمال التطوير عمل منظومة للحماية المدنية، والإطفاء ورفع كفاءة البنية التحتية للمياه والصرف الصحى، وعمل طريق لسهولة ويسر حركة المواطنين المترددين علي المنطقة وغيرها من المتطلبات، بما يساهم في الحفاظ علي أمن وسلامة المواطنين، والباعة، وأصحاب المحلات التجارية الموجودين في المنطقة.
وأشار محافظ القاهرة إلى أنه يجرى حاليًا طلاء واجهات العقارات بالمنطقة بالتنسيق مع جهاز التنسيق الحضارى بما يتناسب مع طبيعتها، لتناسب الشكل الحضاري والجمالي للمنطقة، مع رفع كفاءة المنطقة بالكامل ومراجعة كافة المرافق والخدمات بها.
وأضاف محافظ القاهرة أن أعمال تطوير هذه المنطقة ستكون نموذجاً يمكن تطبيقه في شوارع آخرى بالمنطقة.