اتجهت للتعليم بعد الأربعين.. «صفاء» لحقت بابنتها في الثانوية: «نفسي أدخل كلية»
تاريخ النشر: 8th, September 2023 GMT
تمردت «صفاء»، على قوانين الحياة الروتينية للمرأة المصرية الأمية، بعد زواجها وإنجابها وتفرغها لأسرتها الصغيرة، مثّلت احتياجات أبنائها الأربعة دافعاً قوياً لتغيير مجرى حياة الأم التى تستهل عامها الثانى من عقدها الرابع، اقتنعت بأن التعليم هو الملاذ الوحيد لتغيير حياة أسرتها وكسب قوت يومها متحدية الظروف الصعبة التى خلقت منها أماً صالحة وجعلتها أكثر تحملاً للمسئولية.
قبل نحو عشر سنوات، وتحديداً فى الثلاثين من عمرها، اتخذت صفاء قراراً بمحو أميتها، كان لزاماً عليها أن تتعلم القراءة لمتابعة دراسة أبنائها فى مراحل التعليم المختلفة، فضلاً عن حاجتها لتأسيس مشروع صغير خاص بها يساعدها على تدبير نفقات المعيشة: «كنت أشعر بالعجز حينما يسألنى صغارى عن معلومة ما، لأنى كنت أمية لا أجيد القراءة»، هذا الشعور دفعها للالتحاق بفصل من فصول محو الأمية بمحافظة القاهرة، بحسب روايتها لـ«الوطن».
بعزيمة شديدة، تغلبت الأم على المسئوليات الكثيرة التى تقع على عاتقها كربة منزل، اجتازت اختبارات محو الأمية وحصلت على الشهادة خلال أشهر قليلة، محققة حلمها: «بقيت أعرف أذاكر مع ولادى وأمسك المصحف وأقرا فيه بعد العمر ده كله»، مشيرة إلى أن طموحها كان دوماً أكبر من مجرد القراءة والكتابة فقط، ما دفعها إلى اتخاذ قرار باستكمال تعليمها، فتقدمت للمرحلة الابتدائية ثم الإعدادية لتلحق بابنتها الكبرى فى المرحلة الثانوية: «بحلم أدخل كلية ولا أتوقف عند الشهادة الثانوية».
تحدت «صفاء» نفسها، فبعد أن كانت تخشى أن تعطلها الدراسة عن مسئولياتها اليومية تجاه أبنائها، قررت إنشاء مشروع صغير خاص بها يدر دخلاً يومياً: «بعد تعلم القراءة والكتابة فكرت في فتح مشروع خاص بي، بدأت بتصنيع شنط من الكروشيه وتسويق منتجاتى بنفسى بين الجيران والمعارف.. والتعليم ساعدنى أشتغل وأذاكر لولادى وأقرأ قرآن وده بالدنيا عندى»، حسب تعبيرها.
المصدر: الوطن
إقرأ أيضاً:
مكتب المشروع القومى لمحو الأمية بجامعة حلوان ينظم دورة تدريبية
تواصل جامعة حلوان جهودها في سبيل تحقيق أهداف المبادرة، بتعاون مكتب المشروع القومى لمحو الأمية بالجامعة مع قطاع خدمة المجتمع بالكليات بعدد من الفعاليات والأنشطة، يأتى ذل في إطار المبادرة الرئاسية لإعلان مصر خالية من الأمية.
وتم عقد دورة تدريبية حول "طرق واستراتيجيات تعليم الكبار" ، تحت رعاية الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، والدكتور وليد السروجي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ، وإشراف الدكتور زغلول عباس حسانين القائم بعمل عميد كلية الخدمة الاجتماعية، والدكتورة صفاء خضير خضير وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، و بالتعاون مع الدكتورة ولاء محمد صلاح الدين المنسق والمشرف العام على المشروع القومي لمحو الأمية بالجامعة، وتنسيق الدكتورة اميرة العجرودي منسق محو الأمية بالكلية.
وحاضر بالدورة الدكتورة شيماء احمد سعيد مدرس المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بكلية التربية جامعة حلوان، والدكتورة ايمان عصمت محمود مدرس المناهج وطرق تدريس الرياضيات بكلية التربية جامعة حلوان.
وتكمن أهمية هذه البرامج التدريبية في تعزيز القدرات التعليمية لطلاب الجامعة على تعليم الكبار ، حيث يتطلب تعليمهم نهجًا مختلفًا عن التعليم التقليدي نظراً لاختلاف دوافع وحاجات المتعلمين البالغين، مما يستوجب توظيف استراتيجيات تعليمية متخصصة تتماشى مع متطلباتهم وخصائصهم السيكولوجية والفسيولوجية .
تناولت الدورة مجموعة من المحاور الرئيسية التي تسلط الضوء على أهم استراتيجيات تعليم الكبار، حيث ركزت في جانبها النظري على فهم الخصائص النفسية والتعليمية للكبار، وتحليل الفروق بين التعليم التقليدي وتعليم الكبار، وكيفية تكييف المناهج وفقاً لمتطلبات الفئات العمرية المختلفة. كما تطرقت الدورة في جانبها التطبيقي إلى استراتيجيات التعلم النشط وأساليب تحفيز المتعلمين البالغين من خلال استخدام تقنيات التعلم التفاعلي، مثل التعلم القائم على المشكلات والتعلم التعاوني، بالإضافة إلى تصميم المناهج الموجهة للكبار، وتقنيات وأساليب التقييم المستمر، ومهارات إدارة الفصول الدراسية للكبار. وتأتي هذه الفعالية ضمن مبادرات الجامعة الرامية إلى تعزيز التعليم المستمر والتطوير المهني، وتجسيداً لالتزامها بتقديم برامج تدريبية مبتكرة تسهم في تطوير الكفاءات والمهارات التعليمية.