يمانيون:
2024-09-10@12:33:20 GMT

بين يدي رسول الحرية

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

بين يدي رسول الحرية

أحمد يحيى الديلمي
هاهي الأيام تتسارع وتمضي إلى الأمام لنعيش أعظم فرحة في التاريخ الإنساني وما يمكن أن نُسميه عيد الأعياد المتمثل في مولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، هذا العيد الذي كان قد اختفى حقبة من الزمن وحاول أدعياء الإسلام المزيف أن يغيبوه من أذهان الناس بأفكار سوداء وعقول خاوية كلها تدعي الإسلام وتحاول أن تنهشه من داخله عبر لَيّ أعناق النصوص وتسخيرها لخدمة رغبات مقيتة تمعن في التأويل وإلباس النصوص مفاهيم بعيدة كل البُعد عن منهجه الصحيح ، وهكذا ظل أعضاء هذا الفريق يعتلون المنابر ويسيئون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويقذفون الوجوه الحاضرة بأفكار ومواعظ مريبة تستفز المشاعر وتشوه الدين لتستدرج الجميع وخاصة الحائرين منهم إلى مدارج الغواية وغرس أسوار خفية تفصل كل مسلم عن ذاته ومجتمعه وهويته ، وهكذا كان المسار للأسف الشديد وظل عقوداً من الزمن على نفس الشاكلة حتى تحول الاحتفال بمولد الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى نكرة وفعل مُجرم باعتباره بدعة وضلالة كما قال أولئك البشر الذين ألهتهم الدنيا عن فهم معاني الدين .


في هذه الأجواء المعتمة تعالت هامات وبرزت كرامات لأشخاص جذورهم الاعتقادية مغلوطة وأفكارهم عنكبوتية خادعة لا تزال حتى اليوم تنضح بالخيانة وتؤصل للعمالة بأسانيد شرعية .
كل هذه الخطايا والغوايات البشعة للأسف عمقت الانحرافات السلوكية وجعلت الدين مجرد مظلة للتغطية على الأعمال غير السوية، وهي التي أهلت الواقع لسجالات العنف والصراعات العبثية الجوفاء ، بعد أن فصلت المسلمين عن بعضهم وشجعت كل مسلم لأن يختزل الدين في المذهب الذي يعتنقه ، ويرى في الآخر المسلم المعتنق لمذهب آخر عدواً يوزع عليه التهم بين كافر أو فاسق أو مرتد ، وكلها تؤدي إلى استباحة الدم والعرض والمال ، وهي في نظرهم جهاد في سبيل الله .
عذراً أيها الرسول الأعظم ، رسول الحرية والمحبة والسلام ، من أنقذتنا من براثن الظلم ، إن كان قد وجد في المسلمين من هذه الأشكال وهذه العقول الخاوية التي أمنت بالآخر غير المسلم خفية ، وذهبت للتطبيع مع إسرائيل رغم أنف الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع إلى اليوم الذي يعود للإسلام ألقه ونوره الساطع ويمكن المسلمين من تحرير أعظم المقدسات ممثلة في الجامع الأقصى الشريف والحرم المكي ومسجد المدينة المنورة ، فكل هذه المساجد أصبحت تحت أقدام الصهاينة المجرمين أو تخضع لوصاية أمريكا كما هو الحال في الأرضي المقدسة في نجد والحجاز .
أكرر .. عذراً يا رسول الله.. نرجو السماح والغفران من الله سبحانه وتعالى ونتقرب بك إليه كي تسامح هؤلاء الناس وتُنزل عليهم شآبيب الإيمان على قلوبهم لتلين ويعودوا إلى رشدهم ، أو أن تأخذهم من بين أدينا أخذ عزيز مقتدر ، فقد تعبنا من نزواتهم وشياطينهم التي لم تستثن شيئاً إلا وأتت عليه وأصبح حالُنا اليوم ونحن نحتفل بيوم مولدك العظيم ، نشكو إليك ظلم قومنا لأنهم عجزوا عن فهم شموخ وعظمة وعنفوان الدين ومكنوا الآخر من القدح فيه وفي منهجه ، تارة اتهموه بالتخلف وعدم القدرة على التعاطي مع آليات الحداثة الجديدة ، وأخرى بأنه موئل للتطرف ومصدر للإرهاب بما ترتب على هذه الانحرافات من تداعيات خطيرة وسعت الجراح ومزقت النسيج الاجتماعي ، بالذات مع استمرار الأدعياء المولعين بالكذب في الواجهة ، وحتى لا نغوص كثيراً في الوهم والمتاجرة بالمشاعر والعقول ، نقول يا رسول الله نحن فداك ، نفديك بأموالنا ونفوسنا وأهلينا ، وستظل شامخاً فينا وتعلمنا أحكام الشريعة الغراء وسنظل نحتفل بهذا اليوم العظيم ، عيد الأعياد مهما تآمر الآخرون ، فلك منا السلام ، وسلام على رسول الله وعلى آله وعلى أصحابه أجمعين ، والله من وراء القصد ..

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: رسول الله

إقرأ أيضاً:

علي جُمعة: علموا أولادكم حب النبي فهو سفينة النجاة

قال الدكتور علي جمعة عضور هيئة كبار العلماء، ومفتي الجمهورية السابق أن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو سفينة النجاة، وشفيعنا يوم القيامة وأسوتنا الحسنة في الدنيا.

 

علي جمعة يوضح طريقة الأدب مع الله عند الدعاء المولد النبوي.. عدد ودلالات ذِكر اسم النبي محمد في القرآن



وجاء ذلك خلال سليلة من المنشورات على صفحته الرسمية على موقع الفيسبوك احتفاءً باقتراب موعد ميلاد حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، حيث نصح المسلمين بحب نبي الله وتعليم حبه لأبنائهم، فقال: أحبوا سيدنا رسول الله ﷺ ، وعلموا أبناءكم حب سيدنا رسول الله ﷺ ؛ فهو سفينة النجاة ، وهو الواسطة بيننا وبين الله، وهو شفيعنا يوم القيامة، وهو أسوتنا الحسنة فى الدنيا، وهو الذى ندخل الجنة تحت لوائه إن شاء الله سبحانه وتعالى آمنين سالمين غير خزايا ولا نادمين . سيدنا ﷺ كل من عرفه أحبه ، وكل الكائنات أحبته ﷺ ،قال ﷺ : «إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أني رسول الله إلا عاصي الجن والإنس» [رواه أحمد والدارمي وابن أبي شيبة].

وتابع جُمعة أن الحجر والشجر والجبال أحبوا رسول الله ﷺ وفرحوا ببعثته الشريفة، وسلموا عليه واشتاقوا إليه، فعن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «كنا مع النبي ﷺ بمكة فخرجنا معه في بعض نواحينا، فمررنا بين الجبال والشجر، فلم نمر بشجرة ولا جبل، إلا قال : السلام عليك يا رسول الله»، وفي لفظ «فجعل لا يمر على شجر ولا حجر إلا سلم عليه» [الترمذي، والحاكم في المستدرك، وابن كثير في الشمائل].

واستطرد أن المدينة فرحت وأضاءت لقدوم المصطفى ﷺ فعن أنس رضي الله عنه قال: «لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله ﷺ المدينة، أضاء من المدينة كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله ﷺ أظلم من المدينة كل شيء، وما فرغنا من دفنه حتى أنكرنا قلوبنا» [رواه أحمد والترمذي].

وانتهى جُمعة إلى أن الشجرة تشوقت للسلام على رسول الله ﷺ فاستأذنت ربها عز وجل أن تسلم عليه ﷺ فعن يعلى بن مرة الثقفي رضي الله عنه قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَنَامَ النَّبِىُّ ﷺ فَجَاءَتْ شَجَرَةٌ تَشُقُّ الأَرْضَ حَتَّى غَشِيَتْهُ ثُمَّ رَجَعَتْ إِلَى مَكَانِهَا فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ ذَكَرْتُ لَهُ ، فَقَالَ : « هِىَ شَجَرَةٌ اسْتَأْذَنَتْ رَبَّهَا عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تُسَلِّمَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ فَأَذِنَ لَهَا ». [رواه أحمد والطبراني وأبو نعيم، والبيهقي في الدلائل].

مقالات مشابهة

  • اكثر ما اوصانا مدرسونا وكبارنا بحفظه عن ظهر قلب
  • في رحاب الربيع المحمدي
  • كأنك تراه.. وصف الجسد الشريف لرسول الله
  • كأنك تراه.. رسم وتفاصيل وجه رسول الله
  • شذرات في رحاب المصطفى
  • أذكار المساء كما أمرنا بها رسول الله
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • 7 محطات يستعين بها الرسول في تعامله مع زوجاته
  • المولد النبوي: تعرف على مقتنيات رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • علي جُمعة: علموا أولادكم حب النبي فهو سفينة النجاة