مقرر الشباب: نسعى لخلق آلية تعاون بين طلاب الجامعات و«تحالف العمل الأهلي»
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قال أحمد فتحى، مقرر لجنة الشباب بالحوار الوطنى، إنّ اللجنة زارت الجامعات للتعرف على آراء الطلاب، وانتهت بمجموعة من التوصيات الثرية التى تم مناقشتها خلال جلسات الأسبوع السادس للحوار الوطنى، اليوم، لافتاً إلى المشاركات المتنوعة من الحضور، والتى تضمنت عدداً من الملفات، بينها ملف التمكين السياسى للشباب، ودعم الاتحادات والأنشطة الطلابية فى المدارس والجامعات.
وأضاف فى حواره لـ«الوطن» أن التواصل مع شباب الجامعات أصبح ضرورة ملحة فى إطار اهتمام الدولة بهم ضمن خطط دمجهم فى الحياة السياسية والاجتماعية والاستفادة من أفكارهم الشابة التى تثرى العمل الأهلى وتعظّم من ثقافة التطوع.
ما أهم الملفات التى تمت مناقشتها خلال جلسة اليوم؟
- شهدت الجلسة تفاعلاً كبيراً من المشاركين وناقشت عدداً من الملفات، من بينها ملف التمكين السياسى، وملفات دعم الاتحادات والأنشطة الطلابية فى المدارس والجامعات، وخلال الفترة الماضية تم تكليف لجنة الشباب بالحوار الوطنى بالنزول إلى الجامعات والاستماع إلى آراء الشباب، والتوصيات التى يرغبون فى رفعها إلى مجلس الأمناء والرئيس، وظهرت خلال تلك الجولات نماذج مشرفة من مختلف الجامعات المصرية سواء الحكومية أو الأهلية أو الخاصة، بالإضافة إلى المعاهد الفنية والمعاهد التكنولوجية.
وما أبرز توصيات الطلاب داخل الجامعات والاتحادات الطلابية؟
- خرجنا بمجموعة من الأفكار العظيمة بعد الحديث مع الشباب، بينها ربط اللجان النوعية داخل اتحادات الطلاب بالوزارات المعنية، على سبيل المثال اللجنة الاجتماعية داخل الاتحاد، يتم ربطها بوزارة التضامن الاجتماعى، ويتم التنسيق بين الجهتين فى البرامج المختلفة التى تقدمها الوزارة للشباب، وعلى هذا المنوال تسير باقى اللجان فى مختلف الجامعات المصرية، ويكون ذلك وفقاً لرؤية الدولة ورؤية الوزارة، ثم يحين الدور على الشباب فى تقديم الأفكار وتطوير البرامج التى تضعها الوزارات، وبالفعل لدينا شباب مثقف وواعٍ جداً يستطيع تقديم أفكار مختلفة.
هل هناك آلية لدمج الشباب فى المجتمع المدنى والتحالف الوطنى؟
- نسعى من خلال ملف الأنشطة الطلابية إلى خلق آلية تعاون بين شباب الجامعات والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وهناك نماذج مشرفة جداً بالجامعات والمدارس ستكون إضافة للتحالف، خاصة بعد إصدار قانون التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، لأن ما يقرب من 250 ألف متطوع فى 27 محافظة موجودون تحت مظلة التحالف.
وهناك نماذج فى المدارس والجامعات تستحق أن تكون تحت تلك المظلة كقادة فى المجتمع المدنى، ويستطيع الطلاب من خلال التدريب والتأهيل قيادة مؤسسات المجتمع المدنى، وبالفعل هناك شباب فى عمر 16 عاما لديهم مؤسسات أهلية يطمحون لتطويرها، وذلك ظهر خلال اللقاءات التى تمت معهم، لكن يبقى العامل الأكبر هو التدريب والدعم والتأهيل.
هل ثمة مشكلات ظهرت من خلال حديثكم مع الطلاب، وكيف يجرى التعامل معها؟
- نعم، بالفعل هناك بعض المشكلات بينها أن أغلب الأنشطة الطلابية ليس لديها ترخيص، بمعنى أن نشاط هؤلاء الشباب داخل الجامعات غير معترف به، وهذه إحدى المشكلات التى نعمل على حلها، وهناك العديد من الملفات التى قام الشباب بالتحدث عنها، بينها ملف التصنيع والملف البيئى، ونماذج المحاكاة على أرض الواقع، لذلك لا بد من خلق روابط بين الشباب ومؤسسات الدولة مثل مجلسى النواب والشيوخ ومجلس الوزراء، وكل ذلك يكون من خلال الجامعات، حتى نضمن تحقيق استراتيجية الدولة وأهداف التنمية المستدامة.
وكيف يمكن معالجة ذلك؟
أقترح تعميم ما حدث فى المؤتمر الثامن للشباب أمام الرئيس السيسى، عندما تم عرض فيديو لمجموعة من الطلاب يسألون الدكتور الجامعى عن العاصمة الإدارية الجديدة، ونزلوا بعدها وتعرفوا على إنجازات الدولة، وبدأوا فى نقل هذه الصورة إلى أصدقائهم، وكان المقصود من التجربة هو تعميمها على مستوى جامعات ومدارس مصر بالكامل.
كيف تسهم التربية السياسية فى خلق كوادر شابة؟
- المعرفة الأولية بالحياة السياسية لدى الشباب تساعدهم فى مرحلة التمكين السياسى، وتخلق لديهم مساحات واسعة من المشاركة السياسية مثل المشاركة فى انتخابات النقابات أو المجالس المحلية أو مراكز الشباب أو مجلسى النواب والشيوخ، وكل ذلك يكون نتاج الجهد المبذول فى ملف التمكين السياسى، بالإضافة إلى عمليات التأهيل والتدريب التى نستطيع من خلالها أن نخلق القيادات الشابة.
عزوف الطلاب عن المشاركة السياسيةمن خلال حديثنا مع الشباب، ظهر بالفعل شباب لديهم مشكلة كبيرة تؤكد أنهم يعيشون فى جزر منعزلة عن الواقع، وهذه واحدة من أكبر المشكلات، لأنه عندما يشعر الشاب أنه بعيد عن دولته بالتالى لن يستطيع رؤية ما تقوم به الدولة سواء فى ملف التمكين السياسى أو المشروعات القومية، وهناك عدد من الشباب يعرف بالفعل، ولكنّ هناك آخرين يجهلون الحقائق.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحوار الوطنى تنسيقية شباب الأحزاب من خلال
إقرأ أيضاً:
من دون زي مدرسي ولا كتب.. طلاب غزة يعودون لمدارسهم المدمرة
في مشهد يعكس إصرارا استثنائيا، عاد عدد من طلاب غزة إلى مدارسهم المدمرة لاستئناف تعليمهم، متحدّين الظروف القاسية التي فرضتها الحرب الإسرائيلية على غزة. ورغم غياب الزي المدرسي والكتب، فإن الأمل في مستقبل أفضل كان دافعًا لهم للاستمرار في مسيرتهم التعليمية.
صامد إيهاب (13 عامًا) طالب في الصف التاسع من مخيم البريج وسط قطاع غزة، كان من بين مئات الطلاب الذين هرعوا إلى مدارسهم على أمل أن يجدوا مقاعدهم الدراسية كما تركوها. لكن الواقع كان مختلفًا، إذ يقول لوكالة الأنباء الألمانية "لم نجد في المدرسة سوى بضع جدران مدمرة وبقايا صفوف دراسية. ومع ذلك، فضلنا العودة إلى حياتنا التعليمية حتى إن كان كل شيء مدمرًا حولنا".
لم تكن المدرسة وحدها ما فقده إيهاب، بل أيضًا زيه المدرسي الذي تعذر عليه الاحتفاظ به خلال شهور النزوح المتكررة. ويضيف "صحيح أننا فقدنا كل شيء تقريبًا، لكن ذلك لن يمنعنا من التعلم. نحن مصممون على بناء مستقبلنا، حتى إن كانت مدارسنا مدمرة".
ويؤمن إيهاب بأن التعليم هو السبيل الوحيد للخروج من الأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة، قائلا إن "التعليم هو الطريق الوحيد للنجاة، ليس فقط من الظروف القاسية، بل أيضًا من الجهل الذي تسعى إسرائيل لفرضه علينا".
إعلانويضيف "لم يكن سهلًا عليّ أن أعود إلى المدرسة ولا أجد العديد من زملائي. بعضهم قتلهم الجيش الإسرائيلي، وآخرون نزحوا إلى مناطق أخرى. لكنني تعرفت على أصدقاء جدد يجمعنا الإصرار ذاته لمواصلة تعليمنا مهما كانت الظروف. التعليم هو السلاح الأقوى ضد الجهل، ونحن نعلم أن العلم هو أداة التغيير في هذا العالم".
وكانت وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة قد أعلنت قبل أيام عن بدء العام الدراسي الجديد، في أول استئناف للعملية التعليمية منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في مؤتمر صحفي بمدينة غزة، إن مئات الآلاف من التلاميذ انتظموا في بقايا المدارس التي دمر الجيش الإسرائيلي أكثر من 80% منها، إضافة إلى خيام ونقاط تعليمية أقيمت لضمان استئناف التعليم الوجاهي.
وأضافت "يبدأ اليوم العام الدراسي الجديد في ظل ظروف استثنائية، ورغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب والدمار الهائل الذي خلفته".
وشددت الوزارة على التزامها بضمان حق التعليم لجميع الطلبة، سواء في المدارس التي لا تزال قائمة، أو تلك التي رُمّمت وجُهزت، أو عبر المدارس البديلة التي أنشئت في مناطق عدة.
هلا السبع (13 عامًا)، طالبة في الصف التاسع، كانت من بين الطلاب الذين عادوا إلى مقاعدهم الدراسية رغم كل الظروف. وتقول "لقد افتقدنا المدرسة وحياتنا التعليمية، وهذه بداية جديدة لرحلتنا الدراسية".
وتضيف لوكالة الأنباء الألمانية "صحيح أننا لا نمتلك الكتب أو الدفاتر أو حتى الزي المدرسي، لكننا نمتلك الإصرار والعزيمة لمواصلة تعليمنا، حتى إن اعتمدنا فقط على الحفظ".
وتتابع "نحن جيل المستقبل الذي سيعتمد على العلم سلاحا أساسيا لإعادة بناء وطننا والارتقاء به".
إعلان التعليم عن بعدلم يتمكن جميع الطلاب من العودة إلى المدارس الوجاهية بسبب نقص مقومات الحياة الأساسية، مثل المواصلات، وذلك ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى توفير خيار التعليم عن بعد للطلبة الذين تعذر عليهم الحضور.
وأوضحت الوزارة أنها تعمل على استخدام منصات افتراضية مثل "Teams" و"Wise School" لضمان استمرار العملية التعليمية رغم الظروف الاستثنائية.
إبراهيم عبد الرحمن، من مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، كان من بين الطلبة الذين لم يتمكنوا من الحضور إلى المدرسة. ويقول لوكالة الأنباء الألمانية "كنت أحلم بالعودة إلى المدرسة ومقابلة أصدقائي وأساتذتي، لكن الدمار الكبير الذي لحق بها حرمني من ذلك".
ويضيف "حتى التعليم الإلكتروني ليس بالأمر السهل علي، فمع انقطاع الإنترنت المتكرر أخشى أن أفقد عامي الدراسي أو أن يتأثر مستقبلي التعليمي إذا استمر الوضع هكذا مدة طويلة".
التحدي الأكبر
من جانبها، تؤكد المعلمة أمينة التي تعمل في إحدى مدارس غزة أن الطلاب رغم الظروف القاسية يظلون متمسكين بالتعليم.
وتقول لوكالة الأنباء الألمانية "الأمل في نفوس الطلاب كان دائمًا أكبر من كل الصعوبات. ورغم الدمار الكبير في مدارسنا، نرى في عيونهم رغبة عميقة في التعلم".
وتضيف "لقد تعلمنا من هؤلاء الأطفال أن التعليم ليس مجرد عملية أكاديمية، بل هو مقاومة حقيقية في وجه التحديات".
وتوضح أمينة "من الصعب توفير المواد التعليمية في ظل هذه الظروف، لكننا نواصل التدريس لأننا نعلم أن كل درس نقدمه هو خطوة نحو مستقبل أفضل".
وتشير إلى أن المعلمين يبذلون جهودًا كبيرة لدعم الطلاب نفسيا، إلى جانب العملية التعليمية، قائلة "نساعدهم على تجاوز الصعوبات النفسية باستخدام طرق تعليمية مبتكرة، ونوفر لهم الدعم العاطفي لاستكمال تعليمهم رغم كل شيء".