أغنية #مش_غلط.. عمل فني جديد يشعل سجالا في اليمن
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
أشعلت أغنية شبابية جدلاً واسعاً حول كلماتها في الأوساط اليمنية، تتعلق بالمحتوى الغنائي والقيم الاجتماعية.
بين مؤيد ومعارض، فجرت أغنية "مش غلط" سجالا واسعا بين أوساط اليمنيين، منهم من يراها عملا فنيا مثله مثل الأغاني التي تتغزل بالفتاة، والبعض عدها عملا فجورا فيه مخالفة للقيم الاجتماعية ومنافية للآداب وتجاوزا للأعراف والتقاليد.
الأغنية تعتبر منتجا فنيا جديدا من مدينة تعز قدمها مجموعة من الشباب الموهوبين، كتب كلماتها الشاب منتصر منصور منصر وألحنها من تأليف سنان التبعي، وغناها الفنان مروان شمسان.
تتناول كلمات الأغنية مواضيع مثل الحب والاختلاط بين الجنسين، وهذا الجانب آثار جدلا بين الناس حول مدى مخالفة ذلك للقيم والتقاليد الاجتماعية في اليمن. لكن رجال دين يصفونها بالدعوة للفجور، ويشنون حملة ترهيب على القائمين على العمل الفني وأن كلمات الأغنية غير مناسبة للمجتمع اليمني ومخالفة لقيمه وآدابه.
هناك من يقول إن أغنية "مش غلط" هي محاولة لخلق الجديد؛ إلا أنّها جاءت في قالب لحني تقليدي، لا يتماشى مع الجمهور الذي لم يستسغ كلماتها الهزيلة فنياً، والتي لا تمت إلى الشعر بصلة، مؤكدين أن موقفها ضعيف من حيث دغدغتها رغبات المراهقين ومعارضتها مبادئهم في آن، فكانوا أوّل من عارضها بجملة "أترضاها لعرضك؟".
كان أول الناقدين لتلك الأغنية الداعية عبدالله أحمد العديني، اذ اعتبرها دعوة للفجور ومخالفة صريحة للشرع ومنافية للآداب، الأمر الذي آثار حفيظة الشباب وجعل وسم الأغنية يتصدر الترند في اليمن.
وقال العديني "سألت العشرات من الموافقين على أغنية مش غلط هل تقبل ترسل زوجتك مع شاب من الصباح إلى العشية لم يرد ولا واحد"، مستدركا "كل شخص يريد يستمتع بنساء الأخرين".
وزيرة حقوق الإنسان السابقة حورية مشهور اعتبرت الأغنية عملا فنيا راقيا وهروبا من مآسي الحرب.
وقالت "مش غلط لما الناس تفرّج على نفسها شوية وتنظم الشعر وتحوله لحناً جميلا ً وتبثه أغنية تشنف آذان الناس التي قهرتها الحرب وأرهقها أزيز الرصاص ودوي المدافع وضجيج المسيرات وروائح الدم والموت والبارود المنتشرة في كل مكان".
وتابعت "دعوا الناس يشعروا بالقليل من البهجة ولا تحاولوا التفقه وتفسير الحلال والحرام، الله أعلم بنوايا ومقاصد وسلوك الناس".
في حين قال مدير مكتب الثقافة في تعز عبدالخالق سيف "ابداع متكامل في أغنية #مش_غلط وثمالة فنية لا تنتهي".
البرلماني شوقي القاضي كتب "طبيعي أن تراه #مش_غلط لأنك ببساطة تتعامل معها للتسلية و"فاتح للشهية"، ولهذا صدقت أنك "أيش بتخسر كما صرَّحت بوضوح".
وأضاف بإمكانك أن تغيِّر "الكيف" و"المزاج" كل فترة، من "الشرعبية" إلى "الحجرية" وحتى على مستوى دولي إلى "الأوكرانية" كونك "بلا مسؤولية" ولا التزام.
ولفت القاضي إلى أن "الغبية" التي ستدفع فاتورة الغلط، هي إن صدقتك أيها "الثعلب"، وقال وهذه هي حكايتك مدللا بقصيدة "برزَ الثعلبُ يوماً.. في شعارِ الواعظينا......".
وبعد موجة الانتقادات، أعلن أيمن العبسي وهو أحد المشاركين في انتاج الأغنية عن اعتذاره لليمنيين، وقال العبسي "انا كمصمم في هذه الأغنية أدركت الخطأ الموجود فيها متأخرا، أقدم اعتذاري لله ولنفسي وللمجتمع وأنا بريء من العمل ككل وأنه لا يمثلنا ولا يمثل رؤيتي الأخلاقية والفنية".
الفنان والممثل مروان المخلافي يرى أن أي عمل له ركنين أساسيين: المضمون بتفصيلاته والشكل الفني وأجزاءه".
وقال "اما عن المضمون فأهم تفصيل فيه الجمهور بمختلف الأعمار والفئات ولهذا مش غلط يكون هناك نقد لاذع فكون العمل للجمهور تتحمل تلك الانتقادات ومجموعة الآراء".
وتابع "لا تفرض منتج وتريد تسمع آمين فللآخرين الحق التام برفضه كما قبلها آخرين لكن دون الخروج عن مسارات الأدب كلا الطرفين.. بالأخير نتيجة حتمية أنك تقول #مش_غلط #يبقى_غلط لأنه لا يوجد صواب بحت أو غلط بحت، فوراء كل سلوك سلبي مقصد إيجابي"، حد قوله
الناشطة المجتمعية حياة الذبحاني اعتبرت الأغنية ترويج لعلاقة غير شرعية وقالت "غلط وستين غلط وأنا أعتبرها دعوة للرذيلة، والصح صح والغلط يبقى غلط".
وأضافت "لا تدعوا في كلماتكم البنات إلى الانحلال من القيم والمبادئ والأخلاق والستر والحياء والعفاف وتشرعنوا وتبسطوا الأمور لتلك الدرجة". وأضافت "التي ستسمع تلك الدعوات هي تسلك درب غلط وستمشي في طريق غلط ومن ثم ستقع في الغلط وتكتسر رقبتها وسيتركها، لأنه سيعتبر وجودها في حياته غلط".
وتابعت الذبحاني قائلة: "مالكن منهم والله ما يرضوها لأهلهم والغلط بنقله غلط، بنات شرعب بنات رجال عيب لا تسيئوا لشرعب العملاقة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن أغنية مش غلط سجال حقوق
إقرأ أيضاً:
“ديب سيك” يشعل أول حروب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأمريكا
حيّر تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني الولايات المتحدة وعمالقة التكنولوجيا فيها، من غوغل إلى إنفيديا رائدة الرقائق الإلكترونية الفائقة، وصولاً إلى الرئيس ترامب، الذي أبدى قلقاً كبيراً، وحذر من التالي، وأمر بالاستعداد لاستعادة هيبة أمريكا التقنية.
وفور إطلاق التطبيق الصيني رسمياً في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري، هبّت رياح التغيير القوية نحو الأسواق الأمريكية، فأحدث فيها أكبر هزة، وهوى سهم إنفيديا أمس الإثنين إلى أدنى قاع في تاريخ الشركة، ماسحاً بلمحة بصر أكثر من 600 مليار دولار من قيمتها السوقية، كما تصدر قائمة الأعلى تقييماً على متجر آبل متفوقاً على “شات جي بي تي”، وتالياً تسلل التطبيق إلى حصون الهيمنة الأمريكية على عرش التكنولوجيا وعبث بها ونال من هيبتها بطريقة أثارت ذهول الدولة الأقوى في العالم، وفق تقرير لـ”بي بي سي”.
وأكثر ما يعبر عن مدى الصدمة في أمريكا هو ما قاله المستثمر مارك أندريسن، على منصة إكس، يوم الأحد الماضي: “DeepSeek-R1 هو لحظة سبوتنيك للذكاء الاصطناعي”، في إشارة إلى القمر الصناعي الروسي الذي أعلن سباق الفضاء بين الاتحاد السوفيتي سابقاً والولايات المتحدة.
وأضاف أندريسن أن شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة، التي صعدت إلى الشهرة العالمية بسرعة قياسية، قدمت نموذجاً متميزاً للذكاء الاصطناعي بفضل قدرته العالية مقارنة بتكلفته.
ما هو ديب سيك ومن يقف خلفه؟ تأسست شركة “ديب سيك” في 2023 على يد ليانغ وينفينغ مدير صندوق التحوط “هاي فلاير” الذي يستثمر في الذكاء الاصطناعي. منذ إطلاق الشركة تمكنت من بناء 6 نماذج موسعة لمعالجة اللغات بداية من نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. في 10 يناير (كانون الثاني) الجاري أطلقت الشركة أبرز نماذجها المجانية وهما “ديب سيك في 3″ و”ديب سيك آر1”. يتميز التطبيق عن غيره في قدرته على مراجعة المنطق في توليد الإجابات قبل عرضها على المستخدم. يعتمد على قدر أقل من البيانات في التدريب، مما يجعله أقل تكلفة. يستخدم التطبيق تقنية “التعلم المُعزز” للتعلم الذاتي من التجارب والأخطاء، والتفاعل مع البيئة المحيطة بطريقة تحاكي البشر. بني بـ6 ملايين دولار، أي أقل بـ10 مرات من ما دفعته “ميتا” الأمريكية لبناء أحدث نماذجها. فن متقنقدرت الشركة الصينية على الوصول لهذا الإنجاز التاريخي باتباع استراتيجة الصمت والصبر والاعتماد على الذات بأكبر قدر ممكن، مع الاستفادة من الخبرات الأمريكية، ورقائق إنفيديا النادرة في الصين بسبب العقوبات الأمريكية.
وبدأت رحلة ليانغ وينفينغ لتحقيق حلمه عام 2021، حينما خصص مبالغ كبيرة لشراء آلاف وحدات معالجة الرسوميات من “إنفيديا” لمشروعه الجانبي في مجال الذكاء الاصطناعي في أثناء إدارة صندوق التحوط “هاي فلاير”.
وتقول الشركة إن نموذجها تم تطويره باستخدام التكنولوجيا المحلية جنباً إلى جنب مع برامج مفتوحة المصدر يمكن لأي شخص استخدامها ومشاركتها مجاناً.
وعلى مدار سنوات، كان صندوق التحوط هاي فلاير التابع لليانغ وينفينغ يخزن الرقائق التي تشكل العمود الفقري للذكاء الاصطناعي والمعروفة باسم وحدات معالجة الرسومات. وقالت الشركة إن نماذجها تستخدم رقائق (H800) الأقل تطوراً، التي تصنعها شركة إنفيديا.
وما يجعل الشركة الصينية أكثر تميزاً هو استعدادها لمشاركة اكتشافاتها بدلاً من الاحتفاظ بها لأغراض تجارية.
وتتميز الشركة كذكلك باستقلاليتها المالية رغم الاتهامات الأمريكية، وحسب المعلن فهي قامت بجمع أموال من مصادر خارجية، أو اتخاذ خطوات كبيرة لتحقيق إيرادات من نماذجها.
ووفق أحد المستثمرين الصينيين في مجال الذكاء الاصطناعي، فإن “إدارة ديب سيك تشبه إلى حد كبير الأيام الأولى لـ(ديب مايند) الأمريكية”. وأضاف “إنها تركز بشكل كامل على البحث والهندسة”.
عزا الخبراء الرعب الحاصل في الولايات المتحدة إلى قلة تكلفة التطبيق المشار إليها أعلاه، مقارنة بما تدفعة شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة لتطوير نماذجها، فعلى سبيل المثال أنفقت شركة “أوبين إيه آي”، 5 مليارات دولار العام الماضي وحده على الذكاء الاصطناعي.
أطبق الصمت على كل أنحاء وادي السيليكون، وعند الاتصال بأولئك الذين يسعدهم عادة التحدث عن كل جديد في عالم التكنولوجيا، بدا العديد من المراقبين والمستثمرين والمحللين مذهولين.
وفي مقابل هذا الصعود الصاروخي يعم الشك وعدم اليقين، فمن وجهة نظر المحلل المخضرم جين مونستر، فإن الحقيقة تكمن تحت جبل الجليد.
وقال مونستر لبي بي سي: “ما زلت أعتقد أن الحقيقة تكمن تحت السطح عندما يتعلق الأمر بما يحدث بالفعل”. وتساءل أيضاً عما إذا كانت الشركة الصينية الناشئة تتلقى دعماً أو ما إذا كانت أرقامها صحيحة.
وقال إن برنامج المحادثة “جيد بشكل مدهش، مما يجعل من الصعب تصديقه”. وبغض النظر عن ذلك، فإن وصول ديب سيك المفاجئ هو “مرونة” من جانب الصين و”وصمة عار في جبين التكنولوجيا الأمريكية”، على حد تعبيره.
وأتت المفاجأة الصينية في خضم انشغال الولايات المتحدة بمشروع “ستارغيت” للذكاء الاصطناعي، المعلن من قبل الرئيس ترامب بحضور سام ألتمان من أوبين إيه آي، ولاري إليسون من أوراكل، بقيمة تتجاوز الـ500 مليار دولار، وقدرة كبيرة لخلق أكثر 100 ألف وظيفة جديدة موعودة.
أيقنت أمريكا في تلك اللحظة، أن وجود مراكز البيانات الوفيرة والسيطرة على الرقائق المتطورة أعطاها تقدماً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، على الرغم من هيمنة الصين على المعادن النادرة والمواهب الهندسية، حتى إن البعض اعتبروا أن هيمنة أمريكا على سباق الذكاء الاصطناعي أمر محتوم، على الرغم من بعض التحذيرات البارزة من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين قالوا إن مزايا البلاد لا ينبغي اعتبارها أمراً مفروغاً منه.
ويقول الخبراء إن الولايات المتحدة قد تستمر في قيادة القطاع، ولكن هناك شعور بأن ديب سيك هز الغرور وأقلق الذكاء الاصطناعي الأمريكي.