علي مر الأعوام الماضية شهدت عدد من المحافظات بمستوى جمهورية مصر العربية جرائم قتل كانوا من فاعلوها من الرجال و السيدات حيث عرف المصريون كلمة «السفاح» وترددت على مسامعهم من حين لآخر، فى فترات عاشوا فيها تحت التهديد، فعلى الرغم من الأمن الذى اشتهرت به مصر والانخفاض فى معدلات الجريمة والقتل مقارنة ببلاد أخرى، إلا أن هناك فترات سوداء تعد على الأصبع، انتشر فيها الرعب والخوف بين المواطنين، نتيجة لظهور قاتل أو سفاح بمنطقة ما أثار بها الرعب ونزع الإحساس بالأمن والاستقرار من قلوب سكانها، ولكن معظم هذه القصص تنتهى بحبل المشنقة أو الانتحار أو السقوط على يد رجال الشرطة، ولأنها ظاهرة غير عادية على الشعب المصري أخذت شهرة واسعة وظل يذكرها الإعلام حتى الآن بداية من ريا وسكينة الأكثر شهرة فى عالم القتل والجريمة وصولا إلى التوربينى قاتل الأطفال.

ومن خلال السطور التالية نتعرف علي اشهر 7 سفاحين بمصر

1- سفاح محرم بك: رجب السفاح أو الشاذ

نجحت الاجهزة الامنية بالإسكندرية، عام 2016 فى كشف غموض مقتل موظف بكلية الزراعة و4 اخرين فى ظروف غامضه بمناطق مختلفة بانحاء المحافظة تبين ان وراء مرتكبي الواقعة "سفاح محرم بك" الذى تخصص فى قتل الرجال وارتكب 5 جرائم قتل لمعاقبتهم لرفضهم اقامة علاقة غير شرعية "شذوذ جنسي" معه قام المتهم بشنقهم والقائهم غارقين فى دمائهم واخفاء معالم الجريمة.

و قد تلقى الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الإسكندرية اخطارا يفيد بورد بلاغ من أهالي منطقة محرم بك بانبعاث رائحة تعفن من داخل إحدى الشقق، انتقل على الفور رجال المباحث بالفحص والمعاينة تبين ان جثة المجنى عليه " وحيد.م " 38 سنة موظف بكلية الزراعة داخل الشقة سكنه أعلى سرير غرفة نومه فى حالة تعفن، رُمى ملفوفا حول رقبته فوطه.

تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الحادث بالتنسيق مع الأمن العام بالإسكندرية حيث توصلت الجهود إلى تحديد مرتكب الحادث المدعو "رجب. ع" 41 سنة عاطل مقيم بمنطقة نادى الصيد بدائرة قسم شرطة محرم بك والسابق اتهامه فى " 16 " قضية " سرقة وسائل نقل - سلاح " والمسجل شقى خطر سرقات عامة " والمشهور عنه ممارسة الشذوذ الجنسي و عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه واعترف بارتكاب الواقعة، وقرر بأنه فى يوم الحادث تعرف عن المجنى عليه بمنطقة حديقة محطة مصر دائرة قسم شرطة العطارين، وقام المجنى عليه باصطحاب المتهم الى مسكنه لممارسة الفجور معه وحال وصولهما لمسكن المجنى عليه، قام الأخير بخلع ملابسه وطلب من المتهم ممارسة الفجور معه، الا أنه رفض فقام المتهم بلف فوطه حول رقبته حتى تأكد من وفاته ثم قام بلفه الجثة داخل مرتبة السرير وسرقة هاتفه المحمول و " 2 " ريسيفر وبعض الملابس والأحذية وزجاجات العطور.

تم بإرشاده ضبط المسروقات، كشفت تحريات رجال المباحث قيام المتهم بارتكاب " 4 " حوادث قتل أخرى بذات الأسلوب، وهم قتل أحد الأشخاص بدائرة قسم شرطة أول العامرية وأرشد المتهم عن جثة شخص داخل مسكنه بمنطقة زاوية عبد القادر، حيث تم التحفظ على الجثة وإخطار النيابة العامة، واعترف المتهم بقيامه بعدة جرائم اخرى وهى قتل المدعو "سليمان.ع " 60 سنة داخل مسكنه بمنطقة العجمي دائرة قسم شرطة الدخيلة، ومحرر عن الواقعة محضر بقسم الدخيلة وتولت النيابة التحقيق، وصرحت بدفن الجثة عقب توقيع الكشف الطبى عليه بمعرفة مفتش الصحة.

2- السفاح المثقف

يعتبر محمود أمين سليمان ثاني أشهر سفاحي الإسكندرية والذى شغل الرأي العام حينها، والذى خلد نجيب محفوظ حكايته في رواية فيلم اللص والكلاب التي قام ببطولتها شكري سرحان والفنانة شادية، ويستعرض "فالصو" فى السطور التالية وتحت مسمى باب "حكايات من أرشيف الجريمة"، والذى سيتم تقديمه بشكل يومي للقراء للغوص فى أرشيف الجريمة والقضايا وربطها بما يحدث فى الوقت الحالى، حكاية السفاح المثقف الذى أغضب خبر مقتله الزعيم جمال عبد الناصر.

بدأ "سليمان" حياته موظفا في الحكومة ولكنه لم يستمر طويلا وتم فصله وبعد ذلك عمل بمجال السرقة واحترف سرقة الماشية، ثم احترف سرقة الشقق وكان يتصيد الشقق الفاخرة بالأحياء الراقية، فى الاسكندرية والقاهرة وكان يساعده فى السرقة شقيق زوجته، وتلقت الشرطة الكثير من البلاغات التي سببت حيرة كبيرة لرجال، البوليس لأنه لم يكن مسجل لديهم.

وذاع صيت محمود سليمان وقامت الصحف في تلك الأيام بالكتابة عنه إلى أن حولته إلى أسطوره، خرافية يمكنه الإفلات من الشرطة بكل سهولة وصنعت منه شخصية، روبين هود الذي يسرق من الأغنياء ويعطي للفقراء وقيل إنه سرق شقق الفنانين والمشاهير منهم شقة أم كلثوم وأنه كلم الرئيس جمال عبد الناصر في التليفون وعرض عليه أنه يقوم بجلب رأس عبد الكريم قاسم رئيس العراق في ذلك الوقت والذي كان على خلاف مع عبد الناصر.

وصف السفاح محمود سليمان بالمجرم المثقف فرغم مغامراته بالسطو على فيلات وشقق الأثرياء كان قد وثق صلته بالعديد من مشاهير عصره مثل المطرب الراحل عبد الحليم حافظ والشاعر كامل الشناوى والكاتب الصحفي مصطفى أمين فقد اعتاد سليمان السهر مع كوكبة من النجوم فى فندق هيلتون النيل فهو من وجهة نظرهم صاحب دار نشر و ومثقف، والمفارقة أن دار النشر كان قد جعلها ستارا ليخفى خلفها أعمال اللصوصية والإجرام وبسبب خلاف مع شقيق زوجته قام بالإبلاغ عنه وتم القبض عليه وتم ترحيله الى القاهرة ليتم محاكمته لأن معظم سرقاته كانت في القاهرة وفي الزنزانة كان معه الشاعر المعروف أحمد فؤاد نجم الذي كان يرفعه للشباك لكي يمكنه أن يكلم زوجته "بطة".

بعد خروجه من الحبس بدأت معه غريزة القتل بالتهديد بقتل زوجته نوال محمد عبد الرءوف ومحاميه بدر الدين أيوب الذي كان يترافع عنه في قضية السرقة لظنه أن هناك علاقة آثمة بين زوجته والمحامي، وأطلق عدة أعيرة نارية على المحامى ولكن أنقذته العناية الإلهية من الموت.

كما أراد سليمان قتل عديله جمال أحمد محمود أبو العز وذلك لشكه بأنه قام بالإبلاغ عنه لدى البوليس، كما أطلق النار على محمود سليمان على، الموظف الحكومي بذات الوقت لظنه بأنه على علاقة بشقيقته الصغرى "جميلة".

بعد ذلك تحولت حياة السفاح إلى مطاردة مستمرة بينه وبين الشرطة ولسوء حظه كان حبة وعشقه للسرقة والانحراف والإجرام يسيطر عليه ما جعله يرتكب 8 وقائع قتل أهمها كان مقتل خليل خضر بيومي، أحد تجار الحبوب الكبار بمنطقة محرم بك، وسرقة مبلغ ألفين جنيه كانت بحوزته ثم توالت جرائمه التي كان أساسها السرقة ثم القتل وارتفعت حصليته إلى 14 جريمة قتل ويوم سقوط "محمود أمين" لم يكن قتله أمرا سهلاُ فقد تم حصاره لمدة 75 دقيقة ومات بعد أن اخترقت جسده 17 طلقة نارية من أسلحة رجال الشرطة.

3- خط الصعيد

«خط الصعيد»، التعبير الذي بات يُطلق على كل مجرم يروع المواطنين، ويرتكب جرائم متكررة، فأصبح يجول في خاطرنا على الفور أن الشخص عنصر إجرامي شديد الخطورة، عندما يُذكر لفظ «خط الصعيد» أُطلق لقب على العديد من الأشخاص، وأصبحت العناصر الإجرامية تتباهى بهذا اللقب، حتى نسينا من هو خط الصعيد الأصلي، وسبب تسميته بهذا الأسم و كثير منا لا يعرف من هو خط الصعيد الأصلي وما سبب تسميته بهذا الاسم، فأول من اطلق عليه هذا اللقب، كان شاب يُدعى محمد منصور، الذي وُلد عام 1907م ارتكب محمد منصور، الشهير بـ خط الصعيد، اولى جرائمه بينما كان صغير السن، رغبة منه في الأخذ بالثأر من إحدى لعائلات بعد قتلهم عمه، فنجح في قتل العديد من الأشخاص من عائلة شيخ الخفر، في قرية درنكة، انتقامًا من العائلة.

هرب منصور وقتها إلى الجبال للإختباء من العائلة، التي قتل أفراد منها، خوفًا من النيل منه وقتله، للأخذ بالثأر منه، ما جعل العائلة يقتلون أثتان من اخواته للثأر منه، و أصبح مجنونًا بإرتكاب الجرائم وسفط الدماء، وشكل عصابة من مطاريد الجبل، وقادها لإرتكاب العديد من الجرائم من قتل وسرقة وهطف وسلاح وفرض إتاوات، وأثارت جرائمه الرعب في قلوب المواطنين تمكنت الاجهزة الامنية عام 1947م، من القضاء على خط الصعيد، حيث قاموا بتصفيته، في عملية تبادل إطلاق للنيران بينه وبينه الشرطة، بعد قيامه بعملية خطف لأحد الاطفال، واستقرت في جسدة 21 طلقة نارية، قضت على حياته، وانهت مسيرة خط الصعيد بعد سنوات من الإجرام.

4- الخط نوفل

ما بين قتل ومقاومة سلطات وسرقات بالإكراه، وحيازة أسلحة نارية، ومخدرات تنوع النشاط الإجرامي لـ نوفل سعد الدين ربيع، أو ما عُرف بـ"خط الصعيد".. فبرغبته سلك نوفل بن عائلة "سليمان" التي تنتمي لقبيلة "الهوارة" طريق الدم، بعدما ساقه الثأر إليه، حيث قُتل والده وشقيقه وعمه وأبناء عمه عام 1979، في خلافات ثأرية مع عائلة "هنداوي" التي نصبت لهم كمينا، فأجُبر على حمل السلاح وهو في الثالثة عشر من عمره، ليثأر من عائلة "هنداوي" التي تربصت بعائلته، وقتل اثنين منهم ليبدأ مشوار الدم.

يعد "نوفل"، واحدا من أبرز من حملوا لقب "خط الصعيد"، في قرية "حمرا دوم" التابعة لمركز نجع حمادي في قنا، والتي تعتبر موطنا كبيرا للعناصر الإجرامية الخطرة، متخذين من الجبل الشرقي مأوى لتمرير عملياتهم الإجرامية من تجارة السلاح والخطف بكل حرية، وتلك القرية لها تاريخ كبير في صناعة "خط الصعيد" منذ تسعينيات القرن الماضي "حمرا دوم" كانت وكر "خُط الصعيد"، لممارسة نشاطه الإجرامي، مستغلاً طبيعتها الجغرافية المتاخمة للجبل الشرقي وإحاطتها بزراعة القصب الكثيفة، مستعينًا ببعض أقاربه والمسلحين المسجلين خطر لتوفير الحماية له.

حملات أمنية خرجت لاستهداف المتهم مرارا إلا أنه كان يتمكن من الهرب داخل الأراضي المزروعة بالقصب أو في المناطق الجبلية المحيطة بقريته بعد تبادل إطلاق النار مع قوات الشرطة، وأصيب في تلك المصادمات اثنان من رفاقه، كما توفي في إحداها مجندان من الأمن المركزي، وتوفي في إحدى المواجهات المسجل خطر عراك الأسعد أحمد ربيع، زوج ابنته والمحكوم عليه بالسجن المؤبد في قضية مقاومة السلطات وحيازة سلاح آلي من دون ترخيص.

في عام 2007 أنهت وزارة الداخلية أسطورة "خط الصعيد" في حملة مكبرة، حيث حاصرت القوات المنطقة بجوار منزله، فبادر بإطلاق النار صوب القوات فردت عليه ما أسفر عن مصرعه، لتنتهي أسطورة الإجرام في قنا.

5- سفاح كرموز

سعد إسكندر عبد المسيح الشهير بـ"سفاح كرموز" كان يعمل مع شقيقه فى مصنع صغير للغزل والنسيج، كان يمتلكه الأخ الأكبر، وتعرف هناك على أرملة ثرية، ونشأت بينهما علاقة غرامية، الأرملة وثقت به وأخبرته عن المكان الذي تحتفظ فيه بأموالها، في إحدى السهرات الحمراء التي جمعت سعد وعشيقته قرر الغدر بها للاستيلاء على أموالها وباغتها من الخلف بطعنات نافذة أودت بحياتها على الفور، وسرق المال، ونزح إلى الإسكندرية، وكانت هذه الجريمة الأولى له.

"بغمزة عين" ونظرة حالمة كان يوقع السفاح بضحيته ولاحظت الشرطة اختفاء الفتيات بمعدل فتاة كل أربعة أو خمسة أيام، دون وجود أى أثر لإحداهن حية أو ميتة، مما أثار هذا الموضوع الرأى العام كله، وانتشر الرعب شهورا فى أحياء «كرموز»، في أوائل شهر سبتمبر من العام 1948، في حي «غبريال الشعبي»، كان القاتل الوسيم يقضى أمسيته مع فتاة تدعى «فاطمة»، ويتردد على منزلها، ولخوفها من افتضاح أمرها أمام الجيران ادعت أن «سعد إسكندر» شقيقها، وفى إحدى الأمسيات علم السفاح من «فاطمة» أن المنزل المجاور لها تسكن فيه السيدة «بمبة»، وهى عجوز فى التسعين، تقيم بمفردها وحالتها ميسورة للغاية، وفى الليلة التي تليها لم يدخل «سعد إسكندر» منزل «فاطمة»، بل دخل منزل الست «بمبة»، وصعد إلى الطابق العلوى وقرع الباب، فتحت الست «بمبة» الباب، ظنا منها أنه أحد أبنائها حضر للاطمئنان عليها، وما أن رأته وقبل أن تصرخ وضع يده على فمها، وجرها إلى الداخل وضرب رأسها بالساطور فصرخت صرخة مدوية، ثم أجهز عليها بضربة ثانية، فتناثرت الرأس في كل مكان.

أستولى السفاح على أموال العجوز وأثناء خروجه من الشقة فوجئ بجارة أخرى تدعى «قطقوطة» تقيم فى الطابق الأرضي من المنزل، سمعت صوت الصرخة وجاءت لمعرفة السبب، فسألته عن الست «بمبة»، فأجابها: «بتصلي»، وأشار إليها بالدخول، وما أن تخطت الباب وأدارت ظهرها له هوى على رأسها بالساطور، فسقطت على الفور غارقة في دمائها، وهرب السفاح من المنزل دون أن يراه أحد.

عاد أحد أبناء السيدة «قطقوطة» إلى المنزل، ليكتشف إصابة والدته، وأسرع بنقلها إلى المستشفى، وتم علاجها لتروى ما حدث إلى رجال المباحث، مؤكدة أن القاتل شاب رأته من قبل يتردد على منزل جارتها «فاطمة» وأغلب الظن أنه شقيقها، فألقت الشرطة القبض على شقيق «فاطمة»، وتم عرضه على «قطقوطة» فلم تعرفه، فاستجوب رجال الشرطة «فاطمة» عن الشاب الذى كان يترد عليها، قالت: «سعد إسكندر تاجر الغزل»، فألقت الشرطة القبض على «سعد إسكندر» داخل مخزنه.

استغل المحامي الذى وكله «سعد إسكندر» التناقض الذى ورد على لسان «قطقوطة»، وأقنع غرفة المشورة بعدم وجود مبرر لحبسه على ذمة القضية، وبالفعل، تم الإفراج عنه مؤقتا بضمانة مالية، واختفى «سعد إسكندر» لعامين كاملين، حتى قرر العودة لجرائمه.

فى أكتوبر 1951 كان استأجر «سعد إسكندر» شونة على ترعة المحمودية لتخزين الغلال وخيوط النسيج، وشاء القدر أن يمر من أمام الشونة تاجر أقمشة متجول ببضاعته على عربة خشب، فاستدعاه «سعد إسكندر» للداخل بحجة أنه يمتلك خيوط غزل، دخل الضحية وجلس على الكرسى وأعطاه سعد الخيوط لكى يفحصها، ولا يعلم أن الشيطان قابع خلفه شاهرا ساطوره، وعندما أحنى تاجر الأقمشة رأسه ليفحص الخيوط هوى سعد بساطوره الثقيل على رقبته، وكانت ضربة كافية لتجعل الرأس يتدحرج بعيدا عن الجسد، ثم دفنه فى أرض الشونة.

وفى نوفمبر 1951، كان موعد السفاح مع آخر ضحاياه تاجر الحبوب الذى استطاع الإفلات منه، وهو مصاب بجرح نافذ، وركض محاولا الهرب إلى الصالة غير المغطاة خارج الشونة، فأسرع السفاح خلفه وأجهز عليه، لكن أحد العمال رأى ما حدث، وهو راقد فوق سيارة نقل مرت بالمصادفة أمام الشونة فى ذلك الوقت، فأبلغ العامل الشرطة عما رأى، فأسرعوا إلى المكان، ووجدوا الضحية رجلا مضرجا بدمائه فى أرض الشونة، واختفى السفاح، وعثر رجال الشرطة على حفرة غريبة فى الأرض، فحين فحص رجال الشرطة تلك الحفرة الغريبة عثروا على عظاما آدمية، ومنذ تلك اللحظة أطلقت الصحافة عليه لقب «سفاح كرموز»، واحتل جميع العناوين فى الصحف والمجلات، ونسى الناس السياسة والفن والأعمال، ولم يكن على لسانهم غير «سعد إسكندر» والرعب يملأ قلوبهم، وكانت أسطورته تتضخم يوما بعد يوم حيث تم نشر صور له رسمها الرسام الجنائي من وصف "الست قطقوطة" وتاجر القماش له.

اختلفت روايات إلقاء القبض على سفاح كرموز، حيث ردد البعض أن أحد الضباط الذين تم انتدابهم لحل لغز السفاح وضبطه تنكر في زي رجل صعيدي وادعى أنه والد لفتاة جميلة كان يسير برفقتها للفت انتباه السفاح وبالفعل نجحت خطته ونجح في استدراجه وضبطه.. لكن الرواية الأكثر واقعية وتم تداولها بشكل أوسع كانت فضح ضابط لأمر السفاح في كمين أثناء عودته لبلدته، حيث كان هناك كمين شرطة برئاسة الملازم «فخرى عبد الملك»، يقوم بتفتيش روتيني على السيارات، استوقف الملازم أتوبيس الركاب الذى كان يستقله «سعد إسكندر»، فرأى الملازم شابا ملامحه ليست غريبة، فباغته بالسؤال عن اسمه، فأجاب السفاح: «اسمى جورج عبد السلام»، أعاد الضابط السؤال بحدية أكثر: «عبد السلام وجورج إزاي اسمك إيه انطق»، ارتبك السفاح أكثر وأجاب مصححا: «اسمى جورج عبد الملك»، هنا انتبه الضابط إلى اختلاف الإجابة، فترك الضابط سائر الركاب، وحدق إلى محدثه جيدا، ثم وضع يده على كتفه قائلا: «أنت سعد إسكندر» سفاح كرموز، وألقى القبض عليه فورا، وتم نقله إلى الإسكندرية لاستكمال التحقيقات معه.

صباح الأحد 25 فبراير 1953، دخل المتهم «سعد إسكندر» إلى حجرة الإعدام فى سجن الحضرة بالإسكندرية، ليمثل أمام لجنة تنفيذ الأحكام المكلفة بتنفيذ الحكم وكان السفاح في الدقائق الأخيرة من حياته يبتسم ويصر على أنه بريء، ويشرب جرعة من الماء، ويدخن سيجارة، ويبعث بسلامه وشكره إلى محاميه الذي بذل محاولات مستمرة خلال السنتين الماضيتين قبل تنفيذ الحكم حتى يفلت موكله من المصير الذي انتهى إليه وقف سعد بين حراسه وهو يبتسم وتلا مأمور السجن الحكم الصادر بالإعدام وكانت الابتسامة ترتسم على وجه سعد طوال تلك الفترة.

6- ريا وسكينه

ريا وسكينة علي همام شقيقتان مصريتان تعدان من أشهر السفاحين في مصر، حيث اشتهرتا بتكوين عصابة لاستدراج النساء وقتلهن من أجل السرقة في الفترة ما بين ديسمبر 1919 ونوفمبر 1920 مما تسبب في خلق حالة من الذعر في مدينة الإسكندرية في ذلك الوقت، نزحتا في بداية حياتهما برفقة والدتهن وشقيقهن الأكبر أبو العلا من صعيد مصر إلى مركز كفر الزيات ومن ثم إلى مدينة الإسكندرية واستقروا بها في بدايات القرن العشرين حيث بدؤوا العمل في الأعمال غير المشروعة مثل تسهيل تعاطي المخدرات والخمور عن طريق إنشاء محال سرية لتلك الممارسات، والقوادة وتسهيل الدعارة السرية، إلى أن انتهى بهم المطاف باستدراج النساء وقتلهن بهدف الإستيلاء على مصوغاتهن الذهبية بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة، والتي بدأت حياتها بائعة هوى، وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.

وبالرغم من أن التشكيل العصابي كان مكون من 6 أفراد « ريا، سكينة، حسب الله، عبد العال، عرابي وعبد الرازق » إلا أن قصتهما اشتهرت إعلامياً بـ «ريا وسكينة» وكذلك تناولت الكثير من الأعمال الفنية نفس الاسم، حيث ألهمت قصتهن العديد من صناع الفن وبلغت نحو 12 عملاً فنياً بين أفلام ومسلسلات ومسرحيات وأعمال إذاعية لتكون أكثر شخصيات تم اقتباس قصتهن في الأعمال الفنية العربية، كما صدرت عدة مؤلفات عن حياتهن وجرائمهن وأشهرها كتاب رجال ريا وسكينة) من تأليف صلاح عيسى عام 2002.

بدأ نشاط العصابة عندما كانت الشقيقتان تقومان في البداية بإغراء وخدع الضحية بالكلام المعسول حتى تنالا ثقتها ثم تسقيانها خمر قوية المفعول تؤدي بها إلى السُكر والثمالة فتفقد القدرة على التركيز والقوة على المقاومة، ومن ثم يتخذ كل فرد من أفراد العصابة دورًا في عملية قتل الضحية عن طريق كتم أنفاسها، وكان المتهم محمد عبد العال أول من أضاف إلى التحقيق أول تفاصيل عن كيفية قتل ودفن الضحايا، لينفي بذلك كل ما أشيع عن أن العصابة كانت تخنق النساء، حيث تطابقت أقواله مع تقارير الأطباء الشرعيين الذين جزموا بأن القتل كان يتم بواسطة كتم النفس وليس بأي طريقة أخرى، وعن توزيع الأدوار فيما بينهم أثناء عملية القتل، قال محمد عبد العال أن دوره في معظم العمليات كان شل قدمي الضحية، بينما يتولى آخر شل ذراعيها، ويقوم الثالث بتثبيت رأسها ليتمكن الأخير من كتم أنفاسها بمنديل مبلل بالماء حتى تلفظ أخر أنفاسها، وما أن تفارق الضحية الحياة حتى يجردونها من حليها ومصوغاتها الذهبية وملابسها ثم يقومون بدفنها في نفس المكان الذي قتلت فيه، وكانت الشقيقتان تبيعان الذهب المسروق إلى أحد الصاغة في السوق ثم تقتسمان ثمنه مع بقية أفراد العصابة.

كانت البداية اكشف سرهم في صباح 11 ديسمبر 1920 حينما تلقى اليوزباشي إبراهيم حمدي نائب مأمور قسم اللبان بالإسكندرية إشارة تليفونية من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور على جثة امرأة بالطريق العام وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمة بأبيض ولا يمكن معرفة صاحبة الجثة أن البيت كان يستأجرة رجل اسمه محمد أحمد السمني وكان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية سكينة بنت علي وآخرون، وأن سكينة هي التي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل على الجثة تحت البلاط وأكدت التحريات أن سكينة تركت الغرفة مرغمة بعد أن طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستأجر الأصلي، وحاولت العودة إلى استئجار الغرفة بكل الطرق والإغراءات لكن صاحب البيت رفض ذلك، مما دفع الضابط للشك في سكينة بسبب ذلك.

وفي يوم الأربعاء الموافق 21 ديسمبر 1921 تشرق حتى بدأ أعضاء هيئة تنفيذ حكم الإعدام يتوافدون على سجن الحضرة بمدينة الإسكندرية، وكان تشكيل الهيئة استثنائيًا، فلم يقتصر على سلطات السجن المحلية، بل ضم محمد حداية باشا محافظ الإسكندرية في ذلك الوقت، ومدير أمن الإسكندرية. وفي الساعة السابعة والنصف صباحًا اصطفت هيئة التنفيذ أمام غرفة الإعدام تم الحكم عليهم بالإعدام شنقا و في اليوم التالي تم الإعدام علي رجال ريا وسكينه.

7- سفاح الجيزة

قذافي فراج عبد العاطي والمعروف باسم سفاح الجيزة الذي قام أحد المخرجين بعمل مسلسل درامي تحت عنوان سفاح الجيزة والذي يجسده الفنان أحمد جمال و يعد قذافي أحد السفاحين الذي قتل 4 أشخاص حيث تخرج من كلية الحقوق ولم يعمل بالمحاماه، عمل بالتجارة والأعمال الحرة وكان يمتلك سلسلة مكتبات ومصنع للعب الأطفال.

الضحية الأولى

أول ضحية له كان رضا يعمل مهندس في السعودية أعتاد أن يرسل مدخراته إلى قذافي لكي يسثتمرها باعتباره محل ثقة دون أن يعلم أن صديقه خدعه واستولى على تلك الأموال والممتلكات، بموجب توكيل رسمي أقنع رضا بتحريره وفي عام 2015، عاد رضا فجأة من السعودية، وطالب عبد العاطي بتصفية الحسابات المالية، فأعد المتهم خطة لقتله، حيث دعاه إلى تناول العشاء في منزله بمحافظة الجيزة و ضربه على رأسه بأداء حديدية دون توقف، وخلال دقائق لفظ أنفاسه الأخيرة. وقام القذافي بدفن رضا في حفرة عمقها مترين داخل إحدى غرف منزله، كان قد أعدها قبل أيام من القتل ضمن خطته للتخلص من الجثة ولكي يضلل أسرة القتيل، أرسل رسالة من الهاتف المحمول الخاص بالضحية إلى زوجته، مفادها أن الشرطة ألقت القبض عليه من دون تفاصيل أخرى.

الضحية الثانية

ثم قام بقتل فاطمة التي استولت على 400 ألف جنيه من أمواله لأنه، وبعد محاولات لإعادة الود بين الزوجين، رفضت إعطائه الأموال. استشاط القذافي غضبا من أفعال زوجته وأعد حفرة مشابهة لتلك التي دفن بها صديقه، وبعد أيام من واقعة القتل الأولى، قام بقتل زوجته، ثم دفنها في حفرة داخل غرفة أخرى، وبجوارها مصوغات خاصة بها، بغرض تأكيد أن المال لا قيمة له، بحسب اعترافاته في تحقيقات النيابة.

الضحية الثالثة

قام بقتل نادين وهي فتاة تعمل في إحدى المكتبات التي استولى عليها من الصديق رضا بناء على التوكيل العام الذي حصل عليه منه، وكانت تقف عائقا أمام زواجه من شقيقتها، وهددته بفضح أمره أمام أسرتها ما لم يتوقف عن مخططه للزواج من شقيقتها، فقام بإستدراجها لمنزله وقتلها بنفس الطريقة ودفن جثمانها بجوار جثمان صديقه وزوجته السابقة. ثم أوهم أسرة نادين أن إبنتهم على علاقة بمخرج سينمائي، وأنها تهوى الفن والتمثيل، وهربت إلى إحدى الدول العربية، ما دفع الأسرة للتكتم على الأمر حتى لم يتم تحرير محضر بتغيب إبنتهم. في غضون ذلك انتحل القذافي صفة ضحيته الأولى المهندس رضا، وباع كل أملاكه وعقاراته التي استولى عليها وتوجه إلى الإسكندرية، وهناك واصل ارتكاب جرائمه.

الضحية الرابعة

بعد سفره لمدينة الإسكندرية تعرف على ضحيته الأخيرة ياسمين نصر إبراهيم حيث قام بخنقها و ذلك عقب اكتشافها عملية النصب والاحتيال التي تعرّضت لها من قبله بعد أن اشترك مع خطيبها في بيع شقة تملكها و الحصول على مبلغها و قاموا بتقسيم المبلغ بينهم دون إعطائها الأموال، و أقدم المتهم على التخلص من الضحية من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة العصافرة وخنقها حتى فارقت الحياة و قام بدفنها داخل إحدى الغرف في المخزن، و ذلك للتخلص من تهديها له بتقديم بلاغ بعملية النصب التي تعرّضت لها إذا لم يرد أموالها.

وتم القُبض على قذافي نتيجة شريط لإحدى كاميرات المراقبة وهو يقوم بسرقة محل ذهب يمتلكه والد زوجته الخامسة، وهي طبيبة صيدلانية، وكشف الفيديو أن الأسرة تعرفت على المتهم وأبلغوا الشرطة، ليتم إلقاء القبض عليه. وفي نفس الوقت كانت أسرة رضا لم تتوقف عن السؤال عنه وكلفت محامي للبحث عنه ووصلت معلومة لمحامي الأسرة بصدور حكم قضائي صدر ضد المهندس رضا، وعندما ذهبت الأسرة لمقابلته في سجن الاستئناف بالإسكندرية اتضح أن الشخص المحبوس باسم المهندس رضا، هو قذافي فراج فتقدمت أسرة المهندس ببلاغ للنائب العام للتحقيق، وفتح التحقيق من جديد في بلاغ التغيب الخاص بالمهندس رضا، وبمواجهة القذافي، بجميع المعلومات اعترف بكافة الجرائم التي ارتكبها.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: سفاح الجيزة سفاح الجیزة المجنى علیه المهندس رضا رجال الشرطة ریا وسکینة القبض علیه ذلک الوقت على الفور العدید من عبد العال محمد عبد قسم شرطة محرم بک

إقرأ أيضاً:

أبرزهم بكرى.. حشود تتوافد على ضريح ناصر إحياء لذكرى وفاته.. صور

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

توافد عدد كبير من المواطنين، منذ دقائق على ضريح الزعيم جمال عبدالناصر وذلك إحياءً لذكرى وفاته والتي توافق 28 سبتمبر لعام 1970.

ويأتي على رأس الحضور النائب مصطفى بكري والمهندس عبد الحكيم جمال عبد الناصر، وهدى جمال عبد الناصر.

وحرص الجميع على قراءة الفاتحة على ضريح الزعيم جمال عبدالناصر فيما يواصل المواطنون التوافد على الضريح.

13796c2c-8ebf-4900-9cdb-1e57bb76f702 b62e0522-d1cc-4401-881b-1e2a0099ba3b IMG_4471

مقالات مشابهة

  • صحف أجنبية: إسرائيل تعرف منذ أشهر مكان نصر الله وبعض وزرائها عارضوا اغتياله
  • السيسي: سنكون من أوائل الدول التي تعالج المياه بأحدث وسائل التكنولوجيا
  • بعد ظهورها لأول مرة بحفل كلية الشرطة.. تعرف على إمكانيات سيارة الردع
  • أبرزهم «مكي والعوضي».. خريطة مسلسلات رمضان 2025
  • من كان الجاسوس؟ .. (إسرائيل) كانت تعرف مكان نصر الله مُنذ أشهر وقرّرت اغتياله خوفًا من اختفائه - تفاصيل
  • الرئيس السيسي: لازم نبقى قلقانين لأن التطورات التي تحدث بالمنطقة خطيرة
  • وزير الداخلية: ندرك حجم التحديات التي تحيط بالوطن ونكثف الجهود لتحقيق الأمن الشامل
  • بالتفاصيل.. تعرف على تكنولوجيا القنابل الأميركية التي استخدمها “جيش” الاحتلال الإسرائيلي
  • تعرف على الأحزاب الجديدة التي ستشارك لأول مرة في انتخابات كوردستان
  • أبرزهم بكرى.. حشود تتوافد على ضريح ناصر إحياء لذكرى وفاته.. صور