مآذن يونان الأخيرة.. هكذا يتعرض مسلمو الهوي في الصين للقمع والتهميش
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
يتعرض مسلمو قومية الهوي في الصين إلى حملات متتالية لطمس هويتهم الإسلامية والعرقية في مسعى من الزعيم الصيني، شي جين بينغ، إلى إضفاء الطابع الصيني على الأقلية المسلمة التي ضربت جذورها في الأرض قبل مئات السنين.
ووصف تقرير نشرته صحيفة "فورين أفيرز" سياسات الرئيس الصيني المتشددة ضد مسلمي الهوي بـ"قومية شي" في إشارة إلى الاضطهاد والمعاناة التي يرزح تحت وطأتها المسلمين في عهد جين بينغ.
وأوضح التقرير الذي جاء بعنوان "مسلمو الهوي في الصين بمرمى قومية شي الجديدة"، أن التسامح مع الأقليات لم يعد ممكنا خلال السنوات الأخيرة مع تشدد السياسات الرامية إلى صهر الهويات العرقية التي تتعارض مع الفكرة الأيديولوجية المتمثلة في "الاشتراكية ذات الخصائص الصينية" التي بناها شي في السنوات الأخيرة،
"مآذن يونان الأخيرة"
وفي أيار /مايو الماضي، اشتبك الآلاف من مسلمي الهوي مع الشرطة المحلية في بلدة ناجو الواقعة بمقاطعة يونان أقصى جنوب غرب الصين. وذلك بعد احتجاج قاده المسلمون ضد خطة الحكومة لهدم قبة ومآذن مسجد ناجياينج المبني في القرن الرابع عشر والذي يتميز بالطراز العربي المعماري القديم.
وأشارت الصحيفة، إلى أن "الاحتجاجات لم تتمكن من النجاح إلا في تأخير هدم القبة والمآذن بشكل مؤقت"، مضيفة أنه "لسوء حظ قومية هوي والعديد من الأقليات الأخرى، لن يقف في طريق جين بينغ ومحاولته بناء الصين الجديدة وإخراجها إلى حيز الوجود".
ويعد مسجد ناجياينج وشاديان المجاور له أحد آثار تسامح الدولة الصينية في الماضي مع الإسلام والمسلمين في مقاطعة يونان. وهما آخر مسجدين في المنطقة لا يزالان يتباهيان بالميزات العربية التقليدية، من قباب ومآذن.
وليس فقط مسجدي ناجياينج وشاديان اللذين يواجهان نيران سياسيات الزعيم الصيني المتشددة، بحسب التقرير الذي يؤكد أن المقاطعة بأكلمها شهدت خلال السنوات الأخيرة عملية تحويل مدعومة من الحكومة للعديد من المساجد مع إعادة بناء أسطحها لتشبه المعابد البوذية والمعابد الكونفوشيوسية.
"وتذهب هذه التعديلات إلى ما هو أبعد من الطراز المعماري وتكشف عن الطابع القومي المتشدد لحكم الزعيم الصيني شي جين بينغ" وفقا للتقرير.
من هم مسلمو الهوي؟
وتعود أصول الهوي إلى هجرة المسلمين من آسيا الوسطى والشرق الأوسط بدءا من القرن الثامن، ويبلغ أعدادهم الآن نحو 11 مليون نسمة ويعيش معظمهم في المقاطعات الغربية والوسطى من الصين.
يتحدث مسلمو الهوي لغة الماندرين الصينية ولهجاتها المحلية. لكن ممارساتهم للإسلام، مع ارتباطاته التي لا مفر منها تقريبا بالثقافات غير "الهانية"، تضعهم على نحو متزايد على الجانب الخطأ من رؤية الزعيم الصيني للهوية الوطنية، وفقا لـ "فورين أفيرز".
وقبل عهد جين بينغ، لم تكن السلطات الصينية تتدخل في نمط حياة مسلمي الهوي الاجتماعية والدينية، لكن خلال السنوات الأخيرة بدأ مسلمو هذه القومية التي تشكل نصف عدد مسلمي الصين تقريبا لحملات تضييق واسعة لطمس ملامحهم الثقافية بحجة محاربة التطرف، بحسب رويترز.
و"الهوي" هي كلمة أطلقت على كل أجنبي من الأقليات الدينية في الصين التي تتناول المنتجات الحلال مثل اليهود والمسلمين، وفقا لشبكة "بي بي سي".
ونوّه تقرير "فورين أفيرز" إلى أن حملات جين بينغ لإضفاء الطابع الصيني على أقلية الهوي مرت إلى حد كبير من تحت رادار الاهتمام العالمي، على عكس الحملة القمعية الهائلة التي شنها شي ضد مسلمي الأويغور.
"قومية واحدة"
تهدف رغبة الزعيم الصيني في إضفاء الطابع الصيني على الاشتراكية وربط هوية الصين الحديثة بهوية هان القديمة إلى تهميش الأقليات العرقية الدينية مثل مسلمي الهوي الذين يربطهم تاريخهم وثقافتهم بالشرق الأوسط وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا، من وجهة نظر بكين.
إلى ذلك، رأت الصحيفة أن "الأساليب المعمارية الأجنبية وغير الهانية لم يعد مرحبا بها في عهد جين بينغ؛ فهي لا تتناسب مع نموذجه للاشتراكية المعاصرة ذات الخصائص الثقافية الصينية الهانية. وباسم هذا النموذج، تسعى الدولة إلى إزالة الأدلة على وجود الأجانب في مقاطعة يونان وأماكن أخرى."
كما توقعت أن برنامج الزعيم الصيني "لن يتوقف عند تغيير الأنماط المعمارية، حيث من المرجح أن تسعى الحكومة إلى إقناع الأئمة المعتمدين بضرورة إضفاء الطابع الصيني على الإسلام، ما يضمن أن هؤلاء الأئمة الموثوقين سياسيا سيفسرون الدين بطرق تعزز القيم الثقافية الاشتراكية والهانية الصينية".
"وستقوم السلطات بالحد من الممارسات الدينية والثقافية التي يتبعها العديد من مسلمي الهوي، مثل الحفاظ على الممارسة المعتادة للعقيدة، وارتداء الجلباب، وتعلم اللغة العربية"، وفقا للتقرير الذي رجح أن تؤدي حملة التطهير الصيني إلى فصل الإسلام الصيني عن العالم الإسلامي الأوسع.
اختتمت الصحيفة تقريرها بالتحذير من أن "حملات الصين ضد الأقليات المسلمة قد تلحق الضرر بسمعتها دوليا وتضعف نفوذها في العالم الإسلامي، في الوقت الذي تحاول فيه إبراز نفسها على الساحة الدولية باعتبارها دولة حضارية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة الصين الصين صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السنوات الأخیرة جین بینغ فی الصین
إقرأ أيضاً:
حكم أسترالي يتعرض لإصابة خطيرة في الملعب.. «كاد يفقد عينه»
تلقى توني دينوبريجا أحد كبار حكام الكريكيت الأستراليين، ضربة قوية بالكرة في الجانب الأيمن من وجهه، خلال تحكيمه إحدى المبارايات، ولم يستطع الانتظار حتى تنتهي المباراة لشدة الألم، ونقل إلى المستشفى على الفور، ليتلقى العلاج اللازم، إذ بدا وجهه وكأنه أصيب في حادث، ما آثار التعاطف.
تعرض «توني» إلى إصابة قوية في وجهه، نتيجة إصابته بالخطأ، من قبل أحد اللاعبين، خلال المباراة التي أقيمت على أرض ملعب تشارلز فيريارد ريزيرف بشمال بيرث في أستراليا، ولم يستطع تحمل الألم، ليجري نقله إلى المستشفى قبل نهاية المباراة، بحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية.
لم تكن إصابة «توني» هينةلم تكن إصابة «توني» هينة، إذ أصيب بانتفاخات وتورم شديد، في الجانب الأيمن من الوجه، أدى إلى إغلاق إحدى عينية، وتورم شفتيه بشكل ملحوظ، وبرغم ذلك يعتبر محظوظًا، لعدم تعرضه لأي كسور في العظام، لكن الأطباء قرروا حجزه في المستشفى حتى يبقى تحت الملاحظة، تجنبًا لأي مضاعفات خطيرة نتيجة أي إهمال قد يحدث.
صورة توني تثير التعاطف معهآثارت إصابة «توني» الخوف عليه، لذا نشر اتحاد حكام لعبة الكريكيت في ضواحي غرب أستراليا، عبر حسابهم الرسمي على موقع «فيسبوك» صورة له، أظهرت تورم شديد حول شفتيه و«خده» الأيمن وعينه، وكأنه أصيب في حادث، ما آثار التعاطف معه، وأعرب الحكام عن أطيب تمنياتهم له بالشفاء العاجل، والعودة إلى الملاعب مرة أخرى.
«توني» ليس الأوللم يكن «توني» أول حكم يتعرض لإصابة بسبب ضربة كرة، ففي عام 2019، توفي الحكم الويلزي جون ويليامز، بعد أن ضربته الكرة على رأسه، خلال إحدى المباريات، لذا اختار بعض الحكام ارتداء الخوذات، ووصل الأمر إلى ارتداء الحكم الأسترالي بروس أوكسينفورد درعا من البلاستيك الشفاف، يغطي ساعده بالكامل، في أثناء المباراة.