قال عبدالله غراب، وزير البترول الأسبق، إن صناعة البترول تقوم فى الأساس على الاستكشاف والحفر والإنتاج من الخام واستخلاص العديد من المواد الأخرى ذات العائد المادى والقيمة المضافة المرتفعة، وهو ما يتطلب الكثير من الأموال والاستثمارات، وهو ما تسعى الدولة فى الوقت الحالى له من خلال جذب المستثمرين الأجانب للعمل فى قطاع البترول المصرى.

وأضاف «غراب» فى حواره لـ«الوطن» أن الدولة تعمل فى الوقت الحالى على استغلال كامل لإنتاجها من المواد البترولية والغاز الطبيعى فى الاستهلاك المحلى والتصدير وكذلك التصنيع وتحويل هذه المواد الأساسية لمواد ذات قيمة مضافة ومكاسب كبيرة لتحقيق مكاسب اقتصادية ذات عائد مادى من خلال تصدير المواد المصنعة، وإلى نص الحوار:

كيف تتابع الحديث عن احتياطيات الحقول البترولية فى مصر والعالم حالياً؟

- طبيعة الإنتاج البترولى فى العالم كله هى نضوب وانتهاء الاحتياطيات من الحقول، لذلك يتم السعى دائماً لتحقيق المزيد من الاكتشافات لتعويض ذلك، وهو ما تقوم به الدولة المصرية دائماً من خلال خلق فرص جديدة للاستكشاف والإنتاج وطرح مزايدات وإتاحة الفرص المقومة لصناعة واستكشاف البترول لزيادة الإنتاج، ولذلك هناك دائماً رغبة فى تعويض أى نقص محتمل وزيادة الإنتاج وهو ما يسمى بروح صناعة البترول المعتمدة على البحث والاستكشاف الدائم، ولذلك هناك ضرورة دائماً لاستمرار حملات طرح المزايدات العالمية وهو ما تسير فيه الدولة بشكل جيد جداً.

إلى أى مدى تأثر السوق المحلية بالأزمات الاقتصادية التى مر بها العالم خلال الفترة الماضية بداية من «كورونا» والأزمة الروسية الأوكرانية؟

- صناعة البترول هى صناعة عالمية وليست محلية، وأى أزمة اقتصادية أو سياسية تؤثر بشكل مباشر على الاستثمار فيها حالياً ومستقبلاً، ودائماً ما نكون على تواصل مع الأسواق العالمية، ولذلك تحرص الدولة على أن تكون جاذبة للشركات العالمية العاملة فى الاستكشاف لأنها عملية مكلفة جداً، وذات استثمارات ضخمة.

وساعدت الإدارة الناجحة لمصر فى قطاع البترول على مدار السنوات الماضية على تقوية مواقف قطاع البترول والغاز المصرى وقت الأزمات، خاصة الأزمات العالمية الأخيرة التى طالت العالم كله، كما أن مصر مستعدة لاستقبال كميات جديدة من الغاز من شرق المتوسط، ونقله إلى أوروبا وما زالت مصانع إسالة وتصدير الغاز التى تمتلكها مصر بها طاقات فائضة لاستقبال الغاز من شرق المتوسط.

هناك اتجاه كبير من الوزارة لطرح مزايدات عالمية بشكل مستمر، كيف يدعم ذلك موقف قطاع البترول المصرى؟

- مصر تمتلك العديد من المقومات والمناطق التى تحتوى على الغاز الطبيعى والزيت الخام، سواء فى الصحراء الغربية وخليج السويس أو البحار، والبحر المتوسط خير دليل على ذلك، لذلك تسعى الدولة لزيادة أماكن الاستكشاف فى البحر الأحمر الذى سيعلن عن ثرواته المدفونة قريباً، خاصة أن الاكتشافات الكبيرة جداً التى يتم الإعلان عنها فى الوقت الحالى توجد فى المياه العميقة.

كما أن قطاع البترول يحتاج إلى استثمارات ضخمة جداً وكبيرة من الشركات، وهى الإمكانات التى لا يمتلكها غير الشركات العالمية الكبيرة، لذلك حرصت الدولة على خلق سوق استثمارية جاذبة، لأنها صناعة تنافسية، لذلك يجب أن يكون لقطاع البترول فى مصر أفضلية وجذب أكبر من الدول الأخرى، وهو ما يحدث من خلال اهتمام الدولة بالقطاع ومنحه أولوية قصوى.

ما الذى تحتاجه أى شركة عالمية لضخ أموالها للاستثمار فى دولة معينة؟

- تحتاج الشركات العالمية دائماً للتأكد من أنها تستثمر أموالها فى بيئة آمنة لأنها تستثمر مليارات الدولارات، وتسترد أموالها على فترات زمنية طويلة، لذلك يجب أن تشعر بأن هناك استقراراً اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً فى الدول التى تستثمر فيها، وبالتالى فإن الاستقرار فى مصر ينعكس بشكل إيجابى على الاستثمار فى قطاع البترول، خاصة أن مصر تمتلك ثروة محترمة ولديها قيمة كبرى من البترول والغاز الطبيعى التى تعمل على استغلالها.

الدول المنتجة للوقود فى العالم لا تزيد على 10%.. والـ90% الأخرى مستهلكة ومستوردة

هل ترى أن وضع إنتاج البترول فى مصر جيد ومستقر؟

- بالطبع نعم، حيث إن الدول المنتجة للبترول والغاز لا تزيد على 10% من دول العالم، أما 90% من الدول فهى مستهلكة ومستوردة بشكل كامل، ولكن الوضع فى مصر أفضل بكثير لأنها دولة منتجة، حيث إن الإنتاج متوسط، مقارنة بالعدد الكبير لسكان الدولة، ويغطى حوالى 70% من احتياجات السوق المحلى، وذلك أفضل بكثير من أن نكون دولة مستهلكة ومستوردة بشكل كامل لاحتياجاتها، التى تقدر بمليارات الدولارات، خاصة أن مصر من الدول التى تستهلك مواد بترولية بشكل كبير، ولدينا إنتاج معقول، أسهم فى استمرار تأمين الإمدادات اللازمة للسوق المحلية بكفاءة تامة وتعظيم صادرات قطاع البترول.

استكشاف الفترة الحالية

الحكومة المصرية وضعت خريطة للاستفادة من الثروة المعدنية التى تتمتع بها مصر وتسعى إلى اكتشاف أماكن بكر مليئة بالبترول والغاز الطبيى فهناك أماكن وخامات بترولية لم نتجه إليها بعد، وقد تم وضعها فى الخطة لبدء تنفيذها، ومنها البحر الأحمر بالكامل والذى تم طرح مزايدة على عدد من المناطق فيه خلال السنوات الأخيرة، خاصة أنه يتم استخراج العديد من المنتجات الخفيفة والمنتجات المتوسطة، وكذلك صناعة البتروكيماويات والأسمدة، وهو ما يمثل قيمة مضافة لإنتاج واقتصاد الدولة، التى تحاول طرق كل الأبواب الإنتاجية فى مصر لتحقيق الأكتفاء من المواد البترولية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة البترول الغاز غاز مصر اوبك قطاع البترول خاصة أن من خلال وهو ما فى مصر

إقرأ أيضاً:

وزير البترول: العنصر البشري بالقطاع هو الكنز الحقيقي

شارك المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، العاملين بحقول إنتاج خالدة وبدر الدين وعجيبة وشركة الحفر المصرية، الإفطار الرمضاني داخل موقع حقل سلام بشركة خالدة بالصحراء الغربية.

وقال المهندس كريم بدوي، خلال حواره مع العاملين، إن زيارته برفقة القيادات تأتي في إطار نهج التواصل المباشر مع العاملين بالمواقع الإنتاجية وتقديرا لما يبذلونه من مجهودات جمة لتنفيذ أهداف المحور الأول من استراتيجية الوزارة لزيادة الإنتاج من البترول والغاز وإدارة الخزانات الحاوية لهما بكفاءة، وتعظيم أنشطة الاستكشاف للتوصل إلى احتياطيات جديدة تدعم خطط زيادة الإنتاج مستقبلا.

وأوضح أن العنصر البشري  بقطاع البترول هو الكنز الحقيقي للقطاع والعصب الرئيسي فى تحقيق النجاحات.

وأكد الوزير للعاملين أن ما يبذلونه من مجهودات في مجال الإنتاج له تأثير كبير على توفير الطاقة لنحو 120 مليون مصري في حياتهم اليومية ودفع الاقتصاد للنمو، علاوة على كونه الحل الأهم للتغلب على التحديات ودفع منظومة العمل بالقطاع.

كما أكد حرص الوزارة على التواجد الميداني مع العاملين بالمواقع لتذليل أي تحديات يواجهونها وتوفير بيئة عمل آمنة ومحفزة على النجاح.

وشدد على إعطاء الأولوية للسلامة والصحة المهنية للحفاظ على سلامة العاملين وعودتهم لأسرهم سالمين، موجها لهم التهنئة بقرب حلول عيد الفطر المبارك، وحثهم على الحفاظ على سلامتهم كنهج حياة ثابت  داخل العمل وخارجه.

تباين مؤشرات البورصة المصرية في مستهل تعاملات الثلاثاءشراكة بين مصر ومؤسسة التمويل الدولية لدعم شراكات القطاعين العام والخاص في 11 مطارا

ودعا الوزير العاملين بشركات الإنتاج إلى تبادل الخبرات وتطبيق الأفكار الناجحة والحلول المبتكرة التي أثبتت نجاحها  وتعميمها، مشيرا إلى أهمية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في زيادة الإنتاج.

كما تقدم الوزير بخالص العزاء للعاملين في وفاة ثلاث من زملائهم من فريق عمل شركة الحفر في حادث سير منذ أيام، داعيا الله أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهم أسرهم وزملاءهم الصبر.

رافق الوزير الجيولوجي علاء البطل، وكيل أول الوزارة للسلامة والبيئة وكفاءة الطاقة والمناخ، والمهندس إيهاب رجائي، وكيل أول الوزارة للإنتاج، والمهندس صلاح عبد الكريم، الرئيس التنفيذي لهيئة البترول، والمهندس ياسين محمد، العضو المنتدب التنفيذي للشركة القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس)، والمهندس معتز عاطف، وكيل الوزارة لمكتب الوزير والمكتب الفني والمتحدث الرسمي للوزارة، وأحمد راندي، رئيس الإدارة المركزية للاتصالات بالوزارة، واللواء مجدي عباس، رئيس الإدارة المركزية للأمن، والمهندس سعيد عبد المنعم، الرئيس التنفيذي لشركة خالدة للبترول، والمهندس أشرف عبد الجواد، رئيس شركة بدر الدين للبترول، والمهندس ثروت الجندي، رئيس شركة عجيبة للبترول، والمهندس أسامة كامل، رئيس شركة الحفر المصرية، وجريج ماكدانيال، نائب رئيس شركة أباتشي الأمريكية للأصول العالمية ومدير الشركة فى مصر،  وفرانشيسكو جاسباري، مدير شركة إيني الإيطالية في مصر، والمهندس محمود أبو اليزيد، مدير العلاقات الخارجية بالشركة، ووفد من شركة خالدة.
 

مقالات مشابهة

  • وزير المالية السوداني: قريباً تحويل الأموال عبر الرسائل النصية بدون إنترنت
  • توفير لحوم سودانية بـ 285 جنيها للكيلو بالمصرية لتجارة الجملة في البحر الأحمر
  • وزير البترول: العنصر البشري بالقطاع هو الكنز الحقيقي
  • مجلة بريطانية: التصعيد الأمريكي في البحر الأحمر أدى لاضطرابات عالمية
  • حملة لإزالة التعديات على أراضي الدولة في حلايب جنوب البحر الأحمر
  • وزير البترول يشهد اجتماع ميدتاب لاعتماد نتائج 2024
  • مصر تهدد مكانة تركيا في صناعة الملابس: ضغوط من العلامات التجارية العالمية
  • وزير الخارجية المصري يؤكد على أهمية ضمان حرية الملاحة بالبحر الأحمر
  • وزير الدفاع إلى دمشق قريباً؟
  • وزير خارجية مصر لنظيره الإيراني: خسائرنا كبيرة بسبب الوضع في البحر الأحمر