دور ريتا حايك في فيلم “البرابرة” لجولي ديلبي يفتح النوافذ الفنية اللبنانية ـ الفرنسية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
متابعة بتجــرد: الممثلة اللبنانية ريتا حايك خطت خطوة كبيرة في مستقبلها التمثيلي الفني، قد تشجع ممثلات وممثلين لبنانيين على القيام بخطوات مماثلة.
هذه الخطوة تمثلت باختيارها لتمثيل دور رئيسي في فيلم فرنسي بعنوان: «البرابرة»، سيتم الانتهاء من تصويره في الأسابيع الأخيرة من هذا الصيف. وقد أخرجته وكتب السيناريو ومثلت فيه الممثلة الفرنسية المرموقة جولي ديلبي.
واعتبر مراقبون أن قيام ريتا حايك بهذا الدور قد يوسع النوافذ الثقافية الفنية والاجتماعية بين العالم العربي (لبنان خصوصا) والمجتمع الثقافي والفكري الفني الفرنسي والأوروبي.
وقد اغتنمت «القدس العربي» الفرصة لمقابلة النجمة ريتا حايك خلال جولتها الأوروبية الأخيرة للقيام بدورها في هذا الفيلم وتنفيذ نشاطات أخرى في صيف هذا العام، ولطرح بعض الأسئلة عليها التي من المتاح لها انتاجيا الإجابة عليها، نظراً لأن الفيلم انتهى تصويره منذ فترة قصيرة ولا يحبذ منتجوه التحدث عنه بالتفصيل قبل إتمام العمل الشامل فيه وتحضيره للعرض أمام جماهير السينما في العالم في الصيف المقبل لعام.
السؤال الأول الذي اجابت عليه حايك كان: «لماذا هذا الاختبار بالعمل مع الممثلة الفرنسية العالمية جولي ديلبي مهم بشكل خاص إليكِ؟
فأجابت: «كان هاماً جدا بالنسبة إليّ كونه الدور الأول لي في فيلم فرنسي، مع أنني قمت بأدوار في أفلام إيطالية و»أوروبية أخرى ليست في نفس أهمية دوري في هذا الفيلم.
لقد عملت في هذا الفيلم مع ممثلة ومخرجة وفنانة فريدة في مقدرتها الفنية. فجولي ديلبي بالنسبة إليّ شكلت مثلاً أعلى في القطاع الفني التمثيلي ونموذجاً للإمرأة القائدة والفنانة المعطاة التي بإمكانها تحقيق الإنجازات الكبيرة في حقلها والتي تستطيع قيادة مجموعة من الممثلين المتنوعين في قدراتهم وانتماءاتهم وجذورهم الاجتماعية.
وعما هو الدور الذي قامت به حايك في فيلم «البرابرة» قالت: «ليس باستطاعتي إعطاء الكثير من التفاصيل عن دوري في هذا الفيلم، الذي تم الانتهاء من تصويره مؤخراً نظراً لكون المخرجة والفريق الفني فيه ما زالوا يعملون على وضع اللمسات النهائية عليه».
وتضيف: «الفيلم يدور حول موضوع انساني تعاني فيه مجموعة إنسانية معاناة قاسية بسبب قرارات سياسية اتُخذت وتُتخذ في بلدانها. وأنا ألعب دور الفتاة (واسمها في الفيلم آلما) التي قاست الكثير بسبب هذه العوامل. والفيلم تدور رحاه في منطقة بريتاني في فرنسا وخصوصاً في القرية الفرنسية «بامبونت» في تلك المنطقة».
وتمر تلك الفتاة باختبارات تراجيدية قاسية نتيجة لمصيرها الصعب والمر. وتستطرد قائلة: «لغة الفيلم الرئيسية هي الفرنسية، ولكنني، وفي دوري، أتكلم بالعربية بلكنة سورية في مقاطع منه. ويضم الفيلم بالإضافة إليّ الممثلة ـ المخرجة جولي ديلبي وممثلين وممثلات فرنسيين ومن ذوي الهوية العربية، بينهم الممثل الفلسطيني زياد بكري والممثلة داليا نعوس والممثل فارس الحلو».
وحول كيف يمكن للسينما اللبنانية والعربية الاستفادة من الدور، الذي قامت به حايك في هذا الفيلم الفرنسي قالت ريتا: «السينما اللبنانية قوية رغم كل الصعوبات، التي يتعرض لها لبنان فلدينا في لبنان ممثلات وممثلون قديرون، والإنتاج السينمائي في بلدنا يتطور تدريجياً باتجاه العالمية. وهذا ينطبق على السينما العربية أيضا».
أما القضية التي يجب التركيز عليها فهي برأيها: «اختيار مواضيع للأفلام بإمكان الجمهور العالمي التفاعل معها، وخصوصاً بالنسبة إلى المواضيع الإنسانية العميقة التي تطرحها. ولكن، وفي الوقت نفسه، يجب عدم التخلي عن العنصر الثقافي والحضاري المميز في حضارتنا في انتاج مثل هذه الأفلام».
وتضيف: «كنت بين الممثلات والممثلين في الفيلم الذي أخرجه زياد دويري، بعنوان «الإهانة» (القضية رقم 39)، وذلك الفيلم كان له طابع إنساني وعالمي، بالإضافة إلى موضوعه اللبناني العربي الثقافي، وبالتالي نال العدد من الجوائز الفنية الدولية وحل في مرتبة عالية في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم أجنبي، وكاد أن يحرز الجائزة الأولى في ذلك المضمار».
وتؤكد أن «لغة الأفلام اللبنانية ـ العربية الثقافية والاجتماعية عليها أن تكون اللغة الإنسانية الملتزمة بجذورها في الوقت عينه».
وعن كيف تم الاتصال بالمخرجة الممثلة الفرنسية جولي ديلبي بالنسبة لاختيار حايك للقيام بهذا الدور، قالت: «اتصلَت ديلبي بوكيلي في المكتب المسؤول عن الترويج لعملي في فرنسا، وكنت مرتاحة جداً لقبول الدور الذي عُرضَ عليّ في فيلم (البرابرة). وقد أرسلت رسالة إلى جولي ديلبي بعد انتهاء قيامي بهذا الدور (مؤخراً) وذلك تعبيراً عن سروري لقيامي بهذا العمل الفني واجابتني أنها كانت مرتاحة جداً للتعامل معي. فالرضى حول هذا الموضوع كان من الجانبين».
وعما إذا كانت لديها مشاريع أخرى مشابهة في المستقبل القريب، قالت إنها تتطلع إلى اختبارات مماثلة، ولكن لا يوجد أي شيء في هذا المجال حالياً وقد تأتيها مفاجآت أخرى كما أتتها المفاجأة من ديلبي».
وعن مشاريعها في السينما والتلفزيون والمسرح في لبنان في المستقبل القريب، قالت حايك: «إنني في شوق عارم للعودة القريبة إلى التمثيل المسرحي في لبنان، وخصوصاً مع مخرجين مسرحيين عملت معهم سابقاً».
main 2023-09-07 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: فی هذا الفیلم فی فیلم
إقرأ أيضاً:
غدا “طوفان الوفاء” في وداع سيديّ شهداء الأمة
الثورة نت/
بيروت ستكون يوم غد الأحد على موعد مع حدث استثنائي، يشارك فيه الآلاف ممن جاءوا من أصقاع العالم المختلفة لتأكيد بقائهم على العهد مع محور المقاومة ضد قوى الطغيان والاستكبار العالمي،كما هو تأكيد على التزامهم نهج وطريق التضحية الذي جسده الشهيدين العظيمين على طريق القدس.
ستكون بيروت على موعد مع تشييع لائق وعظيم لجثماني الأمينين العامين لحزب الله؛ اللذين تمثل تضحيتهما درسا عظيما على طرق مقاومة مشروع الاستعمار الجديد.
إزاء ما ينتظر أشرف الناس من رهبة التشييع الجلل والإستعداد اللائق للإرتقاء بروح سيدي شهداء الأمة ، أكمل حزب الله اللبناني تحضيراته لمراسم تشييع سماحة أمينيه العامين الشهيدين القائد السيد حسن نصر الله والسيد الشهيد هاشم صفي الدين ، تحت شعار” إنّا على العهد”.
وربطاً بأمميّة شخصيتي السيدين الشهيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين ، تستقطب العاصمة اللبنانية بيروت يوم غد الأحد الآلاف من المشيعين الذين جاءوا من لبنان وجميع أنحاء العالم لتقديم تحية تقدير ووفاء لقائدين استثنائيين جسدا روح المقاومة، وأفنيا حياتهما في سبيل مقاومة قوى الاستكبار العالمي، ومواجهة المشروع الصهيوني في المنطقة، حتى نالا الشهادة على طريق القدس في المعركة التاريخية مع العدو الصهيوني .
ويترقب العالم مشهدية شعبية ورسمية عالمية من 79 دولة، يمثلون مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية وبمستوى تمثيل سياسي وحزبي وفكري متعدّد ، ما يعكس البعد العالمي للمقاومة وتأثير حزب الله في الساحة الدولية، ويجسّد إرادة الأحرار في الدفاع عن الأرض والسيادة والكرامة.
وعشية التشييع المهيب لأميني الحزب أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله أن “التحضيرات لتشييع الأمينين العامين لحزب الله شبه مكتملة”، مشيراً إلى أن “الإجراءات المتخذة فعالة لضمان سير التشييع بشكل منظم، بغض النظر عن الظروف المناخية أو محاولات التهويل من أي طرف كان”.
وقال في مقابلة عبر إذاعة “سبوتنيك”، “التشييع سيكون تاريخياً وغير مسبوق في لبنان والمنطقة العربية، من حيث الحضور الجماهيري الكبير الذي سيكون مشحوناً بالعاطفة السياسية والتعبير عن الموقف والالتزام”.
وأوضح أن “التعاون القائم مع الأجهزة الأمنية اللبنانية، بما في ذلك الجيش وقوى الأمن الداخلي، لضمان نجاح العملية، وجميع التفاصيل المتعلقة بالتشييع قد تم إنجازها بشكل كامل لضمان مرور هذا اليوم التاريخي بسلاسة”.
كما أكد فضل الله أن “التشييع سيحمل رسالة تاريخية ويعكس الالتزام بنهج السيد نصر الله”، مشيرًا إلى أن “هناك وفودًا عديدة قادمة من الخارج، وأن “التشييع سيجمع بين الحضور الشعبي والسياسي الرسمي”.
ولفت فضل الله إلى أن “صفحة السيد حسن نصر الله لا تطوى”، وأن “الحزب سيواصل السير على نهجه ووصاياه التي وضعها لا سيّما وأن “حزب الله” هو حزب ذو قيادة جماعية، حيث أن الأشخاص في الحزب لهم تأثير ودور، لكنه لا يتوقف على حياة هؤلاء الأشخاص، وهذا ما رسمه السيد نصر الله بنفسه”.
وعن اكتمال الترتيبات النهائية لمراسم التشييع أكد رئيس اللجنة التنظيمية حسين فضل الله أن “التشييع سيكون حدثًا استثنائيًا لن ينساه العالم، وقد بلغنا أعلى درجات الجهوزية والاستعداد لاستقبال عشاق الثورة والحرية والمقاومة وإدارة هذا الحشد المهيب بما يليق بالتضحيات الكبرى للأمينين العامين لحزب الله”.
وأضاف: “باسم اللجنة العليا لتنظيم تشييع سيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي، نعلن أننا في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد، ونعد بأن نقدم ما يليق بالتضحيات الكبرى للأمينين العامين لحزب الله”.
بالمقابل، أنجز أكثر من 20 ألف شاب وصبية من حزب الله، كل الترتيبات التنظيمية واللوجيستية من جميع النواحي لتأمين كل السبل لوصول الوفود الرسمية إلى المنصة الكبرى، ونشروا أكثر من 420 شاشة لمتابعة وقائع الاحتفال ونقل جثمان السيدين من المدينة الرياضية إلى مكان الدفن في الضاحية الجنوبية، وعُلم أن أكثر من 400 ألف مواطن من اليمن والعراق وإيران والبحرين والكويت ومسقط وأحزاب ووفود من كل دول العالم وصلوا إلى بيروت للمشاركة في الحدث الجلل .
أمام ملامح التشييع المرتقب سيشهد العالم “طوفان الوفاء” يكتب من خلاله المشيعون حرفياً فصول مرحلة جديدة ، عنوانها أن الوفاء قائم والتمسك بعقيدة المقاومة والأرض والديار ممتدة ، لا تتوقف عند رحيل قائد، ولا تنهزم أمام المؤامرات.
بهذا المعنى، ستحمل مراسم التشييع بين طيّاتها، رسالة وفاء من قوى المقاومة في فلسطين واليمن والعراق وإيران وأحرار العالم، لمقاومة لبنان ، التي قدمت أغلى الأثمان في معركة إسناد غزة منذ بداية ملحمة “طوفان الأقصى”.
وفي هذا، يؤكد نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش، أن “الحضور في التشييع هو رسالة وفاء من أهل الوفاء لهذا القائد الأممي الكبير، وهو تأكيد على أننا على العهد، نحمل فكره وروحه ومبادئه وأهدافه، ونمضي على دربه، فهو الذي قضى عمره الشريف في الدفاع عن لبنان وسيادته وكرامته الوطنية، وحقق الانتصارات، وأحبط أهداف العدو، وحمل قضية فلسطين وقضايا الأمة، وارتقى شهيدًا على طريق القدس، مستحقًا بجدارة لقب “سيّد شهداء الأمة”.
وغدا الأحد سيثبت جمهور المقاومة كيف يكون الوفاء للقادة الشرفاء، وكيف سيكون هذا التشييع جامعًا للطوائف والمذاهب كافة، والتي سيقف أبناؤها كتفًا إلى كتف لإلقاء النظرة الأخيرة على نعش من قادنا من عصر الهزائم إلى عصر الانتصارات.
وتحدث الكاتب والمحلل السياسي العراقي، ضياء أبو معارج الدراجي، بما يتوافق مع هذه الرؤية قائلًا ، “إن تشييع الجثمان الطاهر لسيد لبنان ورفيقه ليس مجرد جنازةٍ تقام، أو موكبٍ يطوف المدن، بل هو رسالة وصرخةٌ مدوية تقول إن الالتفاف الشعبي حول قوى المقاومة لم يكن شعارًا، وإن الجماهير التي قيل إنها تخلّت، عادت لتثبت أنها لم تكن يومًا بعيدة، وإن هذه المقاومة، برجالها وسادتها وشهدائها، لم تكن وحدها كما أراد الأعداء تصويرها، بل هي امتدادٌ لوجدانٍ جمعي، لأمةٍ لم ترفع الراية البيضاء، ولم تنس من قدموا أرواحهم قرابين على مذبح العزة والكرامة”.
وفي تعليقه على رسالة الوفاء التي سيحملها المشيعون نشر مركز الإتحاد للأبحاث والتطوير اللبناني تقريرا خاصا أكد فيه “أن يوم التشييع لن يكون صفحة وانطوت كما يعتقد البعض أو يتخيّل، بل هو نقطة تحوّل تاريخيةٍ حاسمة في موضوع إعادة بناء المقاوِمة. إنّ يوم التشييع التاريخي ليس محطة لتسييل الوجد العاطفي والمشاعر فقط، بل هو رسالة أولاً وأخيرًا بأن هذه الجماهير التي فقدت قائدها وحاميها وظهرها، لن تموت بموتِه ولن تنكسر أو تنهزم، كما يحلم أعداؤها، بل هي تستضيئ بدمائه وتعاليمه ووصاياه لتتابع النهج الذي سار عليه وتتأسّى به”.
ويتابع التقرير ” من الطبيعي أن يتماثل يوم تشييع شهيد الأمة مع يوم العاشر من المحرم حين تخرج الجماهير الملتاعة لتعبّر عن الحزن والولاء والقسم بأنها ستبقى على العهد، فهو يوم الوفاء القليل لمن كان حضوره كبيرًا، ليس على مستوى لبنان واللبنانيين فقط، بل على مستوى العالم وكل مؤيدي خيار التحرّر والمقاومة والمعادين للمشروع الصهيوني” .
ولأن دماءُ السيد غالية وكذا دماء الشهداء من بعده ، يبقى الجانب الأهم في مناسبة التشييع بحسب الكاتب والمحلل السياسي جميل الحسيني، أن شعب المقاومة الذي كان مخلصاً لقائده في حياته سيثبت إخلاصه في البقاء على نهجه بعد رحيله، وسيوثّق صلة الارتباط بالمشروع الذي نادى به الحزب وقادته ومقاوموه والشهداء، وهو أنهم ماضون في مسيرة المقاومة مع القيادة الجديدة انسجاماً مع الشعور بالإنتماء العقدي والوطني، وستبعث الحشود برسالة بالغة العمق والأهمية للداخل والخارج ولا سيما “لإسرائيل” وأمريكا، في أنها منتصرة على الرغم من الفقد العظيم باستشهاد القادة والأبناء وتدمير القرى والبيوت والتهجير، دون اكتراث بنعيق المروّجين لحال الهزيمة وخطاب الانكسار تسويغاً للاستسلام.