موقع النيلين:
2024-09-19@23:31:22 GMT

عيساوي: دولة البعاتي

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

عيساوي: دولة البعاتي


استشاط حميدتي وقتها غضبا في بداية الحرب. وأعلن على الملأ إنه طال الزمن أم قصر سوف يقيم الدولة الديمقراطية. ويا لها من ديمقراطية. تأتي عبر الحبل السري لأطفال مستشفى الدايات. ومن صناديق أموال البنوك المنهوبة. ومن سوق النخاسة لبنات (الجلابة) بدارفور. ومن بين أفخاذ حرائر دولة (٥٦) المغضوب عليها دقلويا. ومن شرفات عمارات (الخرتوم) المحتلة.

إنها دولة البعاتي الذي يظهر ما بين ذكاء اصطناعي مكشوف. وغباء قحتي مفضوح بين الفينة والأخرى مهددا متوعدا لكل من يقف ضد ديمقراطيته.

ولكن أن يساهم بصورة مباشرة وزير الداخلية المكلف في بناء صرح دولة البعاتي الموعودة بحرصه الشديد على قبض (الفارين) من رموز النظام السابق. تلك هي الحماقة التي أعيت من يداويها.

سيدي الوزير سؤالنا المباشر. ألم تكن السجون مسؤولية وزارتك؟. أين كنت عندما خرج هؤلاء؟. ألم تكن عاجز عن حماية نفسك شخصيا وقتها ناهيك عن حماية المساجين؟. ألم تستح عن ذاك التصريح وجميع الفارين هربوا إلا هؤلاء الذين (خرجوا) وأعلنوا للشارع عن ملابسات الخروج وعزمهم الأكيد للعودة متى ما قامت الدولة.

سيدي الوزير ثق ثقة عمياء متى ما قوي عودك لحماية المجتمع هؤلاء الأشاوس حضور. ولكن من يقدر على إعادة توباك وغيره من معتادي الإجرام؟.

عليه نتمنى أن تعلن للشارع قبل وعدك (الفالصو) هذا بأنك قادر على بسط هيبة الدولة. ليسير الراكب من بوابة وزارتك الخارجي حتى بوابة مكتبك بالوزارة لا يخاف إلا الله. سيدي الوزير لطالما إنك أعجز من يوسف عزت في قيام دولة البعاتي فأنت غير جدير بهذا المنصب. هناك رجال أكفاء من الشرطة هلا تكرمت وأعلنت للشارع بأنك (دقلوقحتي) حتى النخاع. لتفسح المجال لغيرك. ليكون على قدر التحدي الماثل.

وخلاصة الأمر رسالتنا للوزير المكلف سوف يعود هؤلاء للسجن بعد رفعهم للتمام بالنصر المؤزر للقائد العام. دعهم الآن مشغولين بقتال البغاة جنبا لجنب مع الجيش.

د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
الأربعاء ٢٠٣٣/٩/٦

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الثانوية الدولية والتفرقة الطبقية

تناولت الأسبوع الماضى جانبا من ردود أفعال أولياء أمور طلاب الثانوية الدولية البريطانية والأمريكية والمعروفة باسم iG  ونقلت مشاعر غضبهم من إضافة مادتى العربى والتاريخ، ليدرسوا 12 مادة بدلا من عشر، بحجة تعميق الانتماء للوطن، وكأن هؤلاء غرباء ولا ينتمون لبلد ولدوا فوق ترابه ودرسوا اللغة العربية والتاريخ منذ نعومة أظفارهم فى مراحل متقدمة قبل الثانوية.

وتساءل أولياء الأمور لماذا هذه التفرقة بين أبناء وطن واحد، شاء الله أن تكون فئة منهم مقتدرة تحرص على تعليم أبنائها تعليما جيدا ولا تحمل الدولة جنيها واحدا، وأصبحوا مجبرين على دراسة مادتين فى آخر سنة ثانوية، ليسوا فى حاجة إليهما فى مسار علمى اختاروه طريقا لمستقبلهم العملى؟! وتعجب الطلاب وآباؤهم من إصرار وزارة التعليم على هذه الخطوة الفجائية المكلفة والمربكة.

الغريب أن بعض الردود حملت ما صدمنى بالفعل، ومنها أن أحدهم طلب منى التوقف عن دعم ومساندة هؤلاء؛ لأنهم قادرون وأثرياء ولا ينتمون إلى طبقات الشعب الكادحة على حد تعبيره، فيما هددنى آخر بأنه لن يتابعنى وسيتوقف عن قراءة مقالاتى؛ طالما أننى أتبنى وجهة نظر هؤلاء، فيما قال آخر «صدمتنى يا استاذ أحسبك تدافع عن قضايا الفقراء غير القادرين على دفع الرسوم البسيطة لتعليم أبنائهم حكوميا، وإذا بك تخصص قلمك لمناصرة أصحاب الملايين والذين لا يفرق معهم ألف ولا حتى مئة أو خمسمائة ألف» بل تجاوز أحدهم وطالبنى بالعودة إلى طريق الصواب، بترك هؤلاء يدفعون للبلد فاتورة الثراء.

هكذا تكشف القرارات غير المدروسة جيدا مدى ما وصلنا إليه من انهيار مجتمعى، أصبحنا نصنف فيه بعضنا بعضا، وفقا لنوع التعليم وما نملك من أموال وسيارات وعقارات، فمن لديه كل هذه الأشياء ليس منا ولا من بلدنا ولا يستحق أن نقف معه فى أى أزمة.. (تخيلوا كيف افتقرنا فكريا واجتماعيا) نتلذذ بمعاناة وعذاب وظلم أبناء مصريين مثلنا شاء القدر أن يكونوا مرفهين؛ وبالتالى ليس من حقهم دخول الجامعات المصرية ولا كليات القمة طب وهندسة إلا بنسبة محدودة جدا لا تزيد عن 5% حتى ولو حصلوا على الدرجات النهائية؟!.

أعود لمن يتهمنى بأننى من الأثرياء، وأقول: هذا شرف لا أدعيه، علما بأننى لست ثريا، وأنتمى إلى الطبقة المتوسطة الشقيانة، نشأت عصاميا، صعدت إلى ما أنا فيه بفضل ربى، ثم بفضل ما غرسه والدى يرحمه الله من حب للعمل والكفاح والاعتماد على الذات، فقد كان موظفا بسيطا جدا، لا يملك إلا كرامته، شريفا نزيها، يدافع عن المظلومين وينتصر للحق مهما كلفه ذلك من عناء ومال، فتربيت وجميع إخوانى ومنهم مذيعين وإعلاميين على مبادئه وسأظل عليها حتى ألحق به فى الدار الآخرة حيث يتساوى الجميع، فقراء وأغنياء ولا تنفع شهادات ثانوية دولية ولا حكومية.

إن دفاعى عن طلاب الثانوية الدولية وآبائهم ينطلق من كونى مواطنا مصريا، تخيلت نفسى مكانهم، أعيش معاناتهم ومخاوفهم وشعورهم بالظلم والتفرقة والإجحاف، داخل وطنهم أو حتى خارجه، ثم ما ذنب طلاب ولدوا أثرياء؟ هل نذبحهم أو نمتص دماءهم ونثقلهم بمواد درسوها فى سنوات سابقة ونعيدها مرة أخرى فى السنة النهائية بحجة تعميق الهوية!؟

لا تظلموا مصريين مثلنا وانزعوا فتيل التفرقة الطبقية؛ لأن التعليم عبر الشهادات الدولية لم يعد نوعا من الترف والرفاهية والمنظرة كما يعتقد البعض، بل ضرورة حتمية لمواكبة العصر ومتطلبات سوق العمل داخليا وخارجيا. وربنا يوفق جميع أبنائنا.

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • غليزان: توقيف تحفظي لمير بلدية اولاد سيدي ميهوب
  • أقل من دولة
  • رجال أعمال: "استثمر في الإمارات" تعكس قدرات الدولة على المنافسة العالمية
  • في أعقاب زيارة البرهان لجوبا: هل يتدفق نفط جنوب السودان من جديد؟
  • الثانوية الدولية والتفرقة الطبقية
  • الحق محفوظ في ذمة هؤلاء الرجال
  • سلطان النيادي: تعجز الكلمات عن وصف حبنا لكم سيدي محمد بن زايد
  • إطلاق الدليل الإرشادي لإعادة تأهيل أشجار القرم في دولة الإمارات
  • عيساوي: النصر المؤزر
  • سيدي ندياي على رأس قائمة زمالك 2005 لمواجهة حرس الحدود