أعلنت الولايات المتحدة عزمها تزويد أوكرانيا بقذائف مضادة للدبابات من اليورانيوم المنضب، وذلك في أعقاب خطوة مماثلة اتخذتها المملكة المتحدة، بدعوى أن هذه الذخائر ستدعم جهود أوكرانيا في هجومها المضاد المستمر ضد القوات الروسية.

خارقة للدروع السوفيتية

وبحسب صحيفة «جارديان» البريطانية، تم تصميم القذائف عيار 120 ملم خصيصًا لتسليح 31 دبابة من طراز M1A1 Abrams التي تخطط الولايات المتحدة لتسليمها إلى أوكرانيا في المستقبل القريب، حيث تم تطوير هذه القذائف الخارقة للدروع في البداية خلال الحرب الباردة لمحاربة الدبابات السوفيتية، بما في ذلك دبابات T-72 التي تواجهها أوكرانيا حاليًا في هجومها المضاد.

سهام معدنية تخترق الدروع

يعد اليورانيوم المنضب هو نتيجة ثانوية للعملية المستخدمة لإنتاج اليورانيوم المخصب، والذي يستخدم في الوقود النووي والأسلحة، وعلى الرغم من أنه يفتقر إلى قوة اليورانيوم المخصب ولا يمكنه إثارة تفاعل نووي، إلا أن اليورانيوم المنضب كثيف بشكل لا يصدق، وأكثر كثافة حتى من الرصاص، مما يجعله خيارًا جذابًا للقذائف، وعند إطلاقها، تعمل هذه الذخائر بمثابة سهام معدنية عالية السرعة، تخترق الدروع بسهولة قبل أن تنفجر في انفجار ناري، مما يؤدي غالبًا إلى احتراق وقود الهدف وذخيرته.

مخاطر اليورانيوم المنضب

تنبعث من ذخائر اليورانيوم المنضب مستويات منخفضة من الإشعاع، لكن الحذر واجب في التعامل معها، وتوصي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتقليل الاتصال بهذه الذخائر إلى الحد الأدنى، وارتداء معدات واقية مثل القفازات، وفي حين أن اليورانيوم المنضب يمثل خطرًا كيميائيًا في المقام الأول وليس خطرًا إشعاعيًا، إلا أن الجزيئات الموجودة في الهباء الجوي يمكن استنشاقها أو ابتلاعها، مما قد يؤدي إلى تلف الكلى أو الفشل الكلوي في الحالات القصوى.

استخدامات سابقة

استخدمت القوات الأمريكية ذخائر اليورانيوم المنضب والدروع المعززة في صراعات سابقة، بما في ذلك حرب الخليج عام 1991، وغزو العراق عام 2003، وكذلك في كوسوفو وصربيا، وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى وجود مخاوف صحية محتملة مرتبطة باستخدام اليورانيوم المنضب.

انتقادات روسية

انتقدت روسيا القرار الأمريكي ووصفته بأنه غير إنساني وشككت في دقته، وقد أثار المسؤولون الروس مخاوف بشأن استخدام الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، وقد حذر الرئيس فلاديمير بوتين سابقًا من ردود روسية محتملة، بما في ذلك نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا.

وأثار قرار تقديم قذائف اليورانيوم المنضب المضادة للدبابات إلى أوكرانيا مخاوف بسبب مخاطرها الصحية والبيئية المحتملة، إلى جانب التوترات الجيوسياسية المحيطة باستخدامها في مناطق النزاع.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: روسيا توترات أوكرانيا يورانيوم الیورانیوم المنضب

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف مخاطر التوتر المزمن على النساء

كشفت دراسة جديدة أن التوتر المزمن قد يكون عاملا رئيسيا في زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الشباب، لكن التأثير يبدو أكثر وضوحا عند النساء مقارنة بالرجال.
وظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة “علم الأعصاب” أن النساء اللواتي يعانين من مستويات توتر معتدلة إلى عالية قد يواجهن خطرًا أعلى للإصابة بالسكتة الدماغية، بينما لم يتم العثور على ارتباط مماثل بين التوتر والسكتة الدماغية لدى الرجال.
ولطالما كان معروفًا أن التوتر يؤثر سلبًا على الجهاز القلبي الوعائي، ولكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنه قد يكون عامل خطر رئيسي للسكتات الدماغية المبكرة، خاصة في ظل ارتفاع معدلات الإصابة بها بين الشباب.
وقال الدكتور لورين باتريك، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو، إن الدراسة تؤكد أن التوتر المزمن قد يؤدي إلى خلل في الأوعية الدموية، مما يبرز أهمية إدارة التوتر كجزء من استراتيجيات الوقاية من السكتات الدماغية.
وشملت الدراسة 426 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و49 عامًا، نصفهم تقريبًا كانوا من النساء، وجميعهم أصيبوا بسكتة دماغية إقفارية، وهي أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعًا، حيث يحدث انسداد في تدفق الدم إلى الدماغ.
كما تضمنت الدراسة مجموعة مقارنة مكونة من 426 شخصًا آخرين لم يصابوا بالسكتة الدماغية، لكنهم يماثلون المجموعة الأولى في العمر والجنس.
وأظهرت نتائج الاستبيانات أن الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية عانوا من مستويات توتر أعلى بكثير مقارنة بالمجموعة الأخرى.
ورغم هذه النتائج، أشار الباحثون إلى أن الدراسة لم تثبت أن التوتر يسبب السكتة الدماغية بشكل مباشر، لكنها أكدت وجود علاقة وثيقة بين الاثنين.

كيف يسبب التوتر الإصابة بالسكتة الدماغية؟
هناك العديد من الفرضيات حول كيفية تأثير التوتر المزمن على صحة الجهاز القلبي الوعائي، ومن أبرزها:
– ارتفاع ضغط الدم المفاجئ نتيجة نوبات التوتر المتكررة.
– عدم انتظام ضربات القلب الناجم عن الاستجابة الفسيولوجية للتوتر.
– الالتهابات المزمنة التي تؤثر على جدران الأوعية الدموية.
علاوة على ذلك، فإن الأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن قد يكونون أكثر عرضة لتبني عادات غير صحية مثل التدخين، قلة النشاط البدني، سوء التغذية، واستهلاك الكحول أو المخدرات، وهي عوامل تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

لماذا يؤثر التوتر على النساء أكثر؟
رغم أن بعض الدراسات السابقة ربطت بين التوتر والسكتة الدماغية لدى الرجال، إلا أن هذه الدراسة لم تجد أي تأثير واضح للتوتر على الرجال دون سن الخمسين.

ويعتقد الباحثون أن السبب في ذلك قد يعود إلى الضغوط المتزايدة التي تواجهها النساء، مثل الموازنة بين العمل، الأسرة، وتقديم الرعاية، مما يجعلهن أكثر عرضة للتوتر المزمن.

وأكدت الدكتورة كريستينا ميغالسكي، أخصائية الأمراض العصبية الوعائية في جامعة ستانفورد، في تصريحات إلى موقع “هيلث” الطبي أن هذه النتائج يجب أن تدفع المجتمعات إلى تقديم دعم إضافي للنساء، خاصة من خلال تحسين خدمات رعاية الأطفال، وتعزيز الصحة النفسية.

كما أشارت إلى أن الرجال قد يكونون أقل ميلًا للإبلاغ عن مستويات توترهم مقارنة بالنساء، مما قد يفسر عدم ظهور الارتباط بينهم وبين خطر السكتة الدماغية في هذه الدراسة.

هل يمكن تقليل التوتر وحماية القلب؟
يوصي الباحثون بضرورة مراقبة مستويات التوتر، حيث إن إدراك التأثيرات المحتملة له على الصحة قد يساعد في تقليل المخاطر، وتشمل أعراض التوتر المزمن ما يلي:
– القلق المستمر.
– الأرق أو صعوبة النوم.
– الصداع المتكرر.
– ارتفاع ضغط الدم.
– الشعور بالإرهاق أو الاحتراق النفسي.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، يمكن اتخاذ عدة خطوات لتقليل التوتر وحماية القلب، منها:
– ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي أو اليوغا، بمعدل 150 دقيقة أسبوعيًا.
– ممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التأمل أو التنفس العميق.
– اتباع نظام غذائي صحي غني بالخضروات والفواكه والبروتينات الصحية.
– تقليل استهلاك الكافيين والسكريات.
– طلب المساعدة من مختصين نفسيين عند الحاجة.

متى ينبغي القلق؟
نظرًا لأن التوتر قد يزيد من خطورة بعض عوامل الإصابة بالسكتة الدماغية، فمن الضروري الانتباه إلى أعراض السكتة المبكرة، والتي تشمل:
– تنميل أو ضعف مفاجئ في الوجه أو الأطراف، خاصة على جانب واحد من الجسم.
– صعوبة مفاجئة في التحدث أو الفهم.
– اضطراب في التوازن أو الشعور بالدوار.
– صداع شديد بدون سبب واضح.
وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب طلب الرعاية الطبية العاجلة، حيث يمكن أن يكون التدخل السريع هو الفرق بين الحياة والموت أو الإعاقة الدائمة.

الحرة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • مخاوف من تجدد الحصار البحري  اليمني على الكيان
  • الأمن يحذر من مخاطر لعبة إشعال النار بــ ” الخريس “
  • 4 مخاطر كبرى تهدد سوريا الآن.. ما هي؟
  • انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف المستثمرين من الرسوم الجمركية
  • من الضاحية إلى عكار… مداهمات للجيش وتوقيف أخطر المطلوبين
  • مخاوف صهيونية من عودة الهجمات اليمنية
  • إعلام أمريكي عن ترامب: اتفاقية المعادن مع أوكرانيا لن تكون كافية
  • أوكرانيا تواجه مخاطر الانهيار بدون الأسلحة الأمريكية
  • مخاوف حول تنظيم كأس العالم 2026.. ما الصعوبات التي ستواجهها أمريكا؟
  • دراسة تكشف مخاطر التوتر المزمن على النساء