تعتبر اكتشافات البترول والغاز الطبيعى الجديدة من أهم أعمدة قطاع البترول فى مصر، والتى تعمل على استمرار عمليات الإنتاج وزيادة الاحتياطيات من المنتجات البترولية والغاز، ولدعم واستكمال عمليات الإنتاج بدلاً من الحقول التى تنضب وينخفض إنتاجها بسبب انخفاض الاحتياطى الخاص بها، أو الحقول التى تحتاج إلى تنمية لتستمر فى عمليات الإنتاج فيها.

وساهمت الاكتشافات الجديدة فى خفض الكميات المستوردة من العديد من المنتجات البترولية، بجانب تحقيق الاكتفاء الذاتى من بعضها.

وتولى الحكومة ووزارة البترول اهتماماً كبيراً لعمليات اكتشاف حقول وآبار جديدة للبترول والغاز، حيث تستهدف الدولة زيادة وجذب استثمارات محلية وعربية وأجنبية فى مجال الحفر والاستكشاف، خاصة فى المناطق الجديدة مثل البحر الأحمر وشرق المتوسط.

ويؤكد الاهتمام الكبير للاستكشاف وإدخال حقول جديدة للإنتاج ما قامت به وزارة البترول خلال السنوات الماضية، فوفق البيانات الرسمية، جرى طرح 12 مزايدة عالمية خلال عام 2022 للبحث عن البترول والغاز فى المناطق البرية والبحرية فى البحرين المتوسط والأحمر والدلتا والصحراء الغربية والشرقية وخليج السويس وصعيد مصر، حيث أسفرت 10 مزايدات عن ترسية 40 منطقة للبحث عن البترول والغاز على شركات عالمية باستثمارات حدها الأدنى نحو 2.3 مليار دولار ومنح توقيع نحو 298 مليون دولار.

وأكدت وزارة البترول، فى تقرير لها، أنه يجرى تنفيذ خطة لحفر 45 بئراً للغاز الطبيعى بالبحر المتوسط والدلتا باستثمارات نحو 1.9 مليار دولار، وهو ما سيزيد من الاكتشافات الغازية خلال الفترة المقبلة.

وشمل تطوير قطاع البترول الحقول المتقادمة التى تحتاج إلى تنمية وتأهيل وزيادة فى الحفر لتستمر فى الإنتاج بخليج السويس والصحراء الشرقية، فقد طرحت 5 مزايدات عالمية على منصة بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج الرقمية (EUG)، ووقعت وزارة البترول 119 اتفاقية جديدة مع الشركات العالمية للبحث عن البترول والغاز فى مصر، باستثمارات حدها الأدنى نحو 22.3 مليار دولار ومنح توقيع قدرها نحو 1.3 مليار دولار لحفر 449 بئراً استكشافية كحد أدنى خلال عام 2022 فقط.

وأسهم تطوير مناخ الاستثمار فى مجال البحث والاستكشاف فى اجتذاب شركات عالمية كبرى جديدة إلى مصر مثل «إكسون موبيل وشيفرون وقطر للطاقة، وغيرها»، كما عملت شركات كبرى مثل «إينى وشل وبى بى» على زيادة حجم استثماراتها فى مصر والدخول فى العديد من المشروعات الجديدة، والسعى للحصول على مناطق جديدة من خلال المزايدات.

وأبرزت الوزارة اهتمامها بالمناطق البكر التى لم يتم التنقيب فيها من قبل، حيث قامت بالمسح السيزمى لمناطق البحر الأحمر، الذى أكد احتمالية وجود كميات من البترول والغاز الطبيعى، لذلك تم وضع مناطق البحر الأحمر لأول مرة على خريطة الاستثمارات العالمية للبحث عن البترول والغاز فى 2022، بعد تنفيذ مشروع طموح لهذا الغرض وترسيم الحدود البحرية مع المملكة العربية السعودية، حتى يتمكن قطاع البترول المصرى من طرح مزايدة عالمية وإسناد 3 قطاعات لأكبر الشركات العالمية التى تنفذ حالياً برنامجاً فنياً بأحدث التكنولوجيا العالمية التى تناسب تحديات البحر الأحمر.

وجرى وضع منطقة غرب البحر المتوسط على خريطة الاستثمارات العالمية للبحث عن الغاز الطبيعى بعد تنفيذ مشروع المسح السيزمى، ما ساعد على اجتذاب شركات عالمية مثل إكسون موبيل وشيفرون وشل وتوتال وبى بى وتوقيع 7 اتفاقيات معها للبحث عن الغاز فى هذه المنطقة، فى عام 2022 حققت الدولة 472 كشفاً بترولياً جديداً (334 زيت خام، 138 غاز) بمناطق الصحراء الغربية والشرقية والبحر المتوسط وسيناء والدلتا وخليج السويس.

وتعمل وزارة البترول على برنامج مكثف لزيادة الاحتياطيات البترولية والغازية من خلال طرح المزايدات العالمية وتكثيف عمليات البحث والاستكشاف بما ينعكس إيجاباً على زيادة معدلات الإنتاج المحلى من البترول والغاز ويؤدى إلى تقليل كمية الاستيراد من البترول الخام وبعض المنتجات البترولية، ولاكتشاف العديد من الحقول والمناطق التى يمكن من خلالها الحصول على مثيل لحقل «ظهر» العملاق حتى يرتفع إنتاج الدولة من المنتجات البترولية.

وساهم اكتشاف حقل «ظهر» فى منطقة شرق المتوسط خلال عام 2015 فى تغيير المعادلة والتحول الملحوظ فى ميزان الإنتاج، خاصة أن الحقل الذى اكتشفته شركة إينى الإيطالية يُصنف بوصفه أكبر احتياطى فى منطقة شرق المتوسط بنحو 30 تريليون قدم مكعبة يكفى مصر 15 عاماً بمعدلات استهلاك عام 2020، ويُعد وفقاً لعدد من التقديرات من أكبر 20 حقلاً للغاز الطبيعى على مستوى العالم.

وبجانب حقل «ظُهر» يوجد عدد من الحقول الأخرى الأصغر؛ منها حقل «أثول» باحتياطيات تُقدر بنحو 1.5 تريليون قدم مكعبة، بالإضافة إلى حقل «نورس» باحتياطى تريليونى قدم مكعبة، وحقول شمال الإسكندرية «نورس، لييرا، جيزة، فيوم ريفين»، ويقدر حجم الاحتياطى فيها بنحو 5 تريليونات قدم مكعبة.

وحقق قطاع البترول كشفاً جديداً للغاز الطبيعى فى منطقة نرجس البحرية بالبحر المتوسط والتى تستثمر فيها شركة شيفرون العالمية، ويُعد الكشف الجديد الجارى تقييمه وتأكيد احتياطياته حالياً إحدى نتائج استراتيجية عمل الوزارة خلال السنوات الأخيرة لتهيئة مناخ جاذب لشركات البترول العالمية لضخ استثماراتها للبحث عن الغاز والبترول فى مصر، ما نجح فى جذب أكبر شركتين عالميتين وهما إكسون موبيل وشيفرون.

وأعلنت عدد من الشركات العالمية فى الوقت الحالى، ومنها بريتش بتروليم «بى بى»، عن بدء العمل على حفر العديد من الآبار الجديدة خلال الشهور القليلة المقبلة لزيادة إنتاجها وزيادة الاحتياطيات الغازية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: وزارة البترول الغاز غاز مصر اوبك المنتجات البترولیة وزارة البترول البحر المتوسط البحر الأحمر قطاع البترول ملیار دولار العدید من فى مصر

إقرأ أيضاً:

"إيجبس" يختتم فعاليات نسخته الثامنة حول تطورات قطاعات البترول والغاز والطاقات المتجددة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق


اختُتمت فعاليات النسخة الثامنة من معرض مصر للطاقة إيجبس 2025 بنجاح، مُرسخةً مكانته كمنصة رائدة للطاقة في أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط. تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبدعم وزارة البترول والثروة المعدنية ، مثّل إيجبس 2025 منصةً مركزيةً للحوار الاستراتيجي في قطاع الطاقة، فضلاً عن تعزيز التعاون الصناعي، واستعراض الابتكارات الدافعة للاستثمار.
سجّلت نسخة هذا العام أرقامًا قياسية جديدة، حيث جمعت رؤساء دول ووزراء عالميين ومديرين تنفيذيين وروادًا في مجال الطاقة لرسم ملامح مستقبل تحول الطاقة وأمنها والنمو الاقتصادي الإقليمي. رحب المعرض بأكثر من 47,000 زائر، وأكثر من 500 عارض من 120 دولة في 11 جناحًا وطنيًا دوليًا. واستعرض إيجبس 2025 أحدث التطورات في قطاعات البترول والغاز والطاقات المتجددة والتحول الرقمي. إذ تناولت سبعة مؤتمرات متخصصة، بمُشاركة أكثر من 300 مُتحدثٍ خبير و2500 مبعوث، أبرز التحديات والفرص المُلحة في قطاع الطاقة.
ساهم معرض إيجبس 2025، كقوة دافعة لتقدم قطاع الطاقة، في ترسيخ مكانة مصر الرائدة في بناء مستقبل طاقة عملي وآمن ومستدام، وذلك عبر تعزيز الشراكات الاستراتيجية التي سترسم ملامح مشهد الطاقة الإقليمي لسنوات عديدة.
اختُتم المؤتمر الاستراتيجي الذي عُقد أمس بجلسة نقاش وزارية رفيعة المستوى، حيث حدد كبار مسؤولين الحكومة المصرية استراتيجياتهم للتعاون في مجال الطاقة، وأطر السياسات، وآليات الاستثمار لدعم الاستثمار الدولي. وركزت المناقشات على تأمين إمدادات الطاقة، والتوسع في برامج التنقيب، ودمج الطاقات المتجددة في الشبكات الوطنية، والنهوض بمبادرات خفض الكربون لتعزيز استقرار الطاقة على المدى الطويل.

أبرز فعاليات اليوم الثالث
استتبعت الحوارات المعمقة والمتخصصة في اليوم الأخير من إيجبس 2025، حيث استطلع خبراء القطاع مشهد الطاقة المتطور واستراتيجيات الاستثمار.
كان من أهداف مؤتمر التمويل والاستثمار بحث دور رأس المال العالمي في تمويل أمن الطاقة والتنمية المستدامة. وإبراز أهمية الاستثمار الاستراتيجي والتعاون بين الحكومات

صرح وزير المالية،  أحمد كجوك، قائلًا إنه "من جانب يجري تنفيذ خطط شاملة بميزانيات محددة، ومن جانب آخر نحرص على التعاون بين الحكومات لضمان التأثير المجتمعي الإيجابي، واتباع نهج "مزيج الطاقة" متعدد المصادر. 

واشار الى أنه تم تحديد مخصصات كبيرة في الميزانية لتحديث شبكات الكهرباء، وضمان توفير طاقة يمكن التعويل عليها لكل من الحكومة وقطاع الطاقة. وسيدعم هذا الاستثمار التنفيذ القوي لجميع المشاريع الضرورية. علاوة على ذلك، تأتي الشراكة التعاونية مع وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بالغة الأهمية  من خلال دعمه وتوفيره الموارد اللازمة لتعزيز التعاون المثمر بين البلدين."
توسعت المناقشات لتشمل مستقبل القيادة في قطاع الطاقة في مؤتمر القيادة والتطوير، حيث استكشف المديرون التنفيذيون تأثير التكنولوجيا والاستدامة وتحول القوى العاملة. بينما ركزت الجلسات على تزويد رواد الصناعة بالمهارات والاستراتيجيات اللازمة لدخول مجال إزالة الكربون، وتعزيز الابتكار، وبناء قوة عاملة مرنة في قطاع الطاقة فتكون قادرة على دفع عجلة النمو على المدى الطويل.


في ختام مؤتمر إيجبس 2025 قال المهندس كريم بدوي، وزير البترول و الثروة المعدنية، "كان هدفنا الأساسي من تنظيم المؤتمر تحقيق أقصى استفادة ممكنة لجميع المشاركين والمهتمين بقطاع الطاقة. ومن هذا المنطلق، حرصنا على أن يتضمن برنامج المؤتمر مجموعة متنوعة من الموضوعات الحيوية التي تشمل قطاع البترول والغاز، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين في اقتصاد الطاقة، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهمية الطاقة المتجددة ودورها المتزايد في تلبية الطلب العالمي على الطاقة بشكل مستدام. 

واضاف : لم نغفل أيضًا عن أهمية كفاءة الطاقة، التي تعتبر عنصرًا حاسمًا في تحقيق الاستدامة وتقليل الانبعاثات الكربونية. كما سعينا جاهدين إلى إبراز الجهود التكاملية التي يبذلها القطاع ككل، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، بهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة."

 

مقالات مشابهة

  • "إيجبس" يختتم فعاليات نسخته الثامنة حول تطورات قطاعات البترول والغاز والطاقات المتجددة
  • رئيس الوزراء: مصر مركز إقليمي للطاقة والغاز في منطقة شرق المتوسط
  • هذا تأثير النفط والغاز على الدبلوماسية العالمية.. أدوات ضغط
  • وزير البترول يبحث مع «ويذر فورد» العالمية سبل التعاون في رقمنة حقول وآبار الغاز
  • وزير البترول: الدولة تعمل على توفير فرص استثمارية لتقليل الاستيراد
  • 5 شركات كبرى تنال اعتماد برنامج إدارة الطاقة في المباني بدبي
  • الرئيس السيسي ونظيره القبرصي يتفقدان أجنحة معرض «ايجيبس 2025»
  • وزير البترول: نجحنا في خفض فاتورة الاستيراد بعد حفر 105 آبار تنموية جديدة
  • العراق ينفذ مشاريع كبرى مع شركات عالمية لاستثمار الغاز
  • أستاذ الطاقة بالجامعة الأمريكية: مصر تسعى جاهدة للتحول نحو الطاقة المتجددة خلال السنوات المقبلة