الحرية.. ارتقاء أم انزلاق؟!
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
الحرية أهم نعم الله التى وهبها لسيدنا آدم منذ خلقه، ومنحه كامل الحرية فى ممارسة حياته كيفما يريد، وترك له ولبنيه من بعده حرية العبادة أو العصيان، وأراد سبحانه وتعالى من خلق البشر إختبارنا بالعبودية الإختيارية أى بكامل الحرية، وكان جل فى علاه يستطيع قهر الإنسان على عبادته ولكنه أرادنا أحرارًا، وكما قال تعالى فى سورة الكهف: "وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"، كذلك قوله تعالى فى سورة البقرة: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ".
وهنا أتساءل: هل هؤلاء المشاهير يفعلون ذلك عن جهل، أو لمجرد حب التجديد ولفت النظر بالإختلاف؟! متجاهلين صورة الرجل التى نشأنا عليها، ورأيناها فى آبائنا وأساتذتنا وكل من عرفناهم، ولم نر فى أحد منهم سوى الصورة الوقورة التى إعتدناها للرجل! بعيدًا عن أزياء النساء وإكسسواراتهم!.. أم أن هناك جهات معينة توجههم من خلال الإنتاج والتمويل لما يقدمون؟! حتى يفعلوا ما يريدون بالشباب العربى! ولنا ان نسترجع الماضى القريب، عندما تدافعت الفنانات لارتداء الحجاب وترك المجال الفنى، وهن يبكين حزنا على مشاركتهن فى الأعمال الفنية لحرمانيتها!.. ورغم أننى لست ممن يهاجمون الحجاب أو يعتبرونه ليس بفريضة، بل على العكس أرى أنه يتطلب قوة وزهدا لا أملكه، إلا أن الكرامة وعزة النفس فى كل الأحوال تأبى بيع الضمائر والأنفس، وتقف مع حرية الفرد المطلقة فى إتخاذ قراراته، دون إجبار أو ضغط مادى أو معنوى!.. لذلك أتمنى من كل صاحب رأى ألا يتجاهل تلك المظاهر والظواهر المسيئة، بل ندافع جميعًا عن الأجيال التى يتم العبث بحاضرهم ومستقبلهم، حتى لا ندفع ثمن هذا التجاهل غاليًا، وبأسرع مما نتخيل! علينا جميعًا أن نكون أكثر يقظة للوقوف ضد هذه الحرب الشرسة، التى تستخدم كالعادة أدواتها الناعمة كى تستهدف أبناءنا وشبابنا.. حتى أطفالنا لم يسلموا من تلك الحرب، ويبثون لهم كالعادة السم فى العسل! ويحاوطونهم بشعار قوس قزح فى البرامج وأفلام الرسوم المتحركة والقصص والكتب التعليمية، وللأسف تسير بعض المدارس على نفس الدرب، ويغرقونهم بهذا الشعار فى الرسومات والألعاب داخل المدرسة!.. وهى كارثة سواء كانت تتم بقصد أو بدون قصد!.. إلى جانب ما يبثونه من أفكار مغرضة ينشأون عليها دون أن ندرى! فعلينا أن نحاول مراقبة ما يبث لأبنائنا، ونعمل على توعيتهم وتحصينهم ضد الإنجذاب لتلك الظواهر المقيتة، وأن نحكى لهم عن قوم لوط وما فعلوه وما نتيجة فعلتهم، ويتعلمون أن كل من يخرج عن فطرة الله التى خلق الإنسان عليها، يُغضب الله.. وعندما غضب سبحانه وتعالى على هؤلاء القوم الذين جهروا بالمعصية، خسف بهم الأرض ولم يبق منهم أحد.. وعلينا أن نعمل على توعيتهم وتحذيرهم ممن خرجوا عن الفطرة السليمة، سواء بسبب مرض أو إنحراف أخلاقى، حتى يتجنبوا التشبه بهم فى سلوكهم وحركاتهم وأزيائهم.. فكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم).. فلا يجب إعتبار تلك الحالات قدوة ونموذجًا للشباب، أو إعتبار ما يفعلونه موضة ينجرفون إليها دون وعى.. فتلك الحرب الناعمة تريد إهلاك الأمم الآمنة، والوعى هو السلاح الوحيد أمام أسلحتهم المتعددة التى لا تنتهى، وهو وحده سفينة نوح كى ننجو من الطوفان.
*أستاذة بأكاديمية الفنون
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة عن حادث انزلاق طائرة عن مدرج مطار فاس.. شركة طيران تكشف ما حدث
كشفت شركة « إير أوسيون ماروك » تفاصيل الحادث الذي تعرضت له إحدى طائراتها يوم 11 أبريل الجاري، بعدما انحرفت عن المدرج أثناء عملية الهبوط في مطار فاس.
وأفادت الشركة في بيان صحفي، أن الطائرة المعنية، وهي من طراز هوكر 800 (Hawker 800) خاصة، هبطت بنجاح في المطار، لكنها، ولأسباب لا تزال قيد التحقيق، لم تتمكن من التوقف الكامل على المدرج، واستمرت في السير حتى اصطدمت بسياج المطار الخارجي.
وأوردت الشركة أن طاقم الطائرة، والذي يضم اثنين من أكثر الطيارين خبرة ومضيفة طيران، تم نقله كإجراء احترازي إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية، مشيرة إلى أن جميع أفراد الطاقم بخير، وفي حالة مستقرة، وقد عادوا إلى منازلهم. مشيرة إلى أنه لم يكن هناك أي ركاب على متن الطائرة وقت الحادث.
وأكدت “إير أوسيون ماروك” أن تحقيقا رسميا جارٍ حاليا بتعاون وثيق مع السلطات المحلية المختصة لتحديد السبب الدقيق للحادث، مشددة على أنه حتى هذه اللحظة، لم يتم تأكيد وجود أي عطل ميكانيكي.
وعبرت الشركة عن أسفها لقيام بعض وسائل الإعلام بنشر معلومات غير دقيقة، وصفت الحادث بـ”التحطم”، مما أثار القلق والارتباك.
ونفت الشركة بشكل قاطع هذه الادعاءات، مؤكدة أن ما حدث لا يمكن وصفه بالتحطم، وداعية وسائل الإعلام إلى التحلي بالدقة والمسؤولية في تغطية مثل هذه الوقائع.
وشددت شركة “إير أوسيون ماروك” على أن نشاطها يسير بشكل عادي، وأن جميع الرحلات المقررة مستمرة كما هو مخطط لها، مجددة التزامها بأعلى معايير السلامة والمهنية وجودة الخدمة.
كما أكدت استمرارها في مشاركة التحديثات فور توفر أي معطيات جديدة، موجهة شكرها لعملائها وشركائها ومجتمع الطيران على ثقتهم ودعمهم المستمر.