لجريدة عمان:
2024-12-19@01:20:25 GMT

حضور الآثار المصرية في الأدبين العربي والعالمي

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

حضور الآثار المصرية في الأدبين العربي والعالمي

القاهرة "د.ب.أ": أثارت المعالم الأثرية التي شيّدها قدماء المصريين قبل آلاف السنين، خيال كثير من الكتاب والأدباء والرحّالة والمستشرقين على مدار قرون مضت وحتى اليوم.

وكانت ولا تزال تلك المعابد والمقابر والأهرامات المصرية القديمة في الجيزة والأقصر وأسوان وما ارتبط بها من حكايات وأساطير، موضوعاً للكثير من الروايات والقصص والقصائد والأعمال السينمائية والدرامية على المستويين العربي والعالمي.

واحتلت تلك الآثار مساحات كبيرة من مؤلفات قدامي الرحّالة والمؤرخين، وكما يقول الشاعر والمترجم المصري الحسين خضيري، فإن مدينة الأقصر – التي كانت تحمل اسم طيبة وظلت لقرون عاصمة لمصر القديمة - لم تغب عن عيون وأخيلة الشعراء والأدباء والرحّالة والمستشرقين، انطلاقا من هوميروس الذي وصفها في الياذته الشهيرة، وامتد تأثر الشعراء العالميين بالمدينة التي كتبوا عنها الكثير، ومازالت قرائحهم تستلهم عبق التاريخ فوق أرض طيبة، وتقرأ فوق جدران المقابر والمعابد آيات الشموخ والخلود، بداية من شيلي رفيق كيتس واللورد بيرون واحد أشعر الرومانسيين الإنجليز، الذي صاغ الكثير من القصائد لطيبة ومنها قصيدة أوزيماندياس، وتيريزا هولي الشاعرة الإنجليزية التي عشقت مصر وكتبت عن أرض طيبة ومجدها، والشاعر الأمريكي هنري أبي الذي وصف النيل والنخيل وطيبة ومعابدها في قصيدة طويلة بعنوان تعبر النيل وكذلك الشاعر الإنجليزي بريان وولر بركتر.

ولفت "خضيري" في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ)، إلى أن الشاعر الإنجليزي نيكولاس ميشيل عاشق الممالك القديمة، كتب عن طيبة (الأقصر حاليا) بهيام لا نظير له عدة قصائد.

ونوّه إلى أن طيبة العتيقة وآثارها العريقة مثل تمثالي ممنون اللذين ألهما الكثيرين من الشعراء والأدباء، ومعبد الكرنك، ووادي الملوك، ومقبرة الملك سيتي الأول وغير ذلك من الآثار التي مثّلت مصدر إلهام لكثير من أدباء وشعراء الغرب.

شعراء العصر الفيكتوري

وأشار الشاعر والمترجم الحسين خضيري، إلى أن شعراء العصر الفيكتوري كتبوا عن طيبة أيضًا، ومنهم جوزيف إيليس صاحب جماعة برايتون الأدبية، وكتب عنها ريتشارد ميلنيس أول لورد لمدينة هوتون الإنجليزية، وكان عضوا في البرلمان الإنجليزي، إضافة إلى الشاعرة والروائية الإنجليزية فلورنس مارجريت، التي لم تستطع مقاومة سحر تمثالي ممنون الذي ألهماها قصيدة رائقة.

وكذلك كتب الشاعر الكندي مايكل ويليام قصيدته "الأقصر" والأيرلندي باري، إن ويليامس، وكتب أيضاً دون مانويل إكاكينو الشاعر والروائي النيجيري عن شمس الأقصر (طيبة القديمة).

أما الشاعر والمسرحي الأمريكي كيل يانج رايس فقد كتب عن معبد الرامسيوم، كما كتب الشاعر والكاهن والمعلم والمؤرخ الإنجليزي آرثر وينتورث هاميلتون ايتون.

عن "طيبة" و"الكرنك" و"وادي الملوك" وكتب الأديب والشاعر الإنجليزي نيكولاس ميشيل بعضا من قصائده، وننقل عنه تلك القصيدة التي كتبها متأثراً بمشاهدته لتمثال ممنون في البر الغربي من مدينة الأقصر (طيبة القديمة) وترجمها الشاعر والمترجم الحسين خضيري في كتابه "الأقصر في الشعر والفن العالميين":

نَعبُرُ النيل

باليا يبدو

كبرج شاهق

تمثال ممنون الضخم أنهَكَتْهُ السنون التي لا تُعَدِّ

توقَّفَ العَرَبُ

شاحبو الوجوه

كي يمسحوا جَبينَه الأبي

ويصغوا للموسيقى

المنبعثة منه.

ويورد لنا الكاتب أحمد أحمد بدوي، في كتابه: "الآثار المصرية في الأدب العربي"، أن الآثار المصرية مصدر إعجاب الناس في القديم والحديث، وأن الجاحظ وغيره قالوا أن عجائب الدنيا ثلاثون أعجوبة، عشرة منها بسائر البلاد والعشرون الباقية بمصر؛ وهي: الهرمان، وهما أطول بناء وأعجَبُه، ليس على الأرض بناء أطول منهما، وإذا رأيتهما ظننت أنهما جبلان موضوعان.

وبحسب "بدوي" فإن اهرامات الجيزة كانت صاحبة الحظ الأوفر مما قيل في الآثار من الشعر العربي والقارئ، وأن جلال الدين السيوطي المتوفي سنة 911 هجرية، جمع في كتابه "حسن المحاضرة" الآراء التي قيلت في الاهرامات قبله، ومقدار ما كان من اختلاف في الرأي حول الوقت الذي بنيت فيه، وحول بانيها، والهدف الذي أنشئت من أجله.

وبحسب كتاب "الآثار المصرية في الأدب العربي"، فإن ما قيل من شعر في الاهرامات، يظهر وقع تلك الآثار في نفوس الشعراء، وما حملوه لها من الإكبار والإجلال.

ومما قيل في ذلك السياق قول أحد شعراء العرب:

حَسَرَت عقول أولي النُّهى الأهرام

واستصغرت لعظيمها الأجرام

ملس موثقة البناء شواهق

قصرت لعالٍ دونهن سهام

واستعجمت لعجيبها الأوهام

لم أدر حين كبا التفكُّر دونها

أقبور أملاك الأعاجم هن أم

هذي طلاسم رمل أم أعلام؟

كما كان تمثال أبي الهول موضوعا للعديد من القصائد والكتابات في كتب الرحالة والمستشرقين والأدباء، ولعل خير قصيدة قيلت في ابي الهول هي قصيدة كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي، الذي تحدث في قصيدته عن طول بقاء أبي الهول، حتى جعله قد ولد مع الدهر، وبرغم بلوغه في الأرض أقصى العمر، وما مر عليه من عصور متطاولة، لا يزال أبو الهول كما كان في أول العهد به.

توت عنخ آمون

وكانت عناية المصريين القدماء بمقابرهم من ناحية حفرها في أعماق الصخور مثار تفكير عميق، ومصدر إلهام تلقفه الشعراء العرب كما تلقفه الشعراء الأجانب، وكان أمير الشعراء أحمد شوقي من بين من أعجبوا بتلك المقابر بوجه عام، وبمقبرة الفرعون الذهبي الملك توت عنخ آمون بوجه خاص، حيث ظفرت مقبرة توت عنخ آمون بعناية "شوقي" وإبداعه وخاصة ما وجد بها من آثار حازت إعجاب العالم أجمع عند الكشف عنها بواسطة المستكشف البريطاني هيوارد كارتر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الآثار المصریة

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم

أشاد رئيس البرلمان العربي محمد أحمد اليماحي بالدور الكبير والمهم الذي تقوم به لجنة الميثاق العربي في حماية وتعزيز قيم ومبادئ حقوق الإنسان.


جاء ذلك خلال كلمته أمام اجتماع لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان المنعقد اليوم الاثنين بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أن البرلمان العربي يولي أهمية خاصة للتعاون مع لجنة الميثاق، إدراكًا منه لدورها المحوري في متابعة تنفيذ الدول العربية لالتزاماتها وفقًا للميثاق العربي لحقوق الإنسان، باعتباره آلية عربية هامة لتعزيز جهود الدول العربية في مجال إعمال وإنفاذ وحماية حقوق الإنسان.


وأوضح أن البرلمان العربي يحرص على أن يكون له إسهام بارز في الارتقاء بالمنظومة الحقوقية في الوطن العربي، سواء من خلال إصدار قوانين عربية استرشادية تدعم الدول العربية في مراجعة وتحديث التشريعات الوطنية الخاصة بها ذات الصلة أو على مستوى الدبلوماسية البرلمانية.

 

واعتبر إن مناقشة هذه الدورة للتقرير الوطني المقدم من سلطنة عمان، يمثل نموذجاً مشرفاً لدولة عربية تظهر التزاما حقيقيا بتعزيز حقوق الإنسان، وتفاعلاً إيجابياً مع مبادئ وأحكام الميثاق العربي لحقوق الإنسان. وفي هذا السياق، يطيب لي الإشادة بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت القيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق وحرصها على تعزيز منظومة شاملة تستند إلى القانون والعدالة والتنمية المستدامة، بما يدعم رؤيتها المستقبلية ... رؤية عمان 2040 ، فضلا عن تبنيها نهجا شاملا ومتوازنا يربط بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة واحترام الحقوق والحريات من جهة أخرى.

وأشار إلى أهمية أهمية توثيق جرائم الاحتلال بشكل رسمي، في ظل حرب الابادة التي يشهدها قطاع غزة، دعماً لحقوق الشعب الفلسطيني أمام الجهات الدولية المعنية، وفي مقدمتها المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية.

مقالات مشابهة

  • انطلاق فعاليات المنتدى الشبابي العربي الإفريقي الثالث عشر بالمدينة الشبابية بالأقصر
  • كتاب “عالمية الأبجدية العربية” يرصد حضور الحرف العربي في لغات العالم
  • زاهي حواس من جامعة المنصورة : 2025 أهم عام للإكتشافات الأثرية المصرية
  • بالمزمار البلدي.. الأقصر تشهد حفل افتتاح منتدى الشباب العربي الأفريقي الثالث عشر
  • كلية الآثار بالفيوم تختتم البرنامج التدريبى لتعلم مبادئ اللغة المصرية القديمة
  • "آثار الفيوم" تختتم البرنامج التدريبي لتعلم مبادئ اللغة المصرية القديمة.. صور
  • البرلمان العربي يشيد بالجهود والإنجازات التي حققتها سلطنة عمان في مجال حقوق الإنسان تحت قيادة السلطان هيثم
  • وزير السياحة يناقش إقامة معارض مؤقتة للآثار المصرية في السعودية
  • وزير الثقافة و حسين فهمي.. أبرز حضور عزاء زوج لمياء زايد رئيس دار الأوبرا المصرية
  • رحيل شاعر قصيدة: (نحن لا نهزم.. ومنا عطاء الدم)