قصر نوفل في طرابلس اللبنانية كنز تراثي ينشّط الحياة الثقافية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
طرابلس (لبنان) "أ.ف.ب": تساهم إعادة تأهيل مركز ثقافي بلدي قائم في قصر تراثيّ بوسط مدينة طرابس اللبنانية وتدشين العمل به الأربعاء في تنشيط الحياة الثقافية و"الحفاظ على الارث التاريخي الغني" في "عاصمة الشمال"، بحسب الجهات التي تقف وراء المبادرة.
فمركز رشيد كرامي الثقافي البلدي هو في الأساس ما كان يُعرَف بقصر نوفل الواقع بقرميده الأحمر وفخامته في ساحة التل وسط المدينة الشمالية، حيث أقامه قنصل روسيا في طرابلس قيصر نوفل عام 1895 وسكن فيه مع عائلته.
وشكّل القصر في مطلع القرن العشرين معلماً معمارياً مميزاً، إذ "صممه مهندسون إيطاليون وبُنيَ بمواد مستوردة من إيطاليا، وكان قرميده المستورَد من مرسيليا الأكبر في وسط طرابلس"، على ما روى عضو المجلس البلدي في المدينة ورئيس لجنة الثقافة فيه باسم بخاش في تصريحات لوكالة فرانس برس.
وقبل أن تستملك الدولة اللبنانية عام 1968 القصر، مرّ بمراحل عدة، إذ حُوِّل بحسب بخاش مطعماً وكازينو. ووهب آل نوفل حديقة القصر إلى البلدية التي حولتها لاحقاً إلى متنزه عام يُعرف باسم "المنشية"، وبات يومها أول حديقة عامة في كل لبنان.
وفي العام 1978 افتُتِح قصر نوفل كمركز ثقافي تابع للبلدية، وأُطلِقت عليه تسمية قصر نوفل الثقافي. وتكريما لذكرى رئيس الحكومة رشيد كرامي بعد اغتياله عام 1987، اتخذت البلدية قراراً بتغيير اسم القصر إلى مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي.
وافتُتح العمل في المركز مجدداً صباح الأربعاء بعد سنوات كان فيها متروكاً، إذ أُنجزَت المرحلة الأولى لإعادة ترميمه وتأهيله بتمويل من الاتحاد الاوروبي وبمبادرة مشتركة من برنامج الأمم المتّحدة الإنمائي وبرنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرة.
وإلى جانب مكتبته العامة، سيفتح المركز أبوابه مجاناً أمام الجهات الراغبة في إقامة أنشطة ثقافية، ما يساهم في تنشيط الحياة الثقافية في المدينة.
وشددت رئيسة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان تاينا كريستيانسن خلال احتفال التدشين على أن ترميم القصر "يساهم في الحفاظ على مساحة ثقافية وحيوية في مدينة طرابلس، وفي تعزيز الحركة الثقافية والاقتصادية فيها".
وأضافت أنه "بمثابة شهادة على أهمية حماية التراث الثقافي في المدن من أجل الحفاظ على الإرث التاريخي الغني وصونه ليبقى للأجيال المقبلة".
وتمنى بخاش "أن تتحول هذه المساحة الثقافية متنفساً للمدينة وأكسجيناً للعلم والثقافة والتربية".
واضطرت بلدية طرابلس بحسب رئيسها أحمد قمر الدين إلى اللجوء للمنظمات الدولية "جراء الكلفة المرتفعة لإعادة تأهيل القصر".
وشمل الترميم بحسب بخاش إعادة تأهيل واجهات القصر والنوافذ والخشب والدرابزين والجدران المتضررة جراء تسرب المياه وبلاط الأرضية، ووُسِّعَت المكتبة العامة وزودت ما يلزم لزيادة طاقتها الاستيعابية.
وفي المراحل المقبلة من إعادة التأهيل، ستتم فهرسة الكتب مما سهل العودة إليها "وضمن الحفاظ على المجلدات والوثائق التارخة"، بحسب البيان الصحافي، وكذلك إقامة نظام يحول دون سرقتها وتأمين الإنترنت لمكتبة القصر وتحويلها مركزاً تعلمياً دنامكياً.
وأضاف بخاش "نسعى في المراحل التالية من المشروع إلى تركيب نظام للطاقة الشمسية لتأمين التغذية الكهربائية مما يتيح فتح أبواب القصر أمام الطلاب عصراً ومساءً، عندما تنتهي دواماتهم الدراسية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
مستشفيات القصر العيني على خط المواجهة: طوارئ واستعداد كامل لدعم مصابي غزة
أعلنت مستشفيات قصر العيني بجامعة القاهرة عن رفع حالة الطوارئ والاستعداد الكامل لاستقبال المرضى والمصابين القادمين من قطاع غزة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية المصرية الداعمة لأهالي القطاع.
وأكدت المستشفيات جاهزيتها لتوفير أفضل الخدمات الطبية والإسعافات العاجلة في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها القطاع، تحت رعاية الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، وإشراف الدكتور حسام صلاح، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات.
وأكد الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن مستشفيات قصر العيني قد اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لاستقبال المصابين من غزة، بما يشمل تجهيز عدد كافٍ من الفرق الطبية من مختلف التخصصات وتوفير جميع المستلزمات والأدوية الطبية الضرورية.
كما أوضح أن الجامعة تعمل على تكوين مخزون استراتيجي من الأدوية الإضافية ومستلزمات الطوارئ، بجانب توفير كميات إضافية من أكياس الدم ومشتقاته لضمان الجاهزية التامة لمواجهة أي تطورات.
د. محمد سامي عبد الصادق رئيس جامعة القاهرةوأشار عبد الصادق إلى أن الجامعة تنسق بشكل كامل مع الجهات المعنية لضمان سرعة نقل المصابين من قطاع غزة إلى المستشفيات وتقديم الرعاية الصحية لهم فور وصولهم.
وأكد أن الجامعة تولي اهتمامًا كبيرًا بدورها المجتمعي كإحدى المؤسسات التعليمية والصحية الرائدة في مصر والمنطقة، مشيدًا بكفاءة الأطقم الطبية وفرق التمريض والعاملين في مستشفيات قصر العيني، الذين يبذلون جهودًا مخلصة لخدمة المرضى والمصابين.
ومن جانبه، قال الدكتور حسام صلاح، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات، إن مستشفيات قصر العيني قامت بتفعيل خطط الطوارئ بشكل كامل لتعزيز جاهزيتها لاستقبال الحالات الحرجة من غزة. وأضاف أن جميع غرف العمليات وأقسام الطوارئ والعناية المركزة جاهزة لاستيعاب المصابين، مع توفير الأطقم الطبية والفنية للعمل على مدار الساعة.
وأشار الدكتو حسام إلى أن المستشفيات حرصت على تأمين الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لتلبية احتياجات المرضى في ظل التحديات الحالية.
د. حسام صلاح عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفياتكما أكد الدكتور حسام صلاح أن أطباء قصر العيني مستعدون لتقديم المساعدات الطبية العاجلة والإسعافات الأولية للحالات الطارئة القادمة من القطاع. وأوضح أن الظروف العصيبة التي تمر بها فلسطين الشقيقة تتطلب أعلى مستويات الالتزام والكفاءة من الأطقم الطبية، مشددًا على أن مستشفيات قصر العيني تسعى دائمًا لتقديم خدمات صحية متكاملة ومتميزة تخفف من معاناة المرضى والمصابين.
وأشار الدكتور حسام إلى أن المستشفيات قامت بتعزيز قدراتها من خلال توفير كميات إضافية من المستلزمات الطبية وتجهيز فرق طبية مدربة للتعامل مع الحالات الحرجة. كما أوضح أن الجهود المبذولة تشمل تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمصابين إلى جانب الرعاية الطبية، وهو ما يعكس الدور الريادي لمستشفيات قصر العيني في مواجهة الأزمات الإنسانية وتقديم العون للأشقاء الفلسطينيين.
تأتي هذه الخطوة في إطار التزام جامعة القاهرة بدورها المجتمعي والإنساني، حيث تسعى لتقديم أعلى معايير الجودة في الرعاية الصحية للمرضى والمصابين. كما يعكس هذا الجهد تنسيقًا كبيرًا بين مختلف القطاعات والجهات المعنية لضمان استجابة سريعة وفعالة لاحتياجات المصابين من قطاع غزة.