الصحة العالمية: معدل الانتحار في الشرق الأوسط الأقل عالميًا
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
سرايا - قال المستشار الإقليمي للصحة النفسية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتور خالد سعيد، إن الانتحار مشكلة متعددة الأبعاد ومتداخلة ولها أسباب ودوافع مختلفة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي ألافتراضي الذي عقده المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط، اليوم الخميس، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يُصادف في العاشر من أيلول كل عام، لتسليط الضوء على هذه الظاهرة العالمية وأسبابها والوقاية منها
.
وأضاف المستشار الإقليمي، أن فعل الانتحار أو الإقدام عليه من قبل شخص ما هو إلا صرخة لطلب المساعدة، وينبغي مساعدته عبر نظام الرعاية الصحية وإتاحة خدمات الدعم الصحي والنفسي له، مشيراً إلى أن 80 بالمئة من الأشخاص الذين يُقدمون على الانتحار يعانون من مشكلات صحية نفسية.
وأوضح المستشار الإقليمي، أنه ووفقاً لآخر الأرقام المتعلقة بالتقديرات الصحية العالمية عن الانتحار في العالم والصادرة 2019، فإن معدل الانتحار في إقليم شرق المتوسط، هو الأقل مقارنة مع الأقاليم الأخرى التابعة لمنظمة الصحة العالمية، إذ يبلغ 6.4 لكل ألف نسمة مقابل 9 لكل ألف نسمة على المستوى العالمي، لافتاً إلى أن إقليمي جنوب شرق آسيا وأوروبا لديهما معدلات مرتفعة عن المعدل العالمي.
وأوضح سعيد، أن الإقليم مقارنة مع الأقاليم الأخرى فهو الأقل من حيث تقديم خدمات الصحة النفسية ويكاد يكون تقديمها مُهملا؛ فنتيجة لحالات الطوارئ والأزمات، فالموارد المُخصصة لخدمات الصحة النفسية تقل عن نسبة 2 بالمئة من الميزانية المخصصة للصحة في غالبية بلدان الإقليم، مبينا أن جائحة كورونا والأزمات وحالات الطوارئ أظهرت حاجة ماسة لخدمات الصحة النفسية؛ ففي الظروف العادية هناك 1 من بين 8 أشخاص بحاجة لخدمات الصحة النفسية، وفي حالات الطوارئ هناك 1 من بين 4 أشخاص بحاجة لهذه الخدمات.
وعن الفئات الأكثر ميلا للانتحار، أوضح سعيد، أن الشباب، هي الفئة السكانية ذات النسبة الأكبر في الإقليم ويأتي الانتحار في المركز الرابع من بين أسباب الوفاة في صفوفِ الشباب الذين تتراوح أعمارُهم بين 15 و29 عامًا، فضلا عن الفئات السكانية الأكثر هشاشة كاللاجئين والنازحين ومن ضمنها فئات فرعية كالنساء والفتيات والأقليات.
وبشأن استراتيجيات الوقاية من الانتحار، تحدّث سعيد عن توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا السياق، وذلك من خلال اتخاذ عدد من الإجراءات، ومنها: تقليل الوصول إلى وسائل الانتحار، مثل مبيدات الآفات والأسلحة النارية وأدوية بعينها وغير ذلك، والتفاعل مع وسائل الإعلام من أجل تغطية إعلامية تتحلى بالمسؤولية لحالات الانتحار، وتعزيز مهارات الحياة الاجتماعية والعاطفية لدى المراهقين، والتحديد المبكر لكل شخص يتأثر بالسلوكيات الانتحارية وتقييم حالته ومعالجته ومتابعته.
وفي سياق متصل، أشار المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، في بيان له اليوم، بمناسبة اليوم العالمي لمنع الانتحار الذي يأتي تحت شعار "خَلْق الأمل من خلال العمل"، أن الانتحار مشكلة كبرى من مشكلات الصحة العامة التي لها عواقب اجتماعية وانفعالية واقتصادية وخيمة.
ووفق البيان، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 700 ألف شخص في العالم يموتون كل عام بسبب الانتحار، وعلاوة على ذلك، فإن كل حالة انتحار يقابلها عدد أكبر كثيرًا من الأشخاص الذين يحاولون الانتحار.
ووفقًا للتقرير العالمي المعنون "الانتحار في العالم في عام 2019: التقديرات الصحية العالمية"، فإن أكثر من 77 بالمئة من حالات الانتحار تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومنها بُلدان في إقليم شرق المتوسط، وقُدّر عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم بسبب الانتحار في الإقليم في عام 2019 بنحو 41637 شخصًا.
وتُبين الدراسات، أن أكثر أساليب الانتحار شيوعًا في بلدان الإقليم تشمل شنق النفسِ، والتسمم بمبيدات الآفات، وإحراق الذات، وقتل النفس بالأسلحة النارية، والغرق، وتعاطي جرعات زائدة من المخدرات، بحسب البيان.
وقال مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، الدكتور أحمد المنظري: "إن الانتحار عمل مأساوي يدل على اليأس، وتتطلب الوقاية منه إيلاء مزيد من الرعاية والاهتمام بالمجتمعات وفيما بين أفراد الأسرة ومقدمي الرعاية وغيرهم. ومن شأن اتخاذ الإجراءات الفعالة في الوقت المناسب من قبل جميع أصحاب المصلحة – أي الحكومات، ومؤسسات المجتمع المدني، والمجتمعات، والأسر، والأفراد - أن يخلق الأمل ويحد من السلوك الانتحاري"، وفقا للبيان.
بترا - وفاء زيناتية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: لمنظمة الصحة العالمیة الصحة النفسیة شرق المتوسط الانتحار فی
إقرأ أيضاً:
الشارقة تستضيف مؤتمر رؤساء الجامعات الفرنكوفونية
الشارقة: «الخليج»
تحت رعاية سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، تستضيف الجامعة الملتقى الثاني للجمعية العامة للمؤتمر الإقليمي لرؤساء الجامعات في الشرق الأوسط (R2C)، يومي 5و6 فبراير، بمشاركة قادة ورؤساء عدد كبير من الجامعات الأعضاء في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية في منطقة الشرق الأوسط.
ويهدف الملتقى هذا العام إلى تعزيز التعاون وتبادل الخبرات والمعرفة وأحدث التطورات العلمية لدى الجامعات الفرنكوفونية، الأعضاء في الجمعية، ومناقشة أطر التعاون وتعزيز المبادرات والبرامج المشتركة بين الجامعات الأعضاء والتبادل الطلابي والتعاون البحثي.
وسيركز الملتقى على محورين: القابلية للتوظيف والتكامل المهني ودمج المهارات في المقررات الدراسية والفرنكوفونية العلمية واللغة الفرنسية في الشرق الأوسط، وعدد من الجلسات والورش واجتماعات توقع خلالها الاتفاقيات الثنائية بين الجامعات الأعضاء. كما ستنظّم أنشطة ثقافية وعروضاً فلكية في أكاديمية الشارقة لعلوم وتكنولوجيا الفضاء والفلك.
وتختتم أعمال المؤتمر باجتماع مغلق لجميع الرؤساء ومديري الجامعات الأعضاء لمناقشة نتائج المؤتمر واتخاذ القرارات المناسبة، إضافة إلى اختيار مكان انعقاد المؤتمر للعام القادم.