فند الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن عددا من الادعاءات التي أوردتها بعض المنظمات الحقوقية والجهات الدولية حول حوادث وأخطاء ارتكبتها قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن خلال عملياتها العسكرية السابقة.

وقدم الفريق عددا من الأدلة والحقائق الدامغة التي تنفي حقيقة تلك الادعاءات التي روجت لها الميليشيات الحوثية خلال السنوات الماضية في محاولة منها لإلصاق التهمة بقوات تحالف دعم الشرعية.

واستعرض المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن المستشار القانوني منصور المنصور، نتائج تقييم عددٍ من أعمال القصف الجوي التي تضمنتها تلك الادعاءات.

وبشأن استهداف مركبة مدنية بالقرب من قرية (الفرش) بمديرية (حرض) بمحافظة (حجة) بتاريخ (20/05/2019)؛ أوضح المستشار المنصور، أن الفريق المشترك لتقييم الحوادث قام بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، بالأدلة والصور الفضائية قواعد الاشتباك وغيرها من الإثباتات التي أكدت أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية في مديرية (حرض) في ذلك اليوم أو اليوم الذي يسبقه أو اللاحق.

وفيما يتعلق باتهام التحالف فيما يخص قيام طيران التحالف، الساعة (10:00) مساءً بتاريخ (18 /07/ 2015م) باستهداف منزل الضحية (و. م. ج) الكائن في منطقة (اللحوم) جوار مدرسة (اللحوم) الابتدائية مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الأشخاص وتدمير المنزل بالكامل.

وأوضح الفريق المشترك لتقييم الحوادث أنه قام بالبحث وتقصي الحقائق عن وقوع الحادثة، وبعد اطلاعه على جميع الوثائق وتقييم الأدلة ودراسة المهام الجوية المنفذة من قبل قوات التحالف بذات التاريخ، تبين أن قوات التحالف لم تنفذ أي مهام جوية بمديرية (دار سعد) في محافظة (عدن)، وأن أقرب مهمة جوية نفذتها قوات التحالف كانت عند الساعة (5:25) صباحاً على هدف عسكري خارج مديرية (دار سعد).

وأضاف إنه ومن خلال الزيارة الميدانية لأعضاء الفريق المشترك لتقييم الحوادث إلى موقع الادعاء لم يتبين وجود آثار استهداف جوي في الموقع محل الادعاء.

وبمراجعة ما ورد بالمصادر المفتوحة حيال موقع الادعاء، تبين للفريق المشترك أن مديرية (دار سعد) تعرضت لقصف شديد من قبل ميليشيا الحوثي المسلحة في تلك الفترة للمحافظة لفرض سيطرتهم على عدن.

وأعلن المستشار القانوني مسؤولية قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن عن قصف مبنيين في الحي الليبي بالجزء الشرق من مديرية الثورة في صنعاء؛ في 17 يناير 2022. موضحا أن المبنيين المستهدفين كانا مقرين لقيادات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي تتخذهما لعقد اجتماعات عسكرية.

وأوضح أن قوات التحالف تحصل على معلومات استخبارية تفيد بوجود قيادات بارزة تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة في موقع محدد يضم (مبنيين) يتم استخدامهما بصفة متكررة لعقد اجتماعات بمديرية (الثورة) بمدينة (صنعاء)، وهو ما يعد هدفاً عسكرياً مشروعاً يحقق استهدافه ميزة عسكرية ملموسة ومباشرة وأكيدة، وبالتالي فقد سقطت عنه الحماية القانونية المقررة، نظراً لاستخدامه في الإسهامات الفعالة في الأعمال العسكرية استناداً للمادة الـ(52) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف والقاعدة (8 من القانون الدولي الإنساني العرفي.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن أنه تم التحقيق من المعلومات من منظومة الاستطلاع والمراقبة وتأكيدات المصادر الأرضية حول وصول ووجود قيادات بارزة تابعة لميليشيا الحوثي المسلحة في موقع محدد يضم (مبنيين) بمديرية (الثورة) بمدينة (صنعاء) من ضمنهم المدعو (ع. ق. ج) -في إشارة إلى القائد العسكري الحوثي عبدالله الجنيد- وهو من أهم القيادات التي تعتمد عليها الميليشيا في صناعة الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، استناداً إلى القاعدة الـ(16) من القانون الدولي الإنساني العرفي.

وأوضح أن قوات التحالف قامت بتنفيذ مهمة جوية على هدف عسكري مشروع عبارة عن (وجود قيادات لميليشيا الحوثي المسلحة داخل المبنيين)، وباستخدام قنبلتين موجهتين أصابت أهدافهما. مؤكدا أن قوات التحالف اتخذت كل الاحتياطات الممكنة لتجنب إيقاع خسائر أو أضرار بصورة عارضة بالمدنيين والأعيان المدنية أو تقليلها على أي حال إلى الحد الأدنى.

وبحسب الأدلة التي تحصل عليها الفريق المشترك لتقييم الحوادث في اليمن خلو المنطقة من المدنيين، واستخدام قنبلتين موجهتين، ومتناسبتين مع حجم الهدف العسكري. والأخذ بالاعتبار وجود المباني المجاورة للموقع وأيضاً وجود مسجد وكلية علوم طبية يبعدان مسافة (480م) تقريباً عن موقع الهدف العسكري، وهي مدرجة ضمن قائمة المواقع المحظور استهدافها لدى قوات التحالف (NSL).

وأكد المستشار القانوني منصور المنصور أن المختصين بالفريق المشترك قاموا بدراسة (الصور الفضائية) لموقع الهدف العسكري، بعد التاريخ الوارد بالادعاء، وتبين أن الموقع المستهدف عبارة عن مبنيين متظاهرين مكونين من طابقين، ووجود آثار استهداف جوي على المبنيين المستهدفين، وكذا وجود أضرار محدودة على المباني المجاورة للهدف العسكري.

وأضاف إنه وبعد دراسة تقرير ما بعد المهمة تبين للفريق المشترك أن القنبلتين أصابتا الهدف وكانتا دقيقتين ومباشرتين، وخلو المنطقة حول المبنى من أي تحركات مدنية قبل وأثناء الاستهداف.

ووفقاً لبيان الفريق أنه ورد في العديد من المصادر المفتوحة عن مصرع القيادي الحوثي (ع. ق. ج.) بغارة جوية للتحالف أثناء انعقاد اجتماع لقيادات ميليشيا الحوثي المسلحة شمالي (صنعاء)، والذي يُعد من قيادات الصف الأول في ميليشيا الحوثي المسلحة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: الفریق المشترک لتقییم الحوادث فی الیمن الحوثی المسلحة

إقرأ أيضاً:

قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات حوثية في مأرب وتعز

أحمد عاطف (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة 8400 انتهاك «حوثي» بحق نساء اليمن قتيلان وفقدان 186 مهاجراً إثر غرق 4 قوارب قبالة اليمن وجيبوتي

أعلنت قوات الجيش اليمني، أمس، أنها تصدت لهجوم شنته جماعة «الحوثي» على مواقعها في مديرية «حريب» بمحافظة مأرب التي تشهد تصعيداً عسكرياً مستمراً منذ أسابيع. وجاء في بيان أصدرته القوات المسلحة اليمنية أنها تصدت لهجوم شنته جماعة «الحوثي» على مواقع جبلية في جبهة «ملعا» بمديرية «حريب» على مشارف مديرية «الجوبة» جنوب محافظة مأرب. وأضاف البيان أن قوات الجيش اليمني خاضت اشتباكات عنيفة كبّدت فيها «الحوثيين» خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مشيراً إلى أنها استخدمت في تصديها للهجوم الحوثي الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأجبرت المتمردين على التراجع والفرار. ولفت البيان إلى أن قوات من الجيش اليمني تواصل التصدي وإحباط وردع الهجمات والتسللات الحوثية في جبهات مديرية «حريب».
وفي سياق متصل أعلنت القوات اليمنية المسلحة عن مقتل ثلاثة من مسلحي جماعة «الحوثي»، في كمين محكم نفذته وحدة عسكرية في الجبهة الغربية لمحافظة تعز. وجاء في بيان مقتضب صادر عن القوات المسلحة اليمنية أن الكمين تزامن مع إفشال محاولة تسلل لعناصر حوثية في الجبهة ذاتها.
وصعدت جماعة «الحوثي»، خلال الأسابيع الماضية، من هجماتها على مواقع القوات اليمنية في مناطق تماس تمتد مئات الكيلومترات في محافظات يمنية عدة، تركزت غالبيتها في محافظة مأرب التي كانت مسرحاً لأعنف المعارك خلال السنوات الأخيرة، في إطار مساعي «الحوثيين» للسيطرة على مصادر النفط والغاز في حقول «صافر».
ويشهد اليمن هدنة «هشة» أعلنتها الأمم المتحدة في أبريل 2022، ورغم رفض جماعة «الحوثي» تجديدها منذ أكتوبر 2022، فإنها ظلت قائمة بشكل غير معلن رغم الخروقات المستمرة في العديد من جبهات القتال على امتداد 10 محافظات يمنية. 
وعلى الصعيد السياسي، اعتبر خبراء ومحللون أن قرار الولايات المتحدة الأميركية تصنيف «الحوثي» جماعةً إرهابيةً، ربما يدفع الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ خطوة مماثلة، في ظل تصاعد التهديدات التي تمثلها الجماعة على الأمن الدولي والاستقرار الإقليمي، لافتين إلى أن «الحوثيين» لم يعودوا يشكلون خطراً على الداخل اليمني أو الشرق الأوسط فحسب، بل عامل اضطراب عالمي من خلال هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، واحتجاز موظفي المنظمات الدولية، وعرقلة عمليات الإغاثة الإنسانية. 
ويرى الباحث في شؤون تعقب الجريمة المنظمة وغسل الأموال في اليمن، علي الشعباني، أن العقوبات الأميركية على «الحوثيين» يجب أن تمتد إلى المستوى الدولي، لارتباطها الوثيق بالإجراءات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن الامتثال لهذه العقوبات ضروري من جميع البنوك والمؤسسات المالية؛ لأن أي تعامل اقتصادي مع الجماعة قد يعرض الجهات المعنية لمخاطر جسيمة، مما يستدعي موقفاً أوروبياً أكثر صرامة.
وقال الشعباني لـ«الاتحاد»: إن الاتحاد الأوروبي يعد إحدى الجهات الأكثر تضرراً من ممارسات «الحوثيين»، خاصة بعد استهداف السفارات الأوروبية في اليمن وتحويلها إلى مقرات عسكرية، بالإضافة إلى الهجمات التي طالت سفناً بريطانية وهولندية ونرويجية.. وسيؤدي استمرار تجاهل هذه الممارسات إلى إطالة أمد الصراع في اليمن.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في يناير الماضي إدراج جماعة «الحوثيين» في اليمن على قائمة «المنظمات الإرهابية الأجنبية»، لافتاً إلى أن سياسة أميركا هي التعاون مع شركائها الإقليميين للقضاء على قدرات الجماعة وعملياتها.
وحول مدى استعداد الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خطوة مماثلة للتصنيف الأميركي، شدد مراقبون لـ«الاتحاد» على أن الاتحاد الأوروبي يدرك خطورة التهديدات الحوثية، لكن اتخاذ مثل هذا القرار يعتمد على توافق داخلي بين دوله الأعضاء، كما أن المشاورات التي ستقودها الولايات المتحدة مع حلفائها قد تؤدي إلى تحرك أوروبي باتجاه فرض عقوبات أشد على الجماعة، وربما تصنيفها رسمياً منظمة إرهابية.
من جانبه، اعتبر رئيس «مركز المستقبل للدراسات»، الدكتور فارس البيل، أن التصنيف الأميركي لـ«الحوثيين» جماعةً إرهابية سيدفع العديدَ من الدول، خاصة في أوروبا، إلى السير في الاتجاه نفسه، خاصة أن اللهجة الأوروبية تجاه «الحوثيين» قد تغيرت بالفعل. وقال الدكتور البيل لـ«الاتحاد»: إن خطر «الحوثيين» لم يعد محصوراً في اليمن أو المنطقة، بل أصبح تهديداً مباشراً للأمن والاقتصاد العالميَّين، وهو ما يجعل تصنيفهم كجماعة إرهابية أمراً ضرورياً، لا سيما بعد أن كثفوا انتهاكاتهم ضد المنظمات الدولية، مما يفاقم الضغوط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ موقف أكثر حزماً.

مقالات مشابهة

  • اجتماع موسع للجنة أمن ولاية الخرطوم بمشاركة الفريق العطا
  • حملة حوثية تطال تجار الثوم في صنعاء
  • التحالف الرباعي.. اجتماع ثانٍ لدول جوار سوريا في تركيا لضبط أمن المنطقة
  • بيسيرو : أحتاج لتقييم الفريق وحالة اللاعبين قبل لقاء القمة
  • اجتماع دولي في السعودية لتقييم فرص السلام في أوكرانيا
  • قوات الجيش اليمني تتصدى لهجمات حوثية في مأرب وتعز
  • اتحاد الصناعات المصري يعلن بدء أعمال “التحالف العربي للاستثمار الصناعي” في ليبيا والعراق
  • برشلونة يعلن وفاة طبيب الفريق الأول كارليس مينارو غارسيا
  • رسمياً.. نادي برشلونة يعلن عن وفاة طبيب الفريق الأول
  • عودة التصعيد داخلياً في اليمن بالتزامن مع تهديدات صنعاء بعودة عمليات اسناد لغزة