صدى البلد:
2025-04-07@09:41:54 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: مولد يا جامعة!

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

فى مذكراته عن مصر وكيف رآها قديمًا وحديثًا جاءت مؤلفاته التى جال فيها وصال عمرًا، فقد كتب الأستاذ الجليل حاتم زعلان واصفًا مصر التى جاءها شابا وظل فيها كهلا، عن شوارعها، قائلاً: كانت قديمًا تملأها أخلاق وقيم؛ لم يكن مسموحًا إطلاقًا أن يعاكس الشاب ابنة منطقته، ولم تكن تقام الأفراح إذا ما حل بالمنطقة وفاة، فحينها تُلغى الأفراح أو يتم عملها بصمت تام أو تنقل لمكان بعيد عن المنطقة كلها.

 

وعن شوارع مصر القديمة، قال: إن أفراحها سيمفونية اجتماعية متكاملة، كل البيوت سعيدة متعاونة وكل الجيران خلية نحل متحابة مجتمعة بقلب واحد وفرحة مقسمة عليهم جميعًا، الأحزان أيضًا كانت لها طقوس خاصة، أهمها أن أهل المتوفى يمدهم جيرانهم طوال أيام العزاء - التى قد تمتد حتى الأربعين - بالوجبات الثلاثة فى كل يوم، وبالتفاوض مع كل جار على حدة يكلف بهذا العمل الطيب لأنهم على قناعة بأن حزن جارهم لن يمكنه هو وأهله من الوقوف لإعداد الطعام واستقبال المعزين والقيام بواجبات الضيافة تجاههم، خاصة أنه فى الزمن الماضى كان المعزيون يأتون من كل صوب وحدب ويقيمون بالأيام مع أهلهم وجيرانهم أصحاب المصاب الأليم.

 

فى القديم أيضًا كانت روح المحبة تجمع الجيران فى كافة المناسبات الدينية والاجتماعية، وعلى رأسها شهر رمضان الفضيل وفيه ترى قلوب تمد أياديها بكل ما لذ وطاب من إفطار وسحور للجيران والمارين والعائدين، فى الأعياد حدث ولا حرج عن طعم هذه الأيام الجميل العبق، فالأعياد كانت فعلا أعيادًا موصولة بالمحبة والولاء والبهجة.

 

ويستكمل قائلاً: عشت فى مصر عمرًا طويلاً رأيتها شابة عفية جميلة وما زلت أرى فيها تلك الروح التى تجعلك على يقين بأنها قادرة على مواصلة التحدى والمضى قدمًا رغم كثرة الأعباء وقلة الموارد وكثرة الإنجاب، كل شىء من الممكن أن يجعلك تقوم صبرًا فكل مر سيمر ولكن أن ترى الثوابت تتزحزح والقيم تحمل معنيين والصح خطأ والخطأ قديم متعفن، فى هذه الحالة لابد أن نسترجع بقوة ماضينا الرافض لسلبيات هذه المرحلة التى أصبح فيها رقص الطالبات فى الجامعة تعبيرًا عن فرحتهن بالتخرج أصبح لغة عصر وطريقة تعبير تقودك إلى ركوب التريند وحصد الأموال، لا بد أن تتحسر على الزمان القديم والأخلاق الراسخة فيه والقيم المتغلغلة فى أعماق هذا الزمان وناسه، لابد أن ترفض رفضا تاما سلبيات عصرنا هذا وعلى رأسها ما وصل إليه الناس من تراجع فى كل شىء، خاصة لغة التعامل والحياة بصفة عامة.

 

الرقص فى حفلات التخرج مرفوض ومكروه، لغة الأغانى الهابطة والتى تندرج تحت معايشة العصر والاندماج فى تكنولوجياته والترحيب بالجنون الذى فيه من أغانى تسمى نفسها "راب" وأخرى مهرجانات لابد أن يقف أمامها أصحاب القرار والشأن وقفة حازمة رادعة، أن يترك الحبل على غاربه لنصل لأن يُغنى القرآن الكريم على العود وتتلوى الراقصات وهى تتلو آية من آيات الذكر الحكيم عن الجنة ونعيمها لابد أن يُعاقب من يفعلون ذلك بشدة حتى لا يتبعهم آخرون مارقون.

 

البيت المصرى أصبح بحاجة ملحة إلى تجميل وجهه الخارجى حتى يتم الالتفات إلى ترتيبه من التداخل وإعادته إلى رونقه وبهاءه الذى عشناه وعايشناه ومن لم يعش ذلك فقد شاهده فى الأفلام القديمة واللقاءات التلفزيونية الأصيلة.. مصر بحاجة إلى عجب العجاب كى تصبح مصرنا التى نعيشها وتعيش فينا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لابد أن

إقرأ أيضاً:

داليا عبدالرحيم تكتب: "‏حماس".. عن أي مقاومة تتحدثون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

‏تلك الرؤية التي أكتبها اليوم، هي رؤيتنا منذ اللحظة الأولى لعملية 7 أكتوبر نحن لا ننكر على المقاومة حقها في مقاومة عدو محتل لطالما سيظل عدونا الأول ولكن عن أي مقاومة نتحدث.
‏ولكن الآن الخلاف حول الكيفية في مقاومة محتل أو عدو، فالمقاومة بدون عقل سياسي ووحدة وطنية هي بندقية عمياء، ومصر موقفها واضح وضوح الشمس من القضية الفلسطينية منذ زمن بعيد وقدمت الكثير والكثير، وهذا المقال لن يتسع بالطبع لذكر المعلوم والمعروف للقاصي والداني، ولكن الحديث هنا سيكون عن ماذا قدمت حماس للفلسطينيين وأي مقاومة قامت بها لدعم شعبها لاسترداد أرضه.


أي مقاومة تنفرد بالقرار دون وحدة وطنية على قلب رجل واحد تتحمل تبعاته، ‏وأي مقاومة تحمل دول الجوار المسئولية في الفشل الذريع في نجاح دورها من عدمه، والسؤال هنا هل حقق 7 أكتوبر- هذا "القرار المنفرد" من حماس- المراد؟ هنا الإجابة بكل وضوح؛ هل كان حقا هذا القرار مدفوعًا بالدفاع عن القضية الفلسطينية فقط أم أنه جزء من مشروع إيراني بامتياز في المنطقة؟ بالطبع لم تكن القضية هي الأساس بل كان المشروع الإيراني هو الأرجح، وهنا نحن لا نتهم أحدًا بخيانة وطنه وإنما في بعض الأحيان التصرف برعونة وبدون رؤية سياسية أو بمعنى أصح، وعذرًا على التعبير بغباء، فالغباء هنا أقرب إلى الخيانة.


هل كانت تعلم حماس ما ستؤول إليه الأمور وما ستتكبده فلسطين وقضيتها من خسائر؟ كل تلك الأسئلة تطرح نفسها وبقوة في المشهد الآن، وهي الأساس في القصة الكاملة والكواليس تروي الكثير والكثير، ربما ليس أوان الحديث عنها الآن، ولكن بالحديث الدائر عن دفع مصر دفعًا وبقوة للحرب نيابة عن فصيل يصنف نفسه مقاتلا ومقاوما في بلاده ضد عدو محتل.
لماذا الزج بمصر الآن في قضية لطالما هي من تساعدها على مر العصور، ولكن هذه المساعدة لن تكون أبدًا بالحرب بالوكالة، فكانت كما قلنا وفي بداية المقال وقالها الرئيس عبد الفتاح السيسي مرارا: "لن نحارب إلا من أجل شعبنا وأمننا القومي".


لم يحدث على مر التاريخ أن حاربت دولة نيابة عن حركة مقاومة لمساعدتها في استرداد أرضها، ومن لديه أمثلة غير ذلك فليتحفنا بها، والزج بمصر الآن كورقة لدفعها في المشاركة في سيناريو مظلم ليس خيارا صحيحا ولن يصب في مصلحة من يدفع إلى ذلك وإن كنا مستعدين لأي سيناريو، كما قال أيضا "فخامة الرئيس" عبد الفتاح السيسي من قبل: "اللي عايز يجرب يقرب" ونحن نتمنى ألا نصل لهذا السيناريو القاتم الذي بالطبع سيلقي على الجميع بقتامته ولا يستثني أحدًا.
والآن الأمور باتت واضحة والقادم كما قلنا من قبل مفزع وأصبح الوقوف بجانب مصر واجب اللحظة وعدم الاحتماء بغيرها وبغير مشروعها الوحيد الداعم لاستقرار المنطقة التي أصبحت على صفيح ساخن.


وفي الختام أريد القول إن سيناريو العدو واضح منذ اللحظة الأولى في التعامل مع الحدث وهو ما تدعمه إدارة ترامب غير المتزنة، وهو نفس السيناريو الذي حدث مع ألمانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية وإجبار ألمانيا واليابان على الاستسلام وهو ما حدث بالفعل إبانها.. والآن مطلوب استسلام حماس وتسليم سلاحها وأن تخرج من المعادلة السياسية.
فهل أمام حماس أوراق سياسية للعب عليها غير ورقة الأسرى التي باتت محترقة، أم أن نزيف الدم والدمار سيكون خيارهم بدلا من التضحية بالنفس في صالح القضية؟.. الإجابة لدى حماس. 
وللحديث بقية.

مقالات مشابهة

  • الأمير عبدالعزيز بن محمد يحتفل بخطوبته على كريمة الأمير خالد بن سعد
  • الحويج: لابد من تسهيل عمل البعثات والقنصليات العاملة في بنغازي
  • داليا عبدالرحيم تكتب: "‏حماس".. عن أي مقاومة تتحدثون
  • منى أحمد تكتب: القوة الناعمة
  • كريمة أبو العينين تكتب: الجار السفيه
  • بالإجماع وبحضور رؤساء وممثلو 38 دولة.. أبو العينين رئيسا لبرلمان الاتحاد من أجل المتوسط
  • خلاف قديم.. شرطة البصرة توضح حقيقة الاعتداء على منتسب في مستشفى
  • سيد عبد الحفيظ : اللائحة من قديم الأزل لم تطبق في انسحابات الزمالك
  • انهيار عقار قديم في الجمرك بالإسكندرية دون إصابات.. فيديو
  • صادر له قرار هدم.. انهيار منزل قديم بمنطقة بحري في الإسكندرية دون وقوع إصابات