صدى البلد:
2025-02-02@02:57:44 GMT

كريمة أبو العينين تكتب: مولد يا جامعة!

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

فى مذكراته عن مصر وكيف رآها قديمًا وحديثًا جاءت مؤلفاته التى جال فيها وصال عمرًا، فقد كتب الأستاذ الجليل حاتم زعلان واصفًا مصر التى جاءها شابا وظل فيها كهلا، عن شوارعها، قائلاً: كانت قديمًا تملأها أخلاق وقيم؛ لم يكن مسموحًا إطلاقًا أن يعاكس الشاب ابنة منطقته، ولم تكن تقام الأفراح إذا ما حل بالمنطقة وفاة، فحينها تُلغى الأفراح أو يتم عملها بصمت تام أو تنقل لمكان بعيد عن المنطقة كلها.

 

وعن شوارع مصر القديمة، قال: إن أفراحها سيمفونية اجتماعية متكاملة، كل البيوت سعيدة متعاونة وكل الجيران خلية نحل متحابة مجتمعة بقلب واحد وفرحة مقسمة عليهم جميعًا، الأحزان أيضًا كانت لها طقوس خاصة، أهمها أن أهل المتوفى يمدهم جيرانهم طوال أيام العزاء - التى قد تمتد حتى الأربعين - بالوجبات الثلاثة فى كل يوم، وبالتفاوض مع كل جار على حدة يكلف بهذا العمل الطيب لأنهم على قناعة بأن حزن جارهم لن يمكنه هو وأهله من الوقوف لإعداد الطعام واستقبال المعزين والقيام بواجبات الضيافة تجاههم، خاصة أنه فى الزمن الماضى كان المعزيون يأتون من كل صوب وحدب ويقيمون بالأيام مع أهلهم وجيرانهم أصحاب المصاب الأليم.

 

فى القديم أيضًا كانت روح المحبة تجمع الجيران فى كافة المناسبات الدينية والاجتماعية، وعلى رأسها شهر رمضان الفضيل وفيه ترى قلوب تمد أياديها بكل ما لذ وطاب من إفطار وسحور للجيران والمارين والعائدين، فى الأعياد حدث ولا حرج عن طعم هذه الأيام الجميل العبق، فالأعياد كانت فعلا أعيادًا موصولة بالمحبة والولاء والبهجة.

 

ويستكمل قائلاً: عشت فى مصر عمرًا طويلاً رأيتها شابة عفية جميلة وما زلت أرى فيها تلك الروح التى تجعلك على يقين بأنها قادرة على مواصلة التحدى والمضى قدمًا رغم كثرة الأعباء وقلة الموارد وكثرة الإنجاب، كل شىء من الممكن أن يجعلك تقوم صبرًا فكل مر سيمر ولكن أن ترى الثوابت تتزحزح والقيم تحمل معنيين والصح خطأ والخطأ قديم متعفن، فى هذه الحالة لابد أن نسترجع بقوة ماضينا الرافض لسلبيات هذه المرحلة التى أصبح فيها رقص الطالبات فى الجامعة تعبيرًا عن فرحتهن بالتخرج أصبح لغة عصر وطريقة تعبير تقودك إلى ركوب التريند وحصد الأموال، لا بد أن تتحسر على الزمان القديم والأخلاق الراسخة فيه والقيم المتغلغلة فى أعماق هذا الزمان وناسه، لابد أن ترفض رفضا تاما سلبيات عصرنا هذا وعلى رأسها ما وصل إليه الناس من تراجع فى كل شىء، خاصة لغة التعامل والحياة بصفة عامة.

 

الرقص فى حفلات التخرج مرفوض ومكروه، لغة الأغانى الهابطة والتى تندرج تحت معايشة العصر والاندماج فى تكنولوجياته والترحيب بالجنون الذى فيه من أغانى تسمى نفسها "راب" وأخرى مهرجانات لابد أن يقف أمامها أصحاب القرار والشأن وقفة حازمة رادعة، أن يترك الحبل على غاربه لنصل لأن يُغنى القرآن الكريم على العود وتتلوى الراقصات وهى تتلو آية من آيات الذكر الحكيم عن الجنة ونعيمها لابد أن يُعاقب من يفعلون ذلك بشدة حتى لا يتبعهم آخرون مارقون.

 

البيت المصرى أصبح بحاجة ملحة إلى تجميل وجهه الخارجى حتى يتم الالتفات إلى ترتيبه من التداخل وإعادته إلى رونقه وبهاءه الذى عشناه وعايشناه ومن لم يعش ذلك فقد شاهده فى الأفلام القديمة واللقاءات التلفزيونية الأصيلة.. مصر بحاجة إلى عجب العجاب كى تصبح مصرنا التى نعيشها وتعيش فينا.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: لابد أن

إقرأ أيضاً:

الصليب الأحمر: هناك احتياجات لابد من تلبيتها لدعم العملية الإغاثية في غزة

أكدت نيكولا جينز، المتحدثة للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب والهلال الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط، أن هناك احتياجات إغاثية وإنسانية لابد من تلبيتها للمواطنين في قطاع غزة.

وقالت المتحدثة في مداخلة لقناة (القاهرة الإخبارية)، إن منظمة الصليب الأحمر الدولي تركز على تقديم العون للمواطنين في غزة لدعم عمليات الإنسانية والإغاثية في المقام الأول، وتتجاوب مع كل الاحتياجات المواطنين في غزة من خلال التنسيق مع المنظمات الدولية لتلبية الحاجات العاجلة وتقديم الخدمات الطبية للجرحى والمصابين جراء العمليات العسكرية والمرضى.

وأضافت أننا نتعاون ونقدم الدعم الكامل لكل من منظمة الصليب والهلال الأحمر الفلسطيني ونرسل المساعدات الإنسانية سواء من مصر أو من عدد من الدول التي تقوم بدعم الفلسطينيين ومنظمة الهلال الأحمر الفلسطيني.

وأشارت إلى، أن النظام الصحي في غزة دمر بشكل كامل والمستشفيات لم تعد قادرة على تقديم الرعاية الطبية، ودمرت وهدمت على مدار الـ 15 شهرا الماضية، لذلك منظمة الصليب الأحمر تيسر عملية إرسال المستلزمات الطبية إلى القطاع من أجل تمكين الفلسطينيين ومنظمة الهلال الأحمر الفلسطيني الاستمرار في تقديم الخدمة الطبية للمواطنين خاصة في الشمال.

وأوضحت، أن الهلال الأحمر الفلسطيني يحاول إنشاء مستشفى ميداني، يعتبر مستشفى متنقلة مؤقتة خارج مدينة غزة لتقديم العمليات الجراحية والرعاية الصحية اللازمة للأطفال وحديثي الولادة وتقديم الخدمات الصحية الأساسية للفلسطينيين في القطاع.

وشددت على، أن منظمة الصليب الأحمر تعمل من خلال التنسيق بين كل المنظمات التابعة لها لإرسال المساعدات إلى غزة، وما نحتاجه الآن هو دعم المجتمع الدولي وزيادة التعهدات لضمان توصيل المساعدات للمحتاجين في القطاع، مشيرة إلى أن هناك تدمير كامل في البنى التحتية بالقطاع مما يمثل تحديا كبيرا لنا في تقديم المساعدات.

ونوهت بأن الهلال الأحمر الفلسطيني هو الجهة التابعة للصليب الأحمر لتنفيذ العمليات الإنسانية والإغاثية داخل القطاع ولديهم حوالي 1300 من العاملين في كل الأرجاء، كما نعمل بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والأردني من أجل دعم المواطنين في الشمال وتعزيز الدعم المقدم على النطاق الحدودي.

وأكدت أن وقف إطلاق النار يمهد الطريق ويعطي الوقت لتعافي المواطنين في غزة، لافتة إلى أن التقييمات ما زالت جارية لتقدير حجم الأزمة التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة.

اقرأ أيضاًالصليب الأحمر يتسلم الأسير «كيث سيجال» صاحب الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية

الصليب الأحمر يتسلم محتجزين إسرائيليين اثنين بقطاع غزة (فيديو)

عاجل.. الصليب الأحمر يتسلم المحتجزين الإسرائيليين «أربيل يهود» و«جادي موزيس»

مقالات مشابهة

  • "صورة على جدار قديم" للروائي محمد غزلان بمعرض الكتاب.. صور
  • يسرا زهران تكتب: عدم دفع أجور عادلة للعاملين يضعف قدرة المستهلكين على الطلب.. ويؤدي لإضعاف الاقتصاد ويضر صاحب العمل
  • كريمة أبو العينين تكتب : قبلة الحياة ورصاصة الرحمة
  • يسرا زهران تكتب: أصحاب الثروات في خدمة المجتمع.. مليونيرات أمريكا الوطنيون: زيادة أجور الموظفين رفاهية للجميع
  • الصليب الأحمر: هناك احتياجات لابد من تلبيتها لدعم العملية الإغاثية في غزة
  • الكشف على 670 حالة في قافلة طبية مجانية بالزقازيق ضمن «حياة كريمة»
  • “المزفر” .. رفيق الأمهات وحاضن أطفالهن في بادية تبوك قديمًا
  • هنو: إطلاق تطبيق "كتاب" لتعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب
  • هدفنا الاستراتيجى دعم البحث العلمى للصناعة والاقتصاد الوطنى وتقليل الفاتورة الاستيرادية
  • الأمن : فيديو تعنيف الطفلة قديم ولم يقع في الأردن