منذ بزوغ فجر الإسلام وإضاءته مشارق الأرض ومغاربها، ولفريضة الحج عند المسلمين مكانة عالية، غرسها الله عز وجل في أفئدتهم، فأضحت رحلة الحج والوصول إلى مكة المكرمة والنظر إلى الكعبة المشرفة والوقوف في المشاعر المقدسة؛ غاية كل مسلم وأمنية كل مؤمن، لذلك تُعدّ خدمة الحرمين الشريفين من أهم أولويات قيادة المملكة التي يتشرف بها ملوك هذه البلاد الطاهرة، وواجب يتفانون في أدائه تقربًا إلى الله وأداءً لدورهم الريادي والقيادي في خدمة الإسلام والمسلمين، وقد سعوا طوال العهود المتعاقبة إلى توفير سبل الراحة وتيسير أمور الحج والزيارة وتسهيل جميع الإجراءات وتقديم أرقى الخدمات ليُؤدي ضيوف الرحمن عباداتهم في روحانية وسهولة ويسر وأمن وأمان.

 

توسعات متعاقبة

 

كان للتوسعات السعودية المتعاقبة في المسجد الحرام منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين دورها وأثرها البالغ في استيعاب الأعداد المليونية من ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والمصلين والمتزايدة بشكل مطرد عامًا بعد عام، حيث بلغت المساحة الإجمالية لجميع التوسعات (750) ألف متر مربع، وذلك لاستيعاب ما لا يقل عن مئة وخمسة آلاف طائف بالساعة، بالإضافة إلى ما يزيد عن ثلاثة ملايين مصلٍ مما يدل على حرص ملوك المملكة، بداية من مؤسسها على تقديم كل ما فيه خدمة للدين الإسلامي الحنيف، وبيت الله الحرام.

 

منذ عهد المؤسس

 

 أمر الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود سنة ١٣٤٤هـ بترميم المسجد الحرام ترميمًا كاملًا وإصلاح كل ما يقتضي إصلاحه، وكذلك ترخيم عموم المسجد، وفي سنة ١٣٤٥هـ أمر بوضع السرادقات في صحن المسجد لتقي المصلين حر الشمس. 

 

كما أنه أمر في سنة ١٣٤٦هـ بإصلاح آخر للمسجد الحرام، شمل الترميم والطلاء، كما أصلح مظلة إبراهيم، وقبة زمزم وشاذروان الكعبة المشرفة.

 

 وفي مستهل العام ١٣٧٣هـ أمر الملك سعود بتركيب مضخة لرفع مياه زمزم وبعدها بعام في ١٣٧٤هـ أمر بإنشاء بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم، وفي سنة ١٣٧٥هـ أمر باستبدال الشمعدانات الستة بحجر إسماعيل عليه السلام بأضواء الكهرباء، كما أمر بتبليط أرض المسعى.

 

 وفي العام ١٣٧٥هـ ألقى الملك سعود خطابه التاريخي بالشروع في توسعة المسجد الحرام التي أمر بها المؤسس وبدأ العمل في ٤ ربيع الآخر عام ١٣٧٥هـ، وتضمنت هذه التوسعة ثلاثة طوابق، وهي الأقبية، والطابق الأرضي، والطابق الأول، مع بناء المسعى بطابقيه وتوسعة المطاف، وأصبح بئر زمزم في القبو.

 

 وفي سنة ۱۳۸۷هـ أمر الملك فيصل بإزالة البناء القائم على مقام إبراهيم لزيادة مساحة صحن المطاف للطائفين، كما وضع المقام في غطاء بلوري، وفي العام ١٣٩١هـ أمر ببناء مبنى مكتبة الحرم المكي الشريف، وفي سنة ١٣٩٢هـ بدئ في بناء مصنع كسوة الكعبة المشرفة في موقعه الجديد في أم الجود، وتوسيع أعماله.

 

وفي العام ١٣٩٦هـ أتم الملك خالد ما تبقى من عمارة وتوسعة المسجد الحرام الأولى، كما تم في عهده افتتاح مصنع الكسوة بعد تمام البناء والتأثيث، عام ١٣٩٧هـ، وفي سنة ۱۳۹۸هـ تم توسيع المطاف في شكله الحالي، كما فُرشت أرضيته برخام مقاوم للحرارة جُلب من اليونان مما زاد من راحة المصلين والطائفين، وشملت توسعة المطاف نقل المنبر والمكبرية وتوسيع قبو زمزم، وجعل مدخله قريبًا من حافة المسجد القديم في جهة المسعى، وركبت صنابير لشرب الماء وجعل للبئر حاجز زجاجي.

 

 وفي مستهل العام ١٤٠٦هـ أمر الملك فهد بن عبدالعزيز بتبليط سطح التوسعة السعودية الأولى بالرخام البارد المقاوم للحرارة، كما أنه في العام ١٤٠٩هـ وضع الملك فهد حجر الأساس للبدء في التوسعة السعودية الثانية، وفي سنة ١٤١١هـ أُحدثت ساحات كبيرة محيطة بالمسجد الحرام، وهُيئت للصلاة، لا سيما في أوقات الزحام، حيث بُلطت برخام بارد ومقاوم للحرارة وأُنيرت وفُرشت، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات (٨٨) ألف متر مربع، وفي سنة ١٤١٥هـ وُسعت منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلًا للساعين وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا، وفي سنة ١٤١٨هـ أُنشئ جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام، وفي سنة ١٤٣٨هـ أمر بتوسعة وتطوير المسعى بكامل أدواره.

 

 وفي مستهل العام ١٤٣٢هـ دشن الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكبر توسعة في تاريخ المسجد الحرام بتكلفة ٢٠٠ مليار ريال، حيث رُفعت الطاقة الاستيعابية للحرم إلى مليون وثمانمائة وخمسين ألف مصل، وبدأت مراحل العمل على مضاعفة الطاقة الاستيعابية بصحن الطواف إلى ٣ أضعاف طاقته السابقة، بالإضافة إلى أنظمة الصوت والإضاءة والتكييف ومنظومة طواف المشاة.

 

المملكة والحج.. قصة نجاح استثنائي وخدمة الحرمين  شرف منذ عهد الملك المؤسسالمملكة والحج.. قصة نجاح استثنائي وخدمة الحرمين  شرف منذ عهد الملك المؤسسالمملكة والحج.. قصة نجاح استثنائي وخدمة الحرمين  شرف منذ عهد الملك المؤسس

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحج الإسلام مكة المكرمة المشاعر المقدسة خدمة الحرمين خدمة الحرمين الشريفين قيادة المملكة خدمة الإسلام والمسلمين المسجد الحرام فی العام وفی سنة فی سنة

إقرأ أيضاً:

المملكة تُشارك في أعمال الدورة 221 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو

تُشارك المملكة العربية السعودية ممثلةً بوفدها الدائم لدى اليونسكو في أعمال الدورة 221 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، التي انطلقت جلساتها الافتتاحية 7 أبريل 2025م، بمقر المنظمة في العاصمة الفرنسية باريس، وبمشاركة من اللجنة الوطنية السعودية للتربية والثقافة والعلوم، وعدد من الجهات الوطنية ذات الاختصاص، وتستمر الدورة حتى يوم 17 أبريل 2025م.

ويرأس وفد المملكة في أعمال الدورة الـ221 للمجلس التنفيذي لليونسكو مندوب المملكة الدائم لدى اليونسكو الدكتور عبدالإله بن علي الطخيس، الذي ألقى كلمة المملكة بحضور الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي، وكل من رئيسة المجلس التنفيذي ورئيس المؤتمر العام لليونسكو والمديرة العامة لليونسكو.

وأشار الدكتور الطخيس إلى العلاقة طويلة الأمد التي تجمع المملكة العربية السعودية مع منظمة اليونسكو، وأنها من أوائل الدول التي انضمت إلى ميثاق الأمم المتحدة في سنة 1945م، مثمنًا التعاون المشترك والمستمر بين المملكة والمنظمة ممثلةً بمعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، الذي انبثق عنه استضافة المملكة للمؤتمر الدولي السادس لمدن التعلم تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بعنوان “مدن التعلم في طليعة العمل المناخي.

اقرأ أيضاًالمملكةالمملكة تستنكر بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلي بالأراضي الفلسطينية المحتلة واستمرار استهداف المدنيين العزّل

وأشار إلى دور المملكة الرئيس في حماية التراث الثقافي عبر الصندوق السعودي لدعم وحماية وتعزيز الثقافة والتراث لدى اليونسكو، وستُطلق منصتان رقميتان خلال النصف الأول من هذا العام بالتعاون مع منظمة اليونسكو وهما: المتحف الافتراضي للقطع المسروقة، ومنصة التراث الرقمية.

وأكد التزام المملكة أمام الدول الأعضاء بمواصلة دعم مشاريع وبرامج المنظمة التي تسهم في تنفيذ أولوياتها، وتصب في مصلحة الدول الأعضاء لتحقيق أهدافها التنموية.

 

يُذكر أن المجلس التنفيذي لليونسكو الذي تتمتع المملكة بعضويته يعد أحد الأجهزة الثلاثة الرئيسة للمنظمة، إضافة إلى المؤتمر العام والأمانة العامة للمنظمة، ويضم 58 دولة تنتخب من قبل المؤتمر العام لأربع سنوات، ويتولى المجلس التنفيذي تحت إشراف المؤتمر العام بتقييم أداء عمل منظمة اليونسكو، وتقييم برامجها وتقديرات الميزانية للمنظمة.

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي ينعى الدكتورة ريم بهجت الرئيس المؤسس لجامعة مصر للمعلوماتية
  • انطلاق اختبارات نافس في جميع مدارس المملكة
  • إطلاق الاختبارات الوطنية “نافس” في جميع مدارس المملكة
  • "بيئتنا كنز".. المملكة تستعد لتدشين فعاليات أسبوع البيئة 20 أبريل
  • إطلاق اختبارات "نافس" في جميع مدارس المملكة الابتدائية والمتوسطة
  • المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة يلتقي المفوض العام للأونروا
  • المسند: بقي على الربيع 19 يومًا والحج 57 يومًا
  • مقتل وإصابة 26 شخص إثر قصف للدعم السريع على مخيم زمزم
  • المملكة تُشارك في أعمال الدورة 221 للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو
  • الأمين العام لمجلس التعاون يستقبل سفير دولة الكويت لدى المملكة