"أبي الكناري الكبير" لمريم الزرعوني.. تعكس أسرة متحابًة ترحم الحيوان
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
صدرت حديثاً الطبعة الأولى من قصة "أبي الكناري الكبير" عن دار الهدهد في دبي، تأليف الأديبة الإماراتية مريم الزرعوني ورسم جي بارك، القصة من أدب الأطفال واليافعين، موجهة للفئة العمرية من 6-9 سنوات، وتقع في 32 صفحة من الحجم الكبير.
شخصيات القصة طفلة ووالدها ووالدتها والطائر، لم تحدد الكاتبة أسماء لهذه الشخصيات، ولكن من خلال الأحداث يعلم القارئ أن الأم تعمل طبيبة عيون، تسافر سنوياً لتشارك مع مؤسسات خيرية لعلاج مرضى في دول محتاجة، بينما تظل الطفلة في رعاية الأب، يتولى إعداد الطعام، ويوقظها للمدرسة، هذه الطفلة التي لا تحب الحيوانات وتخشى الاقتراب منها، مثلما تخبرنا في مستهل القصة.
وهنا يلاحظ القارئ تبادل الأدوار بين الوالدين، فعمل الأم كطبيبة يستدعي غيابها عن المنزل، وسفرها أحياناً، بينما الأب يعتني بالمنزل والحديقة ويراعي الطفلة ويهتم بها وهو في غاية السعادة، بل ويصدر صوتاً أشبه بتغريد الطيور، هذا الصوت الذي يحفز الطفلة على البحث والتعرف على الطائر الذي يقلده والدها بجمال ومهارة، وعندما تجده في متجر الطيور تشتري واحداً لتقتنيه في منزلها.
تقدم لنا الكاتبة صورة مختلفة نوعاً ما عن المألوف في الأسر العربية، وعلى الرغم من ذلك الاختلاف فالأسرة في القصة متحابّة، تجمعها علاقة تقوم على التعاون والمحبة والحنان، تقول الكاتبة في إحدى فقرات القصة: "كم كانت سعادتنا أنا وأبي كبيرة بعودة أمي، احتفلنا وتعانقنا ثم أنصتنا جميعاً للكناري".
أيضا تلفت القصة انتباه الطفل القارئ للرحمة بالحيوان، وبناء صداقة معه، ونقرأ على الغلاف الأخير: "فكرت هذا الأسبوع أن أتخذ طائراً من حديقتنا صديقاً، لكني لم أجرب بعد الاعتناء بالحيوانات، ولم أعتد على وجودها معي.. ماذا عنك أنت، هل اقتنيت حيواناً أليفاً يوماً؟ وهل تساءلت لماذا يغرد الكناري الوحيد؟
اشتملت القصة على رسوم معبرة ومبهجة مصاحبة للنص المكتوب، وحازت الرسوم على المساحة الكبرى من صفحات القصة، واكتفت بعض الصفحات برسومات بالألوان الزاهية، وصفحات أخرى تضمنت 3 أسطر مكتوبة، أما بقية مساحتها فتضمنت رسوماً تحفز الطفل على اقتناء القصة وقراءتها.
كتبت المؤلفة القصة بلغة سلسة قريبة من وعي الأطفال، وبأسلوب مشوق، وجذاب، وجاءت الكلمات مشكلة تشكيلاً لغوياً سليماً.
"أبي الكناري الكبير" نموذج ناجح من قصص الأطفال، التي يحتاجها مجتمعنا العربي بشدة، لخلق علاقة صداقة بين الطفل والكتاب، في وقت استحوذت فيه الألواح الالكترونية وألعاب الفيديو على اهتمام غالبية الأطفال.
يشار إلى أن مريم الزرعوني كاتبة وفنانة تشكيلية ونحّاتة، حاصلة على شهادة البكالوريوس من كلية العلوم في تخصص الأحياء، وعلى شهادة دبلوم متقدم في تصميم وإدارة المجوهرات، كما تعلمت الفن ذاتياً، ثم طورت ذلك من خلال الالتحاق بدورات معهد الشارقة للفنون.
وعملت الزرعوني في مختبرات وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم - الإمارات، وصدر لها مجموعتان شعريتان، بعنوان "تمتمات" و"لم يعد أمراً ذا أهمية"، ورواية لليافعين "رسالة من هارفارد".. وإلى جانب اهتمامها بالكتابة والرسم، تعكف على ممارسة فن النحت بالطين، وأنتجت الكثير من الأعمال الطينية التي تجسد حياة الإنسان وحركته في الحياة والعمل والنشاط.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني قصة للأطفال
إقرأ أيضاً:
احتفالًا بيوم الطفل.. فريق« شباب متطوعين مصر» يُنظمون احتفالية بمشاركة 200طفل بالإسكندرية
نظم فريق شباب متطوعين مصر بمحافظة الإسكندرية اليوم الأربعاء احتفالية كبرى بمناسبة يوم الطفل المصري، وذلك بمشاركة أكثر من 200 طفل من مرضى السرطان، والأيتام، وذوي الهمم، بالإضافة إلى عدد من السيدات المسنات يأتي هذا الحدث في إطار التعاون مع مجموعة من الجمعيات والمؤسسات النشطة في المجتمع المدني، منها جمعية خليك إيجابي، جمعية الثمرات الخيرية، جمعية تحسين الصحة، وجمعية أصحاب الإرادة. كما شهدت الفعالية مشاركة عدد من الشخصيات البارزة المهتمة بالشأن المجتمعي.
جاءت الاحتفالية برعاية مديرية التضامن الاجتماعي في الإسكندرية و حي المنتزه أول، كجزء من مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، التي تُعتبر إحدى المبادرات الرئاسية التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز قيم الإنسانية وتعزيز الدمج المجتمعي.
و تضمنت الاحتفالية مجموعة من الفقرات الفنية والاستعراضية المتنوعة، بالإضافة إلى عرض مسرح العرائس الذي أضفى طابعًا ممتعًا على الفعالية. لقد استمتع الأطفال المشاركون بمشاهدة هذا العرض، حيث نجح في رسم البهجة والابتسامة على وجوههم.
أكد رامي يسري، رئيس جمعية خليك إيجابي، على أهمية المبادرات الرئاسية في تعزيز قدرات الشباب وتطوير مهاراتهم كمتطوعين موضحًا أن هذه المبادرات لها تأثير إيجابي كبير على الأطفال والمجتمع بشكل عام، حيث تعزز من المشاركة المجتمعية وتساعد في بناء علاقات بين الجمعيات المختلفة بهدف تحقيق أهداف إنسانية أعمق.
قالت منى عبد العزيز، رئيسة جمعية تحسين الصحة، إن الجمعية دائمًا ما ترحب باستضافة الفعاليات التي تهدف إلى خدمة المجتمع، خصوصًا الفعاليات التي تجمع بين الأطفال وكبار السن، وذلك نظرًا لما لها من تأثير اجتماعي ونفسي كبير مشيرًا إلى أهمية إدماج ذوي الهمم في مثل هذه الأنشطة، مؤكدة أن ذلك يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم ويساعد في تطوير قدراتهم.
و أوضحت إلهام متولي، منسقة مبادرة إحنا معاهم، أن تقديم الدعم النفسي لمرضى السرطان يعد أمرًا بالغ الأهمية، حيث يسهم بشكل فعال في تحسين حالاتهم الصحية والمعنوية فهذا الدعم لا يقتصر فقط على تقديم المساعدة العاطفية، بل يلعب دورًا جوهريًا في تعزيز قدرة المرضى على مواجهة التحديات المرتبطة بالمرض، مما يؤثر إيجابًا على جودة حياتهم عمومًا.