تسارع ملموس في جهود تنويع الإنتاج ومبادرات دعم المنتجات الوطنية

للصناعة دور مهم في النمو وتوليد فرص العمل وجلب التقنيات

المسوحات الإحصائية الدورية تعمل على توفير قاعدة بيانات دقيقة عن المنشآت الصناعية

في ظل توجهات التنويع الاقتصادي في الخطة الخمسية العاشرة، يحقق نمو الصناعات العمانية أداء جيدا بدعم من البنية القوية لقطاع الصناعة الوطنية الذي يضم حاليا 9 مناطق صناعية قائمة إضافة إلى 5 مناطق جديدة قيد التطوير، ويحظى مستثمرو القطاع الصناعي بمدى واسع من الحوافز والتسهيلات وإعفاءات جمركية لبعض مدخلات الإنتاج، مما يساهم في زيادة جاذبية الاستثمار الصناعي، ويعزز القيمة المضافة للاقتصاد الوطني، ويرفع حجم الصادرات العمانية للأسواق العالمية؛ تحقيقا لمستهدفات سياسات التنويع الاقتصادي التي تعمل على إحداث نقلة نوعية صناعية تمكن قطاع الصناعة من دوره كركيزة للنمو والتنويع.

وإضافة إلى النمو الجيد في القيمة المضافة للصناعات التحويلية بسلطنة عمان، يستعد القطاع لنقلة جديدة عبر حزمة من المشروعات الاستراتيجية التي اجتذبها قطاع الصناعة وستدخل حيز الإنتاج بدءا من العام المقبل وعلى مدى السنوات القليلة المقبلة، حيث تم توقيع اتفاقيات هذه المشروعات خلال العام الجاري وتتضمن عددا من المشروعات المتخصصة في صناعات المنتجات المعدنية التي تزداد جاذبيتها لدى المستثمرين، وتتكامل هذه المشروعات مع العديد من الصناعات القائمة فضلا عن دعم تجده المشروعات الصناعية الجديدة من الجهود الجارية لتنمية قطاع التعدين كقطاع واعد يرفد منظومة التنويع الاقتصادي ويحقق الاستغلال الأمثل للموارد والخامات المحلية.

ومنذ بداية العام الجاري تم توقيع عدد من الاتفاقيات لمشروعات في قطاعات اقتصادية متنوعة، من بينها 5 اتفاقيات لمشروعات نوعية للصناعات المعدنية تعزز المستهدفات الاستراتيجية لقطاع الصناعة من خلال منتجات تتوجه للسوق المحلي والأسواق الإقليمية والعالمية، وتتضمن هذه الاتفاقيات إنتاج قوالب معدني الفاناديوم والنيوبيوم في المنطقة الحرة بصحار، ويعد المعدنان إضافات نوعية مهمة في قطاع تصنيع المعادن، مما يعزز قوة ومتانة أنواع متعددة من المعادن، ويتوجه الإنتاج لمصانع السبائك الفائقة في أسواق الولايات المتحدة وأوروبا، كما يمهد المشروع لجذب المزيد من الاستثمارات التي تعتمد على هذه المعادن الحيوية، ما يعزز تطور الصناعات المعدنية في سلطنة عمان، كما شهدت منطقة صحار أيضا توقيع اتفاقية وحدة تصنيع الهياكل الفولاذية المتطورة التي تهدف إلى تعزيز تكاملية بيئة الأعمال في قطاع التعدين وتوفير خدمات متكاملة داخل المنطقة الحرة بما يقلل من تكاليف الإنشاء والتشغيل.

وضمن توجهات الاستدامة في قطاع الصناعة، تم توقيع اتفاقية واحدة من أهم المجمعات الصناعية في سلطنة عمان هو مصنع الحديد المختزل بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم وسيكون من أهم الإضافات الاستراتيجية لمنطقة الدقم وقطاع الصناعة في سلطنة عمان، وعززت سلطنة عمان أيضا جهود الاستدامة في قطاع الصناعة من خلال اتفاقية لإقامة مصنع في صحار لإعادة تدوير النفايات الصناعية، لتعزيز الاستدامة وقطاع الاقتصاد الدائري بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040، ومن جانب آخر، اجتذبت المنطقة الحرة بصلالة مشروعا جديدا هو صناعة السبائك الحديدية وورق التغليف المعاد تدويره.

يأتي هذا الزخم من المشروعات الجديدة بدعم من تسارع جهود التنويع وتوالي المبادرات التي تدعم قطاع الصناعة والمنتجات الوطنية، وكان أحدث هذه المبادرات منح امتيازات للشركات الحاصلة على الهوية التسويقية للمنتج الوطني تحت شعار «صنع في عمان» حيث أعلنت وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن المصانع العمانية الحاصلة على هوية المنتج الوطني الجديدة ستحصل على العديد من الامتيازات وستكون لها الأولوية في شراء واستخدام المنتجات الوطنية في المشتريات والمشروعات الحكومية.

وتعد هذه المبادرة ضمن المبادرات التي تترجم التوجيهات السامية من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- بضرورة تعزيز القيمة المحلية المضافة والمحتوى المحلي، لتمكين القطاع الخاص من قيادة دفة الاقتصاد وفقا لأولويات رؤية عُمان المستقبلية 2040، وترجمة للتوجيهات السامية كان جهاز الاستثمار العماني قد أطلق 4 برامج ضمن مشروع قمم، كما أعلنت الأمانة العامة لمجلس المناقصات عن قائمة إلزامية لدعم المنتج المحلي تشمل حاليا 57 منتجا موزعا على 9 فئات و96 خدمة موزعة على 11 فئة، وتتضمن القائمة عددا من المنتجات والخدمات الوطنية التي تلتزم الجهات الحكومية بشرائها والحصول عليها من مصانع وطنية أو موردين محليين.

وفي إطار الجهود والمبادرات التي تعزز آفاق الصناعة، تساهم المسوحات الإحصائية في إيجاد قاعدة بيانات دقيقة حول قطاع الصناعة، ويجري حاليا المسح الصناعي السنوي لكافة المنشآت الصناعية الواقعة داخل وخارج المناطق الصناعية والموانئ والمناطق الحرة، وتساهم البيانات والنتائج التي يقدمها المسح الصناعي في عمليات التخطيط المستقبلية لقطاع الصناعة، ومتابعة وتقييم الاستراتيجية الصناعية 2040، فضلا عن تحسين آليات متابعة الأداء في المنشآت الصناعية.

وتحمل جهود تشجيع المحتوى المحلي والصناعة الوطنية أهمية كبيرة في تعزيز القاعدة الإنتاجية وخفض الواردات، حيث تمثل واردات سلطنة عمان من مدخلات الإنتاج والسلع الصناعية بمختلف أنواعها الجانب الأكبر من فاتورة الواردات.

وتشير الإحصائيات إلى أنه بنهاية مايو الماضي، ارتفعت مساهمة صادرات قطاع الصناعة إلى نحو 82 بالمائة من إجمالي الصادرات غير النفطية لسلطنة عمان، وسجل إجمالي قيمة صادرات قطاع الصناعة 2.2 مليار ريال عماني من إجمالي صادرات غير نفطية بقيمة 2.7 مليار ريال عماني، في حين بلغ إجمالي الواردات خلال الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام 6.2 مليار ريال عماني، وتتضمن 4.5 مليار من الخامات والسلع والمنتجات الصناعية بما يمثل نحو 73 بالمائة من إجمالي الواردات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري.

وتشمل قائمة الواردات الصناعية خلال الفترة من يناير وحتى نهاية مايو من العام الجاري 1.7 مليار ريال عماني من المنتجات المعدنية و944 مليون ريال عماني من الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية ومكونات وأجزاء هذه الآلات والمعدات و658 مليون ريال عماني من المعادن العادية ومصنوعاتها و639 من منتجات الصناعات الكيماوية والصناعات المرتبطة بها إضافة إلى 561 مليون ريال عماني من معدات النقل.

ومع زيادة مستمرة لتواجد المنتج العماني في أسواق العالم، وما تقوم به الصناعة من دور مهم في دعم النمو وتوليد فرص العمل وجلب التقنيات الحديثة، يمثل ذلك أساسا جيدا لتقدم مستهدفات سياسات التنويع نحو وضع قطاع الصناعة الوطنية كإحدى الركائز الأساسية للتنويع الاقتصادي خلال الخطة الخمسية العاشرة، وتحقيق تقدم مستمر في إحلال الصناعات المحلية مكان الواردات وزيادة الزخم الحالي الذي يشهده نمو صادرات قطاع الصناعة.

ويذكر أنه خلال العام الماضي، دخل إلى حيز الإنتاج اثنان من أهم المشروعات الصناعية، هما مصنع عُمان للمسبوكات المترابطة الذي يوظف أحدث الأنظمة والتقنيات ويدعم التوجهات العامة لتنويع مصادر الدخل وزيادة حجم الصادرات العمانية من خلال إنتاجه من الإطارات المعدنية، كما تم افتتاح مصنع «سانفيرا» للكربون، ويعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان الذي يعمل على تحويل الفحم البترولي إلى منتج له قيمة صناعية عالية، يستخدم في صناعات الألومنيوم وعدد من الصناعات التعدينية الأخرى.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ملیار ریال عمانی ریال عمانی من قطاع الصناعة العام الجاری سلطنة عمان الصناعة من فی سلطنة ع فی قطاع

إقرأ أيضاً:

استراتيجية الصناعات التحويلية.. طموح واسع نحو مضاعفة الصادرات غير النفطية

خلال عام 2023:

7.4 مليار ريال حجم الصادرات غير النفطية وهو مستوى قياسي

67% نسبة السلع الصناعية من إجمالي الصادرات غير النفطية

خلال الربع الأول من العام الجاري:

44.9% معدل نمو الصادرات غير النفطية

2.3 مليار ريال حجم الصادرات

تستهدف استراتيجية الصناعات التحويلية 24.9 مليار ريال من الصادرات غير النفطية بحلول عام 2040 وهو ما يصل إلى ضعف حجم صادرات النفط والغاز حاليًا

بدعم من نمو القطاعات الإنتاجية وجهود الدعم المنتجات الوطنية: شهدت الصادرات غير النفطية لسلطنة عُمان خلال السنوات القليلة الماضية زيادة كبيرة، وبلغ حجمها خلال العام الماضي 7.4 مليار ريال عُماني، وهو أعلى مستوى قياسي تحققه الصادرات غير النفطية. وخلال الربع الأول من العام الجاري، سجلت الصادرات غير النفطية نموًا بنسبة 44.9%، وقفز حجمها من 1.6 مليار ريال عُماني خلال الربع الأول من عام 2023 إلى 2.3 مليار ريال عُماني خلال الربع الأول من هذا العام، وهو ما يرفع مساهمة الصادرات غير النفطية في إجمالي صادرات سلطنة عُمان إلى أكثر من 35%. وقد بلغ إجمالي الصادرات 6.5 مليار ريال عُماني خلال الربع الأول من العام الحالي.

ويُعد قطاع الصناعة التحويلية الرافد الرئيسي لنمو الصادرات غير النفطية، وتجاوز حجم صادرات السلع والمنتجات الصناعية خلال العام الماضي أكثر من 5 مليارات ريال عُماني، ويمثل هذا الحجم من الصادرات الصناعية أكثر من 67% من إجمالي الصادرات غير النفطية خلال عام 2023 ونحو 22% من إجمالي صادرات سلطنة عُمان بما في ذلك صادرات النفط والغاز. وسجل إجمالي الصادرات 22.6 مليار ريال عُماني خلال عام 2023.

ومن خلال استراتيجية الصناعات التحويلية 2040 التي بارك حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- اعتمادها، تتبنى سلطنة عُمان أهدافًا طموحة لزيادة صادراتها غير النفطية بما يكاد يصل إلى ضعف حجم صادرات النفط والغاز حاليًا والتي بلغ إجماليها خلال العام الماضي نحو 13.7 مليار ريال عُماني.

وحددت الاستراتيجية مستهدفًا لرفع حجم الصادرات غير النفطية ليصل إلى 24.9 مليار ريال عُماني، كما تستهدف أيضًا تحقيق نمو في مساهمة قطاع الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040 بمقدار ثلاثة أضعاف لتصل إلى 11 مليار ريال عُماني، وذلك بالتركيز على 30 نشاطًا صناعيًا واعدًا تم تصنيفها إلى 3 مجموعات رئيسية هي الصناعات التي تعتمد على الموارد الطبيعية، وصناعات كثيفة رأس المال، والصناعات القائمة على المعرفة.

يُترجم التركيز على هذه النوعية من الأنشطة الواعدة إلى مستهدفات استراتيجية أساسية في توجهات التنويع الاقتصادي، ومن أهمها: اجتذاب الاستثمارات النوعية الكبرى، والتوسع في اقتصاد المعرفة والصناعات ذات المحتوى التكنولوجي المرتفع، واستغلال الخامات والموارد المحلية في قطاع الصناعة، خاصة خامات قطاع التعدين الذي يُعد ضمن القطاعات الرئيسية لتعزيز النمو خلال الخطة العاشرة. وتأتي هذه المستهدفات والطموحات التي تتضمنها استراتيجية الصناعات التحويلية لتقديم دعم كبير لجهود تنويع روافد النمو والعائدات العامة وخفض الاعتماد على النفط والغاز ودعم تواجد المنتجات الوطنية في الأسواق العالمية.

وتتيح توجهات التنويع الاقتصادي والبرامج الوطنية لتسريع تنفيذها إمكانات واقعية لإنجاح تحقيق هذه الطموحات الكبيرة لاستراتيجية الصناعات التحويلية، حيث يُعد قطاع الصناعة أحد الركائز الرئيسية للنمو والتنويع الاقتصادي خلال الخطة الخمسية العاشرة. ويأتي النمو الحالي في حجم الصادرات غير النفطية. مُعززةً بتوسيع الشراكات الاستراتيجية لسلطنة عُمان مع الدول الشقيقة والصديقة، وتنفيذ البرنامج الوطني للاستثمار وتنمية الصادرات "نزدهر" ضمن البرامج الوطنية للخطة العاشرة التي تستهدف تسريع تحقيق مستهدفات محور الاقتصاد والتنمية في "رؤية عُمان 2040"، ويعمل "نزدهر" على تكثيف الجهود الوطنية لاستقطاب الاستثمارات النوعية، وإيجاد بيئة محفزة للاستثمار وتنمية الصادرات العُمانية غير النفطية خلال الخطة الخمسية العاشرة (2021 - 2025)، كما عززت سلطنة عُمان جهود دعم المنتجات الوطنية خلال العام الجاري باعتماد السياسة الوطنية للمحتوى المحلي للفترة ما بين عامي (2024-2030).

وفي الوقت ذاته، يشهد قطاع الصناعة انضمام عدد متزايد من المشروعات الاستراتيجية التي تعزز نموه من أهمها مجمع لوى للصناعات البلاستيكية ومصفاة الدقم للمنتجات البتروكيماوية، ويجد القطاع دعماً إضافياً من توجهات الاستدامة في سلطنة عُمان والتي تعطي الأولوية في توفير الطاقة للصناعات الوطنية، بما في ذلك الغاز وصناعات الهيدروجين الأخضر، فيما تساهم استراتيجية الطاقة الوطنية في تعزيز استدامة النمو في قطاع الصناعة عبر التوجه نحو التوسع في مصادر الطاقة المتجددة التي تدعم تواجد الصناعات الثقيلة كثيفة الاستهلاك للطاقة وكذلك الصناعات الخضراء.

وتم تطوير استراتيجية الصناعات التحويلية بالتعاون والشراكة مع عدد من الجهات في القطاعين العام والخاص، وبالاستفادة من خبرات مؤسسات التنمية الدولية ممثلة في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو)، لتواكب أحدث التطورات الاقتصادية العالمية وتتماشى مع رؤية عُمان 2040.

وتعتبر الاستراتيجية أحد المخرجات المهمة للمختبرات الوطنية للصناعات التحويلية وصناعات المستقبل، والتي تناولت تطوير الاستراتيجية بما يواكب المتغيرات العالمية، كما ركزت المختبرات على محور "الصناعات المستقبلية" بهدف نقل وتوطين تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وتشجيع الاستثمار في الصناعات ذات المحتوى التكنولوجي، وهو ما يعزز مستهدفات استراتيجية الصناعات التحويلية في تأسيس قاعدة صناعية. متطورة تعتمد على التكنولوجيا الحديثة بحلول عام 2040، وذلك عبر الاستغلال الأمثل للقدرات الإبداعية العُمانية والتقنيات الإنتاجية المبتكرة، مع التركيز على رفع مستوى جودة المنتجات الصناعية العُمانية.

مقالات مشابهة

  • «اقتصادية النواب»: تخفيض فاتورة الاستيراد ودعم الصناعة تحديات أمام الحكومة الجديدة
  • استراتيجية الصناعات التحويلية.. طموح واسع نحو مضاعفة الصادرات غير النفطية
  • مدبولي: مصر قطعت أشواطا كبيرة ومهمة لتحسين مناخ الأعمال في قطاع الصناعة
  • مصطفى بدرة: الإصلاح الاقتصادي يجذب استثمارات الاتحاد الأوروبي خلال السنوات المقبلة
  • توطين 23 صناعة جديدة لأول مرة في مصر من خلال مبادرة «ابدأ»
  • رئيس «إي اف چي»: نظرة المستثمرين الأجانب للإصلاحات الأخيرة بمصر «إيجابية»
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك 2030"
  • وزارة التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك 2030"
  • التخطيط تتيح مشروعات "حياة كريمة" للمواطنين من خلال تطبيق "شارك ٢٠٣٠"
  • عون يشدد على الحفاظ على جودة المنتوج والأسعار