أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي “الناتو”، ينس ستولتنبيرج ضرورة الاستمرار في دعم أوكرانيا "مهما استغرق الأمر".

جاء ذلك خلال لقاء ستولتنبرج اليوم الخميس بأعضاء البرلمان الأوروبي، الذي رحب خلاله بالتقدم المحرز في التعاون بين حلف الناتو والاتحاد الأوروبي وشدد على أهمية دعم أوكرانيا لأطول فترة ممكنة.

كما شارك في اجتماع لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الأوروبي واللجنة الفرعية للأمن والدفاع، بحسب الموقع الرسمي لحلف الناتو.

ورحب ستولتنبرج بالتقدم الذي أحرزته أوكرانيا في هجومها المضاد، مشيرا إلى أن القوات الأوكرانية "تكتسب الأرض تدريجيا" وأنها "تمكنت من اختراق الخطوط الدفاعية للقوات الروسية، وهي تتقدم للأمام".

وأضاف ستولتنبرج أن "الأوكرانيين يفوقون التوقعات مرارا وتكرارا. وعلينا أن نتذكر ما هي مسؤوليتنا: مسؤوليتنا في دعمهم ".

وأكد أن "دعم أوكرانيا ليس خيارا. إنها ضرورة لضمان الحفاظ على السلام لأعضائنا ولبلداننا ولضمان أن الأنظمة الاستبدادية لا تحقق ما تريد من خلال انتهاك القانون الدولي واستخدام القوة العسكرية".

كما أدان ستولتنبرج قرار روسيا بالانسحاب من صفقة الحبوب في البحر الأسود. وقال: "إننا نرحب بالجهود التي تبذلها تركيا لإعادة تأسيس صفقة الحبوب"، مضيفا أن أفضل طريقة لضمان شحن آمن ومأمون للحبوب من أوكرانيا هي أن تنهي روسيا حربها.

وفيما يتعلق بالعلاقة بين الناتو والاتحاد الأوروبي، رحب ستولتنبرج بتعمق التعاون في مجالات تشمل الفضاء الإلكتروني والفضاء والبنية التحتية الحيوية والتنقل العسكري والاستقرار في غرب البلقان والأمن البحري والمزيد من المجالات.

وقال "إنني أؤمن بالتعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي، لأننا نتقاسم نفس القيم، ونتقاسم نفس التحديات. نحن منظمتان مختلفتان، ولكن لدينا الكثير من القواسم المشتركة"

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الناتو أوكرانيا دعم أوکرانیا

إقرأ أيضاً:

سوريا ما بعد الثورة وسؤال الخطاب

شكل سقوط نظام الأسد خلال أيام قليلة على يد الثوار السوريين تحولا استراتيجيا في الإقليم، نظرا للأهمية الجيوسياسية لسوريا، ما يفتح الباب لارتدادات وتداعيات واسعة النطاق لا تقتصر على المنطقة إنما تتعداها لتصيب جميع الأطراف الفاعلة في الساحة السورية منذ بداية اندلاع الثورة، ما يجعل مراقبة سلوك الإدارة السياسية الجديدة محط اهتمام وترقب دولي.

وتحاول الإدارة السورية الجديدة عقب سقوط نظام الأسد تبني خطاب تطميني يرسل رسائل إيجابية لكل الأطراف الدولية، سعيا منها لتجنب الوقوع في أي أزمات خارجية ولتحييد أي خصوم محتملين وللتركيز على الأولويات والتحديات الداخلية أمام التركة الثقيلة التي تركها النظام البائد، ما يتطلب العمل على إعادة بناء الدولة من جديد والحيلولة دون تقسيمها أو تعرضها للفشل وعودة الفوضى لها، ولمحاولة إعادة سوريا لفلك المدار الدولي وإلغاء العقوبات التي وجهت لها سابقا إلا أن هذا الخطاب أثار مجموعة من التساؤلات والإشكالات خاصة فيما يتعلق بالموقف من العدو الصهيوني والقضية الفلسطينية.

ما يستدعي التوقف عنده هو عدم إدراك هذا الخطاب طبيعة العدو الصهيوني؛ أنه كيان شهواني إذا رأى ضعفا تتزايد شهوته وأطماعه ليقتنص الفرصة، وهو الذي يشكل تهديدا لكل محيطه مهما كان هذا المحيط أليفا معه ليمنع مراكمة أي قوة قد تهدده مستقبلا؛ فكيف بسوريا ذات الإمكانات والعمق الاستراتيجي للأمة
إن هذه الرسائل الإيجابية المبالغ فيها أحيانا تفتح الباب للتشكك في هذا الخطاب من قبل المجتمع الدولي؛ نظرا للخلفية السلفية الجهادية لقيادة هيئة تحرير الشام التي تتصدر قيادة الحالة، حيث سينظر إليها في إطار المناورة السياسية والخداع أكثر من كونه نابعا عن قناعة راسخة، فهي ستحتاج تأكيدات بالممارسة العملية أكثر من مجرد التطمينات، إذ إن الكلمات لا تكفي وحدها لإرضاء المجتمع الدولي وتحييده عن التدخل أو العبث في سوريا، وحيث أن التحديات والتهديدات التي تقود لهذا النوع من الخطاب لا يمكن أن تصل لنهاية.

وفي ذات الوقت يثير هذا الخطاب مخاوف وقلق أصدقاء الثورة من الشعوب التي تعوّل على هذه الرقعة المحررة خاصة فيما يتعلق بقضايا الأمة، وارتفع التوجس من التصريحات تجاه العدو الصهيوني الذي توغل في سوريا، وبتجنب الإعلان عن مواقف واضحة تجاه القضية الفلسطينية التي تتعرض لمحاولات تصفية وأمام يجري في غزة التي تتعرض لحرب إبادة جماعية غير مسبوقة، والخشية أن يتحول مثل هذا النوع من الخطاب لأصيل بدلا من خطاب مرحلي، وتدل على احتمالية تحقق ذلك كثير من التجارب حتى الإسلامية منها التي تحول لديها التكتيك لاستراتيجيا مع مرور الوقت، وتتزايد الخشية بقراءة تاريخ تحولات الحالة الناشئة بالتساؤل عن المدى الذي يمكن أن تصل إليه وهل هنالك حدود للخطاب الذي يتم طرحه.

لا يمكن إهمال السياق والخلفيات الإسلامية لقادة الثورة، والتي شكل نجاحها في ظلال معركة طوفان الأقصى وكأحد تداعياتها؛ بارقة أمل لدى أبناء الأمة وأحرارها بما حققته هذه الرقعة المحررة بقوة السلاح لا بمنّة أحد، بل بإصرار وصبر أحرار الشعب السوري، فارتفعت سقوف التوقعات والأمنيات لتحمل سوريا الجديدة أعباء ثقيلة خاصة تجاه فلسطين وبيت المقدس
وما يستدعي التوقف عنده هو عدم إدراك هذا الخطاب طبيعة العدو الصهيوني؛ أنه كيان شهواني إذا رأى ضعفا تتزايد شهوته وأطماعه ليقتنص الفرصة، وهو الذي يشكل تهديدا لكل محيطه مهما كان هذا المحيط أليفا معه ليمنع مراكمة أي قوة قد تهدده مستقبلا؛ فكيف بسوريا ذات الإمكانات والعمق الاستراتيجي للأمة، وقد تجلت هذه الطبيعة حينما تصاعدت هجمات العدو وارتفعت شهوته ضد حزب الله حينما لم يَرد الحزب بشكل رادع على الضربات الكبيرة الأولى.

في النهاية فإنه لا يمكن إهمال السياق والخلفيات الإسلامية لقادة الثورة، والتي شكل نجاحها في ظلال معركة طوفان الأقصى وكأحد تداعياتها؛ بارقة أمل لدى أبناء الأمة وأحرارها بما حققته هذه الرقعة المحررة بقوة السلاح لا بمنّة أحد، بل بإصرار وصبر أحرار الشعب السوري، فارتفعت سقوف التوقعات والأمنيات لتحمل سوريا الجديدة أعباء ثقيلة خاصة تجاه فلسطين وبيت المقدس التي لا يعقل أن تنفك عنها بأي شكل من الأشكال؛ ليس لأن فلسطين قطعة من بلاد الشام فقط لكن لأنها الميزان الذي يُقاس به أي مشروع وتحدد على أساسها المواقف، وعلى طريقها تخلد المشاريع وأصحابها في سجلات الشرف والمجد، فما هي بالعبء الزائد مهما ثقلت تكاليفها ولا هي بالهدف الثانوي أمام أي هدف آخر مهما عظم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • ماجد عبدالله يشكر الاتحاد السعودي والاتحاد الخليجي على ترشيحه ضمن أساطير الخليج في نهائي كأس الخليج بالكويت
  • أسعار الغاز الأوروبي تقفز بعد توقف إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا
  • سوريا ما بعد الثورة وسؤال الخطاب
  • زيلينسكي: ترامب قادر على حسم الحرب في أوكرانيا
  • سلوفاكيا تبتز أوكرانيا بورقة اللاجئين
  • العام الجديد 2025 استغرق 26 ساعة ليعم أقطار الأرض
  • العام الجديد 2025 استغرق 26 ساعة ليعم على أقطار الأرض
  • فنلندا تؤكد على استمرار دعمها للمؤسسات الأمنية في العراق من خلال الناتو
  • الإسماعيلي والاتحاد يطالبان بنقاط مباراتيهما أمام مودرن
  • مدرب المنتخب السعودي: الخسارة أمام عمان مسؤوليتنا بالكامل ونحتاج لتحسين دفاعنا