قسد تتعهد بتلبية مطالب العرب في دير الزور
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
في مسعى لنزع فتيل توترات أججت قتالاً مميتاً على مدى أيام، تعهد مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، بتلبية مطالب العشائر العربية في شرق سوريا وتصحيح "الأخطاء" التي قال إنها ارتكبت في إدارة المنطقة.
وقُتل عشرات الأشخاص منذ انتفاضة مقاتلين من العشائر العربية على قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، الأسبوع الماضي، في أول انتفاضة من نوعها منذ طردت القوات، التي يقودها الأكراد، تنظيم داعش الإرهابي من المنطقة، قبل أكثر من أربع سنوات بدعم من الولايات المتحدة.
ودفعت الانتفاضة، التي ينظر إليها على نطاق واسع على أنها تعكس شكاوى العرب المتزايدة، الولايات المتحدة إلى بذل جهود من أجل وقف التصعيد، في ظل احتمال أن تستفيد جهات أخرى من هذا الصراع.
حظر تجول في #دير_الزور بعد اشتباكات مسلحة https://t.co/CwaXZuDW2R
— 24.ae (@20fourMedia) September 1, 2023وقال عبدي في مقابلة صحافية إنه التقى بزعماء العشائر ويحترم طلبهم بالإفراج عن عشرات المقاتلين المحليين، الذين انتفضوا واعتقلوا في أثناء إخماد قوات سوريا الديمقراطية للاضطرابات.
وأضاف في اتصال بالفيديو من شمال شرق سوريا "لدينا قرار أنه سيتم العفو عن الجميع في عفو عام، للمتورطين في هذه الحوادث.. حتى الآن تم الإفراج عن نصف وسيتم الإفراج عن الباقين".
وتعهد عبدي باستضافة اجتماع واسع النطاق مع كبار الشخصيات في العشائر العربية وممثلين آخرين من دير الزور، لمعالجة شكاوى مستمرة منذ فترة طويلة بخصوص قضايا تمتد من التعليم والاقتصاد إلى الأمن.
واشتكى السكان العرب من الإدارة، التي يقودها الأكراد، قائلين إنها تمارس التمييز ضدهم ولا تمنحهم حصتهم من الثروة النفطية في المنطقة.
ورداً على سؤال عن كيفية معالجة الشكاوى، أقر عبدي بوجود "خلل" في تمثيل مختلف العشائر بالمجالس المحلية، وقال: "بالتأكيد هناك ثغرات موجودة وأخطاء على الأرض".
"منفتحون على جميع الانتقادات"قوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتضم مقاتلين عرباً، شريك رئيسي في التحالف أمريكي القيادة ضد تنظيم داعش الإرهابي.. وتسيطر القوات على ربع مساحة سوريا في منطقة بها حقول نفط وينتشر فيها نحو 900 جندي أمريكي.
وتعهد عبدي بإعادة هيكلة كل من المجلس المدني الذي يحكم المحافظة ومجلس دير الزور العسكري، وهو وحدة عربية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، لجعلهما "ممثلاً عن جميع العشائر والمكونات الموجودة في دير الزور".
واندلع القتال بعد أن اعتقلت قوات سوريا الديمقراطية رئيس المجلس المعروف باسم أبو خولة، لاتهامه بالفساد وانتهاكات أخرى.. وانتفض حلفاء أبو خولة العشائريون لذلك.
ودعا التحالف إلى إنهاء العنف قائلاً إن تشتيت الانتباه عن قتال داعش يفاقم خطر عودة ظهور التنظيم، وزار مسؤولون أمريكيون كبار المنطقة يوم الأحد.
وقال عبدي إن قوات سوريا الديمقراطية لن تنسحب من المنطقة.
#سوريا.. 50 قتيلاً في اشتباكات بين عشائر وقوات سوريا الديمقراطية في #دير_الزور https://t.co/geo9u6sXm9
— 24.ae (@20fourMedia) September 1, 2023وأضاف "نحن منفتحون على جميع الانتقادات، سندرسها ونتجاوزها.. والنتيجة ستكون عودة قوات سوريا الديمقراطية في جميع مكوناتها بشكل أقوى مما كان في السابق".
واتهم أيضاً الحكومة السورية بالضلوع في إثارة الاضطرابات، قائلاً إن قواته اعتقلت مقاتلين مرتبطين بدمشق انضموا إلى المتمردين العشائريين، ولن يطلَق سراحهم من خلال العفو العام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني دير الزور الأكراد سوريا قوات سوریا الدیمقراطیة دیر الزور
إقرأ أيضاً:
كاتب إسرائيلي يدعو لمهاجمة سوريا.. فرصة نادرة لقطع شريان تغذية حزب الله
تناول مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" للخبير الاقتصادي والمحاضر في الكلية الاكاديمية رمات غان كفير تشوفا، فرص دولة الاحتلال بالهجوم على سوريا لعزل حزب الله اللبناني.
وقال تشوفا، أن "هناك فرصة نادرة لقطع مسار السلاح الإيراني الذي يغذي حزب الله حين تكون روسيا مشغولة بأوكرانيا والنظام السوري مضطرب".
وفي النزاع المتواصل بين ايران وحزب الله وإسرائيل توجد نقطة ارخميدية تتيح تغييرا جذريا للوضع الراهن وخلق واقع جديد، ففي السنوات الأخيرة نجحت ايران في تثبيت نفوذها على طول في المنطقة كالعراق، سوريا ولبنان فخلقت بذلك "طوق نار" حول إسرائيل، بحسب الكاتب.
وأضاف، أن "أعداء ايران مثل داعش، السعودية والعراق ضعفوا جدا أو أوقفوا صراعهم ضدها مما سمح بتعميق سيطرتها في الشرق الأوسط. نقطة الانعطافة التي ساعدت في التوسع الإيراني كانت سقوط نظام صدام حسين في العراق".
وأوضح الكاتب، أن "النظام السُني لصدام شكل فاصلا في وجه تطلعات ايران الشيعية، وبخاصة في ضوء خصومة تاريخية تمتد 1400سنة بين الشيعة والسُنة، فصدام قاتل ايران ثماني سنوات، لكن بعد سقوطه فتحت امام ايران فرص جديدة: بدأت تعزز مكانتها في العراق ولاحقا وسعت نفوذها الى سوريا ولبنان أيضا في ظل التعاون مع حزب الله ونظام الأسد".
وتابع، "الآن حين يكون الروس مشغولين بالمعارك في أوكرانيا، ونظام الأسد متعلق بشعرة رفيعة، وإسرائيل التي تكاد توجد وحدها أمام التوسع الإيراني يمكنها أن تضرب في اللحظة المناسبة".
ويحتمل أن يكون إسقاط نظام الأسد بالذات كفيلا بأن يسمح لإسرائيل وحلفائها بأضعاف سيطرة إيران في المنطقة وتقليص نفوذ حزب الله، وفق الكاتب الذي أكد أن ضعف روسيا في الشرق الأوسط بالذات كفيل بأن يكون فرصة ذهبية لإسرائيل.
وأشار إلى أن مناورة عسكرية إسرائيلية سريعة من هضبة الجولان إلى دمشق وإسقاط قوات النظام وبواقي الجيش السوري كفيل بأن يحقق هذا – وبالتوازي، توريد السلاح والمال الى جماعات الثوار في جنوب سوريا وشمالها كي يقاتلوا القوات الإيرانية المتبقية في سوريا بمن فيهم حزب الله وميليشيات أخرى.
وأكد، أن قطع سوريا عن المحور الإيراني سيؤدي الى قطع أنبوب التنفس لحزب الله – مسار التوريد الذي يتضمن السلاح، المقاتلين والبضائع، التي تتدفق من سوريا الى لبنان، وإذا تدخلت إيران كي تحمي نفوذها في سوريا في وجه قوات الثوار من شأنها أن تكون مطالبة بأن تنقل قوات ومقدرات أخرى إلى سوريا ما يقيد قدرتها على العمل بالتوازي ضد إسرائيل في ساحات أخرى.
ودعا تشوفا إلى التخطيط لمثل هذه الخطوة في ظل مراعاة رد فعل تركيا، التي توجد لها مصالح متضاربة في المنطقة: خصومة تاريخية مع روسيا وعدم استعداد لأن تكون شريكا كاملا في خطوات إسرائيلية.
وأردف الكاتب، أن إسقاط نظام الأسد كفيل أيضا بأن يبعث أملا لدى جماعات مقموعة في المنطقة وبخاصة أيران نفسها، فاضطراب مدني كفيل بأن يضعضع استقرار النظام الإيراني وعرقلة محاولاته لمواصلة تثبيت مكانة نفوذه في الخارج.
وختم قائلا، "مع ذلك، يدور الحديث عن خطوة حساسة وذات مخاطر كبيرة تتطلب تخطيطا حريصا، من إدارة مخاطر إلى تعاون وثيق مع حلفاء اقليميين ودوليين، فهل ستنجح إسرائيل حقا في استغلال الفرصة المميزة وتغير ميزان القوى أم أن هذا الرهان سيعقد المنطقة أكثر فأكثر؟ الجواب على ذلك هو ما سيصمم وجه الشرق الأوسط في السنوات القريبة القادمة".