إعداد: بوعلام غبشي إعلان اقرأ المزيد

اللعب لفريق كبير مثل برشلونة يبقى حلم الكثير من اللاعبين. أما الانضمام لتشكيلته في سن 15 عاما، كما حدث مع اللاعب الإسباني المغربي لامين يامال خلال الموسم الماضي، فهذا يعني أن كرة القدم العالمية مقبلة على مشاهدة ظاهرة كروية جديدة على الميادين، خاصة وأن الفريق الكاتالوني أدمج، لأول مرة، لاعبا في مثل هذا العمر ضمن مجموعته الأساسية التي تدافع عن ألوانه.

ففي الجولة 32 من الموسم السابق للدوري الإسباني، وتحديدا في 29 أبريل/ نيسان، دخل الفتى في أول اختبار له إلى جانب زملائه في برشلونة بالربع الأخير من عمر مباراة ضد ريال بيتيس، ليكون أصغر لاعب يدمج في التشكيلة في تاريخ الفريق الكاتالوني، والذي انتصر في هذه المقابلة برباعية نظيفة. ومع هذا الحضور، اكتشفت الجماهير محليا ودوليا "الجوهرة العظيمة" لبرشلونة، حسب وصف الصحافة المحلية.

ونظرا للأصول المغربية لهذا الفتى (والده مغربي ووالدته من غينيا الاستوائية) الذي يبلغ اليوم 16 عاما، كان من الطبيعي أن يحاول مسؤولو الكرة في المملكتين الدخول في مساعي إقناعه لتعزيز منتخب كل منهما. وكثيرا ما هتفت الجماهير المغربية عبر مواقع التواصل باسمه على أن المنتخب المغربي سيكون له ميسي أيضا في المستقبل القريب مع الانضمام إليه.

منافسة حادة حسمها لامين

تجاوزت شهرة لامين يامال كل الحدود، ليس فقط لموهبته الكروية بل أيضا للمنافسة الحادة بين الاتحادين الإسباني والمغربي لإقناعه حتى ينضم لمنتخبيهما. وصار اسمه أشهر من نار على علم، يتردد باستمرار على مواقع التواصل. وأظهر البعض من المغاربة حماسا زائدا بأن "أسود الأطلس" سيكسبون خدمات هذه الموهبة الفاتنة. كما هو حال هذا المدون الذي أظهر فيديو للاعب يداعب الكرة على إيقاع أغنية قومية للمغني المغربي الشاب الدوزي، تقول كلماتها "حمرا ونجمة بالأخضر... أنا مغربي".

وهذا، في وقت تعالت فيه الأصوات عبر الإعلام ومواقع التواصل مشيدة بأدائه عقب كل ظهور له مع "البارصا". إنه لاعب "ذكي واستثنائي... أتمنى أن يقضي سنوات عديدة في برشلونة"، يقول عن طريقة لعبه المدرب تشافي هيرنانديز. وهذا التمسك به لم يقتصر على النادي الكاتالوني فقط الذي كسب اليوم "ميسي جديد"، على حد وصف الصحافة، بل حتى "لاروخا".

وجاء قرار يامال بالانضمام للمنتخب الإسباني في بداية سبتمبر/أيلول كقطعة ثلج بارد سقط على حماس الكثير من المغاربة الذين عقدوا الأمل على انتمائه المغربي، من جهة أبيه، لعله يحفزه للارتباط بالأسود وخوض غمار المنافسات القارية والدولية إلى جانبهم في الشهور والسنوات المقبلة.

لامين يتطلع للتألق أكثر مع برشلونة

????????️| Lamine Yamal: “I try to take every chance the coach gives me to play and do the best out of it.” #fcblive pic.twitter.com/62iGMoZzwa

— BarçaTimes (@BarcaTimes) August 27, 2023 لامين هدف لانتقادات مغربية والركراكي يدافع عنه

عدد من المغاربة لم يتفهموا أو يفهموا هذا الاختيار. ولم يترددوا في توجيه النقد والتنديد باختياره بطريقة تهجمية، في بعض الأحيان، على مغربيته عبر مواقع التواصل. وكمثال هذه التدوينة لأحد هؤلاء: "من الآخر، المغربي والذي يحمل تمغربيت في الدم يلعب معك دون أن تقولها له، وخير مثال زياش، أمرابط، حجي يوسف ومصطفى والكثير ممن اختاروا القميص الوطني..."، قبل أن يتدارك: "على العموم الله يسهل عليه في مشواره الكروي وفي اختياره".

وكان أول المدافعين عن حرية اختيار لامين يامال، الناخب الوطني المغربي وليد الركراكي، الذي أبدى نوعا من التعاطف معه. "شاب في 16 عاما من العمر، كان عليه اتخاذ قرار ليس بالسهل... لا أتمنى أن أكون في الموقف الذي وجد فيه"، يعلق الركراكي.

ودافع مدرب "الأسود" في الوقت نفسه عن الجهود الذي بذلها شخصيا واتحاد كرة القدم المغربي في محاولة إقناع لامين باللعب للمنتخب الوطني، لكن من دون جدوى. "لا يمكن أن نجبر لاعبا على الالتحاق بالمنتخب الوطني، لا سيما وأنه ولد بإسبانيا ولعب في الفئات العمرية الصغرى لمنتخبها"، مشيدا بإمكانياته الكروية: "أحببنا أم كرهنا يبقى موهبة عالمية".

وعلى غرار الراكراكي، دافع الصحافي حميد المهداوي الذي يدير موقع البديل في فيديو نشره على "ميتا"، على "حق" لامين "بجميع الشرائع" أن يختار المنتخب الذي يريد اللعب له، "وإن كنا كمغاربة نتمنى أن يكون لعب للمنتخب المغربي"، قبل أن يتساءل: "أردت معرفة لماذا تمت مهاجمته... في الأول الكل كان يتناقل مهاراته وفجأة أصبح خائنا ولا قيمة له وأصبح هدفا للسب...".

وجود "ضعوطات"

هذا الاختيار للعب للمنتخب الإسباني، بالنسبة للصحافي المغربي المختص في الشأن الرياضي حسن العطافي، يتماشى مع رغبة عائلته، ولا يمكن الحكم عليه الآن، باعتبار أنه لا يزال قاصرا. كما أنه "بصدد الاستمرارية وليس اختيار"، بحكم أنه لعب للفئات العمرية الصغرى للمنتخب الإسباني، بدون أن يغفل الإشارة إلى إمكانية وجود "ضغوطات" عليه.

هذه "الصدمة" كما عبر عنها البعض على مواقع التواصل، يحاول اليوم تجاوزها الكثير من محبي "الأسود" بالتعويل على خدمات مهاجم ريال مدريد إبراهيم دياز، الذي "يبقى من الخيارات المطروحة"، وفق الصحافي العطافي، "لكن لا ينبغي أن نبني عليه كل الأحلام. اللاعب ينتظر دعوة من المنتخب الإسباني، وإذا اعتمد عليه المدرب كارلو أنشيلوتي أساسيا في سلسلة من المباريات وتألق، سيفرض نفسه على الناخب الإسباني وسيستجيب. فهو لم يغلق الباب في وجه المنتخب المغربي، لكن يعتبره خيارا ثانيا وهذا لا يليق بنا" حسب تعبيره.

ولا يرى العطافي أي عيب في سياسة التنقيب عن الطاقات الكروية من أبناء الجالية المنتهجة من قبل الاتحاد المغربي، معتبرا أن "المغرب ليس البلد الوحيد الذي يستفيد من مواهبه التي جرى تكوينها في الخارج. شخصيا لست ضد ذلك علما أن الضمانات تكون أكبر حين ينضم اللاعب للمنتخب الأول. لأنه يمكن للاعب أن يدافع عن قميص منتخب في الفئات الصغرى وينضم إلى المنتخب الأول لبلد آخر".

لماذا لا ينتج المغرب لاعبين من طراز لامين؟

يوجه حسن العطافي في الوقت نفسه رسالة للفرق المحلية التي عليها "أن تراجع مناهجها فيما يخص التكوين وتعتمد على اللاعبين الشباب، لتؤمن من يمثلونها في المنتخب المغربي، وأيضا لتحقيق عائدات مقابل ذلك، لأن الفرق تحقق دخلا مهما مقابل مشاركة لاعبيها في المونديال، فضلا عن ارتفاع أسهم اللاعبين. في تقديري لا يلجأ المدربون للاعتماد على الممارسين في الخارج عن سبق إصرار، بل أن التكوين الأساسي والنضج التكتيكي هو الفيصل".

ويشدد العطافي على أن "المغرب يحتاج إلى كفاءاته في كل المجالات، ولا يمكن أن تشكل الرياضة بشكل عام وكرة القدم خاصة استثناء. سياسة الاعتماد على لاعبين من مغاربة العالم مهمة، لأنها تؤثر بشكل إيجابي على مستوى ومردود المنتخب المغربي".

أما حميد المهداوي فيتساءل: "لماذا نحن لا ننتج مثل هؤلاء اللاعبين وننتظر الأوروبيين يعطوننا حكيم زياش، حاكمي، بوفال، لامين...، ولماذا لا تتبع هذه السياسة في مجالات أخرى غير الكرة مثل جلب أطباء، قضاة، خبراء، سياسيين، لماذا الكرة بالضبط...".

بوعلام غبشي

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: العراق الغابون النيجر ريبورتاج برشلونة الدوري الإسباني لكرة القدم منتخب المغرب وليد الركراكي منتخب إسبانيا المنتخب المغربی مواقع التواصل لامین یامال

إقرأ أيضاً:

الدرك الملكي والحرس المدني الإسباني يقومان بدوريات مشتركة لمراقبة الهجرة غير النظامية

يقوم الحرس المدني الإسباني في قيادة لاس بالماس بجزر الكناري، بالتنسيق مع القيادة الإقليمية للدرك الملكي في العيون، بتنفيذ دوريات مشتركة في محافظة لاس بالماس. هذه الفكرة تم تطبيقها هناك، ولكنها لم تُطرح قط للنقاش في سبتة.

في جزر الكناري، ومن أجل تعزيز التعاون المتزايد بين المؤسستين في مجال الأمن ومراقبة الحدود، تم السماح رسميًا بهذه الدوريات المشتركة لمكافحة الهجرة غير النظامية.

ووفقًا للمصادر الرسمية، تم التخطيط لهذه الدوريات بناءً على معلومات استخباراتية متبادلة بين الجهازين، خاصة فيما يتعلق بنشاط الشبكات الإجرامية التي تعمل على تسهيل الهجرة غير النظامية.

تُعد جزر الكناري واحدة من المناطق الأكثر تأثرًا بوصول قوارب الهجرة، كما شهدت ارتفاعًا كبيرًا في عدد القُصّر المهاجرين.

في الواقع، اضطرّت كلٌّ جزر الكناري إلى الضغط على الحكومة الإسبانية لاتخاذ تدابير لنقل هؤلاء الأطفال المهاجرين إلى مناطق أخرى داخل إسبانيا.

تتركز عمليات التعاون بين الحرس المدني والدرك الملكي على منع انطلاق القوارب من المغرب، والتصدي للجريمة المنظمة المرتبطة بالهجرة، ومكافحة شبكات التهريب التي تسهّل الهجرة غير النظامية، ورصد الاتصالات بين الشبكات الإجرامية الناشطة في إسبانيا والمغرب.

استراتيجية جديدة لمكافحة الهجرة غير النظامية

بحسب بيان الحرس المدني الإسباني، فإن هذه الإجراءات تركز على مراقبة النقاط الرئيسية التي يتم فيها تحميل وإنزال المهاجرين، بهدف ردع شبكات تهريب البشر، وحماية أرواح المهاجرين الذين يحاولون القيام بالرحلات البحرية المحفوفة بالمخاطر، التصدي للعمليات الإجرامية التي تسهّل تدفقات الهجرة غير النظامية من المغرب إلى جزر الكناري عبر المحيط الأطلسي.

إدارة « أكثر كفاءة وإنسانية » للهجرة

ترى الحكومة الإسبانية أن هذا التعاون الأمني مع المغرب يُعد « خطوة كبيرة » نحو إدارة أكثر فعالية وإنسانية لملف الهجرة، حيث يهدف إلى حماية الحدود، والحفاظ على سلامة المهاجرين.

وأكد وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، خلال كلمة له في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، أن التعاون مع المغرب يسير في الاتجاه الصحيح، مشيرًا إلى أن هناك « أخبارًا جيدة فقط » قادمة من المغرب بخصوص التعاون في هذا الملف.

على صعيد ملف الهجرة، تعتبر إسبانيا أن التعاون مع المغرب كان حاسمًا في الحد من تدفقات المهاجرين.

كلمات دلالية إسبانيا المعرب نعاون هجرة

مقالات مشابهة

  • "كان" الفتيان.. المنتخب المغربي يمطر شباك أوغندا بخماسية في أولى مبارياته
  • "كان" الفتيان: المنتخب المغربي يواجه أوغندا بطموح الانتصار لكسب أول ثلاث نقاط له في البطولة
  • أستاذة أرفود التي تعرضت لهجوم همجي بين الحياة والموت
  • بعد فوز برشلونة أمام جيرونا.. نظرة على ترتيب الدوري الإسباني والهدّافين
  • تشكيل برشلونة أمام جيرونا في الدوري الإسباني
  • محاضرة فنية وتدريبات قوية للمنتخب الوطني تحت 17 عاما استعدادا لكأس الأمم الأفريقية
  • أكاديمية السينما تعتذر بعد إغفال اسم المخرج الذي اعتدت عليه إسرائيل
  • هل زكاة الفطر لا تجب على الذي عليه دين؟.. دار الإفتاء تجيب
  • الدرك الملكي والحرس المدني الإسباني يقومان بدوريات مشتركة لمراقبة الهجرة غير النظامية
  • ترامب كبّر بسفير المغرب والزي التقليدي المغربي في حفل إفطار بالبيت الأبيض