أبوظبي في 7 سبتمبر/ وام / شهد جناح اليابان في معرض الصيد والفروسية عرضًا قدمه السيد شيونسكي أوواكو" حول صناعة السيف الياباني المعروف باسم "سيف السيوف" بمواصفاته التقليدية القديمة.

وتتم صناعة هذا السيف بواسطة حدادة السيف "كاتانا" وتتبع طريقة تقليدية في اليابان تعرف باسم "كانيماسا" وهي طريقة يابانية تقليدية تحافظ على نوعية السيف وجودته لفترة طويلة.

وقال أوواكو إن هذا الاسم “كانيماسا” مرتبط بحرفيين قديمين عرفوا بصناعة هذا النوع من السيوف مشيرا إلى أن هذا السيف يعرف في اليابان بـ "سيف السيوف" وكان معروفًا في الماضي كأداة قتال ضد الأعداء.

وأضاف أنهم بدأوا في تزيين السيوف بعناصر جمالية وتشكيلات زخرفية خاصةً أن السيوف لم تعد تستخدم كسلاح، لافتا إلى أن سيوف “الكاتانا” يتم تصنيعها حاليًا كتعويذة وللتدريب على التحلّي بالشجاعة وطرد الأرواح الشريرة.

وقال إنهم ينتجون المعدن المستخدم في صناعة السيوف محليًا باستخدام طريقة "التاتارا" القديمة في صهر الحديد وتشكيله ويطبقون عملية "شيهوزمي" التي تُعتبر أفضل طريقة متبعة لتصنيع السيوف في اليابان.

وأشار إلى أن الزوار يمكنهم اكتشاف أسرار تصنيع السيف خلال زيارتهم جناح اليابان في معرض الصيد والفروسية كما يتاح للزوار إمكانية التعاقد على شرائه وذلك بسبب مراحل التصنيع التي تستغرق وقتًا طويلاً نظرًا لدقتها.

عبد الناصر منعم/ هدى الكبيسي

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

إقرأ أيضاً:

المحادثة بين السيف والرقبة!

شاهدتُ مقطعا مصورا يعرضُ مقابلة الصحفـي الأسترالي ريتشارد كارلتون مع الكاتب والروائي والمناضل الفلسطيني غسان كنفاني. أُجريت المقابلة عام ١٩٧٠، أي قبل عامين من استشهاد كنفاني بعبوة ناسفة وُضعت فـي سيارته. تُرينا المقابلة قدرا هائلا من الاستخفاف بآلام الآخر، والرغبة فـي الوصول إلى حلول ترقيعية مُبتذلة، كما أنّها تؤكد بصورة لا تدعو إلى الشك أنّ نصف قرن من الزمان منذ إجراء هذه المقابلة لم تُغير قيد أنملة فـي روح الخطاب المُتعالي من «براهمة» هذا العالم ضد «منبوذيه» على حد تعبير المفكر الكيني - عُماني الأصل - علي المزروعي.

يسأل كارلتون: «لماذا لا تدخل منظمتكم فـي محادثات سلام مع إسرائيل؟، فتتوهجُ عينا كنفاني: «أنت لا تقصد محادثات سلام، بل تقصد استسلام؟»، ثمّ بشيء من اللامبالاة يسأل كارلتون: «لمَ لا تتكلمون؟»، فـيرد كنفاني بوجع خفـي: «نتكلم مع من؟»، فـيأتيه الجواب: «مع القادة الإسرائيليين»، فـيرد كنفاني بذكاء مُتقد: «المحادثة بين السيف والرقبة.. تقصد؟»، يقاطعه كارلتون: «إن لم يكن هنالك سيوف وأسلحة فـي الغرفة، تستطيعون التكلم؟» يستنكر كنفاني ما ذهب إليه كارلتون: «لم أرَ أبدا كلاما بين جهة استعمارية وحركة تحرر وطني»، ويعاود كارلتون استفزازه: «لمَ لا تتكلمون عن احتمال ألا تتقاتلوا؟»، لكن كنفاني وبنبرة هادئة يرد على سؤاله المُتعجرف بسؤال آخر لينقلُ الحوار إلى ضفة أخرى: «لا نقاتل من أجل ماذا؟ الناس عادة تُقاتل من أجل شيء ما، وتتوقفُ عن القتال من أجل شيء ما، لكنك لا تستطيع أنّ تُخبرني لماذا علينا أن نُوقف القتال؟»

وكما يحاول الإعلام اليوم، إلقاء اللوم على الضحية، لجعلها سببا فـيما تُكابده من مشقة وخذلان، أصرّ كارلتون على ضرورة التصالح بين كفتين غير مُتكافئتين: «تكلموا، لتوقفوا القتال والموت والدمار والألم»، ليرد كنفاني باتزان وثقة: «موت وبؤس ودمار وألم من؟»، فـيُجيب كارلتون بحنق وكأنّ هنالك من يجره إلى فخ: «الفلسطينيون والإسرائيليون والعرب»، ليذهب كنفاني إلى مقصده دون مواربة، مقصده الذي يتجلى فـي معظم كتاباته الأدبية: «تقصد الشعب الفلسطيني الذي اُقتلع من أرضه ورُمي فـي المخيمات؟ والذي يعيش فـي مجاعة ويُقتل منذ عشرين سنة؟ وممنوع عليه استخدام تسمية فلسطيني؟». يرد عليه كارلتون بشيء من الصلف: «ذلك أفضل من الموت؟»، لكن كنفاني يُقدم إجابة شديدة التماس مع مجريات ذلك الزمان وأحداث اليوم على حد سواء، عندما صفعه بقوله: «بالنسبة لك - ذلك أفضل من الموت - ولكن بالنسبة لنا الأمر ليس كذلك، بالنسبة لنا: تحرير وطننا والحصول على الكرامة والاحترام والحقوق، تلك أشياء أساسية كما هي الحياة ذاتها».

لقد أعدتُ سماع الحوار مرّة بعد أخرى، فأدركتُ كم أنّ تنظير من هم خارج حزام المعاناة مُغاير تماما عن أولئك الذين يتذوقون غصص المرارة فـي الداخل. ولذا ليس من حقنا أن نُشرعن -الاحتمالات الصائبة- ونحنُ نرفلُ فـي رفاهية عيشنا، مُنفصلين عن غلو العدو الذي يستبيحُ -وسط صمت مُخجل- تفتيت آخر ذرة من بشريتهم.

يتكشفُ لنا عاما بعد آخر تصدعنا العارم، فنحنُ نمضي مُذعنين إلى أفراحنا وأعيادنا، نهشُ الهواجس التي قد تُؤنبُ قلوبنا، كمن يهش الذباب عن وجهه! بينما حري بنا أن نتفحص نسيج إنسانيتنا الذائبة فـي اللهاث اليومي، وراء مُتع مُغلفة بنمط استهلاكي يسلبُ منا «قيمة» القضايا الكبرى التي ينبغي أن ننضوي تحت رايتها، «فالإنسان هو فـي نهاية الأمر قضية».

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

مقالات مشابهة

  • السيتي يجهز عرضا ضخما لضم نجم برشلونة
  • أسهم اليابان قرب أدنى مستوى في 8 أشهر
  • العليمي يقدم عرضاً جديداً لدعم الغارات الامريكية على اليمن 
  • فيتش: الرسوم الجمركية الأميركية تؤثر سلباً على شركات صناعة السيارات
  • القسام ترفض عرضاً أمريكياً بمغادرة غزة مقابل الأمان وملياري دولار
  • في «اليوم العالمي لوقف الهدر» دعوة لتفعيل الاستدامة في صناعة الأزياء
  • المحادثة بين السيف والرقبة!
  • خبراء: خسائر بالمليارات تنتظر صناعة السيارات الألمانية
  • تحالف استراتيجي بين القطاع الخاص والأكاديمي لتوطين صناعة الذكاء الاصطناعي
  • بعد الرسوم الجمركية..ترامب: لا أكترث إذا ارتفع أسعار السيارات في أمريكا