لماذا تساعد أوروبا الصين على تقويض الريادة التكنولوجية الأمريكية؟
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
يعتزم الاتحاد الأوروبي إنشاء محكمة لتحديد رسوم عادلة على براءات الاختراع، للتكنولوجيات المستخدمة على نطاق واسع في منتجات مثل الهواتف المحمولة، في خطة سربتها وكالة "رويترز" في أواخر مارس (آذار) الماضي وتستفيد منها خصوصاً الصين.
عقدت شركة هواوي الآمال على وضع معايير عالمية للجيل الخامس من شبكات الاتصالات
تحركات أوروبا للحد من تدفقات عائدات حقوق الملكية تقوض قدرة أمريكا على منافسة الصين
وأفاد الكاتب الصحفي والمعلق السياسي الصيني غوردون جي تشانغ، وهو مؤلف كتاب "الانهيار القادم للصين"، في مقاله بمجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن تحركات أوروبا للحد من تدفقات عائدات حقوق الملكية تقوّض قدرة أمريكا على التنافس مع الصين.
من شأن مقترح الاتحاد الأوروبي في رأيه، أن يمنح مكتب الاتحاد الأوروبي للملكية الفكرية سلطة تحديد عائدات حقوق براءات الاختراع الأساسية القياسية التي يمكن الزعم بأنها حقوق الملكية الفكرية الأهم على الإطلاق في أمريكا.. فقد كفلت براءات الاختراع هذه تاريخياً الريادة الاقتصادية الأمريكية، ولا سيما فيما يختص بالجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية، أو ما يعرف اختصاراً بـ 5G".
مقترح مثير للتساؤلاتوأفاد الكاتب أن اقتراح مكتب الاتحاد الأوروبي سيسمح له بتحديد ما إذا كانت العائدات مستحقة على البراءات، وتحديد معدلات تلك العائدات، وسيلزم هذا الاقتراح الشركات المالكة لبراءات الاختراع الأساسية القياسية (SEPs)، بتقديم براءات اختراعها في سجل جديد قبل أن تتمكن من فرض عائدات أو اتخاذ إجراءات قضائية في الاتحاد الأوروبي.. وتبرر وثيقة سياسة الاتحاد الأوروبي المسربة الإجراء الجديد على أساس أنه "سيبسط المفاوضات ويسرعها".
Read @GordonGChang in @Newsweek: “Why Is Europe Helping #China Decimate U.S. Tech Leadership?”@EUintheUS #EuropeanUnion #EU #PatentsMatter https://t.co/wYzyOanPu2
— InnovationAlliance (@InnovationAlli) September 6, 2023يوافق أصحاب براءات الاختراع الأساسية القياسية طوعاً على ترخيص براءات اختراعهم وفقاً لشروط معقولة وغير تمييزية.. وبالطبع غالباً ما يختلف أصحاب تلك البراءات، أمثال شركة كوالكوم الأمريكية ونوكيا الفنلندية وإريكسون السويدية، على تعريف الشروط المعقولة وغير التمييزية.
قال بريان بومبر المدير التنفيذي لتحالف الابتكار الكائن في واشنطن العاصمة: "هذا الاقتراح مثير للقلق والتساؤلات.. فما المشكلات التي يحاولون حلها في بروكسل؟ وما الضرر الذي يلمسونه؟ كوكب الأرض يحوي عدداً من الهواتف المحمولة يبلغ ضعف عدد سكانه، فأين التشوه الذي يبرر هذا التدخل في السوق؟".
المعايير المتنازع عليها بين أمريكا والصينويقول الكاتب إن النزاع القائم يتجاوز ما ستدفعه جهات التنفيذ للمبتكرين.. وتعقد شركة هواوي الصينية الآمال على وضع معايير عالمية للجيل الخامس من شبكات الاتصالات اللاسلكية، الذي سيمهد الطريق لـ "إنترنت الأشياء" التي تربط بين الناس والأجهزة جميعاً في كل مكان تقريباً.
Why Is Europe Helping China Decimate U.S. Tech Leadership? https://t.co/bekgh5esQS
— Newsweek Opinion (@NewsweekOpinion) September 6, 2023ويضيف: "بالطبع لا داعي لأن تقلق شركة هواوي، التي تصدرت عناوين الأخبار بهاتفها الذكي الرائد Mate 60 Pro، بشأن تلقي عوائد حقوق الملكية الفكرية لدعم أبحاثها وتطويرها، وفي نهاية عام 2019، نشرت صحيفة وول ستريت جورنال مقالاً أفاد بأن بكين ضخت نحو 75 مليار دولار في شركة هواوي من خلال الإعفاءات الضريبية، وغير ذلك من السبل.
ولاتزال هواوي تتلقى إعانات بأشكال مختلفة.. ولكن ربما كان الأهم من ذلك أن الحكومة هي التي شكلت فريق مبيعات شركة هواوي وكفلت الحماية للشركة، من عواقب سرقة الملكية الفكرية، ولا سيما من شركة سيسكو سيستمز الأمريكية.
على صعيد آخر، يتعين على شركة كوالكوم الأمريكية، وهي أكبر شركة مؤيدة لمعايير الجيل الخامس من شبكات الاتصالات اللاسلكية في العالم، الاعتماد بالكامل على أموالها الخاصة لدعم جهود البحث والتطوير المهمة.. غير أن كوالكوم لن تخاطر بأي مراهنات على المدى البعيد إذا قرر بيروقراطيو أوروبا الرسوم التي سيدفعها –أو لن يدفعها– مستخدمو براءات الاختراع.
ولذلك، يرى غوردون تشانغ أن تحركات أوروبا للحد من تدفقات عائدات حقوق الملكية تقوض قدرة أمريكا على التنافس مع الصين.
ويخلص الكاتب إلى القول: "إنها لفكرة بشعة أن تساعد أوروبا الصين على إحكام سيطرتها على الاتصالات العالمية، في الوقت الذي يتصل فيه كل جهاز تقريباً بشبكة عالمية واحدة.. علينا أن نتخلص من المقترح قبل فوات الأوان".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني أمريكا والصين الاتحاد الأوروبی براءات الاختراع حقوق الملکیة شرکة هواوی
إقرأ أيضاً:
الصين.. الإفراج عن موظفي «شركة أمريكية» بعد عامين من الاحتجاز
أفرجت السلطات الصينية عن” 5 موظفين صينيين يعملون في مكتب بكين لشركة “مينتز غروب” الأمريكية، بعد عامين من احتجازهم”.
وأفادت صحيفة “فاينانشال تايمز”، نقلا عن ممثل عن الشركة، أنه “تم الإفراج عن الموظفين الخمسة، وجميعهم مواطنون صينيون”، معربا عن شكره “للسلطات الصينية على هذه الخطوة، ومع ذلك، لم تتضح بعد تفاصيل ما إذا كانت جميع القضايا القانونية المتعلقة بأنشطة الشركة في الصين قد تم تسويتها بالكامل”.
وأضافت الصحيفة، “تعود أحداث القضية إلى مارس 2023، عندما كشفت وكالة “بلومبيرغ” أن السلطات الصينية قامت بتفتيش مكاتب شركة “مينتز غروب” في بكين، ضمن حملة أوسع تستهدف الشركات الأمريكية الكبرى”.
وأوضحت الصحيفة، “أن التحقيقات ركزت على اتهامات مرتبطة بتسريب أسرار الدولة والتعاون مع أجهزة استخبارات أجنبية، وتم اعتقال 5 موظفين صينيين من الشركة بتهمة تنفيذ أعمال غير قانونية، مما دفع الشركة لإغلاق جميع فروعها داخل الصين”.
وأشارت “فاينانشال تايمز” إلى أنه “في أغسطس من نفس العام، فرضت السلطات الصينية غرامة قدرها حوالي 1.5 مليون دولار أمريكي على الشركة، متهمة إياها بانتهاك القوانين المحلية عبر جمع “إحصاءات ومعلومات عن الخارج” دون الحصول على التراخيص اللازمة.”
ووفقا للصحيفة، “تخصص شركة “مينتز غروب” في تقديم خدمات تدقيق شاملة للشركات الكبرى، ولديها شبكة تضم 12 مكتبًا حول العالم وأكثر من 280 موظفا، ومن بين موظفيها، أفراد لديهم خلفيات استخباراتية سابقة”.
ووفقا لتقارير “بلومبيرغ”، “كان من بين العاملين في الشركة شخصيات بارزة مثل راندي فيليبس، وهو ممثل سابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) في الصين”.
و”تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الاقتصادية والتجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث زادت بكين من إجراءاتها الرقابية ضد الشركات الأجنبية المتهمة بانتهاك القوانين المحلية أو العمل ضد المصالح الوطنية، وتُظهر قضية “مينتز غروب” هذا النهج الأكثر صرامة الذي تعتمده الصين، والذي يعكس أولوية حماية الأمن القومي ومكافحة أي أنشطة قد تعتبر تهديدًا له، وعلى الرغم من الإفراج عن الموظفين، فإن القضية تثير تساؤلات حول مستقبل الشركات الدولية العاملة في السوق الصينية، خاصة في ظل التشديد التنظيمي المستمر والمخاوف الأمنية المتصاعدة”.
آخر تحديث: 25 مارس 2025 - 15:54