سيف بن زايد: الإمارات توفر أقصى درجات الحماية للأطفال في العالمين الحقيقي والرقمي
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
نعتز بمبادرات «أم الإمارات» لتوفير الحماية للأسرة والمرأة والطفل يوم الطفل الإماراتي العام المقبل سيكون بعنوان «حق الطفل في الحماية» جلسات حول مبادرة المدن الصديقة للطفل وحمايته من التأثيرات السلبية استعراض استراتيجيات التصدي لمخاطر الإنترنت والتواصل الاجتماعي
أبوظبي: ميثاء الكتبي
اختتم أمس الخميس مؤتمر «حوارات حول سياسات دول الخليج لسلامة الطفل: أنظمة أقوى وشاملة لحماية الطفل في الخليج»، بمشاركة وحضور عدد من المسؤولين وأطفال وممثلين من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والكويت وعمان وقطر، وذلك بمقر المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بأبوظبي.
ويهدف المؤتمر، الذي نظمه المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إلى تسليط الضوء على أهمية أنظمة حماية الطفل وتحديات ذلك في العصر الرقمي، ودعم العاملين في الشؤون الاجتماعية وتعزيز آليات التنسيق في هذا السياق، وتعهد المشاركون في المؤتمر بالاستثمار في نظم حماية الطفل والعمل على إعداد خرائط طريق لدعم العاملين في مجال الشؤون الاجتماعية والتنسيق الشامل لحماية الطفل.
وقال الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في كلمة مسجلة: بدايةً.. يسعدني أن أرحب بكم جميعاً من فرق وجهات معنية بحماية الطفولة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأعبر عن اعتزازي بجهودكم الجليلة في حماية هذه الفئة الغالية التي تمثل مستقبل المنطقة المشرق.
وأضاف سموه بأن دولة الإمارات العربية المتحدة برؤية قيادتها الرشيدة، تحرص على أن تكون أكثر بلدان العالم أماناً في كل المجالات، وهي سبّاقة في توفير أقصى درجات الحماية للأطفال في العالمين الحقيقي والرقمي، من خلال تعزيز شراكاتها العالمية وتقديم الدعم لجميع المنظمات الدولية العاملة في مجالات حماية الطفولة.
وعبّر سموه عن فخره واعتزازه بمبادرات (أم الإمارات) سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، والتي تسعى دوماً لتوفير الحماية للأسرة والمرأة والطفل.
وأضاف سموه أنه وبتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، أعلن لكم أن يوم الطفل الإماراتي لعام 2024 سيكون بعنوان «حق الطفل في الحماية»، فحماية الطفل أولوية وطنية.
وفي ختام كلمته، عبر سموه عن شكره وتقديره إلى المجلس الأعلى للأمومة والطفولة على تنظيم (حوار دول الخليج العربية حول سياسات رفاه الطفل) بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، ومنظمة اليونيسف، متمنياً لهم استمرار هذا الحوار الحضاري بصورة مستدامة.
وشهد الحوار تنظيم جلسات حوارية بمشاركة من جميع الدول الخليجية، تناولت أفضل الممارسات والتدخلات حول حماية الطفل في دول مجلس التعاون، وجعل خدمات حمايته شاملة وعالمية، ورفاهية الطفل ورعايته والدور المحوري للآباء، وتمثل هذه الجلسات خطوة حاسمة نحو تعزيز حقوق الطفل ورفاهيته، وتعزيز تعاون دول مجلس التعاون الخليجي في مجال حماية الأطفال والاهتمام بمستقبلهم.
وتناولت الجلسات الحوارية مبادرة المدن الصديقة للطفل، واستعرضت سعاد المرزوقي من مكتب الشارقة صديقة للطفل، التابع لهيئة الشارقة الصحية جهود الإمارة بهذا الشأن، والتي أثمرت بحصول إمارة الشارقة على الاعتماد من منظمة اليونيسف كمدينة صديقة للأطفال واليافعين كأول مدينة في الشرق الأوسط.
وتم خلال الجلسات الحوارية المتخصصة بحث المواضيع الحيوية المتعلقة بحماية الطفل ورفاهيته في دول مجلس التعاون الخليجي، بهدف تطوير استراتيجيات متقدمة لضمان حماية الأطفال وتعزيز رعايتهم، وأفضل الممارسات والتدخلات المستخدمة للمحافظة على سلامة الأطفال وحمايتهم من أي تهديدات، وسلطت الجلسات الضوء على تحديات حماية الأطفال في العصر الرقمي، حيث تم استعراض الاستراتيجيات الفعالة للتصدي لمخاطر الإنترنت والتواصل الاجتماعي وضمان سلامة الأطفال عبر الأنشطة الرقمية.
كما سلطت الضوء على حماية الأطفال من التأثيرات السلبية والحفاظ على الثقافة والقيم، وأهمية التربية والتثقيف الثقافي والاجتماعي كوسيلة لتوجيه الأطفال نحو القيم الإيجابية والمحافظة على هويتهم الثقافية.
وشهد المؤتمر الدكتور مغير خميس الخييلي رئيس دائرة تنمية المجتمع والسفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد بجامعة الدول العربية – رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، ونورة السويدي مديرة الاتحاد النسائي العام وعدد من المسؤولين بالدولة وبدول مجلس التعاون الخليجي.
ورحبت الريم بنت عبدالله الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة في كلمتها الافتتاحية بضيوف دولة الإمارات ونقلت إليهم تحيات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.
وأكدت أن هذا اللقاء الذي هو نتاج لتعاون استثنائي، ليس فقط لتسليط الضوء على قضايا الطفولة وحمايتها، بل لبناء جسور من التفاهم والتعاون لصقل السياسات والإجراءات وخلق بيئة تضمن رفاه مستقبل أطفالنا.
وأضافت، تُعتبر الإمارات من الدول الرائدة في العالم عندما يتعلق الأمر بالالتزام بحقوق الطفل والعمل على حمايتها وتعزيزها، وتأتي هذه الجهود تجسيدًا للالتزام الثابت للإمارات بتحقيق التنمية المستدامة وضمان توفير بيئة مستدامة وصحية للأجيال القادمة.
وأوضحت أن من بين الجهود التي قامت بها دولة الإمارات لحماية حقوق الطفل، إصدار سلسلة من القوانين والتشريعات المحدّثة التي تهدف إلى تحقيق أقصى درجات الحماية للأطفال، وتغطي هذه القوانين مجموعة شاملة ومتنوعة من المجالات مثل الرعاية الصحية، والتعليم، وحقوق الأطفال أصحاب الهمم (ذوي الإعاقة).
كما أكدت الريم الفلاسي أن توفير الرعاية الصحية والتعليمية الملائمة للأطفال هو إحدى أهم أولويات دولة الإمارات، فهي تعمل على توفير الخدمات الصحية عالية الجودة للأطفال، بدءاً من مرحلة الولادة وحتى سنوات الطفولة المبكرة، كما تسعى الدولة إلى توفير فرص التعليم المتميزة للأطفال، وتشجيع الاستدامة في مجال التعليم، بالإضافة إلى ذلك، تعمل دولة الإمارات على مكافحة جميع أشكال الاستغلال والعنف ضد الأطفال، من خلال تطوير وتعزيز القوانين المحلية والتعاون مع المنظمات الدولية.
وأضافت أن تحقيق رفاه الطفل وحمايته يتطلب تعاوناً مستداماً بين الحكومات والمنظمات الإقليمية والدولية، مشيرةً إلى أن هذا المؤتمر هو تعبير عن الالتزام المشترك لبناء مجتمعات مستدامة تسعى لتقديم أفضل الظروف لتطوير الأطفال ونموهم، وتابعت: المؤتمر يُعد فرصة لتبادل المعرفة والخبرات وأفضل الممارسات، لحماية الطفل وحقوقه.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في كلمته، التي ألقاها نيابةً عنه المهندس عبدالله علي الربعي: يسعدني المشاركة معكم اليوم في انطلاقة أعمال الحوار الأول للطفل، ولا يخفى على الجميع مدى اهتمام قادة دول مجلس التعاون (حفظهم الله ورعاهم) بشؤون الأسرة بجميع فئاتها، حيث وجهوا بدراسة درء التأثير السلبي لبعض وسائل الإعلام على النشء، كما تم تخصيص يوم للاحتفال بالطفل الخليجي والذي يصادف يوم 15 يناير/ كانون الثاني من كل عام، فالأطفال هم جيل المستقبل، وأكد جاسم البديوي أن دول مجلس التعاون في تطور مستمر وتواكب أهداف التنمية المستدامة في كافة المجالات، وخاصة في مجال الأسرة بجميع فئاتها، والتي يمثل الطفل فيها اللبنة الأساسية للارتقاء بدول المجلس.
وأكدت سناء محمد سهيل، مدير عام هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة أن التقييم المنتظم لأداء أنظمة حماية الطفل هو المفتاح لمواصلة تعزيز هذه الأنظمة، حيث أتاح هذا المؤتمر الفرصة لتبادل الآراء والملاحظات وتعزيز التعاون المشترك مع صنّاع القرار لضمان التقدم في الاتجاه الصحيح وبما يتماشى مع أعلى المعايير العالمية.
من جهته قال الطيب آدم، ممثل اليونيسف في منطقة الخليج «إن نجاح ونتائج مؤتمر حوارات حول سياسات دول الخليج لسلامة الطفل يعطيني دفعة للأمام»، و«اليونيسف» ملتزمة بتقديم الدعم المطلوب في هذا الصدد، وسيؤدي تزايد الالتزام من قبل جميع أصحاب المصلحة، وخاصة الجهات الحكومية، إلى توفير أنظمة أقوى لحماية الأطفال تعود بالنفع على كل طفل في منطقة الخليج وتسرع العمل نحو محاربة إنهاء الإساءة والاستغلال والاتّجار وجميع أشكال العنف والتعذيب ضد الأطفال».
وقالت السفيرة د. هيفاء أبو غزالة: يعتبر«حوار دول الخليج العربية حول سياسات رفاه الطفل» فرصة هامة لتسليط الضوء على موضوع الحماية الاجتماعية للأطفال، وهي من أهم الحقوق الأساسية للطفل المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ويمثل الحوار، أحد المبادئ التي تقوم عليها آليات الحماية الاجتماعية، وهو مبدأ التضامن الذي يعكس التعبير عن إرادتنا كجهات فاعلة في قضايا الطفولة لخلق مناخ يعزز وضع وتطوير وتفعيل نُظُم سياسات حماية اجتماعية للأطفال، ارتكازًا على النهج الحقوقي والتنمية المستدامة، بما يحقق المصلحة الفُضلَى لهم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي مؤتمر مجلس التعاون لدول الخلیج العربیة دول الخلیج العربیة دول مجلس التعاون حمایة الأطفال دولة الإمارات حمایة الطفل حول سیاسات الضوء على الطفل فی فی مجال
إقرأ أيضاً:
الهُوية الرقمية للأطفال والناشئة منصة «عين للطفل»
تستمد سياسات سلامة الأطفال شرعيتها من منهاج الحقوق التي تفرض أهمية حمايتهم وصون حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية، وتعزيز بيئتهم بالثقافة الداعمة للمرتكزات الأصيلة، التي تقدِّم لهم نطاقا واسعا من المعرفة والتعلُّم، ولعل التطورات التقنية المتسارعة قد أحدثت نقلات نوعية بشأن تلك الحقوق وجعلت الدول تقدِّم الكثير من البرامج والمبادرات والخدمات التي تُسهم في سلامة الأطفال وحمايتهم.
لقد أتاح الانتشار الواسع للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي والبرامج الرقمية المفتوحة، إضافة إلى توفُّر الأجهزة الإلكترونية لدى الأطفال، فرصا واسعة للتواصل، والمشاركة والتعلُّم والنفاذ إلى المعلومات والبيانات وفتح آفاق متعددة للمعرفة، الأمر الذي وسَّع من فرص تعرُّضهم للمخاطر والتهديدات؛ فعلى الرغم من أهمية العالم الرقمي وارتباط الأطفال والناشئة به، وإمكاناته المتعددة للتعلُّم والتعليم والترفيه، إلاَّ أنه يمثِّل بابا مفتوحا من مخاطر التضليل والعنف والاستمالة والاستغلال وغير ذلك.
ولأن المجتمعات تُدرك أهمية التقنيات الرقمية الحديثة وقدرتها على فتح آفاق المعرفة والتعلُّم، ومدى ارتباط الأجيال الحديثة بتلك التقنيات (بدءا من جيل الألفية وجيل زد وحتى جيل ألفا)، الذين يولون أهمية كبرى للتقنيات الحديثة ويُدخلونها في يومياتهم ويعتمدون عليها في الكثير من إنجازاتهم العلمية والعملية بل وحتى الاجتماعية، فإنه لا يمكن الاستغناء عن التقنيات الحديثة ولا يمكن التراجع عن استخدامها وتطويرها والاعتماد عليها، لذلك وجب على الدول إعداد المحتوى الوطني الذي يقدِّم المعرفة والتعلُّم ضمن مجموعة من المحددات والضوابط الاجتماعية والأخلاقية التي تحمي الأطفال والناشئة وتصون حقوقهم.
إن نطاق حماية الأطفال والناشئة في ضوء التطورات التقنية لا تعني إدارة واحتواء الأنشطة غير القانونية التي تضر بهم وحسب، بل تنطلق من إيجاد بيئة رقمية صحيَّة من خلال توفير المحتوى الرقمي الآمن، الذي يضمن لهم تعلُّما وترفيها وتواصلا ضمن بيئة رقمية تحرص على ترسيخ القيم والآداب والثقافة المجتمعية من ناحية، وتغرس مفاهيم المعرفة القائمة على التفكير المرن وحُرية الرأي والتقييم والتحليل من ناحية أخرى، الأمر الذي يوفِّر مجالات خصبة للتعلُّم المرن القائم على الاستجابة والدعم والمساعدة الذاتية والوقاية من المخاطر.
لذا فإن توفير المحتوى الرقمي الآمن يُسهم في تحقيق التوازن بين حماية الأطفال والناشئة من مخاطر المحتوى المضلِّل، ويوفِّر فرصا لبناء مواطنين رقميين مسؤولين عما يقدمونه لاحقا من محتوى وما يسهمون به في بناء مجتمعهم. إن تنافس الدول وتسابقها من أجل تقديم المحتوى الرقمي لشعوبها وخاصة للأطفال والناشئة، ينطلق من تلك التحديات التي أصبحت تتزايد في ظل التطورات المتسارعة للتقنية والذكاء الاصطناعي التوليدي، حيث شَهِد العالم إنشاء منصات رقمية لإنتاج المحتوى الرقمي وتقديمه بصور بصرية وسمعية تعتمد على التقنيات الحديثة وتستفيد من تطوراتها.
إن هذه المنصات تتيح للأطفال والناشئة اكتشاف هُويتهم الشخصية، ومهاراتهم وقدراتهم وإمكاناتهم التواصلية في بيئة آمنة، توفِّر لهم فرص امتلاك مهارات خاصة ذات صلة بقضايا المجتمع وتطلعاته وأهدافه المستقبلية لتحقيق ما يُسمى بـ(الأمان الرقمي)، الذي يرسِّخ المفاهيم والقيم، ويمنح بيئة داعمة للتفكير والإبداع والابتكار وفق منظومة ترفيهية تفاعلية ذات أبعاد تعليمية واجتماعية وثقافية قادرة على جذب انتباههم وإمتاعهم في الوقت نفسه.
ومن تلك المنصَّات اللافتة المتخصصة للأطفال والناشئة منصة (عين للطفل)؛ التي تم تدشينها قبل أيام قليلة تزامنا مع افتتاح معرض مسقط الدولي للكتاب 2025 في نسخته التاسعة والعشرين، حيث قدَّمت وزارة الإعلام هذه المنصة ضمن (منصة عين) الإعلامية الثقافية، وقد تركَّزت المنصة على تقديم محتوى ثقافي قائم على التعليم والترفيه، الذي يؤمِّن للمستخدمين الصغار بيئة تعلُّم جاذبة من خلال برامج ثقافية واجتماعية ذات طابع مرن ومسلٍ.
إن منصة (عين للطفل) توفِّر المحتوى الثقافي الآمن، الذي يعبِّر عن الطفل العماني وتطلعاته وإمكانات ولوجه إلى عوالم من المعرفة والتعلُّم والإمتاع. إنها منصة تقوم على مفاهيم التربية الحديثة المعتمدة على بناء المواطن الإيجابي المرتبط بمجتمعه وحضارته الضاربة في القِدم والمتطلِّع إلى العالمية بانفتاحها وآفاقها الواسعة اعتمادًا على الإبداع والابتكار والتفكير الناقد، ولهذا سنجد أن المنصة لا تقوم على التعليم المباشر بقدر ما ترتكز على فكرة الإمتاع النافع.
إذ تحتوي المنصة على برامج وطنية وأخرى عربية وعالمية، تفتح أمام المستخدم الصغير آفاقا من التعلُّم والمعرفة والإمتاع بما يتناسب وتطلعاته وميوله؛ حيث نجد برامج ذات طابع محلي ثقافي منها برنامج (الأغاني الشعبية للأطفال) الذي يتصدر قائمة (الأكثر مشاهدة في سلطنة عُمان)، وبرنامج (أسماء من عُمان)، و(ثمرات النخيل)، و(رحلات وسام)، وسلسلة (حكايات قبل النوم)، وغيرها، وبرامج تربط الأطفال بتطلعاتهم الوطنية المستقبلية كما هو الحال في برنامج (فرقة 2040)، و(لوطني أنتمي)، إضافة إلى العديد من البرامج المحلية العلمية مثل (أستوديو ألفة)، والبرامج التي تنمي لديهم الفكر الاقتصادي كبرنامج (ريادة الأعمال للأطفال)، و(همام في عالم التجارة)، وغيرها الكثير.
كما توفِّر منصة (عين للطفل) محتوى عالميا متنوِّعا من خلال العديد من البرامج والمسلسلات الدرامية القائمة على الحكايات العالمية مثل (نساء صغيرات)، و(أبطال الكرة)، و(هايدي) وغيرها، وكذلك دراما المغامرات مثل مسلسل (ماركو باولو)، و(تنانين فلوري)، وبالإضافة إلى المسابقات والتسالي المتنوِّعة القائمة على مستويات التعلُّم المتقدمة (التحليل والتقويم والبحث)، فإن المنصَّة تقدِّم لمستخدميها الصغار ممن يبدعون في صناعة المحتوى مساحة لتقديم محتواهم الإبداعي، فيعرِّفون بهذا المحتوى ويحظون ببيئة رقمية آمنة تحفظ حقوقهم وتدعم مواهبهم من ناحية، ويسهمون في توفير محتوى ثقافي وطني للأطفال من ناحية أخرى.
إن منصة (عين للطفل) فضاءً تقني آمن للأطفال والناشئة بما تقدمه من برامج تتناسب مع مفاهيم التنشئة الرقمية الحديثة، التي تعتمد على التربية في بيئة إلكترونية آمنة قادرة على منحهم ما يحتاجونه من آفاق معرفية وتواصلية، وضمان تنمية مهاراتهم وتطبيقها في نطاق اجتماعي وثقافي آمن، إضافة إلى حماية هُويتهم الرقمية من المخاطر التي يمكن أن يتعرضوا لها في الفضاءات الرقمية الشاسعة؛ حيث تتيح لهم التسجيل واختيار الهُوية الرقمية المناسبة، وتوفِر لهم إمكانات البحث والتحميل المباشر للبرامج وغير ذلك.
لذا فإن هذه المنصة توفِّر بيئة رقمية ثقافية، ذات محتوى يعتمد على التوازن بين البصري والسمعي، التعليمي والترفيهي، لما توفِّره من برامج ومواد وكُتب سمعية ومسابقات وتسلية تعزِّز الهُوية الرقمية للأطفال والناشئة وتدعم تطلعاتهم المستقبلية، وهي في ذلك تعتمد على هُوية بصرية لافتة من حيث التصميم والألوان المستخدمة وتصنيف المحتوى والإخراج الفني، بما يجذب انتباه مستخدميها الصغار.
وعلى أهمية منصة (عين للطفل)، فإنها تحتاج إلى تكثيف الإعلان عنها وتسويقها عبر وسائل الإعلام ، وكذلك عبر المنصات والمواقع المتعددة، بما يُسهم في وصولها إلى الأطفال والناشئة ليس في عُمان وحسب بل للعالم العربي لتكون إضافة مهمة في التربية الرقمية للأجيال العربية، إضافة إلى أهمية زيادة المواد والبرامج والكتب السمعية والاستفادة من الكتابات العمانية في أدب الطفل في إنتاج تلك القصص والروايات وتحويلها إلى أفلام أو مسلسلات أو برامج تثري الفضاء المعرفي للأطفال والناشئة.
إن تدشين منصة متخصصة للأطفال يقدِّم إثراء للفضاء الرقمي الخاص بالأطفال والذي يتطلَّع إلى المزيد من الاهتمام والدعم، لما له من خصوصية في ظل الانفتاح المتسارع للعالم الإلكتروني وارتباط هذه الأجيال بالتقنية وتأسيس هُويتهم الرقمية منذ نعومة أظفارهم، لذا فإن منصة (عين للطفل) تُعد عتبة مهمة وأساسية في التربية الحديثة وفاتحة للعديد من المنصات الثقافية التي تُسهم في تنشئة مواطني المستقبل على القيم والأخلاق والمبادئ من ناحية والانفتاح المتوازن والتطلُع نحو المستقبل المشرق من ناحية أخرى.
عائشة الدرمكية باحثة متخصصة فـي مجال السيميائيات وعضوة مجلس الدولة