شبكة انباء العراق:
2024-10-02@00:54:47 GMT

سراق العراق

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

بقلم : هادي جلو مرعي ..

من صفات السارق السياسي، أو السارق الإداري إنه حين يسرق لايعود يلتفت الى من حوله، ولايعبأ بعذابات الناس وحاجاتهم.. السارق العادي بالمناسبة شخص جبان، يفر فور إتمامه مهمته القذرة حين يسطو على منزل، أو محل تجاري، أو شيء لايملكه، ويعود لغيره من الناس فيستلبه ماله، أو شيئا ثمينا لديه، ويخشى الملاحقة، لكنه بمرور الوقت يتعود السرقة، ويدمن عليها، فتتحول لديه الى مهنة حتى لو إغتنى منها، فدوام الحال الذي هو عليه يتطلب رفده بمزيد من المال، وهو لايتأتى بالضرورة بطرق صالحة بالنسبة لمن تعود أن يستجلبه بطريقة غير قانونية، ومع التعود على ذلك يصعب عليه التحول الى سلوك إيجابي وصالح، فيستمر على طريقته السيئة تلك.


السارق السياسي والإداري هما شخصان تافهان تمكنا من الوصول الى السلطة، أو المسؤولية بطريقة ما قد تكون مشروعة، لكن ليس هذا هو المهم، والمهم ماذا ستفعل بعد وصولك الى السلطة، أو حصولك على منصب؟ حيث تكون الخيارات صعبة، فمدخولك المادي معروف، ووصفك الوظيفي معروف، لكنك تمتلك الصلاحيات، وسلطة إتخاذ القرار، وستجد المتملقين والجياع والفاسدين من حولك، وقد سبقوك في الوجود في مكان المسؤولية. فإما أن ترتهن الى أخلاقك، والقانون، وشرف المسؤولية، أو ترتهن الى الشيطان الرجيم الذي سيقودك الى الى أمكنة مظلمة، ويجعلك تتصرف كما يريد، فتتشبع بالحرام، وتستغل منصبك لتحصيل المكاسب، وتتعمد مخالفة القانون، وتندمج مع المجموعة الفاسدة التي سبقت وجودك، أو الحاشية التي تأتي رفقتك، وهي تشعر بالجوع الى السلطة والمال والنفوذ ومتع الحياة، فتضغط عليك لتوفر لها ضمانات غير قانونية، أو تتصرف دون علمك، وتفعل ماتشاء وتتسلط، وتحصل على المال والمنافع، وتستغل وجودها معك لتنفذ مخططاتها الخاصة، ولحسابات خاصة منفصلة عن مصلحة البلاد وعنك، ولكن أنت من سيدفع الثمن لاحقا.
يتحدثون عن أشخاص كثر وصلوا الى السلطة والمسؤولية في مواقع عدة فإستغلوا ذلك للحصول على موارد غير مشروعة، وبطرق مختلفة غير قانونية، بينما إنفصلوا عن مجتمعهم بالكامل، وترفعوا عليه، ولم يعودوا مهتمين بشؤونه. وإذا كان ذلك طبيعيا أن يترفع من يصل الى السلطة، فهو في النهاية إنسان (تافه) مثل أي مخلوق (تافه) في هذا الكون الفسيح، ومثله كثر في بلدان الدنيا، لكن من غير المقبول أن ينفصل تماما عن مسؤولياته، ويبدأ بالتفكير بطريقة حقيرة تشبه الى حد بعيد مايفكر فيه المسؤولون العرب، وهي إن المسؤول عندنا إنما جاء وفقا لإستحقاق، وإنه أفضل من سواه، وإنه منزه عن النقائص كما هو الإله، وإن الناس عليهم أن يخضعوا له، وإن السيارات التي لديه ملك له، وإن الموظفين السفلة القلة الذين يحيطون به، ويؤمنون له وضعه (الونسوي والمالي والسكني والطعامي) هولاء مسخرون له، وإن موارد المؤسسة بين يديه يوزع الأرزاق كما يشاء، وإنه لايحق لجهة، أو مسؤول معاقبته، أو محاسبته على الأقل، فضلا عن إقالته لأن المنصب الحكومي موروث عن جده (الحافي المهتلف)، وإن الدولة بأكملها ملك يمينه، ويقرب من يشاء، ويبعد من يشاء.
موظف في مؤسسة حكومية صديق يعيش أزمة نفسية وهو يرى مسؤولا رفيعا (الله وكيلكم) فاشل ووزارته فاشلة يتنعم هو وحاشيته، ويتصرفون بطائفية، ويتنعمون بخيرات الوزارة، وحتى في سفره بالطائرة يتلقونه بسيارات الوزارة عند نزوله في مطار داخلي، ويسكنون معه بأرقى فندق وعلى حساب الجهة المنظمة للمؤتمر، وحين يعودون يذهبون الى الحسابات، ويقبضون مبلغ الإيفاد مع إن كامل التكاليف مؤمنة من الجهة الراعية، وبالمناسبة فإن مانسبته 99 % من سفريات رسمية ومؤتمرات خارجية تنفق عليها الدولة هي في الحقيقة ( خريط في خريط) ولافائدة من ورائها سوى تحقيق (منافع وونسة ومسواك وفلوس إيفاد) بينما العراق كأنه (خرابة) بفضل من نسميهم سراق العراق.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الى السلطة

إقرأ أيضاً:

الكوني: إعلان حالة الطوارئ قد يُنقذ الدولة المنهارة

قال النائب المجلس الرئاسي موسى الكوني، إن إعلان حالة الطوارئ وانتقال السلطة للقائد الأعلى للجيش قد يُنقذ الدولة المنهارة.

وأضاف الكوني في لقاء مع شخصيات فاعلة من طرابلس: “بإعلان الطوارئ تستطيع أن تنقذ الدولة عندما تنهار.. ونحن دولة منهارة.. ولا يوجد حال أسوء مما نحن فيه الذي يدعو إلى إعلان حالة الطوارئ”.

وأشار الكوني إلى التجربة التونسية وما قام به الرئيس التونسي قيس سعيد من إعلان حالة الطوارئ وحل الحكومة والبرلمان وتعديل الدستور وحل مجلس القضاء”.

وتابع الكوني: “عندما تنهار الدولة هنا تتدخل السلطة السيادية العليا لممارسة هذه الاختصاصات الاستثنائية.. وتسحب الصلاحيات من الحكومات والبرلمان وكافة الأجسام وتنتقل إلى الجيش في حالة وجود جيش موحد وقادر أن ينقذ الدولة ومؤسساتها”.

مقالات مشابهة

  • توجيه حكومي بمنع تحصيل أي رسوم غير قانونية من المسافرين في ميناء الوديعة
  • محلل سياسي: حزب الله ليس لديه خيارات سوى دخول الحرب البرية
  • الشعبوية والوعود الاقتصادية المكسورة
  • عن حرب الكذبة والفجار (لعنة الكيزان)!!
  • استغل عملها لديه.. صاحب ستوديو يتحرش بفتاة في بولاق الدكرور
  • جاسم: النصر استحق الفوز والريان قدم أفضل ما لديه .. فيديو
  • عيادة قانونية مجانية بقطر لخدمة صغار المستثمرين والتجار
  • الكوني: إعلان حالة الطوارئ قد يُنقذ الدولة المنهارة
  • لديه 7 أبناء و55 حفيدا.. الحكومة توفر كرسي متحرك لمواطن عمره 103 أعوام
  • المطرفي: الهلال لديه كفاءات إدارية بعكس جاره النصر.. فيديو