الإفتاء: لا تصح صلاة الجمعة منفردة لـ 4 أسباب
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
قالت دار الإفتاء إن صلاة الجمعة شعيرة من شعائر الإسلام، أوجب الشرع السعي إليها والاجتماع فيها والاحتشاد لها؛ توخِّيًا لمعنى الترابط والائتلاف بين المسلمين؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاويه" (1/ 174، ط. دار المعارف): [والمقصود بالجمعة: اجتماعُ المؤمنين كلِّهم، وموعظتُهم، وأكملُ وجوه ذلك: أن يكون في مكانٍ واحدٍ؛ لتجتمع كلمتهم، وتحصل الألفة بينهم] اهـ.
وأضافت الدار في فتوى لها :" افترضها الله تعالى جماعةً؛ بحيث لا تصح مِن المكلَّف وحدَه مُنفرِدًا؛ فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ [الجمعة: 9-10].
وهاتان الآيتان تدلان على وجوب شهودها وحضورها على كلِّ مَنْ لزمه فرضُها، من وجوه:
الأول: أنهما وردتا بصيغة الجمع؛ خطابًا وأمرًا بالسعي؛ فالتكليف فيهما جماعي، وأحكامهما متعلقة بالمجموع.
الثاني: أن النداء للصلاة مقصودة الدعاء إلى مكان الاجتماع إليها؛ كما جزم به الإمام الفخر الرازي في "مفاتيح الغيب" (30/ 542، ط. دار إحياء التراث العربي).
الثالث: أن "ذكر الله" المأمور بالسعي إليه: هو الصلاة والخطبة بإجماع العلماء؛ كما نقله الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (2/ 60، ط. دار الكتب العلمية).
الرابع: أنَّ مقصود السعي هو: حضور الجمعة؛ كما في "تفسير الإمام الرازي" (30/ 541-542)، والأمر به: يقتضي الوجوب؛ ولذلك أجمع العلماء على أن حضور الجمعة وشهودها واجب على مَن تلزمه، ولو كان أداؤها في البيوت كافيًا لما كان لإيجاب السعي معنى.
قال الإمام ابن جُزَيّ في "التسهيل لعلوم التنزيل" (2/ 374، ط. دار الأرقم): [حضور الجمعة واجب؛ لحمل الأمر الذي في الآية على الوجوب باتفاق] اهـ.
وتابع: هو ما دلت عليه السنة النبوية المشرفة؛ فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَوَاحُ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» رواه النسائي في "سننه".
وعن طارق بن شهاب رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الْجُمُعَةُ حَقٌّ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ فِي جَمَاعَةٍ إِلَّا أَرْبَعَةٌ: عَبْدٌ مَمْلُوكٌ، أَوِ امْرَأَةٌ، أَوْ صَبِيٌّ، أَوْ مَرِيضٌ» رواه أبو داود في "سننه"، والحاكم في "مستدركه"، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: صلاة الجمعة
إقرأ أيضاً:
حكم صلاة الرجل جماعة بأهل بيته في وقتها؟ .. أمين الإفتاء يجيب
قال الشيخ عبد الله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن صلاة الإنسان بزوجته وأهله على وقتها في بيته جائزة، ويثاب عليها كأجر صلاة الجماعة الذي أخبر عنه النبي-صلى الله عليه وسلم- أنه 25 أو 27 درجة.
وأضاف الشيخ العجمي، في فتوى له، ردا على سؤال: ما حكم صلاة الرجل بأهله في المنزل على وقتها؟، أن صلاة المسجد تفضل صلاة البيت، وأنها (صلاة البيت) خلاف الأولى، مشيرا إلى أن الذي عليه جمهور العلماء كون صلاة الجماعة في المسجد سنة وليست واجبة.
وأوضح أمين لجنة الفتوى، أن من صلى جماعة في بيته مع أولاده أو غيرهم قد حصل له ولمن صلى معه ثواب صلاة الجماعة، وإن كانوا قد تركوا سنة، وفاتهم فضل الصلاة في المسجد وأجر الخطوات إليه وغير ذلك مما يترتب على حضور الجماعة في المسجد.
ولفت إلى أن الأفضل في حق الرجل المذكور، السعي لأداء صلاة الجماعة في المسجد، وحث أولاده على ذلك وترغيبهم فيه؛ نظرا للثواب المترتب على الذهاب إلى المسجد، مشيرا إلى ما قد يترتب على ذلك من سماع ما قد يحصل في المسجد من دروس ومواعظ مفيدة.
هل تجوز صلاة الجماعة في البيت
أوضح الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية بدار الإفتاء، حكم متابعة المرأة للإمام في صلاة الجماعة إن كانت تسمعه عن طريق مكبر الصوت، مؤكدا أنها لا تجوز إلا بشرطين.
وأضاف «شلبي» عبر فيديو بثته دار الإفتاء على يوتيوب ردا على سؤال: هل تجوز صلاة الجماعة في البيت إذا كنت أسمع الإمام ؟ أنها تجوز إذا كانت ترى الجماعة بعينها، بالإضافة إلى كونها تسمع الإمام من دون أن تحتاج إلى مكبر الصوت.