جامعة الطائف تُناقشُ المخزونَ الأثري والثقافي والتاريخي للهجن بعددٍ من الجلسات الأكاديمية العلمية
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
المناطق_واس
افتتح صاحب السمو الأمير فهد بن جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب رئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية رئيس الاتحاد السعودي للهجن، ورئيس جامعة الطائف المكلف الدكتور خالد بن عبدالله السواط، المعرض والجلسات الثقافية المقامة على هامش مهرجان ولي العهد للهجن.
وشملت الفعاليات معرضًا ثقافيًا متنوعًا في أركانه التي تحمل صورًا تاريخية قديمة للهجن في المملكة وأعمالًا فنيه تشكيلية، وخمس جلسات تخصصية أتى في مقدمتها ” الإعلام الرياضي المتخصص، إعلام الهجن”، إضافةً إلى جلسة بعنوان “حضور الهجن في الشعر العربي”، وعن” الهجن في الموروث الثقافي السعودي”، و “الهجن بين الرياضة والاقتصاد والتقنية الحديثة” و “الهجن من منظور رياضي”.
وقدم متحدثو ملتقى جامعة الطائف بالتعاون مع الاتحاد السعوديِّ للهجن معلوماتٍ تاريخيةً وحضاريةً عن الهجن، في أحداث سيرته العريقة منذ أمد بعيد، ونماذج من الصلات العلمية بين الإنسان والهجن، حيث تناول الأكاديميون معلومات عن الهجن وتراثه القديم الذي خلَّفته الإنسانية المتعاقبة في تطوير اهتماماته، وما تمتلكه هذه الرياضة من تراث ثقافي وقصص وأحداث ومشاهد قديمة وثرية مازالت حاضرة للهجن على أرض الجزيرة العربية.
واستهلت الجلسة الأولى من الملتقى الثقافي في محورها الأول، بحديث المهتمين في الإعلام الرياضي المتخصص، إعلام الهجن ، وتقديم نماذج من الصلات العلمية عن الإعلام الرياضي والدور الفكري والثقافي هي الميدان الأرحب للهجن في تكوين وتطوير أساليب الأعلام الرياضي والأحداث الرياضية الثقافية بأنها ليست ترفيهية فقط، بل هي من أدوات تشكيل الوعي بالهوية الجمعية والفردية، لما يشكِّله إعلام الهجن من صور حدثية معرفية بارزة ليصبح محل تداول ومشاهدات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل المحلية والعالمية، وأكمل المحور الثاني حلقة
تاريخ الهجن في المملكة العربية السعودية، ودور المرأة في الاهتمام بالهجن موروثًا ثقافيًّا ضاربًا في أعماق الزمن وما لهما من ماضٍ عريق، وحضارة زاهية، وأمجاد بالغة الأهمية.
كما تناول المتحدِّثون الأكاديميون من داخل قبة الملتقى في جامعة الطائف دور العديد من محركات المشهد الثقافي السعودي لموروث الهجن، وتسليط الضوء على أهم هذه المحركات الجلية والمؤثِّرة، ومن أهمها الهجن في الموروث الثقافي السعودي الذي تحدث فيه أستاذ التاريخ والآثار المشارك الدكتور محمد التونسي بورقة علمية عن المدلولات الأثرية لرسوم الهجن الصخرية في الطائف، متناولاً تأصيلًا تاريخيًّا لكلمة الهجن في النصوص العربية القديمة ( خط المُسند العربي القديم )، وكذلك العديد من الرسوم الصخرية التي تؤرخ لتاريخ الهجن العربية الأصيلة في الطائف حيث تؤرخ تلك الرسوم الصخرية بحسب الدراسة العلمية بالقرن السادس قبل الميلاد مما يعني أن تاريخها يعود لأكثر من ألفين وست مئة عام مضت، حيث ظهرت الرسوم الصخرية في وصفها رشيقة ذات رقبة طويلة وعدم امتلاء البطن وتتمتع بسيقان طويلة تميل بجسدها إلى الأمام، مشيرًا إلى أن هذه الرسوم الصخرية عرضت في وادي قرن والهدا وعكاظ وقلعة العرفاء، حتى أصبحت تمثل منصات تواصل اجتماعي في الحياة العربية قبل الإسلام مما يؤكد شغف الإنسان العربي بالهجن منذ آلاف السنين.
بدوره تناول الأستاذ المشارك بقسم هندسة الحاسب بالجامعة الدكتور فارس المالكي عن الممكنات التقنية في المجال الرياضي وسباقات الهجن أنموذجًا، مشيرًا إلى أنه في ظل التحول الرقمي الذي تشهده المملكة وفق التطورات الصناعية ومرتكزاتها التي ألقت ولازالت تلقي بتأثيراتها الجذرية على مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والتعليمية والصحية والسياسية والاجتماعية، بل والرياضية أيضًا، مؤكدًا أن سباقات الهجن في المملكة تشهد تطورًا تقنيًّا ملموسًا من خلال تطويع التقنيات الحديثة في السباقات مثل: استخدام تقنيات الروبوت (روبوت الراكب الآلي) ذات مميزات مختلفة للتحكم الآلي عن بعد، حيث يحل الجهاز مكان الأشخاص الذين كانوا يتعرضون للسقوط أثناء سباقات الهجن في المضمار، إلى جانب تقنيات مثل المستشعرات عن بعد ومعالجة الصور مثل (تقنية الفوتو فينش) لالتقاط الصور على خط النهاية وحسم النتيجة بدقة عالية، مما يعكس توظيف التقنيات الحديثة والحرص على تطوير رياضة الهجن تقنيًا مما يكون لها أثر إيجابي رياضيًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا.
واختتم عميد كلية الآداب الدكتور مازن محمد الحارثي حديثه في الملتقى أن الجامعة ممثلة في رئيسها الدكتور خالد السواط وقياداتها، تسعى حثيثًا للدفع بالمشاركة المجتمعية المحوكمة والمؤطرة بما يخدم الصالح العام، ويدعم جميع الجوانب الثقافية في المجتمع من خلال قنواتها وقدراتها الأكاديمية فيها، منوها بدور الاتحاد السعودي للهجن، في الدفع بهذا الموروث العربي الأصيل إلى آفاق عالمية ففي كل عام نرى تزايدًا في أعداد المهتمين في هذه الرياضة من دول العالم، كما أن دور الاتحاد أسهم في فتح ميادين ثقافية موازية لميدان الهجن.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: جامعة الطائف مهرجان ولي العهد للهجن جامعة الطائف ولی العهد الهجن فی
إقرأ أيضاً:
مركز التحكيم الرياضي السعودي يختتم مشاركته في أسبوع الرياض الدولي الثاني لتسوية المنازعات
الرياض – محمد الجليحي
اختتم مركز التحكيم الرياضي السعودي فعاليات منتداه الحواري ضمن فعاليات النسخة الثانية من “أسبوع الرياض الدولي لتسوية المنازعات –RIDW25” المنعقد حاليا في مدينة الرياض.
وشهدت فعاليات المنتدى كلمة لرئيس مجلس إدارة مركز التحكيم الرياضي السعودي الدكتور محمد بن ناصر باصّم، قال فيها أن مركز التحكيم الرياضي السعودي عمل خلال الفترة الماضية على كثير من المشاريع والبرامج المطورة لمنظومة العمل في المركز، ابتداء بإطلاق خطته الاستراتيجية التي تضمنت حزمة من المشاريع بلغت 33 مشروعا و 6 مبادرات. الدكتور باصم أوضح أن المركز ومنذ اعتماد خطته الاستراتيجية أنجز عدداً من أهم مشاريعها ومنها مشروع الحوكمة الذي اشتمل على اعداد واعتماد عدد من اللوائح التنظيمية، ومشروع القدرات البشرية الذي اشتمل على استقطاب الكفاءات المميزة من المحكمين لدى محكمة (CAS) وزيادة عددهم بنسبة 100% وهو ما يمثل نسبة 45% من المحكمين المقيدين لدى المركز من مختلف الجنسيات. مضيفاً أنه يجري العمل في المركز على استقطاب 18 محكماً جديداً، منهم 7 من الحكام المعتمدين لدى محكمة (CAS). وأضاف الدكتور باصم أن المشروع الثالث ارتبط بالخدمات وتحديداً مشروع العدالة الناجزة، الذي طور رحلة المستفيد أمام المركز بتنظيم المدد المحددة للتقاضي بحيث لا تتجاوز 60 يوماً في التحكيم العادي، و 20 يوماً قابلة للتقليل في التحكيم المعجل، واعتماد المسار الاجرائي لتنفيذ الاحكام الصادرة عن المركز عبر وزارة العدل، وانشاء عدد من الغرف الخاصة والمؤقتة لتسوية المنازعات، بالإضافة إلى مشاريع الشراكات، المؤتمرات وورش العمل، والإعلام والبنية الرقمية. وتقدم الدكتور باصم بالشكر إلى الاتحاد السعودي للإعلام الرياضي على رعايته للمنتدى إعلامياً، مثمناً الجهود المبذولة من الاتحاد في التوعية الإعلامية. وتسلم المدير التنفيذي للاتحاد السعودي للإعلام الرياضي صالح النشمي درع الراعي الإعلامي نظير دعمهم ورعايتهم للمنتدى.
الجلسات الحوارية
بعدها انطلقت الجلسات الحوارية للمركز، حيث تناولت الجلسة الحوارية الأولى الأدوار التكاملية بين المؤسسات الرياضية لحل المنازعات الرياضية، بمشاركة كل من الدكتور محمد باصّم رئيس مجلس إدارة مركز التحكيم الرياضي السعودي، والمستشار فراس الربيعي مستشار وزير الرياضة للشؤون القانونية، وأحمد القنيعان رئيس لجنة الاستئناف بالاتحاد السعودي لكرة القدم.
وأشاد المشاركون في الجلسة بفعالية التعاون بين الهيئات الرياضية، مؤكدين على أن مركز التحكيم الرياضي السعودي هو المظلة القانونية الرئيسة للكيانات والافراد في المنظومة الرياضية السعودية في فيما يتعلق بالفصل في المنازعات الرياضية وذات الصلة بالرياضة في المملكة. الدكتور باصم أكد خلال الجلسة على دعوته لكافة الكيانات والقطاعات التابعة للمنظومة الرياضية السعودية لتطوير لجان الاستئناف والانضباط لديها، مبدياً انفتاح المركز على كافة القطاعات الرياضية السعودية من أجل تطوير التشريعات المرتبطة بمواضيع التقاضي والمنازعات الرياضية وزيادة الوعي والثقافة بها. بدوره بين الربيعي أن وزارة الرياضة وفي مشروع نظام الرياضة الذي يجري العمل عليه حاليا، يعمل على تعزيز التعاون ورفع نسب النضج القانوني لدى كافة الجهات ذات العلاقة من مؤسسات رياضية وأفراد خاصة في القضايا المرتبطة بممارسة النشاط الرياضي والمهن الرياضية وضمان حقوق التقاضي وسلالة الإجراءات المرتبطة بها. بدوره بين القنيعان أنه يجري العمل على إيجاد منصة عدلية لتنظيم كافة إجراءات التقاضي مبدياً سعادته بارتفاع مستوى الثقافة الحقوقية لدى أطراف النزاع.
وتناولت الجلسة الثانية التي حملت عنوان القانون والقضاء الرياضي من منظور اللاعبين، وشارك فيها كل من هاني آل محمد مساعد مدير شؤون اللاعبين في اللجنة الأولمبية و البارالمبية السعودية، والدكتور أحمد بن ناصر رئيس لجنة الاستماع باللجنة السعودية للرقابة على المنشطات، والمحكم الرياضي الدولي أحمد أبو عمارة، والبطل الأولمبي السعودي طارق حامدي.
وخلصت الجلسة إلى أن لائحة أوضاع اللاعبين الجديدة مثلت نقطة تحول كبيرة لكل اللاعبين في المملكة عبر حفظها للحقوق القانونية اللاعبين وزادت من نسبة الوعي بها. واتفق المشاركون أن لجان اللاعبين في الاتحادات الرياضية المختلفة قدمت كثيراً من الإرشاد للاعبين والأندية قبل الارتباطات التعاقدية، لكن اللوائح والتنظيمات لدى الاتحادات الرياضية بحاجة إلى مزيد من التفسير والتوضيح باللغة المناسبة التي يستوعبها اللاعبون أو القطاعات التجارية أو القانونية ذات العلاقة بهم. وفيما يتعلق بقضايا المنشطات أكد المشاركون على أن الاتحادات والأندية ملزمة بتوعية وتثقيف ممثليها ومنسوبيها وحتى القانونيين في المجال الرياضي بمثل هذه القضايا واللائحة الدولية لمكافحة المنشطات، التي قد تتسبب بإنهاء مشوارهم الرياضي حتى ولو كان التورط بقضايا المنشطات حصل بشكل غير مقصود نتيجة الجهل أو الإهمال.
وسلطت الجلسة الثالثة الضوء على دور القانون الرياضي في مواكبة الاستثمار في القطاع الرياضي، بمشاركة كل من الخبير التشريعي الدكتور فيصل الفاضل والرئيس التنفيذي لمركز التحكيم الرياضي السعودي جابر الجهني، ومدير استثمارات الأندية بوزارة الرياضة شهد الصغيّر. واتفق المتحدثون على أن نجاح المشاريع الاستثمارية في الرياضة السعودية تحتاج الى بنية رياضية ممكنة وتشريعات واضحة وآليات قانونية قوية، وهو ما يعول فيه على نظام الرياضة المستقبلي خاصة في المجال الاستثماري. المتحدثون أكدوا أن وزارة الرياضة تسعى إلى توفير بيئة جاذبة للاستثمارات عن طريق دراسة الأصول الاستثمارية التابعة لوزارة الرياضة بالشراكة مع القطاع الخاص وحصر الفرص الاستثمارية لدى الأندية الرياضية من أراضي ومرافق ومنشآت وتشجع القطاع الخاص للاستثمار في المجال الرياضي بسن التشريعات وتنظيم الإجراءات ودراسة الفرص وتسويقها حتى تصبح واقعاً له مردوده على جميع الأطراف. وحول دور مركز التحكيم الرياضي السعودي في منظومة الاستثمار الرياضي أكد الرئيس التنفيذي لمركز التحكيم الرياضي جابر الجهني أن نجاح استراتيجية وبرامج الاستثمار في المملكة تحتاج إلى بيئة قانونية جاذبة ومشجعة ومطمئنة تحمي حقوق جميع الأطراف وتعزز ثقة المستثمرين، أذ أن الرياضة لم تعد نشاطاً ترفيهياً، بل تحولت إلى صناعة بمليارات الريالات، مبينا أن مركز التحكيم الرياضي يلعب دوراً حيوياً في تعزيز البيئة القانونية في القطاع الرياضي بوضوح تشريعاته وفاعلية استراتيجيته ومواكبة مشاريعها ومبادراتها لكافة المستجدات في القطاع الرياضي بما يتماشى مع المعايير الدولية، وهو ما يمثل محفزاً قويا للراغبين في الاستثمار في القطاع الرياضي.
ورشة عمل
واختتم مركز التحكيم الرياضي السعودي فعاليات المنتدى بورشة عمل حملت عنوان التحكيم الرياضي المبادئ والإجراءات، شارك فيها كل من الدكتور محمد باصّم رئيس مجلس إدارة مركز التحكيم الرياضي السعودي والرئيس التنفيذي لمركز التحكيم الرياضي السعودي جابر الجهني. وتحدث المشاركون في الورشة عن القضاء الرياضي ومفهوم المنازعة الرياضية وآليات حلها، والتشريعات ذات العلاقة، ودور مركز التحكيم الرياضي السعودي في حل المنازعات الرياضية والأدوار التي يقوم بها المحكم الرياضي، وتم فيها تسليط الضوء على مبادئ المركز وأهم التشريعات القانونية، وبيان مراحل إجراءات التقاضي أمام المركز.