سلطنة عُمان ترسخ مكانتها الإقليمية والدولية بالمشاركة في قمة مجموعة العشرين
تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT
العُمانية/ تشارك سلطنة عُمان يومي التاسع والعاشر من شهر سبتمبر الجاري في قمة مجموعة العشرين التي سوف تُعقد في العاصمة الهندية نيودلهي تحت شعار "أرض واحدة، عائلة واحدة، مستقبل واحد".
وممثِّلًا لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم /حفظه الله ورعاه/، يترأس صاحب السمو السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لجلالة السُّلطان وفد سلطنة عُمان المشارك في أعمال القمة.
وتأتي مشاركة سلطنة عُمان في الدورة الـ 18 لمجموعة العشرين بدعوة خاصة من جمهورية الهند الصديقة، لتؤكد عمق العلاقة بين البلدين، وترسيخًا لمكانة سلطنة عُمان باعتبارها أحد الشركاء الفاعلين على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وتمثل هذه المشاركة فرصة لسلطنة عُمان لحضور المنتدى الدولي الحكومي لأهم الاقتصادات حول العالم، مما يسهم في إثراء المجالات المعرفية من خلال تبادل الخبرات والتجارب بين الدول.
وسوف تركز القمة هذا العام على موضوع التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تدابير لنشر النمو الاقتصادي بشكل أكثر توازنًا بين البلدان المتقدمة والنامية.
وقال سعادة عيسى بن صالح الشيباني سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية الهند إنَّ مشاركة سلطنة عُمان كدولة ضيف في قمة مجموعة العشرين تعكس مدى عمق العلاقات الثنائية الوطيدة بين سلطنة عُمان وجمهورية الهند، كما تعكس المكانة الاستراتيجية للسلطنة لدى الهند.
وأوضح سعادته لوكالة الأنباء العُمانية أنَّ دعوة أي دولة كضيف يترتب عليه الاستعانة بها للاستفادة من وجهات النظر في المباحثات والمسارات التي يتم مناقشتها في مختلف اجتماعات مجموعة العشرين، مشيرًا إلى أنَّ الاجتماعات السابقة أتاحت فرصة للعديد من أصحاب المعالي والسعادة من الجانب العُماني للمشاركة وعقد لقاءات ثنائية مع نظرائهم من الدول المشاركة ومناقشة العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وأكَّد في هذا السياق أنَّ سلطنة عٌمان حرصت على ضمان الاستفادة القصوى من اجتماعات مجموعات العمل من خلال الاستعانة بمجموعة من الشباب العُماني من مختلف المؤسسات الحكومية وبعض المسؤولين من أصحاب الخبرة للمشاركة في هذه الاجتماعات التي وصلت إلى ما يقارب الـ 200 اجتماع، وتمَّ خلالها مناقشة مواضيع عالمية مختلفة وقضايا دولية مهمة.
وأضاف سعادته أنَّ الاجتماعات أتاحت لسلطنة عُمان الفرصة للاستفادة من هذه المنتديات المتعددة الأطراف ووضع خارطة طريق للتعامل مع الجوانب ذات الأهمية لكافة مؤسسات الدولة.
وبين أنَّ المشاركة العُمانية الفاعلة والنشطة في أعمال مجموعة العشرين حظيت بإشادة وتقدير الجانب الهندي، لافتًا إلى أنَّ الاجتماعات ناقشت مواضيع رئيسة متعددة مثل الاقتصاد العالمي، وكذلك التأثيرات الجيوسياسية والتحالفات الناتجة عنها، بالإضافة لموضوع تغير المناخ وتأثيره على الإنسان من جهة، وعلى اقتصاديات الدول ونموها من جهة أخرى.
ونوَّه سعادة سفير سلطنة عُمان لدى جمهورية الهند إلى أنَّ الاجتماعات تطرقت لمواضيع مهمة مثل التقنيات الحديثة الناشئة والمجالات المنبثقة عنها كالذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة وتقنيات الفضاء، والتي لاقت اهتمام الجانب العٌماني، حيث بدأت بعض المؤسسات الحكومية المشاركة في المناقشات والمشاورات من أجل توقيع مذكرات تفاهم خلال الفترة القادمة مع بعض الدول المشاركة في قمة مجموعة العشرين.
وقد بدأت اجتماعات الدورة الـ 18 لمجموعة العشرين في شهر ديسمبر الماضي ضمن الاجتماعات الخاصة بمجموعات العمل والمبادرات التي تم استهدافها.
وشاركت سلطنة عُمان خلال الفترة الماضية في عددٍ من الاجتماعات الوزارية بشأن عمل التنمية والزراعة والتعليم والسياحة والبيئة والصحة والتجارة والاستثمار، بالإضافة لاجتماعات فرق عمل مكافحة الفساد.
جديرٌ بالذكر أنَّ قرار إنشاء مجموعة العشرين جاء إثر تعرض العالم لعدد من الأزمات الاقتصادية، وتعود البداية التاريخية لتأسيس المجموعة عبر عقد القمة الأولى في يونيو 1999م بالعاصمة الألمانية برلين.
وتتألف مجموعة العشرين من معظم الدول الاقتصادية الكبرى في العالم التي تمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي و75% من التجارة العالمية.
وتهدف مجموعة العشرين إلى التوصل بالإجماع لحلول للقضايا الدولية باجتماع قادة مجموعة العشرين بشكل دوري.
وتتألف المجموعة من 19 دولة صناعية كبرى، إضافة إلى مقعد الاتحاد الأوروبي وبمشاركة مجموعة من المنظمات الدولية.
وقد ركَّزت مجموعة العشرين في البداية على المواضيع المتعلقة بالقضايا المالية والاقتصادية، ثم توسعت لتشمل قضايا أخرى ذات أهمية عالمية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمسائل الاقتصادية مثل التكنولوجيا الرقمية وسياسات التنمية وتغير المناخ ومكافحة الإرهاب وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام الواسع.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی قمة مجموعة العشرین
إقرأ أيضاً:
رئيس بنك «HSBC الإمارات» لـ «الاتحاد»: المتانة المالية لأبوظبي ترسخ جاذبيتها للاستثمار العالمي
أبوظبي (الاتحاد)
أكد محمد المرزوقي، الرئيس التنفيذي لبنك HSBC الشرق الأوسط المحدود في الإمارات، أن القوة والمتانة المالية التي تتمتع بها أبوظبي ومرونة اقتصادها المزدهر، تشكلان عاملاً رئيسياً في ترسيخ مكانتها باعتبارها «عاصمة رأس المال»، وتعزيز جاذبيتها للمستثمرين ورؤوس الأموال من كافة مناطق العالم.
وأوضح المرزوقي أن أبوظبي التي احتلت المرتبة الأولى عالمياً خلال 2024 من حيث رأسمال صناديق الثروة السيادية بأصول مدارة تزيد على 1.67 تريليون دولار، تشكل قوة مالية عالمية تتمتع بالثروة والاستثمارات الاستراتيجية، حيث تلتقي الرؤية الاقتصادية بالفرصة، والأفكار بالدعم والمشاريع المستقبلية بسرعة التمويل، حتى قبل أن يلاحظ العالم قدومها.
وقال المرزوقي لـ «الاتحاد»: إن قدرة أبوظبي في المحافظة على تصنيفها الائتماني فوق مستوى AA لأكثر من 18 عاماً وخلال الدورات المالية العالمية المعاكسة ومنها الأزمة المالية في 2008 وجائحة «كوفيد-19»، تترجم المرونة المالية القوية والملحوظة التي تتمتع بها ويعكس إدارتها المالية القوية، ومخزونات الثروة السيادية الكبيرة، والسياسات الاقتصادية الحكيمة التي تنتهجها، ويؤكد مدى ثقة المستثمرين وقدرة أبوظبي على التعامل مع دورات الاضطرابات الاقتصادية العالمية مع الحفاظ على الاستقرار والنمو.
وأوضح المرزوقي أن البيئة المالية والاقتصادية المواتية التي تتمتع بها أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة مكنت البنوك والمؤسسات المالية العاملة في الدولة من تحقيق نجاحات استثنائية في مختلف المجالات، مشيراً إلى نجاح بنك HSBC في قيادة 65% من إجمالي قيمة صفقات الاكتتاب للطرح العام الأولي في الأسواق المالية في الإمارات بين عامي 2022 و2025 حتى الآن، وجمع نحو 26.2 مليار دولار.
وأضاف أن البنك ساهم في قيادة أكبر صفقة اكتتاب للطرح العام الأولي في سوق أبوظبي للأوراق المالية في عام 2024، اكتتاب شركة (لولو)، وكذلك تقديم الدعم لشركة «مصدر» في جمع مليار دولار من خلال إصدارها الثاني للسندات الخضراء، وتسهيل أول إدراج مزدوج لها بقيمة 750 مليون دولار في بورصة لندن وسوق أبوظبي للأوراق المالية، والمشاركة في جميع صفقات الاكتتاب للطرح العام الأولي الستة لشركة أدنوك، الأمر الذي مكنه من تصدر جداول بلومبرج لمنطقة الشرق الأوسط لعام 2024 لكل من إدارة رأس المال المؤسسي وإدارة رأس المال الدين، وذلك للعام الرابع على التوالي.
ولفت المرزوقي إلى أن هذه الخبرات والنجاحات تعزز من ثقة الشركات والمستثمرين في الأسواق العالمية وخاصة الآسيوية والصينية، وتمكننا أن نقدم للشركات الصينية إمكانية الوصول إلى مجموعات رأس المال الإقليمية العميقة، مما يضمن لها الوصول إلى استراتيجيات التمويل المثلى.
الإمارات والصين
أشار إلى فرص النمو القوية في العلاقات التجارية والاستثمارية بين دولة الإمارات والصين، مشيراً إلى أنه من المتوقع أن تنمو حركة التبادلات التجارية الثنائية إلى 200 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، وزيادة في تدفقات رأس المال ونشاط الاستثمار، مع حرص كلا السوقين على تعزيز التعاون الاقتصادي والمالي.
وقال إنه في ظل هذه الآفاق الواعدة للعلاقات الاقتصادية، يسعى البنك أن يرسخ موقعه كبوابة مالية لأبوظبي إلى العالم، وذلك من خلال شبكته العالمية للربط ما بين رؤوس الأموال والخبرات والفرص، مشيراً إلى أنه على رغم من أن مناطق أوروبا والأميركتين لا تزال تعتبر من أكثر الممرات الواردة نشاطاً بالنسبة لأعمالنا في منطقة الشرق الأوسط، إلا أن نشاط العملاء من مناطق آسيا ينمو بوتيرة مضاعفة تقريباً.
جاذبية أسواق المال
حول جاذبية أسواق الإمارات للشركات الصينية، أوضح المرزوقي أن زخم نشاط أسواق رأس المال في منطقة الشرق الأوسط عموماً والإمارات على مدى السنوات الأخيرة، أدى إلى زيادة عدد المستثمرين المشاركين بشكل فاعل في أسواق رأس المال وبالتالي زيادة السيولة للشركات المدرجة، وتعمل دولة الإمارات على تعميق أسواق رأس المال، التي تجاوزت قيمتها السوقية تريليون دولار أميركي في نهاية عام 2024، وتقوية ارتباطها بآسيا لتعزيز النمو وخلق فرص جديدة.
ونوه المرزوقي بجاذبية دولة الإمارات للاستثمارات واحتلالها المرتبة الثانية عالمياً من حيث تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة بقيمة 30 مليار دولار في عام 2023، ومحافظتها على مكانتها كوجهة رائدة عالمياً للاستثمار الأجنبي المباشر في المشاريع الجديدة لمدة ثلاث سنوات متتالية، وتطورها من مركز إقليمي إلى سوق رأسمال بقيمة تريليون دولار.
حلقة وصل
قال الرئيس التنفيذي لبنك HSBC الشرق الأوسط المحدود في الإمارات: إن بنك HSBC يعمل كحلقة وصل رئيسية في ممر الأعمال بين الإمارات وآسيا، مما يسهل حركة التبادلات التجارية والاستثمارية، لافتاً إلى اختيار مكتب أبوظبي للاستثمار (ADIO) في العام الماضي للبنك كشريك مالي دولي مفضل في منطقة آسيا - وذلك من أجل الترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في سوق أبوظبي، بالإضافة إلى مساعدة عملاء HSBC في ترسيخ وجودهم على المستوى الإقليمي في أبوظبي للتوسع إلى الأسواق المجاورة، مشيراً إلى وجود نحو 20 موظفاً لدى البنك في الإمارات ممن يتحدثون باللغة الصينية - الذي يعتبر أحد أكبر فرق العمل من آسيا الموجودة من بين البنوك المحلية والدولية
وأوضح المرزوقي تطلع البنك إلى قيام الشركات الصينية بشكل أكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة بشكل أوسع، بالانخراط في تنفيذ مشاريع الشراكات بين القطاعين العام والخاص. وأعتقد أنه هذا الأمر سيكون مفيداً للغاية بالنسبة للشركات الصينية؛ لأنه يجلب فوائد مالية وتشغيلية بالنظر إلى التمويل الطويل الأجل، إلى جانب مخاطر الاستثمار المشترك والابتكار ونقل المعرفة، وأن من شأن هذه المشاريع المشتركة وعلاقات التعاون أن تفتح الأبواب أمام رؤى السوق وشبكات التوزيع والسهولة التنظيمية.